صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2015, 08:17 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,038
افتراضي الغرور وآثاره

الأخت / نايفة عويمر
الغـــرور وآثـاره

الغـــــرور :
يتناول الدرس ماهية الغرور وأسبابه، وآثاره الوخيمة على الداعية وعلى
العمل الإسلامي، وما هي مظاهر وعلامات المغتر، وأهم الوسائل المعينة
على التخلص من هذا الداء .

معنى الغرور : لـغــــة: يطلق الغرور على عدة معان، أهمها:

لـغــــة: يطلق الغرور على عدة معان، أهمها:

الخداع: سواء أكان للنفس أم للغير، أو للنفس وللغير معاً،
ومنه قوله تعالى:

{ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا[120]}
“سورة النساء”.

ما يؤدي إلى الغرور، وما يوقع فيه:ومنه قوله سبحانه:

{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[5] }

“سورة فاطر”.

اصطلاحا : 'هو إعجاب العامل بنفسه إعجاباً يصل إلى حد احتقار،
أو استصغار كل ما يصدر عن الآخرين بجنب ما يصدر عنه، ولكن دون
النيل من ذواتهم، أو الترفع على أشخاصهم'. ولا شك أن من كان بهذه
المثابة فهو مخدوع، وتبعا لذلك، فإننا يمكن أن نفهم مدى التلاقي بين
المعنى الاصطلاحي، والمعنى اللغوي.

أسباب الغرور:
ولما كان الغرور شدة الإعجاب بالنفس، فإن أسبابه التي تؤدي إليه
وبواعثه التي توقع فيه، هي جملتها أسباب الإعجاب بالنفس،
ويزاد عليها:

1- إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة: ذلك أن بعض الدعاة قد يبتلى
بالإعجاب بالنفس، ولإهماله نفسه من التفتيش والمحاسبة، يتمكن الداء
منه، ويتحول إلى احتقار، أو استصغار ما يقع من الآخرين بالإضافة إلى
ما يقع منه، وبذلك يصير مغروراً. ولعل هذا هو السر في وصية الإسلام
بالتفتيش في النفس، ومحاسبتها أولًا بأول:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[18] }

“سورة الحشر”.

2- الإهمال أو عدم المتابعة والأخذ باليد من الآخرين: فقد يصاب بعض
الدعاة بآفة الإعجاب بالنفس، ويكون من ضعف الإرادة، وخور العزيمة،
وفتور الهمة بحيث لا يستطيع التطهّر بذاته من هذه الآفة، وإنما لابد له
من متابعة الآخرين، ووقوفهم بجواره، وأخذهم بيده، وقد لا يلتفت
الآخرون إلى ذلك، فيقعدون عن أداء دورهم وواجبهم، وحينئذ تتمكن
هذه الآفة من النفس وتتحول بمرور الزمن إلى غرور، ولعل ذلك هو السر
في تأكيد الإسلام على النصيحة، حتى جعل الدين كله منحصراً فيها،
وراجعاً إليها: إذ يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( الدِّينُ النَّصِيحَةُ )
رواه مسلم وأبوداود والنسائي وأحمد.

ولعله السر أيضاً في دعوته إلى التضامن، والتعاون بين المسلمين؛
إذ يقول الله تعالى:

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى... [2] }
“سورة المائدة”

.ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ
يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ )
رواه أبوداود .

3- الغلو أو التشدد في الدّين: فبعض الدعاة قد يقبل على منهج الله في
غلو وتشدد، وبعد فترة من الزمان ينظر حوله، فيرى غيره من الدعاة
يسلكون المنهج الوسط، فيظن - لغفلته أو عدم إدراكه طبيعة هذا الدين –
أن ذلك منهم تفريط أو تضييع، ويتمادى به هذا الظن إلى حد الاحتقار
والاستصغار لكل ما يصدر عنهم، وبالإضافة إلى ما يقع منه، وذلك هو
الغرور. ولعل ذلك هو بعض السر في دعوة الإسلام إلى الوسطية
، بل وتحذيره من الغلوّ أو التشدد في الدّين:

إذ يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرهط الذين عزموا على التبتل
واعتزال الحياة:

( أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ
وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ
فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )

رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد.

ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا )
رواه مسلم وأبوداود وأحمد.

يعني: المتعمّقين، المجاوزين الحدود في أقوالهم، وأفعالهم.

ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(..إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ
فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)

رواه النسائي وابن ماجه.

ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا
وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ )

رواه البخاري والنسائي وأحمد.

4- التعمق في العلم، لا سيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل: ذلك
أن بعض الدعاة قد يكون كل همه التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ
المسائل، مع إهماله العمل، وربما لاحظ - أثناء طرح هذه المسائل - غفلة
بعض الدعاة عنها وعدم إلمامهم بها، إما لأنها ثانوية لا يضر - الجهل
بها، وإما لأنه لا يترتب عليها عمل، فيخطر بباله أن هؤلاء لا يتقنون
من مسائل العلم شيئاً، وإن أتقنوا فإنما هو قليل في جانب ما لديه من
الغرائب والشواذ، وما يزال هذا الخاطر يتردد في نفسه، ويلح عليه حتى
يتحول إلى احتقار واستصغار ما لدى الآخرين، بالإضافة إلى ما عنده،
وذلك هو داء الغرور.

ولعل ذلك هو السر في دعوة الإسلام إلى أن يكون السعي في طلب العلم
دائما حول النافع والمفيد:
إذ كان من دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(...اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ
وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا )

رواه مسلم والنسائي .

بل وأكد على أن يكون هذا العلم مقرونا بالعمل، وإلا كان الهلاك، والبوار؛
إذ يقول الله سبحانه وتعالى:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ[2]
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[3] }

“سورة الصف” .

وقال تعالى:
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ[44] }

“سورة البقرة”.

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ
فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ
أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ
قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ )
رواه البخاري ومسلم وأحمد.

5- الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات: ذلك أن من شأن
البشر - سوى النبيين - الصواب والخطأ، وإذا غفل العامل عن ذلك؛ فإنه
كثيراً ما يقف عند الطاعة، أو الصواب في الوقت الذي ينسى فيه المعصية
أو الخطأ، وتكون العاقبة الإعجاب بالنفس، المقرون باحتقار ما يقع فيه
الآخرون إلى جانب ما يصدر عنه، وهذا هو الغرور.

وقد لفت سبحانه وتعالى النظر إلى هذا السبب أو الباعث، وهو يمدح
صنفا من المؤمنين يؤدي الطاعة، ويخاف أن يكون قد وقع منه ما يحول
بينه، وبين قبولها، فقال:

{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ[57]
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ[58]
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ[59]وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا
وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ[60]أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ[61] }

“سورة المؤمنون”

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ:

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ...}

أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ:” لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ
أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي
وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ )
رواه الترمذي وابن ماجه .

كما لفت النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى ذلك حين دعا إلى أن يكون
التعويل بعد الفراغ من العمل على فضل الله ورحمته، لا على العمل نفسه،
وإلا كان الغرور والضياع، فقال:

( لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ” قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
” وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا
وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا )
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وأحمد.

6- الركون إلى الدنيا: وقد يعلم بعض الدعاة بأنه مبتلى بآفة الإعجاب
بالنفس، بيد أنه لركونه إلى الدنيا، وانغماسه فيها، ربما يعتريه الكسل،
فلا يستطيع أن يجمع همته لمداواة نفسه، بل قد يأخذ في التسويف،
وتأخير التوبة، وبمرور الزمن يتحول الإعجاب بالنفس إلى داء أكبر
وأبعد، ألا وهو الغرور. وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى هذا السبب
أو إلى هذا الباعث، من خلال ذم الدنيا، والتحذير منها، إذا اتخذها
الناس هدفاً أو غاية:

قال تعالى:

{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ
فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ
فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ
مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[20] }

“سورة الحديد” .

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ
رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ طُوبَى
لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ
كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ
فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ )
رواه البخاري -واللفظ له- وابن ماجه .

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:'
ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ
فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ
وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ' .

7- رؤية بعض ذوي الأسوة والقدوة على حال دون الحال التي ينبغي أن
يكونوا عليها : من أخذ أنفسهم بالعزيمة في غالب الأحيان، إلى حال أقل
منها من أخذ أنفسهم بالرخص في بعض الأوقات. وربما رأى ذلك من
يحاول الاقتداء والتأسي بهم، ولقلة رصيده من الفقه، أو لعدم اكتمال
تربيته يتوهم أنهم بذلك دونه في العمل بمراحل، ويظل هذا الوهم يلاحقه
ويلح عليه، حتى يتحول إلى الإعجاب بالنفس، ثم الغرور. ولعل ذلك هو
بعض السر في دعوة الإسلام إلى البعد عن مواطن التهم، من خلال بيان
وجه حق في سائر التصرفات المباحة، التي ربما تؤدي إلى سوء الظن:
عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ:

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا
فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
” عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ” فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ
اللَّهِ قَالَ:” إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ
وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا )
رواه البخاري ومسلم وأبوداود وابن ماجه وأحمد.

قال ابن دقيق العيد:
وهذا - أي التحرز من كل ما يوقع في التهم - متأكد في حق العلماء، ومن
يقتدى بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب سوء الظن بهم، وإن كان
لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم' .

8- مبالغة بعض الدعاة في إخفاء ما يصدر عنهم من أعمال: فبعض
الدعاة قد يحمله الحرص على تحقيق معنى الإخلاص إلى أن يبالغ في
إخفاء ما يصدر عنه من عمل، فلا يظهر منه إلا القليل، وربما رأى بعض
من لم تنضج تربيتهم بعد، هذا الذي يظهر فقط، فيتوهم أن عمل هؤلاء
قليل في جنب عمله، ويظل هذا الوهم يساوره، ويلحّ عليه، حتى يقع في
أحبولة الإعجاب بالنفس، ثم الغرور. ولعل دعوة الإسلام إلى إبراز
الأعمال الطيبة، والتعرض بها للناس - فوق كونها تحريضاً لهم على
الاقتداء والتأسي - فيها إشارة إلى هذا السبب، مع بيان طريق
الخلاص منه:

إذ يقول الله تعالى:

{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ
فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[271] }
“سورة البقرة”.

وإذ يَقُوُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا
بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ
سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ )
ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي والدارمي وأحمد.

9- تفرقة بعض ذوي الأسوة والقدوة، في معاملة المتأسّين أو المقتدين:
فقد يغيب عن بالهم الأسلوب الأمثل في معاملة المتأسين أو المقتدين،
فتراهم يقربون البعض ويفسحون صدورهم له، ويتغاضون عن هفواته
وأخطائه، في الوقت الذي يعرضون فيه عن البعض الآخر، ويضيقون به
ذرعاً، ويفتحون عيونهم على أدنى الهفوات والزلات التي تقع منه، وربّما
كان في الصنف الأول من لم تكتمل تربيتهم، ولم تنضج شخصياتهم بعد،
ويشاهد هذه التفرقة في المعاملة، فيخطر بباله أنها نابعة مما لديه من
إمكانات ومواهب، لا توجد عند الآخرين، ويظل هذا الخاطر يلحّ، حتى
يكون الإعجاب بالنفس، ثم الغرور. ولقد سد النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الباب من خلال:

حرصه على معاملة أصحابه بالسوية: إذ كان من هديه صلى الله عليه وسلم
كما يقول واصفوه:' أن يعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب جليسه أن
أحداً أكرم عليه منه' رواه الترمذي في'الشمائل' . ويوم أن كانت الحاجة
تلجئه صلى الله عليه وسلم إلى التفريق في المعاملة، ولا يفهم جليسه
الحكمة من وراء ذلك، كان يبين صراحاً:
فَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ
فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا فَقَالَ:
” أَوْ مُسْلِمًا” فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي
فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا فَقَالَ أَوْ مُسْلِمًا ثُمَّ
غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ قَالَ:” يَا سَعْدُ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ
يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ )
رواه البخاري ومسلم وأبوداود والنسائي وأحمد.

آثار الغرور على الدعاة :

فمن آثاره على الدعاة فوق ما قدمنا في آفة الإعجاب بالنفس:
1- الوقوع في غوائل المراء والجدل : فالمغرور - لحبه لذاته، ورؤيته
لعمله، واحتقاره لأعمال الآخرين - يحاول دائما الانتصار لنفسه، والغلبة
لها بالحق أو بالباطل، ويزين له الشيطان أن أفضل وسيلة توصل إلى ذلك
إنّما هي المراء والجدل، وينطلي عليه هذا التزيين؛ فيقع فيه،
وحينئذ تضيع عليه الأوقات، ويذهب العمر سدى،
وذلك هو الضلال والضياع.
وقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى ذلك فقال:

( مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ )
رواه أبوداود وابن ماجه

. كما حض على التحرر من المراء والجدل بأوجز عبارة،
وألطف أسلوب، فقال:

( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ
وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ
وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ )
رواه أبوداود.

2- الوقوع في حبائل التكبر في الأرض بغير الحق : فالغرور حين يتمكن
من النفس؛ يتحول من مجرد استصغار واحتقار ما يصدر عن الآخرين من
أعمال، إلى ترفعٍ وتعالٍ على هؤلاء، وللترفع والتعالي، أو التكبر عواقب
وخيمة، وآثار ضارة، سنقف عليها بالتفصيل أثناء الحديث عن
' آفة التكبر'.

3- الاستبداد بالرأي : فالمغرور لرؤيته نفسه، يعتقد أن ما يصدر عنها
سداد لا خطأ فيه، وأن ما يصدر عن الآخرين خطأ لا سداد فيه، ومثل هذا
إذا دعي إلى حقّ عليه النزول عليه، والإذعان له؛ فيبقى مستبداً برأيه،
واستبداده برأيه يجعله يعيش حياته غارقاً في الأخطاء، حتى يهلك
مع الهالكين.

آثار الغرور على العمل الإسلامي:
1- سهولة اختراقه من قبل أعداء الله: الأمر الذي يؤدي إلى ضربه، أو
على الأقل إجهاضه، فلا يؤتي ثماره إلا بعد تكاليف كثيرة وزمن طويل.

2- انقلاب العامة والبسطاء من الناس عليه، ونيلهم منه لا سيما في
أوقات الشدائد والمحن: نظراً لأنهم لم يروا من المنتسبين إليه إلا غروراً
يتجلى في الازدراء والاحتقار لأعمالهم، وهذا وحده فيه ما فيه.

مظاهر الغرور:
1-دوام التحقير والتسفيه لأعمال الآخرين حتى وإن كانت خيراً .

2- كثرة الحديث عما يصدر عن النفس من أعمال، مع مدحها
والرفع من شأنها .

3- صعوبة الإذعان، والانقياد للحق، حتى وإن كان صادراً
عمن هو أهل له .

علاج الغرور:
1- الوقوف على العواقب، والآثار المترتبة على الغرور: فإن الوقوف
على ذلك يحرك النفس من داخلها، ويجعلها - إن كان لا يزال فيها خير –
تسعى جاهدة للتخلص من هذا الداء، قبل أن يأتي يوم تتقلب فيه القلوب
والأبصار، وقبل أن تتمنى الرجعة إلى الدنيا لتدارك التقصير، فلا تجاب:

{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ[99]
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا
وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[100]}

“سورة المؤمنون” .

2- التنبيه إلى ضرورة التوسط والاعتدال في كل شيء: حتى
في الطاعات، والمباحات؛ لئلا يكون هناك غرور، أو قعود.

3-التذكير بأن الأعمال وإن كانت ضرورة لابد منها، فإنها ليست سبب
النجاة حتى يعول العبد عليها: وإنّما النجاة محض تفضل من الله سبحانه
وتعالى، كما يشير إلى ذلك التعبير بالإدخال في كثير من آي القرآن الكريم،
إذ يقول سبحانه:

{ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا[57] }

“سورة النساء”

وكما يشير إلى ذلك حديث:

( لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ” قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
” وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا
وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا )
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وأحمد.

4- دوام النظر في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم:
فان ذلك يطلعنا على سير وأخبار الأنبياء والصالحين، وكيف كانوا
يخافون من الهفوات أن تقع منهم- مع أن رصيدهم من الطاعات ضخم
وكبير- حتى نقتدي ونتأسى، حكى القرآن عن آدم وحواء قولهما:

{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[23] }

“سورة الأعراف”

وحكى عن نوح قوله:

{ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[47] }
“سورة هود”

وحكى عن إبراهيم قوله:

{ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ[82] }
“سورة الشعراء”

وغير هذا كثير .

5- الوقوف علي سير وأخبار السلف: حيث كانوا يعملون العمل الكثير،
المراعى فيه الصدق والإخلاص، ثم لا يعولون عليه، بل إنهم ليتهمون
أنفسهم في كثير من الأحوال، فإن ذلك مما يحرك العواطف، والأحاسيس
للاقتداء أو على الأقل المحاكاة.

6- التوجيه إلى الاشتغال بأمهات وأصول المسائل، مع الإعراض
عن الشواذ والغرائب: لما في ذلك من الحفاظ على الأوقات،
والانتفاع بالأعمار.

7- مقاطعة المغترين، والابتعاد عن صحبتهم: مع الارتماء في أحضان
العارفين بربهم، المقدّرين له حق قدره، الذين يعملون العمل، ولا يتكلون
عليه، خشية أن يكون قد وقع منهم ما يحول دون قبوله، على النحو الذي
قدمنا في مدح الحق سبحانه وتعالى لهم: :

{ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ[57]...}
الآيات “سورة المؤمنون”

8- محاسبة النفس أولا بأول، وتأديبها حتى تقلع عن كل الأخلاق الذميمة:
وصدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ:

( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ
وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ )
رواه الترمذي وابن ماجه .

9- متابعة الآخرين له، وقيامهم بواجبهم نحوه من النصيحة مقرونة
بشروطها وآدابها، ثم حمله - بمختلف الأساليب - على قبول هذه
النصيحة، وتنفيذها مهما كانت شاقة أو صعبة .

10- التأخير عن المواقع الأمامية، ولو لفترة من الزمان حتى يبرأ
من هذه الآفة، وتعود نفسه إلى فطرتها، وإشراقها.

11- اتباع المحيطين به للآداب الشرعية في الثناء والاحترام، والانقياد
حتى يقطع الطريق على الشيطان، وتستأصل من النفس هذه الآفة.

12- حرص المحيطين به على إبراز بعض الأعمال الطيبة أمام المبتلين
بداء الغرور؛ لئلا ينفرد بهم الشيطان، ويهلكهم.

13- حرص ذوي الأسوة والقدوة على معاملة المقتدين أو المتأسين
بالسوية؛ لئلا يبقى للشيطان مسلك إلى النفس، فتسلم من وسوسته،
وكيده.

14- الاستعانة بالله عز وجل، فإنه سبحانه يعين من دعاه، ولجأ إليه
ولاذ به:

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[69]}

“سورة العنكبوت” .

من كتاب: آفات على الطريق للدكتور/السيد محمد نوح

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات