صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-30-2021, 01:46 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,309
افتراضي درس اليوم5400

تتب
من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم



نصف الحقيقة

مكثتُ في المسجد ذاتَ مساء بعد انصراف الناس مِن صلاة المغرب أذكُرُ اللهَ
فيما يبدو للناس، وإلا فالحقيقة أنِّي أحرِّك لساني بما لا يَعقل قلبي والله
المستعان، وبينما أنا على تلك الحال إذ بفتى لم يبلُغِ الحُلُمَ يدخل المسجدَ
ويسير ويلتفت ذات اليمين وذات الشمال كهيئة مَن فقَد شيئًا فهو يبحث عنه،
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى انصرف الفتى بعد إياسه مِن مَفقوده، ما إن
انصرَف الفتى حتى دخل رجلٌ يحمل عقالًا في يده، ثمَّ ألقاه في منتصف
الصفِّ الثاني حيث أكثَرَ الفتى التردادَ والبحث، غادر الرجل المسجدَ،
فإذا برجل آخر يدخل المسجدَ ويأخذ ذلك العقال ويضعه على رأسه،
ويقفل راجعًا من حيث أتى!

تأمَّلتُ هذا الموقف مليًّا، ثمَّ بدا لي أنَّ الرجل الذي دخل المسجد أخيرًا
هو والد الفتى، وقد بعثه ليأتيه بعقاله الذي نسيه في مصلَّاه، وحين لم يجد
الفتى العقال، اضطرَّ الوالدُ ليأتي بنفسه ليجد العقالَ ملقًى ينتظر صاحبه.

ماذا يا ترى حدث بين الابن وأبيه؟ لا نعلم، لكنَّه في أحسن أحواله حوار
ساخِن، انتهى بوصف الابن بالبلاهة وعدم المبالاة.

إنَّ مثل هذا الموقف البسيط - والذي لم يَمْكث سوى بضع دقائق - يحدُثُ
يوميًّا في حياتنا وبصور شتَّى، نكون فيها حينًا في دور الابن، ونمثِّل أحيانًا
أخرى دورَ الأب، ونحن في هذا وذاك لا نملِك سوى نصف الحَقيقة! أمَّا نِصف
الحقيقة الآخر - وهو أنَّ شخصًا آخر يبدو أنَّه أخذ العقالَ بالخطأ، ثمَّ دخَل
صدفةً بين الابن وأبيه وأرجع العقالَ إلى مكانه - فلا يَملِكه إلَّا الذي كان
في المسجد يتأمَّل الموقف بكلِّ فصوله.

إنَّنا حين لا نملِك إلَّا نصف الحقيقة، نضطر لرسم النِّصف الآخر منها؛ لأنَّنا
لا نستطيع أن نعيش بالنِّصف فقط، لكننا حين نفعل ذلك نكون قد خلَطنا
"عملًا صالحًا وآخرَ سيئًا"، وحين تكتمل الصورة في أذهاننا، تكون هَجينًا
من حقيقةٍ وظنون، ثمَّ لا نلبث أن نصدر أحكامَنا بناء على تلكم الصورة
الذهنيَّة الهجين.

كم مرةً أصدرنا فيها حكمًا على غيرنا ونحن لا نملِك سوى نصف الحقيقة!
كم مرَّة انقطعَتْ أواصرُ المحبَّة والإخاء بسبب نصف الحقيقة! كم مِن
خصومة امتدَّت أشهرًا أو سنواتٍ افتقد فيها كِلا الطَّرفين البحث عن النِّصف
الآخر من الحقيقة! كم مرة أوهَمَنا ما نملِك مِن ذلكم النصف أننا على حقٍّ،
وأن الطرف الآخر على خطأ بيِّن!

أخرج الإمامُ البيهقيُّ بسنده في شُعب الإيمان إلى جعفر بن محمد قال:
"إذا بلَغَك عن أخيك الشيءُ تُنكِرُه، فالْتمِسْ له عُذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا؛
فإن أصبتَه، وإلَّا قل: لعلَّ له عذرًا لا أعرفُه".



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات