المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
الحمد لله وليِّ مَن كان تقيًّا ، و أصلّي و أسلِّم على سيدنا و نبينا محمّدٍ من قرَّبه ربّه نجيًّا و كان به حفيًّا ، صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه و صحبِه الذين كان كلٌّ منهم راضيًا مرضيًّا . أمّـــا بعـــد : فاتقوا الله عباد الله ، فمن لزم التقوى أمِن غِيَر الفِتَن ، و نجا بإذن الله في صروفِ المحن . أيها المؤمنون ، و عاشرُ الأشراط و ختامُها المؤذِنَة بوشيكِ ساعة القيامِ ظهورُ نارٍ مِن قَعر عَدَن ، تسوقُ الناسَ إلى أرضِ المحشَر في الشّام ، تَقيل معهم حيث قالوا ، و تبيت معهم حيث باتوا ، كما صحّ بذلك الخبر عن سيِّد البشر عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام . يعقُب تلك الآياتِ القاهرات ـ و لله الأمر من قبلُ و من بعد ـ أمرُ اللهِ للدّنيا بالزوال و الأفُولِ ، و للكَون بالنهاية و القُفول ، فينفَخ في الصور ، و تبعَث الخلائق من القبور لأهوالِ يومِ النشور . إلى عمل محسوبٍ و ميزانٍ منصوب و مُجَازٍ عظيمٍ ، في يوم يكثر فيه الراجون ، و يقل فيه الناجون ، فيا له من يومٍ هائل عصيب ، يشتدّ فيه الهلعُ و الوجل ، فاللّهمّ سلّم سلّم . أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و ممّا يجمُل التنبيهُ إليه كونُ ميعاد الساعة غيبًا لا أحدَ يعلم تأريخه و لا تحديده إلا الله ، ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ) [النازعات: 42-44] . و كونُ ظهورِ بعضِ الحوادثِ العالميّة أو الكوارِثِ الكونيّة و تطبيقُها على أنها المقصودَة في الأشراط فباطلٌ لا يصحّ ، فالحذر الحذَر من الجزمِ في تنزيل نصوصِ الوحي و أشراطِ الساعة على حوادثِ العصر و قضايا الواقِع و وقائعِ هذا الزمان ، و التلبيس على الناس في ذلك ، و القطع بتحديدها ، كما يحصل من بعض المفتونِين على نوازِلَ بأعيانها و أشخاص بذواتهم ، و مرَدّ بيان ذلك إلى أهلِ العلم الربّانيِّين ، و تلك الإشاعاتُ ـ على ما سبقَ ـ من صُغرى العلامات . كما يُستَلطَف بالإشارةِ إلى أنّه ينبغي الاتعاظ و الاعتبار بقوارع الدهر و حوادث الكون ، فما حصل بالأمس و يحصل اليوم ما هو إلا من آيات الله و نذره ( وما نرسل بالأيات إلا تخويفاً ) فالله الله في الرجوع إلى الله ، و محاسبة النفس قبل فوات الأوان ، فالمؤمن كيس فطن ، و العاقل الحصيف من اتعظ بغيره و لم يتعظ به الآخرون . أيها الإخوة في الله ، و مِنَ المبشِّراتِ في زمن التحدّيات و في سياق الحديث عن أشراط الساعة قولُه صلى الله عليه و سلم فيما أخرجه الشيخان من حديثِ أبي هريرةَ رضى الله تعالى عنه : (( لا تقوم الساعةُ حتى تقاتِلُوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجر : يا مسلم ، هذا يهوديّ ورائي فاقتله )) . اللّهمّ يا مولاَنا و خالِقَنا و رازِقَنا ، انصرنا على أعدائنا ، و ارحمنا و اغفِر لنا و اعفُ عنّا فضلاً وجودًا و منًّا لا باكتِسابٍ مِنَّا ، و اختِم لنا أعمارنا بخير ، و اجعل عواقب أمورنا إلى خَير ، و مُنَّ علينا بالتوبة و الإنابة ، و اجعَل بلادنا آمنة مطمئنة و سائر بلاد المسلمين ، يا خيرَ مسؤول ، و يا أكرمَ مأمول . هذا وصلّوا و سلّموا ـ رحمكم الله ـ على إمامِ الأنبياء و سيِّد البريّات ، المبعوثِ رحمةً بختامِ الرّسالات ، و المُخبِر عن المغيَّبات بأصدَقِ البيِّنات ، و على آلِه الطاهرين و زوجاته الطاهرات ، و صحبه البرَرَة بدورِ الدُّجُنّاتِ ، كما أمركم ربكم بذلك في محكمِ الآيات ، فقال تعالى و هو الصادق فى قيلِه و فى أحسن تنزيله قولاً كريمًا : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ، النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ، و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ، يا خير من تجاوز و عفا . اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين... و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى أنتهت |
|
|