صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2014, 10:29 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الإخبار عن دولة بني العبَّاس‏

الأخ / مصطفى آل حمد
الإخبار عن دولة بني العبَّاس‏
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
وكان ظهورهم من خراسان في سنة اثنتين وثلاثين ومائة‏.‏
قال يعقوب بن سفيان‏:‏
حدَّثني محمد بن خالد بن العبَّاس، ثنا الوليد بن مسلم، حدَّثني أبو عبد الله
عن الوليد بن هشام المعيطي، عن أبان بن الوليد بن عقبة ابن أبي معيط
قال‏:‏ قدم عبد الله بن عبَّاس على معاوية وأنا حاضر فأجازه، فأحسن
جائزته ثمَّ قال‏:‏ يا أبا العبَّاس هل لكم في دولة ‏؟‏فقال‏:‏ إعفني يا أمير
المؤمنين‏.‏فقال‏:‏ لتخبرني‏.‏قال‏:‏ نعم فأخبره‏.‏قال‏:‏ فمن أنصاركم ‏؟‏قال‏:‏ أهل
خراسان، ولبني أمية من بني هاشم بطحات رواه البيهقيّ‏.‏
وقد روى عبد الرزاق عن معمَّر، عن الزهريّ قال‏:
‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
‏(‏‏ ‏لا تقوم السَّاعة حتى تكون الدُّنيا للكع بن لكع‏ ‏‏)‏‏.
قال أبو معمَّر‏:‏ هو أبو مسلم الخراساني - يعني‏:‏ الذي أقام دولة بني
العبَّاس - والمقصود أنَّه تحوَّلت الدَّولة من بني أمية إلى بني العبَّاس
في هذه السَّنة وكان أوَّل قائم منهم أبو العبَّاس السَّفاح، ثمَّ أخوه أبو
جعفر عبد الله المنصور باني مدينة السَّلام ثمَّ من بعده ابنه المهدي محمد
بن عبد الله ثمَّ من بعده ابنه الهادي، ثمَّ ابنه الآخر هارون الرَّشيد، ثمَّ
انتشرت الخلافة في ذريته على ما سنفصله إذا وصلنا إلى تلك الأيَّام، وقد
نطقت هذه الأحاديث التي أوردناها آنفاً بالسَّفاح، والمنصور، والمهدي،
ولا شكَّ أنَّ المهدي الذي هو ابن المنصور ثالث خلفاء بني العبَّاس ليس
هو المهدي الذي وردت الأحاديث المستفيضة بذكره وأنَّه يكون في آخر
الزَّمان، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً‏.‏وقد أفردنا
للأحاديث الواردة فيه جزءاً على حدة كما أفرد له أبو داود كتاباً في سننه،
وقد تقدَّم في بعض هذه الأحاديث آنفاً، أنَّه يسلِّم الخلافة إلى عيسى
بن مريم إذا نزل إلى الأرض والله أعلم
وأما السَّفاح فقد تقدَّم أنَّه يكون في آخر الزَّمان فيبعد أن يكون هو الذي
بويع أوَّل خلفاء بني العبَّاس، فقد يكون خليفة آخر وهذا هو الظَّاهر فإنَّه
قد روى نعيم بن حماد عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو
المعافري من قدوم الحميريّ سمع نفيع بن عامر يقول‏:‏ يعيش السَّفاح
أربعين سنة اسمه في التَّوراة طائر السَّماء‏.‏قلت‏:‏ وقد تكون صفة للمهدي
الذي يظهر في آخر الزَّمان لكثرة ما يسفح أي يريق من الدِّماء لإقامة
العدل، ونشر القسط، وتكون الرَّايات السُّود المذكورة في هذه الأحاديث
إن صحَّت هي التي تكون مع المهدي ويكون أوَّل ظهور بيعته بمكة، ثمَّ
تكون أنصاره من خراسان كما وقع قديماً للسَّفاح والله تعالى أعلم‏.‏
الإخبار عن الأئمة الاثني عشر الذين كلَّهم من قريش‏:‏
وليسوا بالاثني عشر الذين يدعون إمامتهم الرَّافضة فإنَّ هؤلاء الذين
يزعمون لم يل أمور النَّاس منهم إلا علي ابن أبي طالب، وابنه الحسن،
وآخرهم في زعمهم المهدي المنتظر في زعمهم بسرداب سامرا وليس له
وجود ولا عين ولا أثر بل هؤلاء من الأئمة الاثني عشر المخبر عنهم في
الحديث، الأئمة الأربعة أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي - رضي الله عنهم
- ومنهم‏:‏ عمر بن عبد العزيز بلا خلاف بين الأئمة على كلا القولين لأهل
السّنة في تفسير الاثني عشر كما سنذكره بعد إيراد الحديث‏.‏
ثبت في صحيح البخاري من حديث شعبة ومسلم من حديث سفيان بن عيينة
كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال‏:‏
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏
(‏‏ ‏يكون اثنا عشر خليفة ‏‏)‏
ثمَّ قال كلمة لم أسمعها، فقلت لأبي‏:‏ ما قال ‏؟‏
قال‏:‏ قال‏:‏
‏(‏‏ ‏كلّهم من قريش‏ )‏‏.‏
وقال أبو نعيم بن حماد في كتاب ‏(‏الفتن والملاحم‏)‏‏:‏
حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا مجالد عن الشعبيّ، عن مسروق،
عن عبد الله ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
‏(‏‏ ‏يكون بعدي من الخلفاء عدَّة أصحاب موسى‏ ‏‏)‏‏.‏
وقد روي مثل هذا عن عبد الله بن عمر وحذيفة، وابن عباس،
وكعب الأحبار، من قولهم‏.‏
وقال أبو داود‏:‏
حدَّثنا عمرو بن عثمان، حدَّثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل ابن
أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة قال‏:‏
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏
(‏‏ ‏لا يزال هذا الأمر قائماً حتى يكون عليهم اثني عشر خليفة،
أو أميراً كلَّهم يجتمع عليهم الأمة‏ ‏‏)‏‏.‏
وسمعت كلاماً من النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم أفهمه، فقلت لأبي‏
:‏ ما يقول ‏؟‏قال‏:‏ كلَّهم من قريش‏.‏
وقال أبو داود أيضاً‏:
‏ حدَّثنا ابن نفيل، حدَّثنا زهير بن معاوية، حدَّثنا زياد بن خيثمة، حدَّثنا
الأسود بن سعيد الهمدانيّ عن جابر بن سمرة قال‏:‏
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏
(‏‏ ‏لا تزال هذه الأمَّة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوِّها
حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش‏ ‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فلمَّا رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا‏:‏ ثمَّ يكون ماذا ‏؟‏
قال‏:‏
‏(‏‏ ‏ثمَّ يكون الهرج‏ ‏‏)‏‏.‏
قال البيهقيّ‏:
ففي الرِّواية الأولى بيان العدد وفي الثَّانية بيان المراد بالعدد، وفي الثَّالثة
بيان وقوع الهرج وهو القتل بعدهم وقد وجد هذا العدد بالصِّفة المذكورة
إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ثمَّ وقع الهرج، والفتنة العظيمة
كما أخبر في هذه الرِّواية، ثمَّ ظهر ملك العباسيَّة كما أشار إليه في الباب
قبله وإنَّما يزيدون على العدد المذكور في الخبر إذا تركت الصِّفة المذكورة
فيه، أو عد منهم من كان بعد الهرج المذكور فيه‏.‏
وقد قال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
‏(‏‏ لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من النَّاس اثنان‏ ‏‏)‏‏.‏
ثمَّ ساقه من حديث عاصم بن محمد عن أبيه، عن ابن عمر،
عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فذكره‏.‏
وفي صحيح البخاريّ من طريق الزهريّ عن محمد بن جبير بن مطعم،
عن معاوية ابن أبي سفيان قال‏:‏
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:
‏ ‏(‏‏ ‏إنَّ الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه
ما أقاموا الدِّين‏ ‏‏)‏‏
قال البيهقيّ‏:‏
أي أقاموا معالمه وإن قصروا هم في أعمال أنفسهم، ثمَّ ساق أحاديث
بقية ما ذكره في هذا والله أعلم‏.‏فهذا الذي سلكه البيهقيّ وقد وافقه عليه
جماعة من أن المراد بالخلفاء الاثني عشر المذكورين في هذا الحديث هم
المتتابعون إلى زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق الذي قدَّمنا
الحديث فيه بالذَّم والوعيد فإنَّه مسلك فيه نظر وبيان ذلك أنَّ الخلفاء إلى
زمن الوليد بن اليزيد هذا أكثر من اثني عشر على كل تقدير، وبرهانه أنَّ
الخلفاء الأربعة أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي خلافتهم محققة بنص
حديث سفينة
‏(‏‏ الخلافة بعدي ثلاثون سنة‏ )‏
ثمَّ بعدهم الحسن بن علي كما وقع لأن علياً أوصى إليه، وبايعه أهل
العراق وركب وركبوا معه لقتال أهل الشَّام حتى اصطلح هو ومعاوية كما
دلَّ عليه حديث أبي بكرة في صحيح البخاري، ثمَّ معاوية، ثمَّ ابنه يزيد
بن معاوية، ثمَّ ابنه معاوية بن يزيد، ثمَّ مروان بن الحكم، ثمَّ ابنه
عبد الملك بن مروان، ثمَّ ابنه الوليد بن عبد الملك، ثمَّ سليمان بن
عبد الملك، ثمَّ عمر بن عبد العزيز، ثمَّ يزيد بن عبد الملك، ثمَّ هشام
بن عبد الملك، فهؤلاء خمسة عشر، ثمَّ الوليد بن يزيد بن عبد الملك،
فإن اعتبرنا ولاية الزُّبير قبل عبد الملك صاروا ستة عشر، وعلى كل
تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز، فهذا الذي سلكه على هذا
التقدير يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاوية ويخرج منهم عمر بن
عبد العزيز الذي أطبق الأئمة على شكره وعلى مدحه وعدُّوه من الخلفاء
الرَّاشدين، وأجمع النَّاس قاطبة على عدله، وأنَّ أيَّامه كانت من أعدل
الأيَّام حتى الرَّافضة يعترفون بذلك
فإن قال‏:‏ أنا لا أعتبر إلا من اجتمعت الأمة عليه لزمه على هذا القول أن
لا يعد علي ابن أبي طالب، ولا ابنه لأنَّ النَّاس لم يجتمعوا عليهما وذلك أنَّ
أهل الشَّام بكمالهم لم يبايعوهما، وعد حبيب معاوية، وابنه يزيد، وابن
ابنه معاوية بن يزيد، ولم يقيّد بأيَّام مروان ولا ابن الزُّبير كأنَّ الأمَّة لم
تجتمع على واحد منهما، فعلى هذا نقول في مسلكه هذا عاداً للخلفاء‏:‏
أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثمَّ معاوية، ثمَّ يزيد بن معاوية، ثمَّ عبد الملك،
ثمَّ الوليد بن سليمان، ثمَّ عمر بن عبد العزيز، ثمَّ يزيد، ثمَّ هشام، فهؤلاء
عشرة، ثمَّ من بعدهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق، ولكن هذا لا
يمكن أن يسلك فأخذها يلزم منه إخراج علي وابنه الحسن من هؤلاء
الاثني عشر وهو خلاف ما نص عليه أئمة السُّنة بل والشِّيعة، ثمَّ هو
خلاف ما دلَّ عليه نصاً حديث سفينة
عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال‏:‏ ‏
(‏‏ ‏الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمَّ تكون ملكاً عضوضاً‏ ‏‏)‏‏
وقد ذكر سفينة تفصيل هذه الثَّلاثين سنة فجمعها من خلافة الأربعة، وقد
بينَّا دخول خلافة الحسن وكانت نحواً من ستة أشهر فيها أيضاً ثمَّ صار
الملك إلى معاوية لما سلم الأمر إليه الحسن بن علي، وهذا الحديث فيه
المنع من تسمية معاوية خليفة، وبيان أنَّ الخلافة قد انقطعت بعد الثَّلاثين
سنة لا مطلقا بل انقطع تتابعها، ولا ينفي وجود خلفاء راشدين بعد ذلك
كما دلَّ عليه حديث جابر بن سمرة‏.‏
وقال نعيم بن حماد‏:‏
حدَّثنا راشد بن سعد عن ابن لهيعة، عن خالد ابن أبي عمران، عن حذيفة
بن اليمان قال‏:‏ يكون بعد عثمان اثنا عشر ملكاً من بني أمية، وقيل له‏:‏
خلفاء ‏؟‏قال‏:‏ لا بل ملوك‏.‏
وقد روى البيهقيّ من حديث حاتم بن صفرة عن أبي بحر قال‏:‏ كان
أبو الجلد جاراً لي فسمعته يقول‏:‏ يحلف عليه أنَّ هذه الأمَّة لن تهلك حتى
يكون فيها اثنا عشر خليفة كلَّهم يعمل بالهدى ودين الحقّ منهم رجلان من
أهل البيت أحدهما يعيش أربعين سنة والآخر ثلاثين سنة‏.‏
ثمَّ شرع البيهقيّ في ردِّ ما قاله أبو الجلد بما لا يحصل به الردّ وهذا
عجيب منه وقد وافق أبا الجلد طائفة من العلماء، ولعلَّ قوله أرجح لما
ذكرنا وقد كان ينظر في شيء من الكتب المتقدِّمة وفي التَّوراة التي بأيدي
أهل الكتاب ما معناه‏:‏ أنَّ الله تعالى بشَّر إبراهيم بإسماعيل وأنَّه ينمِّيه
ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيماً‏.‏
قال شيخنا العلامة أبو العبَّاس ابن تيمية‏:‏
وهؤلاء المبشَّر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرر أنهم يكونون مفرَّقين
في الأمَّة ولا تقوم السَّاعة حتى يوجدوا وغلط كثير ممن تشرَّف بالإسلام
من اليهود فظنوا أنهم الذين تدعو إليهم فرقة الرَّافضة فاتبعوهم‏.‏
وقد قال نعيم بن حماد‏:‏
حدَّثنا ضمرة عن ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد بن كعب قال‏:‏
إنَّ الله وهب لإسماعيل من صلبه اثني عشر قيماً أفضلهم أبو بكر
وعمر وعثمان‏.‏
وقال نعيم‏:‏
حدَّثنا ضمرة عن ابن شوذب، عن يحيى بن عمرو الشَّيبانيّ قال‏:‏ ليس
من الخلفاء من لم يملك المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى‏.‏
الإخبار عن أمور وقعت في دولة بني العبَّاس‏:‏
فمن ذلك حدَّثنا أبو جعفر عبد الله ومحمد بن علي بن عبد الله بن عبَّاس
الخليفة بعد أخيه الخليفة السَّفاح - وهو المنصور الباني لمدينة بغداد
في سنة خمس وأربعين ومائة -‏.‏
قال نعيم بن حماد في كتابه‏:
‏ عن أبي المغيرة عن أرطأة بن المنذر، عمَّن حدَّثه، عن ابن عبَّاس
أنَّه أتاه رجل وعنده حذيفة فقال‏:‏ يا ابن عبَّاس قوله‏:‏ ‏(‏‏(‏حمعسق‏)‏‏)‏
فأطرق ساعة وأعرض عنه ثمَّ كرَّرها فلم يجبه بشيء‏.‏فقال له حذيفة‏:‏
أنا أنبئك وقد عرفت لم كرَّرها إنَّما نزلت في رجل من أهل بيته يقال له‏:‏
عبد الإله، أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين
يشق النَّهر بينهما شقاً يجتمع فيهما كل جبَّار عنيد‏.‏
وقال أبو القاسم الطَّبرانيّ‏:‏
حدَّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجد الحوطيّ، حدَّثنا أبو المغيرة، حدَّثنا
عبد الله بن السَّمط، حدَّثنا صالح بن علي الهاشميّ عن أبيه، عن جدِّه،
عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:
‏ ‏(‏‏ ‏لأن يربِّي أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة جرو كلب خير
من أن يربِّي ولداً لصلبه )‏‏.‏
قال شيخنا الذَّهبي‏
‏ هذا الحديث موضوع واتَّهم به عبد الله بن السَّمط هذا‏.‏
وقال نعيم بن حماد الخزاعيّ
شيخ البخاري في كتابه ‏(‏الفتن والملاحم‏)‏‏:‏
حدَّثنا أبو عمرو البصري عن أبي بيان المعافريّ عن بديع، عن كعب
قال‏:‏ إذا كانت سنة ستين ومائة انتقص فيها حلم ذوي الأحلام ورأي ذوي الرّأي‏.‏
حديث آخر فيه إشارة إلى مالك بن أنس الإمام‏:‏
روى التّرمذيّ من حديث ابن عيينة عن ابن جريج، عن أبي الزُّبير، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة رواية يوشك أن يضرب النَّاس أكباد الإبل
يطلبون العلم فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة، ثمَّ قال‏:‏ هذا حديث
حسن وهو حديث ابن عيينة، وقد روي عنه أنَّه قال‏:‏ هو مالك بن أنس،
وكذا قال عبد الرزاق‏.‏قلت‏:‏ وقد توفي مالك رحمه الله سنة تسع وسبعين
وقد قال الإمام أحمد‏:‏
ثنا وكيع عن الأعمش، حدَّثنا هلال بن بيان عن عمران بن حصين قال‏:‏
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
‏(‏‏ ‏خير النَّاس قرني ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء
قوم يتسمَّنون يحبون السِّمن يعطون الشَّهادة قبل أن يسألوها‏ )‏‏.‏
ورواه التّرمذيّ من طريق الأعمش‏.‏
وقد رواه البخاري ومسلم من حديث شعبة عن أبي جمرة، عن
زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين قال‏:
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏
(‏‏ خير أمَّتي قرني ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم‏ ‏‏)‏‏.‏
قال عمران‏:‏ فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ‏
(‏‏ ‏ثمَّ إنَّ بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون
ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمن )‏
لفظ البخاري‏.‏
وقال البخاريّ‏:‏
حدَّثنا محمد بن كثير، أنَّا سفيان عن منصور، عن إبراهيم بن عبيدة،
عن عبد الله أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏
‏(‏‏ خير القرون قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم،
ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يجيء قوم يسبق شهادة أحدهم يمينه
ويمينه شهادته‏ ‏‏)‏‏.‏
قال إبراهيم‏:‏ وكانوا يضربوننا على الشَّهادة والعهد ونحن صغار‏.‏
وقد رواه بقية الجماعة إلا أبا داود من طرق متعددة عن منصور به‏.‏
حديث آخر‏:‏
فيه الإخبار عن ظهور النَّار التي كانت بأرض الحجاز حتَّى أضاءت لها
أعناق الإبل ببصرى، وقد وقع هذا في سنة أربع وخمسين وستَّمائة‏.‏
قال البخاري في صحيحه‏:‏ ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب عن الزهريّ قال‏:‏
قال سعيد بن المسيّب‏:‏ أخبرني أبو هريرة
أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏
‏(‏‏ ‏لا تقوم السَّاعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز
تضيء لها أعناق الإبل ببصرى‏ ‏‏)‏
تفرَّد به البخاريّ‏.‏
وقد ذكر أهل التَّاريخ وغيرهم من النَّاس وتواتر وقوع هذا في سنة أربع
وخمسين وستّمائة‏.‏
قال الشَّيخ الإمام الحافظ شيخ الحديث وإمام المؤرِّخين في زمانه
شهاب الدِّين عبد الرَّحمن بن إسماعيل الملقب بأبي شامة
في تاريخه‏:‏
إنها ظهرت يوم الجمعة في خامس جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين
وستَّمائة وأنها استمرت شهراً وأزيد منه وذكر كتباً متواترة عن أهل
المدينة في كيفية ظهورها شرق المدينة من ناحية وادي شظا تلقاء أحد،
وأنها ملأت تلك الأودية وأنَّه يخرج منها شرر يأكل الحجاز، وذكر أنَّ
المدينة زلزلت بسببها وأنهم سمعوا أصواتاً مزعجة قبل ظهورها بخمسة
أيَّام، أوَّل ذلك مستهل الشَّهر يوم الإثنين فلم تزل ليلاً ونهاراً حتى ظهرت
يوم الجمعة، فانبجست تلك الأرض عند وادي شظا عن نار عظيمة جداً
صارت مثل طوله أربعة فراسخ في عرض أربعة أميال، وعمقه قامة
ونصف، يسيل الصَّخر حتى يبقى مثل الآنك، ثمَّ يصير كالفحم الأسود،
وذكر أنَّ ضوءها يمتد إلى تيماء بحيث كتب النَّاس على ضوئها في اللَّيل
وكأن في بيت كل منهم مصباحاً ورأى النَّاس سناها من مكة - شرَّفها الله
قلت‏:‏ وأمَّا بصرى فأخبرني قاضي القضاة صدر الدِّين علي ابن أبي قاسم
التيميّ الحنفيّ قال‏:‏ أخبرني والدي - وهو الشَّيخ صفي الدِّين أحد مدرسيّ
بصرى - أنَّه أخبره غير واحد من الأعراب صبيحة تلك اللَّيلة من كان
بحاضرة بلد بصرى أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء هذه النَّار
التي ظهرت من أرض الحجاز، وقد ذكر الشَّيخ شهاب الدِّين أنَّ أهل
المدينة لجأوا في هذه الأيَّام إلى المسجد النَّبوي وتابوا إلى الله من ذنوب
كانوا عليها، واستغفروا عند قبر النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم مما سلف
منهم وأعتقوا الغلمان وتصدَّقوا على فقرائهم ومجاريحهم،
وقد قال قائلهم في ذلك‏:‏
يا كاشفَ الضُرِّ صفحاً عنْ جرائِمِنَا * فقدْ أحَاطَتْ بنا يا ربُّ بأساءُ
نَشكو إليكَ خُطوباً لا نَطيقُ لها * حملاً ونحنُ بها حقَّاً أحِقَّاءُ
زلازِلُ تخشَعُ الصُّمِ الصَلادَ لها * وكيفَ تقوى على الزلزالِ صمَّاءُ
أقامَ سَبعاً يرجُّ الأرضَ فانصدعتْ * عن منظرٍ منهُ عينُ الشَّمسِ عَشواءُ
بحرٌ من النَّارِ تجري فَوقَهُ سُفُنَ * من الهضابِ لها في الأرضِ إرساءُ
يُرَى لها شررٌ كالقصرِ طائشَهُ * كأنها ديمةٌ تنصَبُّ هَطلاءُ
تنشقُ منها قلوبُ الصَّخرِ إن زفرَتْ * رعباً وترعدُ مثلَ الشُهُبِ أضواءُ
منْها تكاثَفَ في الجوِّ الدُّخانُ إلى * أنْ عادَتِ الشَّمس منهُ وهيَ دَهماءُ
قدْ أثَرَتْ سعفَةً في البدرِ لفْحَتَها * فَلَيلَةُ التَّمِ بعدِ النُّورِ ليلاءُ
فيالهَا آيةٌ من مُعجزاتِ رسو * لِ الله يعقلُهَا القومُ الألِبَّاءُ
وممَّا قيل من هذه النَّار مع غرق بغداد في هذه السَّنة‏:‏
سُبْحَانَ منْ أصبحتْ مشيئَتُهُ * جاريةً في الوَرى بمقدارِ
أغرقَ بغدادَ بالمياهِ كَمَا * أحرَقَ أرضَ الحجازِ بالنَّارِ
حديث آخر‏:‏
قال الإمام أحمد‏:‏ حدَّثنا أبو عامر، ثنا أفلح بن سعيد الأنصاري –
شيخ من أهل قبا من الأنصار - حدَّثني عبد الله بن رافع مولى أم سلمة
قال‏:‏ سمعت أبا هريرة يقول‏:‏
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:
‏ ‏(‏‏ ‏إن طالت بكم مدَّة أوشك أن تروا قوماً يغدون في سخط الله،
ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر‏ ‏‏)‏‏.‏
ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن زيد بن الخبَّاب،
عن أفلح ابن سعيد به‏.‏
وروى مسلم أيضاً عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل،
عن أبيه، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
( ‏صنفان من أهل النَّار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر
يضربون بها النَّاس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنَّة ولا يجدن ريحها
وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ‏‏)‏‏.‏
وهذان الصِّنفان وهما الجلاَّدون الذين يسمُّون بالرجالة والجاندارية
كثيرون في زماننا هذا ومن قبله، وقبل قبله بدهر، والنِّساء الكاسيات
العاريات أي عليهنَّ لبس لا يواري سوآتهن، بل هو زيادة في العورة
وإبداء للزينة، مائلات في مشيهنَّ، مميلاتٍ غيرهنَّ إليهنَّ وقد عمَّ البلاء
بهنَّ في زماننا هذا ومن قبله أيضاً‏.‏وهذا من أكبر دلالات النُّبوة إذ وقع
الأمر في الخارج طبق ما أخبر به عليه السلام‏.‏
وسيأتي الحديث المخرج من الصَّحيح ‏
( لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ لا يضرهم
من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )
وفي صحيح البخاري ‏
(‏‏ ‏وهم بالشَّام‏ ‏‏)
‏ وقد قال كثير من علماء السَّلف‏:‏ أنهم أهل الحديث‏.‏
وهذا أيضاً من دلائل النُّبوة فإنَّ أهل الحديث بالشَّام أكثر من سائر أقاليم
الإسلام ولله الحمد، ولا سيما بمدينة دمشق - حماها الله وصانها -‏.‏
كما ورد في الحديث الذي سنذكره أنَّه تكون معقل المسلمين عند وقوع
الفتن‏.‏وفي صحيح مسلم عن النَّواس بن سمعان أنَّ رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم أخبر عن عيسى بن مريم أنَّه ينزل من السَّماء على
المنارة البيضاء شرقي دمشق ولعلَّ أصل لفظ الحديث على المنارة
البيضاء الشَّرقية بدمشق، وقد بلغني أنَّه كذلك في بعض الأجزاء
ولم أقف عليه إلى الآن والله الميسر‏.‏
وقد جدِّدت هذه المنارة البيضاء الشَّرقية بجامع دمشق بعد ما أحرقها
النَّصارى من أيامنا هذه بعد سنة أربعين وسبعمائة فأقاموها من أموال
النَّصارى مقاصَّة على ما فعلوا من العدوان، وفي هذا حكمة عظيمة وهو
أن ينزل على هذه المبنية من أموالهم عيسى بن مريم نبي الله فيكذِّبهم
فيما افتروه عليه من الكذب عليه وعلى الله ويكسر الصَّليب ويقتل الخنزير
ويضع الجزية أي يتركها ولا يقبل من أحد منهم ولا من غيرهم
إلا الإسلام - يعني‏:‏ أو يقتله -‏.‏
وقد أخبر بهذا عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقرَّره عليه وسوَّغه
له - صلوات الله وسلامه عليه - دائماً إلى يوم الدِّين وعلى آله وصحبه
أجمعين، والتَّابعين لهم بإحسان‏.‏

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات