صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-16-2015, 09:40 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي المفتاح السابع: تَحمُّلُ المسؤوليّة

الأخت / رنــا محمد
من مجموعة " أحبك لبنان " الصديقة




المفتاح السابع : تَحمُّلُ المسؤوليّة


الشيخ د.محمد صافي المستغانمي

المفتاح السابع: تَحمُّلُ المسؤوليّة

قال جلَّ ثناؤُه:


{ ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى، وَأَنْ ليسَ للإِنسانِ إلاَّ ما سعى }

[النجم:38- 39]


مبدأُ تحمُّل المسؤوليّة مبدأٌ عظيمٌ :

دعت إليه جميعُ الأديان السَّماويّة، وتنادت به الفلسفاتُ الوضعيَّة؛

فهو الذي يُمكِّنُ الشَّخصَ من الاضطلاع بِأُموره وشؤونه وحدَه، ويقضي

على التَّواكل والسَّلبيّة وإلقاء اللَّوم على الآخرين والتَّعلُّق بالأعذار.

وبما أَنَّ تفكيرَك يتحكَّمُ في مصيرك؛ فإِنَّهُ بإمكانك أَن تتحكَّم في حياتك،

وتُهيمِنَ على جميع شُؤونك من خلال إِمساكك بزمام تفكيرك أوّلاً.

وكلَّما شعرتَ بالمسؤوليّة التّامّة على شؤون حياتك، وأحسستَ بأَنَّك

تتحكَّمُ في مُجريات يوميّاتك؛ زادَ ذلك من رصيد طاقتك الشّخصيّة،

وشعرتَ بلذَّة التَّحكُّم في الذّات، وأصبحتَ المُصَمِّمَ الأوَّلَ والمُخطِّطَ الفاعلَ

لِما تقومُ به من أعمالٍ، وما تَجنيه من نتائجَ، وأمسى قرارُ مصيرك بينَ

يديْك، وازدادَ رصيدُ ثِقتك في نفسك.


أنتَ وحدَك مسؤولٌ عن حياتك:

الفردُ الوحيدُ المسؤولُ عن جودة الظُّروف التي تحياها، أو شَظَفِ العيش

الذي تتقلَّبُ فيه هُوَ أنتَ؛ فإليك يتوجَّهُ الخطابُ في القرآن الكريم والسُّنَّة

العَطرة، وأنتَ المَعنِيُّ بالقوانين والتَّشريعات، وأنت مناطُ التَّكليف.

لا تستطيعُ أن تستأجِرَ أحدًا ليتحمَّلَ مسؤوليَّةَ حياتك عنك، أو أَن يقوم

بوظائف أعضائك، أَوْ أنْ يتنفَّسَ برئتيه من أجلك، أو أَن يُمارِسَ تمارينَ

الضَّغط من أجل تقوية عضلات ذراعيْك وساعِديك.وقدْ قرَّرَ القرآنُ الكريم

المسؤوليَّةَ الفَرديَّةَ منذ الأيّام الأُولى لنزول الوحي في مكَّةَ المُكرَّمة:

قال جلَّ شأنه:


{ ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى وَأَنْ ليسَ للإِنسانِ إلاَّ ما سعى

وأَنَّ سَعيَهُ سوفَ يُرى ثُمَّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفى }

[النجم:38- 39 ]


اللَّومُ والعِتابُ مَلجأُ الضُّعفاء:

تعلَّمنا منذُ أعوام الصِّبا الأَوَّل أن نُوقِعَ اللَّومَ على الآخرين. إذا لَمْ يُحقِّق

الطالبُ درجات النَّجاح المطلوبة ألقى باللاّئمة على طريقة المعلِّم، وعلى

جوِّ الصَّفِّ، وعلى نوعيَّة الامتحانات، وعلى كلِّ شمّاعةٍ يُمكنه أن يرتَكِزَ

عليها، مُتَّهِمًا كلَّ شيءٍ إلاَّ نفسَه.وهكذا ضعافُ النُّفوس يُلقون باللَّوم على

أشياء أُخرى خارجَ ذواتِهم. يلومون الآباءَ والأُمَّهاتِ، والرُّؤساءَ

والأصدقاءَ، ووسائل الإعلام، والعُملاء، والأزواج، والحالة الاقتصاديّة،

وانهيار العُملات، وقِلَّة المال، وبُرجَ الحظّ، وعلى كلِّ شيء يُمكن

تعليقُ اللَّوم عليه.


ولهؤلاء اللَّوّامين يتوجَّهُ قولُ الشّاعر:

ذَمَّ الزَّمانَ بنو الزَّمانِ وَإِنَّما ذَمُّوا نُفُوسَهم وَإِن لَم يشعُروا


وأذكِّرُهم بقول الشاعر:

نعيبُ زَماننـا والعيْبُ فيـنا وما لِزماننـا عيبٌ سِوانـا


كثيرٌ من النّاس يقولون: إِنَّ لديهم أحلامًا كبيرةً، ورغباتٍ عظيمةً أَنْ

يُحسِّنوا من مهاراتهم الفَنِّيَّة والتَّخصُّصيّة الوظيفيَّة، ثُمَّ لا يقومون بأيِّ

خُطوةٍ في هذا الاتِّجاه، مُلقين اللَّومَ على صاحب العمل.والحقيقةُ التي يعملُ

الجميعُ على تناسيها والتَّغاضي عنها، أَنَّ المسؤولَ الأوَّلَ عن كلِّ شيءٍ

أنتَ فيه هو نفسُك التي بين جنبيك.


قال برنارد شو:

"دَومًا ما يُلقي النّاسُ اللّومَ على ظروفِهم لما وصلوا إليه مِن حالٍ؛ إِنّي

لا أُؤمِنُ بالظُّروف؛ إِنَّ الأفرادَ الذين ينجحون في هذا العالَم هم الأفرادُ

الذين ينهضون ويبحثون عن الظروف التي يريدونها؛ فإن لم يستطيعوا

إيجادها فإِنَّهم يصنعونها".

[نجاحات عظيمة، ص 86]


قِصَّةُ صاحب المفتاح المَفقود:

روى المدرّبُ العالمي زيج زيجلر في كتابه الرّائع: أراكَ على القِمَّة، قِصَّة

ذلك الرَّجل الذي فَقَدَ مفتاحَ بيته، وسار يبحثُ عنه في الشّارع العام تحت

ضوء الإنارة العامَّة الخارجيَّة.وبينما هُو يبحثُ عن مفتاحه المفقود، رآهُ

أحدُ المارَّة الفُضلاء فَرَثى لحاله، وأشفقَ عليه، وقرَّرَ مُساعَدته. وبعدَ

ساعةٍ من البحث، والتَّنقيب عن المفتاح المَفقود، ولَمّا كَلَّ الباحثُ المُساعِدُ

وحلَّ به التَّعبُ، وظهرت عليه علاماتُ الإعياء سألَ صاحبَ المفتاح:

هلْ أنتَ مُتأكِّدٌ أَنَّك ضَيَّعتَ المفتاحَ في هذا المكان؟!


فأجابه صاحبُ المفتاح المفقود قائلا: لا، لستُ متأكِّدا، بل 90 % أنَّني

فقدتُ المفتاح في البيت.قال له صاحبُهُ مُتعجِّبًا: ولِمَ تبحثُ في هذا المكان

إذن؟! قال: أعجبتني الإنارةُ العامَّة في هذا الشارع. لا تتعجَّبْ أيُّها القارئُ

اللَّبيبُ، فَشَأْنُ كثيرٍ من النّاس كشأن صاحب المفتاح المفقود، يَبحثُون عن

النَّجاح خارجَ ذواتهم، ومفاتيحُ النَّجاح بين صدورهم.


لقدْ حانَ الأوانُ لِنَكُفَّ عن البحث خارِجَ ذواتنا عن إجاباتٍ تُفَسِّرُ إخفاقاتنا،

وعن أسباب عدم تمكُّننا من صُنعِ النَّتائج التي نريدُها. لله درُّك أيُّها

الإنسانُ العَجيبُ؛ تبحثُ عن أسباب النَّجاح خارجَ نفسك، وفيك انطوى

العالَمُ الأكبرُ، وما أعظمَ التَّعبيرَ القرآنيَّ المُتفرِّدَ الذي يُناديك في كلِّ مطلع

شمسٍ ومع كلِّ غُروب:


{ إِنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ ما بِقَومٍ حتَّى يُغيِّروا ما بِأَنفُسِهم }

[الرَّعد:11]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولَوْ ألقى معاذيره:

لا ينفعُك التَّبريرُ، ولا يُغني عنك الاعتذارُ. الواقِعُ يشهَدُ أَنَّ 99 % من

الإخفاقات تأتي من أُناسٍ عادتُهم التَّبريرُ ودَيْدَنُهم تلفيقُ الأعذار، فإذا كنتَ

ترغبُ في صُنع الحياة التي تأمُلُها، فسيكونُ عليك لِزامًا أن تتخلّى

عن جميع أعذارك.وكما أنَّ عادةَ الاعتذار لا تنفعُكَ في الدُّنيا، فكذلك سوفَ

تتخلّى عنك يومَ القيامة:

قال جلَّ شأنه:


{ بلِ الإِنسانُ على نفسِهِ بصيرةٌ ولَوْ أَلقى مَعاذيرَه }

[القيامة: 15]


تحمَّلْ مسؤوليَّتك عن نفسك بنسبة 100 % ، ولا تُغْفِلْ أيَّةَ جُزئيَّةٍ من

جُزئيّات حياتك مهما جلَّتْ أَوْ دَقَّت؛ ولا تَرْمِ الأحمالَ على غيرك، ولَوْ كانت

الظُّروفُ الخارجيَّةُ هي المسؤولةَ عن نتائجك، لكانَ من السَّهل على لاعب

كرة القدم أَنْ يُلقِيَ باللَّوم على أرضيَّة الملعب، ولكانَ من اليسير على

لاعب كرة المضرب أن يَنحُوَ باللائمة على نوعيَّة المضارب التي

بين يديه.


"إِنَّنا في واقعنا المعاصر نُدافعُ عن عاداتنا المُدمِّرة للذَّات، مثل التَّدخين،

بِمنطقٍ لا يُمكنُ الدِّفاعُ عنه، ونُخفِقُ في تعليم أنفسنا، وفي تعلُّم مهارات

جديدة بشكلٍ مستمِرٍّ، ونُضَيِّعُ أوقاتنا في الجوانب التَّافهة من حياتنا،

وننخرِطُ في الثَّرثَرة العديمة الجدوى، ونتناولُ أطعمةً غير صِحِّيَّة، ونعجَزُ

عن ممارسة التَّمرينات الرِّياضيَّة، ونُنفقُ مالاً أكثر مِمَّا نكسبُ، ونعجزُ

عن قولِ الحقيقة، ولا نطلُبُ ما نُريدُ... وبعد كلِّ ذلك نتساءلُ لماذا لا تسيرُ

حياتنا كما نُريدُ؟؟"

[مبادئ النجاح، جاك كانفيلد]


قبلَ أَن تُحلِّقَ الطّائرةُ في الأجواء الواسعة، لا بُدَّ من مَدرجٍ مُعبَّدٍ جاهزٍ

بمواصفاتٍ خاصَّة؛ وأنتَ إذا لَم تَملِكْ مدرجًا مُشابِها فإِنَّهُ يصعُبُ عليك

الإقلاعُ؛ من هنا يتوجَّبُ عليك أَن تُمسِكَ مِعولاً، وتبدأ بتعبيد مدرجك

الخاص لِكيَ تُقلِعَ بنجاحٍ كما أقلع الآخرون.


نتائجُك اليوم هي خياراتُك بالأمس:

يُقِرُّ الإسلامُ مبدأَ المسؤوليَّة الفَرديّة في كثيرٍ من نُصوصه، حيثُ أوضح

الله تعالى في القرآن الكريم أَنَّ الإنسانَ يومَ القيامة مَجزِيٌّ على ما قدَّمَ

في دُنياه، وأنَّ كلَّ ما وصلَ إليه من خيرٍ أَو شَرٍّ فَهُوَ مسؤولٌ عنه، وهُوَ

مِمّا كسبت يداهُ، وكلُّ ما يُصيبُهُ من مصائبَ في دُنياهُ وأُخراهُ فَهُو بما

اقترفتْ يداه، وجنت نفسُهُ.

قال تبارك اسمه:


{ كُلُّ امرئٍ بِما كسبَ رهينٌ }

[الطور: 21]


وقال جلَّ شأنه:


{ وما أصابَكُمْ مِن مُصيبةٍ فَبِما كسبَتْ أيديكُم ويَعفو عن كثيرٍ }

[الشورى: 30].


فلا تَعْجَلْ بِإلقاء اللَّوم على أحد؛ فَكُلُّ ما أنتَ فيه هُو صُنعُ يَديك، وتخمينُ

تفكيرك، ونتاجُ قراراتك، ومُخرجاتُ اختياراتك.


غيِّر استجاباتك تتَغيَّرْ نتائجُك:

أَمامك خياران في هذا العالم، إِمّا أَنْ تقبلَ الظُّروفَ التي تحياها، أَو أَن

تتقبَّلَ مسؤوليَّةَ تغييرها، واعلمْ أَنَّ أوَّلَ خُطوةٍ نحوَ النَّجاح تَخطوها هي

أَنَّك ترفُضُ أَن تكونَ أسيرَ البيئة التي وجدتَ نفسَك بينَ براثِنها في بداية

الأمر. إِنَّك لَن تُحقِّقَ ما تشتهي، ولَنْ تصلَ إلى أهدافك ما لَمْ تُغيِّر

استجاباتك. أنتَ الذي أخذت قرارَ انضمامك إلى هذا الفريق، وأنت الذي

اخترت مواصلة دراستك في هذه الكلية أو تلك الجامعة، وأنتَ الذي

أسرفتَ في الطَّعام والشّراب، وأنتَ الذي لَم تنضبِطْ في أداء التَّمارين

الرّياضيَّة المُقرَّرة؛ فلا تندم اليوم على ما بدر منك سابقًا، وعلى ما أنت

فيه من ظُروف.


لا تتغيَّرُ ظروفُك ما لم تتغيَّر استجاباتُك لها.

عندما هزَّ الزِّلزالُ المدمِّرُ مدينة لوس أنجلس عام 1994، دمَّر الكثير من

الطُّرق، وأصبحت حركةُ المرور شِبْهَ مُتوقِّفة. قام مُراسل شبكة (CNN)

وطَرَقَ نافذة إحدى السَّيَّارات العالقة في الزِّحام المروري، وسأل السّائقَ

عن أحواله، فأجاب السّائقُ بغضبٍ: "إِنَّني أكرهُ كالفورنيا. في البداية

كانت هناك الحرائق، ثم جاءت الفيضانات، والآن يأتي زلزال! سأتأخَّرُ

عن موعد العمل أيًّا كان الوقتُ الذي أُغادرُ فيه البيتَ في الصَّباح. لستُ

أُصَدِّقُ هذا".


ثُمَّ طرقَ المراسلُ نفسُهُ نافذةَ السَّيَّارة الواقفة وراء سيَّارة هذا الرَّجل،

ووجَّهَ إليه السؤالَ نفسَهُ. وكان هذا السائقُ مُبتسمًا طوالَ الوقت. أجابَ

قائلاً: "ليست هناك مشكلةٌ. لقد غادرتُ المنزلَ في الخامسة صباحًا،

ولستُ أعتقِدُ أَنَّ رئيسي يُمكنُ أَنْ يُطالبني بِأكثر مِن هذا في ظلِّ هذه

الظُّروف. ولَدَيَّ هنا في السَّيَّارة الكثير من أشرطة الموسيقى، وكذلك

معي أشرطة تعلُّم اللُّغة الإسبانيَّة التي أُحاولُ تعلُّمها الآن. ومعي هاتفي

المحمول، ومعي قَهوة ساخنة في الترمس الزُّجاجي، ومعي غذائي،

بل إنني اشتريتُ كتابا لأقرأَه في الطَّريق، لذا فإنَّني بخير حالٍ".


اختلفت الاستجابتان فاختلفت النَّتيجتان، والأفكار السَّلبيَّة أو الأفكار

الإيجابية هي التي صنعت الفارق بين الموقفين.

[انظر مبادئ النجاح، جاك كانفيلد، ص7]


والخُلاصةُ الذَّهبيَّةُ في هذا الشَّأن:

إِمّا أَن تصنَعَ وتُخطِّطَ لِمُفردات حياتك، وإِمّا أَن تَدعَ الآخرين يُخطِّطون لك،

واليومُ الذي تُغيِّرُ فيه استجاباتك تُجاهَ ما حولَك مِنْ أحداث، هُو اليومُ الذي

سوفَ تُولَدُ فيه مِن جديد، وتبدأُ حياتُك في التَّحسُّن.


الشَّكوى لا تُفيدُ نقيرًا ولا قِطميرًا:

ما أكثرَ الباكين الشّاكين في دُنيا النّاس، وعِندما تتأمَّلُ في شكاواهم تَجِدُ

أَنَّهم يتبرَّمون ويتضَجَّرون من أحداثٍ وظُروفٍ هي أَوَّلاً: مِن صُنع أيديهم،

وثانيا: لديهم القُدرةُ على تغييرها إِن شاؤوا وعزموا أن يفعلوا. وبدلَ أن

ينبَروا إلى تلك الظُّروف غيرِ المُواتية لخَلْخَلَتِها من الأعماق، واجتثاث

أُصولها، فإِنَّكَ تجِدُهم قد تعوَّدوا على الأنين والشَّكوى، والمأسوفُ له أنَّهم

يتوجَّهون بالشَّكوى إلى غير الجهة المُختصَّة، وإلى غير الجهة المُخوَّلة

التي بإِمكانها فعلُ شيءٍ ما. تجدُ عاملاً يشتكي من رئيس العمل لزوجه

داخل غرفة نومه، وآخر يملأُ حديثه مع رفقائه في جلسات السَّمر عن

ظروف عمله السَّيِّئة، وعن راتبه المُتدنّي، وعن السّياسات والقرارات

غير الوجيهة – في نظره – التي يتَّخِذُها السّاسةُ والمدراء وغيرهم.

وكان الأَوْلى بهؤلاء وهؤلاء أَنْ يَجتهِدوا في إيجاد حلولٍ عمليَّةٍ لِما

يُعانونه من ظروف شديدةٍ في أماكن العمل.


قُمْ بِإجراءات عمليَّة،

حاولْ أَن تُغيِّر ما يُمكنك تغييرُه على مُستواك الشَّخصي. قَدِّم النُّصحَ

لرؤسائك في العمل. ائتِ بِمُقترحاتٍ جديدة لحلِّ أزمتك وأزمات رفقائك...

ارفَعْ قضيَّتك إلى جهة الاختصاص، وإلى الجهة المُخوَّلة لتقولَ شيئًا

في المسألة المَطروحة.


اعلَمْ أَنَّ الظُّروفَ التي تشكو منها، هي ظُروفٌ يُمكنك الإِسهام

في تغييرها؛ فَما عليك إلاّ أنْ تتخلَّ عن توجيه الشّكاوى وتفريغ الآهات

إلى الجهات غيرِ المسؤولة، وأَسهِم في الحلول بَدلَ الانشغال في تشخيص

الأَدواء، وتيَقَّنْ أَنَّك إذا تحمَّلتَ مسؤوليَّةَ حياتك بِقوَّةٍ وجدارةٍ واستحقاقٍ

وهِمَّةٍ عالية؛ فَإِنَّك سوفَ تَجِدُ أبوابَ النَّجاح مُشْرَعةً في انتظارك،

ولسوف تتوالى إِنجازاتُك العظيمة في جميع الميادين لأنَّك أخذتَ بالسُّنن

والقوانين التي تَحكمُ الكونَ، والسُّننُ والقوانينُ لا تُحابي أَحدًا، ومَنْ أخذَ

بها فازَ ونجح.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات