صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2024, 08:41 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,869
افتراضي درس اليوم 6123


من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم
همسات في وداع رمضان ‏ (01)



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعونه تُنال الْمُنى وتبلغ الغايات، له

الحمد كما ينبغي لوجهه وعظيم سلطانه، له الحمد في أول الأمر وآخره،

وباطنه وظاهره، وعلنه وسرِّه، وله الشكر على جزيل كرمه، ووافر امتنانه،

وأشهد أن لا إله إلا الله الحي القيوم الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون،

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، وإمام

الأصفياء والمتقين، من عبَدَ ربَّه حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله

وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فيا أيها الصائمون:

لكل شيء إذا ما تم نقصانُ

فلا يُغَرُّ بطِيب العيش إنسانُ

وهذه الدار لا تُبقِي على أحد

ولا يدوم على حال لها شانُ



عباد الله: تُجمَع صحيفة رمضان إلى سجل الذاهب الذي لا يرجع، ويأفُل بدر

هذه الليالي الْمُقْمِرة والأيام المشرقة، وليس منا إلا الصبر على الوداع المرِّ

لضيف كان كالطيف لم تطُل إقامته، لقد دَنَتْ ساعات الرحيل، وبَدَتْ أمارات

التوديع من الضيف الكريم، قبل أيام قلائل استقبلنا شهر رمضان بشوقٍ

وتلهُّف، إذا بنا نودِّعه، نعم، نودعه، وما نملك إلا أن نقول: سلام عليك يا

شهر الجود والصيام، وسلام عليك يا شهر التلاوة والقيام، وسلام عليك يا

شهر الجِدِّ والالتزام، وسلام عليك يا محفِل الطاعات،

ومحرَقَة الأوزار والآثام.



أحبتي: وفي كل عام عندما يشارف رمضان على الانتهاء نسمع عبارات

الحزن على فراقه وعدم الرغبة في انتهائه، نعم، يحزن القلب على فراق

رمضان؛ فنحن لا ندري هل سندركه من جديد أم ينتهي العمر، ونحن نودع

شهرنا الكريم كان لا بد لنا من همسات نهمس بها في أُذُنِ كل مسلم، أسمَيْتُها

همسات في وداع رمضان، ونسأل الله العونَ والتوفيقَ، والقبول والإخلاص؛

إذ لا حول ولا قوة إلا بالله.



الهمسة الأولى تقول: تذكَّر رحيلك من الدنيا، تذكَّر أيها الصائم وأنت تودِّع

شهرك سرعةَ مرور الأيام، وانقضاء الأعوام؛ فإن في مرورها وسرعتها

عِبرةً للمعتبرين، وعِظةً للمتَّعِظين؛ قال عز وجل:

﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44].



فيا من ستودِّع رمضان، تذكر أنك ستودع الدنيا، فماذا قدمتَ لله؟ هل أنت

مستعد للقائه؟ إن من عزم على سفر، تزوَّد لسفره، وأعدَّ العُدَّة، فهل أعددت

زادًا لسفر الآخرة؟ فعجبًا لمن أعدَّ للسفر القريب، ولم يُعِدَّ للسفر البعيد؛

((قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم

خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكْيَس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لِما بعده

استعدادًا، أولئك الأكياس...)).



قال حامد اللفاف: "من أكْثَرَ من ذكر الموت، أُكْرِم بثلاثة أشياء: تعجيل

التوبة، وقناعة القوت، ونشاط العبادة، ومن نسِيَ الموت، عُوقب بثلاثة

أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة".



ودخل رجل على أبي ذرٍّ، فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: "يا أبا ذر، أين

متاعكم؟ قال: إن لنا بيتًا نوجه إليه صالح متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع

ما دمت ها هنا، قال: إن صاحب المنزل لا يَدَعُنا فيه"، فتأمل - أخي - في هذا

الفقه النبيه؛ إذ قال أبو ذر: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه؛ فالمنزل للدنيا،

وصاحبها هو الله؛ وقد قال الله تعالى:

﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾

[غافر: 39].



وهذا الفضيل بن عياض رحمه الله سأل رجلًا: "كم أتت عليك؟ قال: ستون

سنةً، قال: فأنت منذ ستين سنةً تسير إلى ربك، توشِك أن تبلغ، فقال الرجل:

يا أبا عليٍّ، إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له الفضيل: تعلَم ما تقول؟ قال

الرجل: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال الفضيل: تعلم ما تفسيره؟ قال

الرجل: فسِّره لنا يا أبا علي، قال: قولك: إنا لله، تقول: أنا لله عبدٌ،

وأنا إلى الله راجع، فمن علِم أنه عبدٌ الله وأنه إليه راجع، فليعلم بأنه

موقوف، ومن علِم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسؤول، ومن علِم أنه مسؤول،

فليُعِدَّ للسؤال جوابًا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة، قال: ما هي؟ قال:

تُحسِن فيما بقِيَ يُغفَر لك ما مضى وما بقِيَ،

فإنك إن أسأتَ فيما بقِيَ، أُخذت بما مضى وما بقِيَ"؛ [حلية الأولياء].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات