صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2012, 05:49 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي شهامة



شهامة


لقيته مرة جالساً في المسجد حزيناً كئيباً ، فوقفت على رأسه
وقلت له مداعباً :
قال رجلٌ لآخر : هل زوجتك من النوع النكد ؟!.
فرد عليه صاحبه : وهل هناك نوعٌ آخرٌ؟!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فنظر إليّ (ياسر) نظرة ملؤها الحزن ، ثم أشاح بوجهه، وأشار إليّ بيده : اجلس ..

فجلست بجواره ، مستغرباً !وقلت :
- مالك ؟!


فاستدار ، وزفر زفرة مخيفة ، ظننت أنها خرجت معها بنار !، ثم قال :
- أنا منذ سنوات أعاني من عدم التفاهم بيني وبين زوجتي ، وهي كذلك !

- هل تمزح ؟!
- لا والله ، لا أقول إلا الصحيح ..
- أكمل !
- طلقتها البارحة !.
فاندهشتُ ! ، وقلت :
- هكذا بكل بساطة ؟! أنسيت العشرة ؟! ألا تتذكر لها أي حسنة ؟
وبناتك ؟ ألم تفكر فيهن ؟ ..

- يا أخي لا تعجل .. امرأتي والله إنسانة فاضلة نبيلة .. وهي ...
فقاطعته ..
- وتطلقها رغم فضلها ونبلها ؟ ما هذا الكلام ؟!

- يا موسى ! أنت الذي بدأت الكلام معي ، فإمّا أن تستمع لي ،
ولا أريد منك حلاً، أو تُغيّر الموضوع .

- آسف ، أكمل !.
- .. ولأنها نبيلة وفاضلة فقد جلستُ معها البارحة جلسة مصارحة ،
بناء على رغبتها، ودار بيننا حوار طويل ، ثم قالت لي بالحرف الواحد :
( أنا أحترمك جداً ، لكني لا أشعر تجاهك بحبٍّ ،
ولا أستطيع الاستمرار معك في هذه المعاناة ،
وأنت رجلٌ طيبٌ ، ولا أريدُ أن أظلمك أو أظلم نفسي ).

فقلت لها :
- فما الحل ؟!
- أن تطلقني وأنت عني راضٍ !..ونتفق على كيفية زيارتك للبنات ،
هذا إن سمحت لي أن أقوم برعايتهن .. والأمر لك .

فدمعت عيناي ، وأكبرتها جداً ،

وقد كنت أدعو الله تعالى أن ينير لنا الطريق الصحيح ..
ثم قلت لها :

- أسأل الله تعالى أن يعوضك خيراً مني ..

فقالت :

- وأنا أشهد لله أنك طيب .. وأسأل الله أن يعوضك خيراً مني ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثم ..طلقتها .. وخرجت من البيت باكياً ،
أدور في شوارع ( الخبر) كالمجنون ، فما هانت عليّ الذكريات الجميلة ،
وما هانت عليّ هي ، ولا بناتي ..
لكني أمام أمرين أحلاهما مرٌّ.
وبعد قرابة ساعتين، رجعت للبيت وإذا بها قد حزمت (حقائبها) وجلست تنتظرني..
فأعطيتها مبلغاً من المال ، ثم أوصلتها إلى بيت أهلها ، ومعها بناتي الصغار..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فودعتني وهي تبكي ..
والآن أشعر بفراغ كبير جداً في حياتي ،
ولستُ أثق في أحدٍ أشكو له حالي إلاّ الله.


فحزنتُ لكلامه جداً ..

وقلت له : أقسم بالله سيعوضك الله خيراً ، فأنت رجلٌ شهمٌ ، وعظيم الأخلاق.
وفي الحقيقة فقد ذرفت عيناي ولم أستطع أن أكمل جلوسي معه ،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فاستأذنته وقمتُ، وأنا أدعو له كثيراً ..
كنتُ أراه في المسجد منهمكاً في الدعاء ،
ولم أكن – حينها – معروفاً كثيراً بين المصلين ،
ولم أكن إماماً ، بل كنت طالب علمٍ صغير – ولم أزل والله - ،
فكنت أمكث في المسجد بعد الصلوات أحياناً ..
في ( جامع عمر بن عبد العزيز الذي كان إمامه شيخي الجليل :
محمد المنجد حفظه الله)..
كنت أشاهده دائماً على هذا الحال ، منفرداً بنفسه .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثم فرقت الأيام بيننا ..
وبعد سنوات ، رأيته صدفة ، يركب سيارته في إحدى شوارع (الخبر) ،

فما كدتُ أصدق عينيّ.. فصحت به من بعيد : ياسر !..
فالتفت .. فلما رآني أشرق وجهه .. وابتسم ابتسامة حبيبة ..
ووقف سيارته .. ثم أقبل نحوي مسرعاً .. فلما وصل .. صافحني بحرارة ..
وضمّني ضمةً أحسست بأضلاعي تطقطق منها !

وكان طويلاً جسيماً .. وأنا .. لن أقول لكم !.

قلت
: ماذا صنع الله بك بعدي ؟!
قال : هل عندك وقتٌ ؟
قلت : نعم .
فركبتُ معه.. وانطلق .. ثم انطلق في الحديث !
قال: أتذكر تلك القصة ؟!
قلت :
لقد حُفِرت في قلبي وعقلي !
قال : فإني كنتُ يوماً في المسجد ، وإذ برجلٍ كبير السن ،
وقور ، ذي لحية بيضاء، يرمقني من بعيد ، ثم اقترب مني فإذا هو ( أبو فلان) .
قمتُ إليه ، وصافحته، فقال لي :
اجلس !
فجلس وجلستُ معه !
قال : يابني ..منذ فترة طويلة وأنا أراقبك ..

وأراك تطيل الجلوس بعد الصلاة في المسجد لوحدك ! هل تعاني من ديون ؟!

فضحكتُ .. وقلت : لا يا عم !..
لكني أمرُّ بظروف عائلية ، وإن شاء الله تعالى فرّجها !
قال : هي سرٌّ؟!
قلت: عنك أنت ؟ لا ..ثم أخبرته بالقصة كلها .. فتأثر جداً ..
ثم قال لي : فلماذا لم تتزوج حتى الآن ؟!
قلت : على يدك !
فنظر إليّ وقال :
هل أنت جادٌ ؟!
قلت : نعم !
فأخذ بيدي وأقامني بقوة ، وقال : قم معي ! فقمت معه كالمسحور !
فمشينا حتى أدخلني بيته ، وتركني في المجلس ،
ودخل على أهله ، وغاب عني قرابة ربع ساعة كأنها أربع ساعات !

.. ثم عاد إليّ وأنا غارق في العرق !

قال لي : ( شوف يا ولدي .. بعد شوي بتدخل علينا البنت بالقهوة ..
أعجبتك فهي زوجتك .. وإلاّ فالحمد لله ما صار شي !) ..

فغصصتُ بريقي ..ونظرت في ثوبي .. وعدّلتُ (شماغي ) و(عقالي ) !
وتسمّرتُ مكاني !
فإذا بقطعة قمر تدخل علينا من الباب ، لها ابتسامة خجولة ،
نظرها إلى الأرض..

فلم أرَ بدراً ضاحكاً قبل وجهها :::: ولم ترَ قبــــلي ميّتاً يتكلمُ !
دخلتْ تحملُ شيئاً بين يديها ، فوضعتْه بيني وبيني أبيها ، ثم انصرفتْ!
اكتشفتُ بعد أن أفقتُ من ذهولي أنّ هذا الشيء هو : القهوة !..
مسحتُ جبيني ..والتفتُّ لأبيها وقلت مداعباً :

- الله يهديك يا عمّ .. أحرجتْ البنت ؟!
فضحك وقال : ( البنت أو أنت؟!) ..
ثم قال : هاه .. ما رأيك ؟!
قلت :
موافق !
فضحك .. وقال : ( جيب لي 5000 ريال مهرها .. ومأذون شرعي ..
وحياك الله بكره .. خذ زوجتك والله يبارك لك)!


قلت : يا عمي .. 5000 آلاف قليلة .. وأنا أيضاً أحتاج إلى أن أجهز نفسي ..
وأشتري للبنت حاجاتها ..و(بعدين) ...

قال : .. ما يحتاج .. أنت عندك بيت ،

وكل شيء ستجده جاهزاً غداً عندي إن شاء الله ..

أنت تستاهل كل خير ..
قال (ياسر ):

فتزوجتها .. والآن عندي منها ولدان .. وبناتي يعيشون معنا ..

ولا أزال على ذكرى طيبة بزوجتي الأولى .. وأدعو لها دائماً..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قلت : هل تذكر أني قلت لك : إن الله سيعوضك خيراً ؛ لأنك شهمٌ ؟!
لم تخن العشرة ، ولم تجرجر زوجتك وأهلها في المحاكم وأقسام الشرطة ،
ولم تفترِ عليها وعليهم الكذب ، وتتحدث في كل مجلس ،
ولم تبتزها حتى تحصل على مالٍ مقابل طلاقها منك ...
أنت والله شهمٌ ..ورجلٌ بمعنى الكلمة .
.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال :أتوقع أنك ستفضحني في دروسك ، ومقالاتك ..

لكن ( تكفى .. لا تذكر اسمي الصريح )!..

قلت : اطمئن !
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات