صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2015, 07:39 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم


والتي تحدَّث فيها عن الاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -،

وأنه يجب أن تبلغ عند العبد ذروة ما يهتم ويُعنى به،

ثم ذكر الموانع والعوائِق التي تقِف حائلةً بين العبد وبين الاستجابة

لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم .

الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمُتقين،

أحمدُه - سبحانه - والحمدُ حقٌّ واجبٌ له في كل حين،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ندَّ ولا نظير، قيوم السماوات والأرضين،

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين،

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله وصحبِه الغُرِّ الميامين ،

صلاةً وسلامًا دائمَين ما تعاقبَت الأيامُ والليالي والشهورُ والسنين .

فاتقوا الله - عباد الله -،

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }

[ البقرة: 281 ].
عباد الله :

إن علوَّ القدر وسُمُوَّ المنزلة تُوجِبان كمالَ الطاعة، وقوَّة الاستجابة.

وإذا اقترنَ هذا العلوُّ وهذا السمُوُّ بالإذعان والمِنَن والإكرام،

كانت الطاعةُ للمُنعِم أتمَّ، والاستجابةُ له فيما يأمرُ وينهَى أكملَ وأقوَى وأجمل .

وإذا كان هذا مما تُقرُّ به العقولُ السليمة،

وتُذعنُ له النفوسُ السويَّة في حقِّ المخلُوق العاجِز الفانِي؛

فكيف الشأنُ بالخالق الرازق المُنعِم القويِّ الباقِي؟!

الذي لا ندَّ ولا نظيرَ له في جلال النِّعم، وكمال المِنَن، وعِظَم الآلاء .

إن الاستجابةَ له - سبحانه - يجبُ أن تبلغُ الذروةَ مما يُعنى به العبد ويقصد إليه،

وأن تكون في الطَّليعة من واجباتِه وخِطَطه ومُهمَّات حياته،

امتِثالاً لأمره - سبحانه - له بقوله :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }


[ الأنفال: 24 ].

وإن أعظمَ الاستجابة لله وللرسول شأنًا، وأشرفَها مقامًا أداءُ حقِّه - سبحانه -،

بتحقيق التوحيد الذي هو أعظمُ أوامر الدين، وأساسُ الأعمال، وروح التعبُّد،

وعِمادُ التقرُّب، وقاعدةُ الازدِلاف إليه - عز وجل -، والغايةُ من خلق الإنسِ والجنِّ،

كما قال تعالى:

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

[ الذاريات: 56 ].

والغايةُ أيضًا من إنزال الكتب، ومنها: القرآن الذي قال فيه - سبحانه -:

{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ

أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ }


[ هود: 1، 2 ].

وكفَى به شرفًا وفضلاً أن قبول جميع أعمال العباد وأقوالهم الظاهِرة والباطِنة

مُتوقِّفٌ عليه، راجعٌ إليه، ولذا جاء التحذيرُ من الشِّرك المُحبِط للأعمال بيِّنًا واضِحًا

في كتاب الله بقوله - سبحانه -:

{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ

لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }


[ الزمر: 65 ]

وبقوله - جل وعلا -:

{ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُون }

[ الأنعام: 88 ].

وكفَى به شرفًا أنه مانعٌ من الخُلود في النار،

إذا كان في القلب منه أدنى مِثقال حبَّةٍ من خردَل.

به يكونُ لصاحبِه الهُدى الكامل والأمنُ التامُّ في دُنياه وأُخراه

كما قال - عزَّ اسمُه -:

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }

[ الأنعام: 82 ].
وبيَّن - سبحانه - أن الشركَ به ظُلمٌ عظيمٌ، فقال على لسان لُقمان:

{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }

[ لقمان: 13 ].
وأنه السبب الأعظم لتنفيس كُرُبات العبد في الدنيا والآخرة،

كما جاء في قصة نبيِّ الله يُونس - عليه السلام -، فالإخلاصُ والتوحيدُ .

كما قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -:

[ شجرةٌ في القلب فُروعُها الأعمال، وثمرُها طِيبُ الحياة في الدنيا،

والنعيمُ المُقيم في الآخرة. وكما أن ثِمار الجنَّة لا مقطوعةٌ ولا ممنوعة،

فثمرةُ التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك ]


اهـ
وإن شجرةَ التوحيد - يا عباد الله - تزكُو تنمُو، وتَطيبُ ثِمارُها،

وتزدادُ رونَقًا وبهاءً كلما سُقِيَت بماء الاستِجابة لله وللرسول - صلواتُ الله وسلامُه عليه

تلك الاستِجابةُ التي تتجلَّى في فعلِ الطاعات،

وترك المعاصِي رغبةً في جميل الموعود عليها بحُسن الثواب،

وخوفًا من شديد الوعيد عليها بأليم العقاب .

ويدخلُ في ذلك ويُفضِي إليه ويدلُّ عليه: قراءةُ القرآن بالتدبُّر لمعانِيه،

والاتِّعاظ بعِظاته، وفهم ما يُرادُ به، وما نزل لأجله، وأخذ نصيب العبد من كل آياته،

وإنزالها على داء القلب .

ومنه: التقرُّبُ إلى الله بالنوافِل بعد الفرائِض،

ودوامُ ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل،

وإيثارُ محابِّ الله على كل ما سِواها من المحابِّ،

واستِحضارُ نعم الله وبرِّه وإحسانِه على عباده، وانكِسارُ القلب بكليَّته بين يدَي الله تعالى،

والخَلوةُ به - سبحانه - وقت النزول الإلهي حين يبقَى ثُلُث الليل الآخر لمُناجاته،

وتلاوة كتابه .

وختمُ ذلك بالتوبة والاستِغفار، ومُجالسةُ المُحبِّين لرب العالمين،

الصادقين في محبَّتهم له - سبحانه -، والتِقاطُ فوائد كلامهم،

والانتِفاعُ بسَمتهم ونُصحهم وحالهم، والتجافِي عن كل سببٍ يحُولُ بين القلب

وبين الربِّ - عز وجل -، وتطهيرُه من الغلِّ والحقد والحسد والعُجب،

وسائر أمراض القلوب وعِلَلها، وسلامةُ الصدر للمُؤمنين، ومحبَّة الخير لهم،

وعِظَمُ الخوف عليهم بالسعي في صلاحهم وفلاحهم في العاجِلة والآجِلة.

ألا وإن اللَّبيبَ المُوفَّق ليقِفُ من كل ما يحُولُ بينه وبين الاستِجابة لله وللرسول

ويصدُّه عنهما، موقفُ أولِي الألباب درايةً بها، ومعرفةً بأسبابها، وتحذيرًا من غوائِلِها،

وسُوء العُقبَى فيها .

فلا يغُرُّه ما يراهُ من كثرة المُبطِلين من أهل الضلال،

وقلَّة السالِكين من أهل الحقِّ والهُدى والعلم والإيمان.

كيف وهو يسمعُ كلام الله مُحذِّرًا له من الاغتِرار بالكثرة المُضلَّة،

بقوله - وهو أصدقُ القائلين -:

{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ }


[ الأنعام: 116 ]

وبقوله - عزَّ اسمُه -:

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }

[ يوسف: 103 ].
ولا ينسَى أو يغفُل أن اتباعَ الهوى هو من أقوَى العوامِل في عدم الاستِجابة لله

وللرسول - صلى الله عليه وسلم -، يعلمُ ذلك ويستيقِنُه

وهو يقرأُ قولَ ربِّه - سبحانه -:

{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }


[ القصص: 50 ].
ويقرأُ قولَه - سبحانه -:

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ

وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }


[ الجاثية: 23 ].
ويعلمُ أن للوسَط المُحيط بالمرء والصُّحبة أثرَهما البالِغ،

وسُلطانهما القوي على نفسِه وعقلِه،

فسُرعان ما ينساقُ المُجالِسُ إلى صاحبِه ومُجالِسه، ويُسلِّمُ إليه قِيادَه،

جاء ذلك في خطاب خير الورَى من لا ينطِقُ عن الهوى - صلى الله عليه وسلم

في قوله:

( المرءُ على دين خليلِه، فلينظُر أحدُكم من يُخالِل )

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود والترمذي في "سُننهما" بإسنادٍ حسن.

وفي قوله - صلواتُ الله وسلامُه عليه -:

( لا تُصاحِب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ )

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود والترمذي في "سننهما"،

وابن حبان في "صحيحه" بإسنادٍ حسن.

وفي حديث أبي سعيدٍ الخُدري - رضي الله عنه

أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

( كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا،

فسألَ عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهِب،

فأتاه فقال: إنه قتلَ تسعًا وتسعين نفسًا، فهل له من توبة ؟

فقال: لا، فقتلَه فكمَّل به مائة، ثم سألَ عن أعلم أهل الأرض،

فدُلَّ على رجلٍ عالِم، فقال: إنه قتلَ مائةَ نفسٍ فهل له من توبة ؟

فقال: نعم، ومن يحولُ بينه وبين التوبة ؟!

انطلِق إلى أرض كذا وكذا، فإنه بها أناسًا يعبُدون الله، فاعبُد الله معهم،

ولا ترجِع إلى أرضِك فإنها أرضُ سوء .. الحديث )


أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، واللفظُ لمُسلم - رحمه الله -.

ويُرِكُ اللَّبيبُ أيضًا شدَّة الحاجة إلى من يُقتدَى به في الدين والعلم والعمل،

ولذلك جعل الله تعالى في نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - الأُسوةَ الحسنة

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات