صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-28-2010, 11:42 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 28 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الصــــدق

28 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الصــــدق
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ،


أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ،


و تمت كلمته صدقًا و عدلاً :


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى }


[طه:7] .


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ،


فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ،


و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا .


أمــا بعـــــد :


فأتقوا الله أيها المسلمون ، أتقوا الله و كونوا مع الصادقين ، اصدقوا مع الله ،


و أصدقوا مع عباد الله ، فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة ،


و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا .


صدق الحديث ، و حفظ الأمانة ، و عفة النفس ، و القناعة بالمقسوم من صفات المؤمنين .


و الكذب و الخيانة ، و الطمع الخبيث و الخداع ، من علامات المنافقين


(( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ ))


[البقرة:204] .


قد أشترى الضلالة بالهدى ، و العذاب بالمغفرة و العاجل بالآجل ،


فهو من المارقين ، و بظلمه و أقترافه الكذب ، قد خرج من المخاطبين بقوله :


(( يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ ))


[التوبة:119] .


أيها المسلمون ، إن كثرة الكذب و قلة الصدق ،


آفة إذا استشرت في مجتمع قوضت أركان سلامته ، و هدمت أساس استقراره ،


و بدلت اطمئنان أفراده قلقا ، و سعادتهم شقاء ، إذ أن حياة المجتمع في الثقة بين أفراده ،


و لنا أن نتصور إنسانا يعيش في مجتمع مليء بالكذبة ، فكيف تكون حاله ؟


كل خبر يسمعه لا يطمئن إلى صدق مخبره فيه ، حتى يتأكد بنفسه ،


و كل سؤال يسأله لا يرتاح إلى صدق مجيبه حتى يبلوه ،


لا يطمئن في التعامل مع أهله و جيرانه ، و لا في بيعه و شرائه ،


و لا في مكتبه و عمله ، لأنه لا يثق بصدق الناس في إخبارهم و تعاملهم ،


فهل يمكن للمسلم في مثل هذا الجو القاتم أن يحيا حياة مثمرة ،


فضلا عن أن تكون حياة سعيدة هانئة ؟


إن تقدم المجتمع المسلم و رفاهيته و سلامته و إطمئنان أفراده ،


كل ذلك مرهون بشيوع الصدق بين أفراده ، و إنتشار الثقة بينهم ،


و إضمحلال الكذب إلى أقصى حد ممكن ، في تعاملاتهم و عباداتهم ،


و إعلانهم و مدارسهم ، و في شؤون حياتهم كلها .


أيها المسلمون ، لقد حث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) على الصدق ،


لأنه مقدمة الأخلاق و الداعي إليها ، و هو علامة على رفعة المتصف به ،


فبالصدق يصل العبد إلى منازل الأبرار ، و به تحصل النجاة من جميع الشرور ،


كما أن البركة مقرونة بالصدق ، قال ( صلى الله عليه و سلم ) :


(( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا و بينا ، بورك لهما في بيعهما ،


و إن كذبا و كتما محقت بركة بيعهما ))


[رواه البخاري ومسلم] .


و انظروا في الناس من حولكم ، فلن تجدوا صادقا في معاملته ،


إلا وجدتم رزقه رغدا ، قد حاز في ذلك الشرف و السمعة الحسنة ،


يتسابق الناس إلى معاملته ، و يسعون إلى صحبته ،


الصادق – ياعباد الله- يطمئن إلى قوله العدو و الصديق ،


الصادق الأمين مؤتمن على الأموال و الحقوق و الأسرار ،


و متى حصل منه كبوة أو عثرة ، فصدقه شفيع مقبول ،


أما الكاذب فلا يؤمن على مثقال ذرة ، و لو قدر صدقه أحيانا ،


لم يكن لذلك موقع ، و لا يحصل به ثقة و لا طمأنينة ،


ألا تروا قول الله ـ عز وجل ـ في إخوة يوسف عندما قالوا لأبيهم :


(( يأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ *


وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِى كُنَّا فِيهَا وَٱلّعِيْرَ ٱلَّتِى أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ *


قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا ))


[يوسف:81-83] .


فصدقهم هذا أبطله كذبهم الأول حينما قالوا عن يوسف :


(( أَكَلَهُ ٱلذّئْبُ ))


[يوسف:14].


ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ عمن اعتاد على الكذب و صار عادة له


هل تخالوه يصدق و لو مرة ؟


قال الأصمعي : قلت لكذاب أصدقت قط ؟


قال : لولا أني أخاف أن أصدق في هذا لقلت لا . فيا للعجب .


الصدق ـ أيها الأخوة ـ تبرم به العهود الوثيقة ، و تطمئن له القلوب على الحقيقة ،


فمن صدق في حديثه كان عند الله و عند الناس صادقا محبوبا ، مقربا موثوقا ،


شهادته بر ، و حكمه عدل ، و معاملته نفع ، و من صدق في عمله ،


بَعُد عن الرياء و السمعة ، صلاته و زكاته ، و صومه و حجه ،


و علمه و دعوته ، لله وحده لا شريك له ، لا يريد بإحسانه غشا و لا خديعة ،


و لا يطلب به من الناس جزاء و لا شكورا ، يقول الحق و لو كان مُرًّا ،


لا تأخذه في الصدق مع الله لومة لائم ، فصدقه في أقواله و أفعاله ،


هو مطابقة مظهره لمخبره ، و تصديق فعله لقوله .


فالعلماء الذين ورثوا الأنبياء في رسالتهم ،


و في تبليغ الدين الذي جعله الله أمانة في أعناقهم ،


يجب أن يكونوا القدوة الصالحة في تحريهم للصدق ، في أقوالهم و أفعالهم ،


و أن يعملوا بما يحملونه من العلم و ينقلونه من الدين ، كما قال ـ تعالى ـ:


(( وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ))


[آل عمران:79] .


و تلك ـ يا عباد الله ـ من أبرز مظاهر الصدق في العالم .


أيها الأحبة في الله - التاجر الذي يعرض السلعة ، يؤمل فيها الربح المبارك ،


يجب عليه أن يتحرى الصدق في قوله و عمله ، فلا يروج سلعته بالكذب ،


و الأيمان الفاجرة ، فإن ذلك يمحق الكسب ، و يذهب ببركة الربح .


و المحترف بأية حرفة ، و الصانع في أي مجال للصناعة ،


يجب أن يتحرى الصدق في قوله و عمله ،


فلا يزعم زعما لا يصدقه الواقع ، و تكذبه الحقيقة .


و الموظف المؤتمن على مصالح الأمة ، مهما ارتفعت وظيفته ،


و أتسع نفوذه و تشعبت مسؤولياته يجب عليه أن يتحرى الصدق ،


فيما يرفعه إلى ولاة الأمر عن الرعية ، من تقارير و أحكام ، فلا يقرر غير الواقع ،


و لا يحابي أو يجامل أناسا على حساب الآخرين ، و إلا كان غاشا للناس ،


مدلسا فيما يرفعه لولاة الأمر من مصالح العباد و شؤونهم ، تعظم مسؤوليته أمام الله ،


و يؤاخذ على ظلمه للعباد و تقريره خلاف الواقع


((ألا كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته))


[رواه البخاري و مسلم].


و كذلك من يحترف الصحافة ، أو يتصدى لإشاعة الأخبار بأي وسيلة من الوسائل ،


يجب عليه أن يتحرى الصدق فيما ينقله و يرويه ، فلا ينقل كذبا ، و لا ينشر باطلا ،


فإن الكذب حين يذاع ، و الباطل حين ينشر ، يعظم بين الناس خطره ،


و يتفاقم ضرره ، لذلك كله يضاعف الله عقابه ،


قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في حديث طويل مفاده


(( رأيت الليلة رجلين أتياني ، و قالا: إن الذي رأيته يشق شدقه فكذاب ،


يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة ))


[رواه البخاري و مسلم] .


أيها المسلمون، لقد أمر الله رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ،


أن يسأله بأن يجعل مدخله و مخرجه على الصدق ؛ حيث قال :


(( وَقُل رَّبّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لّى مِن لَّدُنْكَ سُلْطَـٰناً نَّصِيرًا ))


[الإسراء:80] .


و أخبر عن خليله إبراهيم بقوله :


(( وَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلاْخِرِينَ ))


[الشعراء:84] .


و بشر عباده بقوله :


(( وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبّهِمْ قَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ مُّبِينٌ ))


[يونس:2] .


و قال ـ تعالى ـ:


(( إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَهَرٍ *فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ)) [القمر:54، 55] .


فهذه خمسة أشياء ،


مدخل الصدق ، و مخرج الصدق ، و لسان الصدق ، و قدم الصدق ، و مقعد الصدق ،


و حقيقة هذه كلها هو الحق الثابت المتصل بالله ، الموصل إلى الله ،


و هو ما كان بالله و لله من الأقوال و الأفعال .


و على هذا الطريق و هذا النهج القويم ، سار سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ ،


فضربوا لنا أروع الأمثلة ، و بلغوا قمم البطولات ، و أناروا بصدقهم دياجير الظلمات ،


و رسموا لنا معالم الصدق على صحائف من نور .


فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه حين قال :


أما و الله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ،


ليرين ما أصنع ، فشهد أحدا ، فاستقبله سعد بن معاذ فقال إلى أين ؟


فقال : لريح الجنة إني أجد ريحها دون أحد . فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع و ثمانون ،


ما بين رمية و ضربة و طعنة ، فنزل قوله ـ عز و جل ـ:


(( مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ


فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ))


[الأحزاب:23] .

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات