صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2011, 12:58 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 55 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( العفــــو )

55 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / ( العفــــو )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================


الحمد لله القويِّ الحليم ،


{ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }


[الشورى:25] .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


لا يسأل عما يفعل و هم يسألون ،


و أشهَد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له ، يُطاع فيشكُر ، و يُعصَى فيغفِر ،


{ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }


[القصص:70] ،


و أشهد أنَّ سيدنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسولُه و صفيّه و خليله ،


تركنا على المحجَّة البيضاء ، ليلُها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالِك ،


فصلوات الله و سلامه عليه ، وعلى آلهِ الطيِّبين الطاهرين ،


و على أصحابهِ و التابعين ، و من تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .


أمّـــا بعـــد :


فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، و خيرَ الهدَى هديُ سيدنا محمّد صلى الله عليه و سلم ،


و شرَّ الأمور محدثاتها ، و كلَّ محدثة بدعة ، و كلَّ بدعة ضلالة .



ألا فاتَّقوا الله عبادَ الله ، و أعلموا أنَّما هذه الحياة الدنيا متاع ، و أنَّ الآخرة هي دار القرار ،


{ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }


[المائدة:100] .


أيّها الناس ، سلامة صدرِ المرء من البغضاء و خُلوّ نفسِه من نزعةِ الانتصار


للنَّفس و التشَفِّي لحظوظِها لهي سِمَة المؤمن الصالح الهيّن اللَّيِّن الذي لا غلَّ فيه


و لا حسَد ، يؤثر حقَّ الآخرين على حقِّه ، و يعلم أنَّ الحياةَ دارُ ممرٍّ و ليسَت دار مَقرٍّ ؛


إذ ما حاجةُ الدنيا في مفهومه إن لم تكُن موصِلَةً إلى الآخرة ؛


بل ما قيمةُ عيشِ المرء على هذه الأرض و هو يَكنِزُ في قلبه حبَّ الذات و الغِلظة و الفَظاظَة


و يُفرِزُ بين الحين و الآخر ما يؤكِّد من خلالِه قَسوَةَ قلبِه و ضيق صدره ؟!


ما أكثَرَ الذين يبحَثون عن مصادرِ العزِّة و سبُلها و التنقيب عنها يمنةً و يَسرةً


مهما بلَغ الجَهدُ في تحصيلها ، مع كثرَتِها و تنوُّع ضُروبها ،


غيرَ أنَّ ثمَّةَ مصدرًا عظيمًا من مصادرِ العزَّة يغفل عنه جلُّ النّاس مع سهولَتِه


و قلَّة المؤونةِ في تحصيله دون إجلابٍ عليه بخيلٍ و لا رَجلٍ ؛


إنما مفتاحُه شيءٌ من قوَّةِ الإرادة و ذمِّ النفسِ عن استِتمامِ حظوظها و أستيفاءِ كلِّ حقوقِها ،


يتمثَّل هذا المفتاحُ في تصفِيَة القلب من شواغلِ حظوظ الذّات و حبِّ الأخذ دون الإعطاءِ .


هذه العزّةُ برمَّتها يمكِن تحصيلُها في ولوجِ المرء بابَ العفو و الصَّفح و التسامح و المغفرة ،


فطِيبُ النفس و حسنُ الظنّ بالآخرين و قَبول الاعتذار و إقالةُ العثرة و كَظم الغيظ


و العفوُ عن الناس كلُّ ذلك يعَدّ من أهمِّ ما حضَّ عليه الإسلام في تعامُل المسلمين


مع بعضِهم البعض . و مَن كانت هذه صفَته فهو خليقٌ بأن يكونَ من أهل العزَّة و الرفعة ؛


لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال :


(( ما نقَصَت صدقةٌ من مالٍ ، و ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلاَّ عِزًّا ،


و ما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعَه ))


رواه مسلم ،


و في لفظٍ لأحمد :


(( ما مِن عبدٍ ظُلِمَ بمظلمةٍ فيُغضِي عنها لله إلاَّ أعزَّه الله تعالى بها ونصَره )) .


فهذِه هي العِزَّة يا باغيَ العزة ، و هذه هي الرِّفعة يا من تنشُدُها .


إنها رِفعة و عِزّة في الدنيا و الآخرة ، كيف لا و قد وعد الله المتَّصفِين بها بقولِه :


{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *


الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ


وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ }


[آل عمران:133، 134] ؟!


و الكاظِمونَ الغيظَ ـ عباد الله ـ هم الذين لا يُعْمِلون غضَبَهم في الناس ،


بل يكفّون عنهم شرَّهم ، و يحتسِبون ذلك عند الله عز و جل ،


أمّا العافون عن الناس فهم الذين يعفونَ عمَّن ظلمَهم في أنفسهم ،


فلا يبقَى في أنفِسهم موجِدَة على أحدٍ . و من كانت هذه سجيَّته فليبشِر بمحبَّةِ الله له


حيث بلَغَ مقامًا من مقاماتِ الإحسان ،


{ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ }


[آل عمران:134] .


و إذا أحسن العبد أحبَّه الله ، و من أحبَّه الله غفَر له و رحمة ،


{ إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ }


[الأعراف:56] .


العفو ـ عبادَ الله ـ شِعار الصالحين الأنقِيَاء ذوِي الحِلم و الأناة و النّفس الرضيّة ؛


لأنَّ التنازلَ عن الحقِّ نوعُ إيثارٍ للآجلِ على العاجل و بسطٍ لخُلُقٍ نقيٍّ تقيٍّ


ينفُذ بقوّةٍ إلى شِغاف قلوب الآخرين ، فلا يملِكون أمامه إلا إبداءَ نظرةِ إجلالٍ


و إكبار لمن هذه صفتُه و هذا ديدَنُه .


إنَّ العفو عن الآخرين ليس بالأمرِ الهيِّن ؛


إذ له في النّفسِ ثِقلٌ لا يتِمّ التغلُّب عليه إلاّ بمصارعةِ حبِّ الانتصار و الانتقامِ للنفس ،


و لا يكون ذلك إلا للأقوياءِ الذين استعصَوا على حظوظ النّفس و رغباتها


و إن كانت حقًّا لهم يجوزُ لهم إمضاؤُه لقوله تعالى :


{ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ }


[الشورى:41] ،


غيرَ أنَّ التنازل عن الحقّ و ملكةَ النفس عن إنفاذِه لهو دليلٌ على تجاوزِ المألوفِ


و خَرق العادات . و مِن هنا يأتي التميُّز عن العُموم ،


و هذا هو الشَّديد الممدوحُ الذي يملِك نفسه عند الغضب كما في الصحيحَين و غيرهما


عن النبي صلى الله عليه و سلم ،


و قد أخرج الإمام أحمَد في مسنده قولَ النبيِّ صلى الله عليه و سلم :


(( من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن ينفِذَه دعاه الله على رؤوسِ الخلائق


حتى يخيِّرَهُ من أيِّ الحور شاء )) .



أيّها المسلمون ، إنَّ شريعتَنا الغرّاء يوم حضَّت المسلمِين على التخلُّق


بخلقِ العفو و التجاوُز لم تقصِر ذلك في نطاقٍ ضيق أو دائرة مغلَقَة ،


بل جعلتِ الأمرَ فيه موسَّعًا ليشمَلَ جوانبَ كثيرةً من شؤونِ التّعامُل العَامّ و الخاصّ ،


فلقد جاء الحضُّ من الشارع الحكيم للقيادة الكُبرى و أهلِ الولاية العظمى بذلك ؛


لأنَّ تمثُّل القيادَةِ بسيما العفوِ و التسامُح أمارةٌ من أمارات القائدِ الناجحِ


كما أمرَ الله نبيَّه صلى الله عليه و سلم في قولِه :


{ خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ }


[الأعراف:199] ،


و كما في قوله تعالى :


{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ


فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }


[آل عمران:195] .


بل إنَّ الحضَّ على العفوِ قد تعدَّى إلى ما يخصّ تبايُع الناس و شراءَهم و مدايناتهم ،


فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم :


(( من أقال مسلمًا بيعتَه أقال الله عثرتَه ))


رواه أبو داود و ابن ماجه ،


و قال صلوات ربى و سلامه عليه و على آله و صحبه :


(( كان تاجرٌ يدايِن الناس ، فإذا رأَى معسِرًا قال لفتيانه :


تجاوَزوا عنه لعلَّ الله أن يتجاوز عنّا ، فتجاوَز الله عنه ))


رواه البخاري و مسلم .


وجاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ،


كم نعفو عن الخادم ؟ فصمَت ، ثم أعادَ عليه الكلام فصمَت ، فلمّا كان في الثالثة قال :


(( أعفوا عنه في كلِّ يومٍ سبعين مرة ))


رواه أبو داود والترمذي .


و بعدُ يرعاكم الله : فإنّ العفو و التجاوز لا يقتضِي الذّلَّةَ و الضعف ،


بل إنه قمَّة الشجاعة و الامتنانِ و غلَبَة الهوى ،


لا سيَّما إذا كان العفوُ عند المقدِرَة على الانتصار ،


فقد بوَّب البخاريّ رحمه الله في صحيحه بابًا عن الانتصارِ من الظالم لقوله تعالى :


{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ البَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ }


[الشورى:39] ،


و ذكَرَ عن إبراهيم النخعيّ قوله :


" كانوا يكرَهون أن يُستَذَلّوا ، فإذا قدروا عفَوا " ،


قال الحسن بنُ علي رضي الله تعالى عنهما :


( لو أنَّ رجلاً شتَمني في أذني هذه واعتذر في أُذني الأخرَى لقبِلتُ عذرَه ) ،


و قال جعفرُ الصادِق رحمه الله :


" لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة " ،


ثم إنَّ بعض الناس ـ عباد الله ـ قد بلغ من القسوةِ ما لا يمكن معها أن يعفوَ لأحد


أو يتجاوَز عنه ، لا ترونَ في حياته إلاّ الانتقام و التشفِّي .


ترونَه و ترونَ أمثالَه كمثَل سماءٍ إذا تغيَّم لم يُرجَ صَحوُه ، و إذا قَدر لا يُنتَظَر عفوه ،


يغضِبُه الجرمُ الخفيّ ، و لا يرضيه العذرُ الجليّ ،


حتى إنّه ليرَى الذنبَ و هو أضيقُ من ظلِّ الرمح ،


و يعمَى عن العذرِ و هو أبيَنُ من وضَح النهار .


ترونَه ذا أُذنين يسمَع بإحداهما القولَ فيشتطّ و يضطرب ،


و يحجبُ عن الأخرَى العذرَ و لو كان له حجّةٌ و برهان .


و مَن هذه حالُه فهو عدوُّ عقلِه ،


و قد استولى عليه سلطان الهوَى فصرفَه عن الحسنِ بالعفوِ إلى القبيح بالتَّشفِّي ،


تقول عائشة رضي الله تعالى عنها :


{ ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئًا قطّ بيده ، و لا امرأة و لا خادمًا ،


إلا أن يجاهِدَ في سبيل الله ، و ما نيل منه شيء قطّ فينتَقِم من صاحبه


إلاّ أن يُنتَهَك شيء من محارِم الله فينتَقِم لله عز و جل } .


رواه مسلم .


ألا إنَّ الانتصارَ للنفس من الظلمِ لحقّ ، و لكنَّ العفوَ هو الكمالُ و التّقوى ،


{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }


[الشورى:40] .


باركَ الله لي و لكم في القرآنِ العظيم ،


و نفعني و إيّاكم بما فيه من الآيات و الذّكر الحكيم ،


قد قلت ما قلت ، إن صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،


و أستغفر الله إنّه كان غفّارًا .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله المحمودِ في عليائِه ، حمدًا يليق بعظمته و كبريائِه ،


أحمده تعالى و أشكره ، و أثني عليه و أستغفِره ، و أسأله المزيدَ من فضله و عطائِه ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تبارك في صفاته و أسمائه ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمّدًا عبده و رسوله و خيرتُه من خلقه و أنبيائه ،


صلّى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين و مَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم لقائِه .


و بعد : فأتّقوا الله أيها المسلمون ،


و أعلَموا أنَّ حث الشريعة على العفوِ و التجاوُز لم يكن مقتصِرًا على العفو


في الظاهرِ دون الباطن ، بل إنَّه عمَّ الظاهر و الباطنَ معًا ،


فأطلق على الظاهر لفظَ العفو ، و أطلق على الباطنِ لفظ الصَّفح ،


و العفوُ و الصفح بينهما تقارُبٌ في الجملة ، إلاَّ أنَّ الصفحَ أبلغ من العفو ؛


لأنَّ الصفح تجاوزٌ عن الذنبِ بالكلية و أعتباره كأن لم يكن ،


أمّا العفو فإنّه يقتضي إسقاطَ اللوم الظاهر دونَ الباطن ،


و لذا أمَر الله نبيَّه صلى الله عليه و سلم به في قولِه :


{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }


[الحجر:85] ،


و هو الذي لا عتاب معه .


و قد جاءتِ الآيات متضَافِرةً في ذكرِ الصفح و الجمعِ بينه و بين العفو كما في قولِه تعالى :


{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ }


[المائدة:13] ،


وقوله :


{ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ }


[البقرة:109] ،


و قوله سبحانه :


{ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ


وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا


أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


[التوبة:22] ،


و قوله سبحانه :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ


وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


[التغابن:14] .


العفو و الصّفح ـ عباد الله ـ هما خلُقُ النبيّ صلى الله عليه و سلم ،


فأين المشمِّرون المقتَدون ؟!


أين من يغالِبهم حبُّ الانتصار و الأنتقام ؟!


أين هم من خُلُق سيِّد المرسَلين صلى الله عليه و سلم ؟!


سئِلَت أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها


عن خلُق رسولِ الله صلى الله عليه و سلم فقالت :


( لم يكن فاحِشًا و لا متفحِّشًا و لا صخَّابًا في الأسواق ،


و لا يجزِي بالسيِّئة السيئة ، و لكن يعفو و يصفح ) .


رواه أحمد و الترمذي و أصله في الصحيحين .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *


وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }


[الشورى:36، 37] .


هذا وصلّوا ـ يرحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشريّة


محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم


صاحبِ الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،


و ثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ،


فقال جل و علا عز من قائل سبحانه :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56] ،


و قال صلوات ربى و سلامه عليه :


(( من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرًا )) .


اللهم صلّ على محمد و على آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ...


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ،


النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ،


و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ،


يا خير من تجاوز و عفا .


اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين...


و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون


فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى


أنتهت

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات