صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-22-2010, 07:59 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي لم تنبت لي أجنحة (قصة قصيرة)


لم تنبت لي أجنحة (قصة قصيرة)


هل يوجد إنسان مثالي يعيش علي الأرض ؟ وأين هو ؟ وكيف يعيش ؟
وهل تحتاج الأرض لمثالية البشر ؟
_ _ _

كانت تتخيله في صور عديدة وتعبت في البحث عنه حتى وجدته يوما فوق سطح بيتها، شابا نحيلا يشوبه خجل ، لا يخلو من وسامة والمهم عندها كان صوته في الليل ، بينما يتنقل الشباب بين قنوات الغناء والعري ويتسابقون في متابعة أغانٍ هابطة إلى ما بعد القاع كان (عبد الحميد) يقضي ليله في التغني بالقرآن الكريم.
كانت وقتها طالبة جامعية صغيرة السن والتجربة ، تنشد المثالية تفكر دائما لماذا يخطئ البشر ؟ وما كل هذه الجرائم والذنوب التي تدنس وجه البشرية ؟ عن نفسها كانت تحاول الوصول لتحقيق المثالية وكان ينقصها الرفيق الذي يشد أزرها ويكون لها قدوة وسندا.
جمعت معلومات كثيرة عن (عبد الحميد) خريج كلية أزهرية ، يعمل محفظا للقرآن الكريم وله محاولات في الكتابة للصحف ، طيب وفي حاله ، يصلي الفجر في المسجد ، هذا هو الرفيق والسند إنه فارس أحلامها الملائكية ، ولكن (سالي) لم تفهم لماذا لا يلتفت إليها ؟
لا تستسلم البنات أبدا ، أقنعت أباها باحتياج أخيها الصغير لمحفظ حتى يستثمر وقته في الإجازة الصيفية فيما ينفع ، ولما طلب (عبد الحميد) أن يصعد الولد لحجرته ليأخذ الحصة ، اعترضت (سالي): أخوها صغير محب للعب ويجب أن يأتي المحفظ للبيت ليكون الولد تحت رقابتهم ، وتم لها ما أرادت.
فعلت حيل البنات أفاعيلها وتكلم أبو الهول معربا عن رغبته في خطبة ربة الصون والعفاف الآنسة سالي ، ورغم قلة إمكانياته ووجود بعض التخبط في ظروفه العائلية تمت الخطبة ، انقشعت هالات النور من حوله في عيني الفتاة شيئا فشيئا وإذا بالنموذج والمثال يتفكك ويتحلل ويصبح شابا عاديا ، ولكنها لم ترد التفريط بحلمها وتشبثت بالجزء النوراني فيه ، تلاوته للقرآن.
أخبرها يوما أن والدته توفيت قريبا وهي غاضبة منه لما كان يبدر منه من أفعال (طيش الشباب) كما أسماها وأنه لم يطق البقاء في البيت بعد وفاتها فترك الصعيد ونزح إلي القاهرة وأن الله أكرمه بالعمل والسكن وبخطبة فتاة رائعة لم يكن يتمنى أفضل منها ، أما إكثاره من التلاوة والتعبد في جوف الليل فكان بهدف الدعاء لأمه لإحساسه بالذنب تجاهها وليصلها ثواب دعوة (ولدها الصالح).
في يوم شراء الشبكة وجدته قليل الخبرة الاجتماعية ، ورأته مختلفا في عيون الناس ، كما أن رائحة الفقر تفوح في تلك المناسبات بشدة ، نظرت للشبكة (خاتم ودبلة) كيف تطلع عليها الأقارب والصديقات ؟ وكيف ستكون تعليقاتهن وخاصة من وراءها ؟ أخذت تفكر في معنى الفقر ، لقد رأته ولمسته مجسدا فيه ، رأت فقره في هواياته المجانية والتي لا تتعدى النزهة علي الكورنيش ، ورأته في رغبته في العمل المستمر وكأنه لا يعرف معني الاستمتاع بالحياة والفراغ والدعة ، ولمست فقره في حنقه المستتر علي الأغنياء ، وطريقته البسيطة في التعبير الصريح أحيانا عن نفسه وكأنه يخشي تكلفة الكلام المزوق ، ولمسته أيضا في طريقته المحنكة في البعد عن الصراعات حتى لا يبذل جهدا بلا عائد ، أحيانا وهي تتكلم معه تشعر أنها تتحدث إلي (طرزان) أو (حي بن يقظان) فكأنه تربى بعيدا عن الحضارة لا يعرف ملذاتها ومتعها الحديثة ، لا يعرف وجوه مشاهير النجوم ولا أسماء الأفلام ولا أحدث الموضات ولا يعرف من ألوان الطعام إلا القليل أو لنقل الفقير منها ، عادت للبيت محبطة طوال الطريق تفكر ، ولأول مرة تنظر إلى الخلف في الطريق الذي سارت فيه خطوات بحثا عن سكة الرجوع.
ظلت تتهرب من لقاءه فترة حتى حسمت أمرها مع نفسها وحين قابلته صارحته بما ظلت ترتب له منذ أيام (كانت ميزتك الأساسية في نظري أنك شخص مثالي متدين لا تخطئ ، ولكن كلامك وأفعالك وما رأيته بعد اقترابي منك غير فكرتي)
قال (تصلحين فريسة لنصاب محترف يغرقك بأوهامك ، أما أنا فإنني شاب عادي ولكني مخلص وصادق وأحبك وأتمنى أن تقفي بصلابة على أرض الواقع لنبني معا حياتنا)
قالت (مستعدة للتضحية بكل شيء لتحقيق حلمي)
قال (استمعي لي جيدا ، بمجاهدة النفس نصل لشاطئ اليقين ، وفي أثناء ذلك نمارس حياتنا المتوازنة كبشر ، أنت اعتدت الحلول السهلة الجاهزة بسبب حياتك المرفهة ، حتى التدين تريدين أن تصلي فيه إلي القمة علي جناح شخص يكاد يطير كأنه ملاك ،
ولكني أقولها لك بكل صراحة أنا مجرد رجل مكافح ومؤمن وعبد لله تعالي ، أعرض عليك مشاركتي رحلة الحياة وسلاحنا فيها الإيمان بالله والسعي في مناكب الأرض ، أما إذا تشبثت بحلمك فأنا أنسحب ، كما ترين لم تنبت لي أجنحة).
نظرت إلي عينيه وجدتها تشع رجولة ونبلا ، بينما يكابد ألمه ويكاد يخفي دمعة شوق منعها بحسم اعتاده واختلط بدمه ، شئ ما بداخلها يجذبها إليه رغم التناقض بينهما ، هل تحتاج رقتها لقوته تحتمي بها ؟ أم أنها زهدت طعم الحياة الناعمة كثيرة العسل وتتمني ذلك الطعم الحريف الذي لا تشعر بمذاقه إلا في صحبته ، طعم يترك مزازته في الحلق ولكنه مختلف.
تركها ومضي ولكنها ركضت خلفه فقد تأكدت أنه نصفها الآخر ورفيق رحلتها الذي ساقه الله لتبدأ معه مواجهة الواقع ومكابدته بعيدا عن الأحلام.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات