صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2015, 10:10 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي سـلامـة الصــدر

الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إليالله



ســلامـة الصــــدر
من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن :
يجعل صدره سليماً من الشحناء والبغضاء نقياً من الغلِّ والحسد صافياً
من الغدر والخيانة معافىً من الضغينة والحقد لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة
والإشفاق على المسلمين .
قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه وربما يسرف
بعض إخوانه في جرحه أو الحط من قدره بل قد يصل الأمر والعياذ بالله
إلى أن يفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء ومع ذلك كله تراه
يدعو الله عز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ويتجاوز عنهم
ويهديهم سبيل الرشاد ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام
أو الانتصار للنفس .
وبقدر إدبارهم عنه وأذاهم له يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم يهتدي
دائماً بقول الله تعالى :
{ وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
( فصلت : 34-35 )
كما يهتدي بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال :
( يا رسول الله إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعونني وأُحسِنُ إليهم
ويسيئون إليّ وأحلُمُ عنهم ويجهلون عليّ !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لئن كنت كما قُلتَ فكأنما
تُسِفُّهم المَلَّ ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم
ما دمتَ على ذلك » )
وما أجمل قول الشاعر :
إذا أدْمَتْ قوارِصُكم فُؤادي صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
وجئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا كأنِّي ما سمعتُ ولا رأيتُ
كم يعلو قدر الإنسان وتشرُف منزلته حينما يصل إلى هذه المنقبة العظيمة
والخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا ذوو الصدق والإخلاص .ولا
يستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من جاهد نفسه حق المجاهدة ،
وفطمها عن شهواتها . ؟!
أرأيت إلى ذلك الصحابي الجليل :
رضي الله عنه الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً إلى أنه من
أهل الجنة فلما ذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاص وبات عنده ثلاث
ليال فلم يره فعل كبير عمل فعجب عبد الله من حاله وسأله : ما الذي بلغ
بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال الرجل :
« ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين
غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه » .
فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ! .
إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة
رضي الله عنهم
فها هو ذا سفيان بن دينار يقول :
قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملون يسيراً
ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟
قال : ( لسلامة صدورهم ) .
ولهذا بيَّن ابن القيم أن سلامة القلب :
« مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته وهو أن لا يشغل قلبه وسره
بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه بل يفرغ
قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له وألذ وأطيب
وأعون على مصالحه فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده
وخير له منه فيكون بذلك مغبوناً والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من
تصرفات السفيه فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس وإعمال
الفكر في إدراك الانتقام ؟ » .
إن ثمة حقيقة في غاية الأهمية والخطورة :
وهي أن بعض صفوف الدعاة قد يكدرها بعض الأذى والسوء فقد أصبح
الشغل الشاغل لبعض الجهلة والقاعدين البطالين هو الوقوع في أعراض
إخوانهم ثم اشتغل آخرون بإشاعة السوء والنميمة يفرون في أعراض
الناس فرياً ولا يقيمون وزناً لكبير ولا صغير ولا يخافون الله تعالى في
لحوم إخوانهم واشتغل بعض من جرحهم هؤلاء بالرد عليهم وتبرئة
ساحتهم وإذا كان بعض ذلك مشروعاً إلا أن الخوف كل الخوف أن يتحول
إلى مجرد انتصار للنفس وتنفيس للهم ينشغل بذلك عن الأوْلى والأهم .
أما النفوس العليَّة الكبيرة العامرة بنور القرآن وذكر الرحمن فإنها
لا تلتفت إلى هذه الصغائر ولا تشغلها تلك التوافه عن السير قُدُماً في هذا
الطريق فالناس في شغل وأولئك الأبرار في شغل آخر الناس في قيل وقال
وأولئك الأطهار لهم شأن آخر وهم أعظم ومن نذر نفسه وجنّد وقته
لخدمة دين الله تعالى فأسهر ليله وأشغل نهاره في تتبع أحوال المسلمين
وعلاج مشكلاتهم أيجد في نفسه اطمئناناً لسماع الوشاة أو رغبة
في الانتصار للذات ؟!
قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له فاربأْ بنفسك أن تَرعَى مع الهَمَلِ إن الأمة
الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان
وأمامها مفرق طريق ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهموم
الوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر وتقبض الصدر
وتلهي الإنسان عن معالي الأمور .. !

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات