صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2021, 07:50 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,024
افتراضي حبة السمسم



من الأخ / سمير يعقوب
حبة السمسم

{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }

جلست يومًا فوجدت حبة سمسم على ملابسي، قد وقعت أثناء تناولي
الطعام، فنظرت إليها وأردت أن أنفضها من فوق ملابسي لأنظف الثياب،
ثم توقفت أتأمل وأفكر، وقلت لنفسي: ألهذا الحدِّ أكون جاحدًا لنعمة ربي؟
لقد خلقها الله من أجلي، وأرسلها لي، وكم من إنسان قد عمل حتى تصلني
هذه الحبة بهذا الشكل التي عليه الآن!
أأكون من الذين قال عنهم الله عزَّ وجلَّ: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
[الأعراف: 187]،

وقوله تعالى: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } [البقرة: 243]،
وقوله عز من قائل: { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا } [الإسراء: 89]،
وقوله سبحانه: { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [العنكبوت: 63].

أم أكون من الذين وصفهم ربي بقوله: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[سبأ: 13]، فأخذت الحبة ووضعتُها في فمي، وقلت: الحمد لله الذي
رزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ تطبيقًا
لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:

((من أكل طعامًا، ثم قال: الحمدُ للهِ الذي أطعمني هذا الطعامَ ورزقنِيهِ
من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه [وما تأخَّرَ]،
ومن لبِس ثوبًا، فقال: الحمدُ للهِ الذي كساني هذا [الثوبَ]، ورزقنِيهِ
من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ))؛
[صحيح أبي داود].

وقلت في نفسي: يا له من ربٍّ يرزق العبد من غير مجهود يُذكر للحصول
على هذا الرزق، فإذا شكر العبد ربه، فما يكون من الله العلي القدير الحليم
الغفور أن يجازيَه مرة أخرى على شكره بالغفران
((غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه [وما تأخَّرَ]))!
يا له من رب رحيم يعطي ثم يعطي!

إن تأمُّلي في حبة السمسم ذكَّرني بقول ربي العظيم:
{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا
سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ
الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأعراف: 57]،

فهذه الحبة على صغرها، كم توالت قدرة الله تعالى في مراحلها؛ من بداية
إرسال الرياح، ثم تكوين السحاب، ثم تحركه، ثم إسقاط الماء في الأرض
التي قدرها الله، ثم إنبات هذه الحبة، ثم نضجها... وهكذا حتى إخراجها
من الأرض، ثم وصولها لتكون طعامًا لي.

إنها آيات الله في القرآن وفي الكون؛
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24]، وقال تعالى:
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [العنكبوت: 20]،
فإذا كانت الغاية من خلق الإنسان هي العبادة الله:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]، فإن شكر المنعم (الله) على نعمه التي لا تُحصى ولا تُعَدُّ:
{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [النحل: 18]،
تعتبر هي صلب هذه العبادة.

فهل وطَّنَّا أنفسنا على شكر المنعم، وربينا أولادنا على هذا الشكر منذ
الطفولة؟ ونخص المنعم (الله) بالشكر، ولا نشرك معه أحدًا من خلقه؛
حتى لا ندخل في دائرة الشرك؛
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } [يوسف: 106].

وحتى يعيش الإنسان شاكرًا لله، فلا بد له أن يعيش بجوارحه وقلبه وعقله
وروحه في معية الله، ولا يفسدها بصغائر أمور الدنيا، بل عليه
أن يُرجع الأمور كلها لله، وليس لأحد سواه.

حتى يُدخِلَنا الله في رحمته.

ربنا أسكنَّا عندك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات