[vip_vip]

ثواب الوضوء - 2
أخوتى الكرام

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

راينا فى الحلقة السابقة ثواب الوضوء فى الحديث النبوى الشريف
وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ان من أحسن الوضوء
كان مشيه الى المسجد وصلاته نافلة

واليوم نبحر فى رحاب حديث آخر يحمل الينا بشرى سارة
من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الحديث الذى ذكره مسلم فى صحيحه
باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء

عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه،
خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء
(أو مع آخر قطر الماء)
فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء
(أو مع آخر قطر الماء)
فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء
(أو مع آخر قطر الماء) حتى يخرج نقيا من الذنوب".

أولا الحديث عن العبد المسلم أو المؤمن .. العبد الذى يعرف ويوقن ويؤمن بالله الواحد الأحد
ويسير على هدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال العلماء ان المقصود هنا الذنوب
غير الكبائر هى ذنوب يقع فيها المسلم بالخطأ غير مصر عليها فليس من المعقول ان يرتكب كبيرة
مصرا عليها ثم يذهب ليتوضأ فتخرج ذنوبه مع الماء
( إلا ان تاب فهذا بينه وبين خالقه عز وجل )

والآن ننظر الى حلاوة ثواب الوضوء ....
ننظر الى رحمة الله بعباده ان قيض لهم الوضوء ليكون طهارة للجسد
ويرمز له بطهارة أعضاء الوضوء ....
ثم يكون طهارة أيضا للنفس

نعم طهارة للنفس من ذنوبها ... فمع كل عضو يتم غسله فى اثناء الوضوء
تخرج الذنوب من جزء من الجسد .....
مع توالى الاعضاء يتوالى خروج الذنوب .... تتخلص النفس من أدرانها ....
من ذنوبها يا الله على رحمة الله بعباده ..... يعطينا الحق عز وجل وسيلة لطهارة النفس
كل يوم خمس مرات

ترى هل لازلنا ننظر الى الوضوء على انه مجرد تهيؤ للصلاة ...
ألا يستحق منا أن ننظر اليه بأنه رحمة من الله تجعلنا ننطلق لنقف بين يديه
بنفوس خالية مما يغضبه فنقترب فى صلاتنا من الخشوع المطلوب

ترى هل آن لنا ان نؤدى تلك العبادة بما تستحقه من إخلاص

اللهم طهر نفوسنا مما يشوبها واجعلنا من عبادك المخلصين

وتب علينا وأغفر لنا وأعنا على حسن عبادتك

انك انت التواب الرحيم