صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2020, 03:52 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي شرح الدعاء (37)



من:الأخت / الملكة نور



شرح الدعاء (37)




(اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ،

وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ)([1]).

المفردات:

قوله صلى الله عليه وسلم (لك أسلمت وبك آمنت): أي لك انقدت،

واستسلمت، لحكمك وأمرك، ومن ذلك نطقي بالشهادتين، وبك صدقت بذاتك،

وما يليق بها من كمال الصفات، وفيه إشارة إلى الفرق بين الإيمان والإسلام،

وفي تقديم الجار والمجرور (لك) دلالة على الاختصاص، أي أخصّك

بالانقياد والاستسلام دون أحد غيرك.

(وعليك توكلت): فوّضت أموري كلّها إليك.

(وإليك أنبت): أي أقبلت بعباداتي وطاعتي لك، وأعرضت عما سواك.

(وبك خاصمت): أي بك أحاج وأدافع، وأقاتل أعداءك بالحجة والبيان

والسيف والسنان.

(اللَّهم إني أعوذ بعزتك):

استعاذ بعزته، وهي صفة من صفات اللَّه تعالى الجليلة، وهي مشتقة من

اسمه تعالى العزيز، والعزّة يُراد بها ثلاثة معانٍ: عزة القوة والقدرة،

وعزة الامتناع، وعزة القهر والغلبة، والرب تبارك وتعالى له العزة التامّة

بالاعتبارات الثلاثة)([2]) .

الشرح:

قدم النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، جملة من أجلّ العبادات،

والمقامات العبودية للَّه تعالى بين يدي دعائه توسلاً عظيماً، من تخصيص

العبودية له تعالى من أعمال القلوب، والأركان، فبدأ بالإقرار الكامل له تعالى

بالإسلام، والإيمان، والتوكل، والرجوع إليه في كل مهامه وشؤونه الدنيوية،

والدينية، والدفاع عنه والمجاهدة لدينه بالحجة والقوة، مقدمة قبل سؤاله؛

ليكون أرجى في القبول، فالوسيلة مقدمة على الوصيلة.

قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بعزتك): استعاذ بصفة من

صفاته العظيمة وهي العزة الكاملة، فمن أراد العزة فليطلبها منه تعالى،

قال عز وجل

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}([3]).

ولا تنال العزة إلا بالإيمان بالله تعالى، والخضوع له والتوكل عليه

في كل الأمور، قال تعالى:

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}([4]) .

وقرن هذه الاستعاذة بـ(لا إله إلا أنت) أي لا معبود بحق إلا أنت مبالغةً في

تحقيق العبودية، وطمعاً في الاستجابة: (أن تضلّني) أي أن تغويني وتضلّني

بعد الهداية، ولا يخفى في تقديم هذه التوسلات من الأعمال الصالحات،

وإثبات الوحدانية لربّ الأرض والسموات، والتوسّل بكمال الصفات

في الاستعاذة من الضلالات [أن ذلك] يدلّ على أهمية هذا المطلب، وأنه

مطلب خطير، قال تعالى:

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}

([5])، وقال عز شأنه:

{مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}([6])، فدلّ على

أن الهداية والضلال بيد الله تعالى رب العالمين. فينبغي للعبد أن يسأل الله

تعالى دائماً أن يعصمه من الضلالة، وأن يُديم عليه الهداية إلى أن يلقاه

يوم القيامة.

وفيه دليل على جواز الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى الجليلة.

قوله: (أنت الحيّ الذي لا يموت والجن والإنس يموتون) تأكيد لانفراد الله

تعالى بالحياة: أي أنت الحيّ لك الحياة الكاملة التي لا يعتريها أي نقص

المتصفة بكل كمال، المستلزمة لكل صفات الذات، فحياته تعالى لا يعتريها

نوم، ولا نعاس، ولا تبيد، ولا تفنى، والخلق كلهم، ميتون ومنتهون،

قال تعالى:

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} ([7]) ، وقال تعالى:

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه} ([8]) .

ففي هذا الدعاء المبارك جمع في بداياته، وطياته ونهاياته، توسلين من

التوسّلات العظيمة إلى الله تعالى: التوسّل بالعمل الصالح [كقوله:

(اللَّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت...)]، والتوسل بأسمائه الحسنى

وصفاته العُلا [كقوله: (أنت الحي الذي لا يموت...)]؛ لبيان أهمية الاستعاذة

من الضلالة، فإنها تورد الموارد المهلكة، وتضيع الدين والدنيا والآخرة

وفي العصمة منها، النجاة من كل مرهوب، وحصول كل مرغوب.

([1])مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، برقم 2719، وبنحوه

برقم: 769، والبخاري، أبواب التهجد، باب التهجد بالليل، برقم 1120،

وانظر الأرقام: 6317، و7385، و7442، و7499.

([2]) مدارج السالكين، 3/268-269، والنونية، ص 142 .

([3]) سورة فاطر، الآية: 10.

([4]) سورة المنافقون، الآية: 8. .

([5]) سورة الزمر، الآية: 36 .

([6]) سورة الأنعام، الآية: 39 .

([7]) سورة الفرقان ، الآية : 58 .


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات