صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-15-2010, 05:46 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الذِكر

خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الذِكر
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== =================================
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله ، وسعت رحمته كل شيء و عمَّت ، و توالت نعمه على عباده و تمت .
أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه وأستغفره ، لهجت بذكره النفوس المؤمنة فأطمأنت ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا محمداً عبده و رسوله ، قام بواجب الذكر و الشكر ،
و جاهد في سبيل الدعوة حتى أرتفعت راية الملة و أستتمت .
صلى الله و بارك عليه و على آله و صحبه ، ما تعاقب الليل و النهار،
و أزدهرت النجوم و أستكنت ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمّا بعد :
فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ،
فلِلَّه درّ أقوامٍ أتَّقوا ، و تذكَّروا فأبصَروا ،
و بادَروا بالأعمالِ الصالحات و شمّروا و ما قصَّروا ،
الليلُ روح قلوبهم ، و الصّوم غذاءُ أبدانهم ، و الصِّدق عادَة ألسنتِهم ،
و الموت نصب أعيُنهم ، بادَروا في الحِذار ، و سابَقوا إلى الخيرات بأيدي البِدَار ،
صابِرون صادقون قانِتون و منفقون و مستغفِرون بالأسحار .
أيها الناس :
إن قلوب البشر كغيرها من الكائنات الحية ، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد
التي بها قوام الحياة و النماء ، و يتفق العقلاء جميعا ، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ،
و أنها تظمأ كما يظمأ الزرع ، و تجف كما يجف الضرع ؛
و لذا ، فهي تحتاج إلى تجلية و ري ، يزيلان عنها الأصداء و الظمأ ،
و المرء في هذه الحياة ، محاط بالأعداء من كل جانب ؛ نفسه الأمارة بالسوء ،
تورده موارد الهلكة ، و كذا هواه و شيطانه ،
فهو بحاجة ماسة ، إلى ما يحرزه و يؤمنه ، و يسكن مخاوفه ، و يطمئن قلبه .
و إن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، و يحرز من الأعداء ،
ذكر الله و الإكثار منه لخالقها و معبودها ؛ فهو جلاء القلوب و دواؤها .
عباد الله :
العلاقة بين العبد و بين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح ،
أو في المساء فحسب ، ثم ينطلق المرء بعدها ، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا ،
يفعل ما يريد دون قيد أو شرط ؛ العلاقة الحقة ، أن يذكر المرء ربه حيثما كان ،
و أن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر و النواهي ، و مبشراً الإنسان بضعفه البشري ،
و معينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه .
لقد حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ،
ليحيا ضميره ، و تزكوا نفسه ، و يطهر قلبه ، و يستمد منه العون و التوفيق ؛
و لأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل و السنة النبوية المطهرة ،
ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز و جل على كل حال ؛
فقال عز و جل :
(( يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلاً ))
[ سورة الأحزاب:41-42 ] .
و قال جلَّ من قائل سبحانه
)) والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً ((
[ سورة الأحزاب:35 ] .
و قال جل شأنه :
( )واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ((
[ سورة الأنفال :45 ] .
و قال تعالى :
( )فاذكروني أذكركم ((
[سورة البقرة:152].
و قال سبحانه :
( )ولذكر الله أكبر ((
[ سورة العنكبوت :45 ] .
و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ))
متفق عليه .
و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم
و خير لكم من إعطاء الذهب و الورق ،
و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ؟
قالوا : و ذلك ما هو يا رسول الله ، قال : ذكر الله عز و جل ))
رواه أحمد .
و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
((من قال : سبحان الله و بحمده غرست له نخلة في الجنة ))
رواه الترمذي و حسنه الحاكم و صححه .
عباد الله :
ذكر الله تعالى ، منزلة من منازل هذه الدار ، يتزود منها الأتقياء ، و يتجرون فيها ،
و إليها دائما يترددون ، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا ،
و عمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا .
بالذكر أيها المسلمون ، تُستدفع الآفات ، و تستكشف الكربات ،
و تهون به على المصاب الملمات ، زين الله به ألسنة الذاكرين ،
كما زين بالنور أبصار الناظرين .
فاللسان الغافل ، كالعين العمياء ، و الأذن الصماء .
الذاكر الله ، لا تدنيه مشاعر الرغبة و الرهبة من غير الله ، و لا تقلقه أعداد القلة و الكثرة ،
و تستوي عنده الخلوة و الجلوة ، و لا تستخفه مآرب الحياة و دروبها .
ذكر الله عز و جل ، باب مفتوح بين العبد و بين ربه ، ما لم يغلقه العبد بغفلته .
قال الحسن البصري يرحمه الله :
تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، و في الذكر ، و قراءة القرآن ،
فإن وجدتم ، و إلا فأعلموا أن الباب مغلق .
إن الذنوب كبائرها و صغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ،
إلا في حال الغفلة و النسيان لذكر الله عز و جل ؛ لأن ذكر الله تعالى ،
سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في الجحيم ،
أو غضب و سخط الرب العظيم ، و على الضد من ذلك ، التارك للذكر ، و الناسي له ،
فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مهلكة شاء .
قال الحق سبحانه و تعالى :
(( ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ))
[ سورة الزخرف:36 ] .
(( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ))
[ سورة طه :124 ] .
كان رجل رديف النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : على دابة ،
فعثرت الدابة بهما ، فقال الرجل: تعس الشيطان ؛
فقال له النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( لا تقل : تعس الشيطان ؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت ،
و لكن قل : بسم الله . فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب ))
رواه أحمد وأبو داود و هو صحيح .
و حكى ابن القيم يرحمه الله عن بعض السلف ، أنهم قالوا :
إذا تمكن الذكر من القلب ، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي ،
كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين ،
فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي .
الإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، و فكاك من أسر الهوى ،
و جسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، و ما أعده له من النعيم المقيم ،
بل هو سلاح من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم ،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : في فتح القسطنطينية :
(( فإذا جاءها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم ،
قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ؛ فيسقط أحد جانبيها ،
ثم يقولوا الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ،
ثم يقولوا الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث ))
رواه مسلم في صحيحه .
أيها الناس :
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال ، و أطهر ما تنطق به الشفتان ،
و أسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي ، و الناس بعامة قد يقلقون في حياتهم
أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ،
و هم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت ، أو يدفعوها إذا أوشكت ،
و مع ذلك فإن ذكر الله عز و جل ، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله ،
وأنه على كل شيء قدير ، و أن شيئا لن يفلت من قهره و قوته ،
و أنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء ، حينها يشعر الذاكر بالسعادة
و بالطمأنينة يغمران قلبه و جوارحه
(( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
[ سورة الرعد:28 ] .
أيها المسلم :
لا تخش غما ، و لا تشك هما ، و لا يصبك قلق ، ما دام قرينك هو ذكر الله .
يقول جل و علا في الحديث القدسي :
(( أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))
رواه البخاري و مسلم .
و اشتكى علي و فاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
، ما تواجهه من الطحن و العمل المجهد ، فسألته خادما ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ، إذا أويتما إلى فراشكما ،
فسبحا الله ثلاثا و ثلاثين ،
و احمداه ثلاثا و ثلاثين .
و كبراه أربعا و ثلاثين ؛
فتلك مائة على اللسان و ألف في الميزان )) .
فقال علي بن أبى طالب ( رضي الله عنه ) : ما تركتها بعد ما سمعتها
من النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،
فقال رجل : و لا ليلة صفين ؟ قال : و لا ليلة صفين .
عباد الله :
لو كلف كل واحد منا نفسه ، في أن يحرك جفنيه ، ليرى يمنة و يسرة ، مشاهد متكررة ،
من صرعى الغفلة و قلة الذكر ، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى ،
أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين ، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه ،
فلم يجبروا عظما كسره الله ، و أزدادوا مرضا إلى مرضهم ،
أولا ينظر إلى المسحورين و المسحورات ،
و قد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين ، والدجاجلة الأفاكين ،
فانتشلوا منهم الهناء والصفاء ، و اقتلعوا أطناب الحياة الهادئة ،
فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم .
أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان و مردة الشياطين يتوجعون ،
و يتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء ، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار ،
و لا يهدأ لهم بال ، أرأيتم عباد الله ، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا ،
أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل ؟ !
أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة ، و الحروز الأمينة ،
التي تعتقهم من عبودية الغفلة و الأمراض الفتاكة ؟ ! !
أما علم هؤلاء جميعا ، أن لدخول المنزل ذكرا و للخروج منه ؟ !
أما علموا أن للنوم ذكرا و للاستيقاظ منه ؟!
أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا ، و للمساء منه ؟ !
بل حتى في مواقعة الزوج أهله ، بل و في دخول الخلاء أعزكم الله و الخروج منه ؟
بل و في كل شيء ذكر لنا منه الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
أمراً ، علمه من علمه و جهله من جهله .
و الواقع أيها الناس ، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين ،
لأنهم على عجزهم و ضعفهم ، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا ،
لا سباق لهم في ميدان ذكر الله ، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم ،
و هم من ذلك ، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى ،
فكانت النتيجة أن طرح الله البركة على من ذكروه ، فنجوا و أفلحوا ،
و رفع رضوانه و تأييده عمن اعتز بنفسه ، فتركه مكشوف السوءة ظاهر العورة .
و في حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، و شاعت المعارف الذكية ، و مع ذلك كله ،
فإن اضطراب الأعصاب و أنتشار الكآبة داء عام . ما الأمر وما السبب في ذلك ؟
إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله و لا تركن إليه ،
بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟ ! ! !
إن الحضارة الحديثة ، و الحياة المادية الجافة ، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله ،
و الإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، و مهما علم فعلمه قاصر و حاجته إلى ربه
أشد من حاجته إلى الماء و الهواء ، و ذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء
((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
[ سورة الرعد :28 ] .
و لو تنبه المسلمون لهذا ، و التزموا الأوراد والأذكار ، لما تجرأ بعد ذلك ساحر ،
و لا احتار مسحور ، و لا قلبت بركة ، و لا تكدر صفو ، و لا تنغص هناء .
عباد الله :
هناك من الناس من يذكرون الله ، و لكنهم لا يفقهون معنى الذكر ،
فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، و قدره حق قدره ،
و ذكر الله عز و جل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ،
ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ،
غير أن الناس مما ألفوا منه ، و ما جهلوا من معناه ،
لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، و إلا فهل فكر أحد في كلمة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التي هي رأس التكبير و عماده ،
و هي أول ما كلف به الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
حين أمر بالإنذار
(( يـا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر ))
[ سورة المدثر:1-3 ] .
إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ،
لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا .
إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق و ناهب ؛ لترتجف يده ، و يهتز كيانه .
و كذا تدوي ، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية ، ليقشعر و يرتدع ،
و ينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ،
أن هناك إلها أقوى منه ، و أكبر من حيلته و إستخفافه و مكره ،
أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم و خديعتهم ،
فالله أكبر ، الله أكبر كبيرا .
فاتقوا الله أيها المسلمون ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ،
و اتق الله أيها المسلم الغافل ،
فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ،
فلا تيأس من وجوده بذكر الله عز و جل ،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ))
[ سورة المنافقون:9 ] .
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،
و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،
قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و أمتنانه ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله الداعي إلى رضوانه ،
صلوات ربي و سلامه عليه و على آله وصحبه و إخوانه .
أما بعد :
فاتقوا الله معشر المسلمين ، و أعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل :
ما بال ذكر الله سبحانه ، مع خفته على اللسان و قلة التعب منه ، صار أنفع و أفضل ،
من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟
فالجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، و جعل لها أوقاتا محدودة ،
و لم يجعل لذكر الله مقدارا و لا وقتا ،و أمر بالإكثار منه بغير مقدار ،
لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛
لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :
(( خذوا جُنتكم .
قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟
قال : لا ، جنتكم من النار ،
قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله، و الله أكبر .
فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات و مقدمات و هن الباقيات الصالحات ))
رواه الحاكم و صححه .
ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام ،
مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، و القلب خزانة الخواطر و الأسرار ،
(( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال
ولا تكن من الغافلين ))
[سورة الأعراف:205].
أما الذكر باللسان ، و القلب لاهِ ، فهو قليل الجدوى ،
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهّ ))
رواه الحاكم و الترمذي و حسنه .

هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله
محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم
صاحبِ الحوض و الشّفاعة ،

و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ،
كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه
فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله عز و جل من قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

[ الأحزاب : 56 ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
(( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) .

اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد
و على زوجاته الطاهرات أمُهات المؤمنين و على آله الطيبين الطاهرين
و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
أبو بكر و عمر و عثمان و على
و على العشرة المبشرين
و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
اللهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين...

ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كما و نرفقها لكم فى ملف أعلاه لمن أراد الإحتفاظ بها
و ننصحكم بالأحتفاظ بهذه الرسائل فى ملف خاص
اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و أوصيكم بزيارته بأستمرار فبه الكثير من خير الله
و به تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات