صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2011, 12:32 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 78 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( ولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام )



78 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( ولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================


78 - خطبتى الجمعة بعنوان

( ولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام )





الحمد لله شرع الشرائع و أحكم الأحكام ،

أحمده سبحانه و أشكره فهو ولي كل إنعام ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك القدوس السلام ،

و أشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده و رسوله سيد الأنام ،

أوضح المحجة ، و أظهر معالم الشريعة ، و بين الحلال و الحرام ،

صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و صحبه البررة الكرام ،

و التابعين و من تبعهم بإحسان ما تعاقبت الليالي و الأيام .

أمــا بــعــد :

فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله عز و جل فعليكم بتقوى الله فالزموها ،

و بادروا بالأعمال الصالحة و التزموها ، الزمان يطوي مديد الأعمار ، و كل من عليها راحل عن هذه الدار ، التسويف لا يورث إلا حسرة و ندماً ، و طول العمر لا يُعقِبُ إلا هرماً و سقماً ،

فواعجبًا لنفوس طال على الدنيا إقبالها و غلُظ عن الآخرة إعراضها و إهمالها

{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }

[محمد:24].

معاشرَ المسلِمين ، في هذه الأيّام تتوافَدُ وفودُ الرّحمن و ضيوفه إلى حرم الله ،

و إلى مسجدِ رسولِه صلّى الله عليه و آله و سلّم ،

حيث تلتهبُ الأشواق إلى مهبطِ الوحي و إلى طيبة الطيبة ،

إلى هذه البِقاع الطاهرةِ و المشاعر المُعظَّمة ، بقاعٍ و مشاعِر قدَّسها الله و عظَّمَها ،

و خصَّها برسالته و متنزَّل وحيه و مولد نبيّه و مرباه و مَبعثه و مُهاجَره .


تتوافَد هذه الحشودُ المسلمة من كلّ بقاع الدنيا ، من مشارق الأرض و مغاربها ،

يحملها البَرّ و البحر و الجوّ إلى مكة المكرمة بيت الله ،

و المدينة المصطفويّة المنورة مدينةِ رَسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم ،

فهنيئًا لهم الوفادَة ، و هنيئًا لهم الكرامَة ، و بُشراهم القبول بإذن الله .

معاشر المسلمين : جعل الله البيت الحرام مثابة للناس و أمناً ،

و جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس .

إرتباط المسلم ببيت الله و بالقبلة ليس مقصورًا على أشهرٍ معلومات و لا محصورًا في أيام معدودات ،

و لكنه ارتباط دائم و وشائج لا تنقطع . المسلم يبدأ يومه و يستفتح عمله كما يختم نشاطه

بالتوجه إلى البيت الحرام حين يقف بين يدي ربه قائماً يؤدي الصلوات الخمس موزعةً بانتظام

في يومه و ليلته ، ينتظم مع إخوانه المسلمين حيثما كانت مواقعهم و أينما كانت ديارهم ،

ناهيكم بالنوافل و الأدعية و الأذكار التي يُشرع فيها استقبال البيت الحرام ، فهذه صور و هيئات

لا حصر لها يتفاوت فيها المسلمون و يتنافس فيها الصالحون ،

بيت الله المحرم هو الوجهة الدائمة التي ترافق العبد المؤمن في كل حياته ،

ليس مرتبطاً بموسم و لا محصوراً في فريضة ، بل حتى حين يوّسد في قبره دفيناً

فإنه يوجّه إلى البيت الحرام فهي قبلتكم أحياءً و أمواتاً .

تأملوا حفظكم الله هذه الآيات الثلاث :

قول الله عز و جل :

{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَاء فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا

فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّهِمْ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }

[البقرة:144].

وتأملوا قوله سبحانه :

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ

وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

[البقرة:149].

و قوله سبحانه :

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ

شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِى

وَلاِتِمَّ نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

[البقرة:150].

يا ترى، ما هو السرُّ في التكرار لمعظم هذه الكلمات في هذه الآيات ؟

أُمر النبي صلى الله عليه و سلم باستقبال البيت في هذه الآيات ثلاث مرات ،

و أُمر المسلمون مرتين ، و تكرر قوله سبحانه :

{ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ }

مرتين ، و تكرر تعميم الجهات ثلاث مرات .

ما ذلك كله إلا لتأكيد عِظم هذا التوجه و التنويه بشأن استقبال الكعبة المعظمة و التحذير

من التساهل في ذلك تقريرًا للحق في نفوس المسلمين

{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }

[البقرة:147].

أيها المسلمون : إن أبعادًا كثيرةً لهذا التوجه قد غابت عن حياة كثير من المسلمين اليوم

فأصبح الأمر عندهم أقربَ للعادةِ منه للعبادة .

إن تولية الوجوه نحو البيت تقتضي الحضور الدائم لمعاني الولاء و الموالاة

و معاني الصلاة والحج و أسرارهما ، و كلِ عبادةٍ مرتبطةٍ باستقبالِ هذا البيت المعظم .

يُولّي المسلم وجهه شطر المسجد الحرام ليسير مع التاريخ بماضيه ، و يستصحبه في حاضره ،

ليتذكر تاريخ البيت و بناء البيت على التوحيد الخالص و الملة الإبراهيمية الحنيفية .

يُولّي وجهه شطر البيت ليرى كيف هدَّ الإسلام بنيان الجاهلية و قواعدها .

يُولّي وجهه شطر الكعبة المشرفة ليتذكر ألوان العذاب التي لقيها المسلمون المستضعفون

في ظلها و على جنباتها ،

و النبي صلى اله عليه و سلم يقول لهم مطمئناً و مثبتاً و مؤكداً :

( والله ليتمّن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه ، و لكنكم تستعجلون )

إنه النصر الذي لا بد أن يتم بإذن الله من خلال صحيح الإيمان و عزمات البشر ،

و الخضوع للسنن الإلهية في النصر و الهزيمة و لكنّ قومًا يستعجلون .

الجالس قبال بيت الله يدرك حكمة الدعوة و تربية الناس في مثل

قوله صلى الله عليه و سلم :

( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، و إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه )

[مخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه].

و في مثل قوله صلى الله عليه و سلم :

( لولا أن قومكِ حدثاء بالكفر لنقضت البيت ثم بنيته على قواعد إبراهيم )

[أخرجه البخاري و غيره].

كل هذه الاستحضارات و التأملات من أجل أن لا يُكذّب الله و رسوله ،

و من أجل أن تُسلك مسالك الحكمة في الدعوة و الفقه و التعليم و التربية .

أيها المسلمون : و حكمة أخرى تتجلى حين التأمل في التوجه نحو بيت الله المحرم و استقباله .

ذلكم أن المقصود بالعبادات كلها تمام الخضوع لله

{ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ }

[الماعون:3].

و بمقدار استحضار المعبود و عظمته و جلاله يقرب العبد من مرتبة الإحسان ، فالإحسان هو :

( أن تعبد الله كأنك تراه )

فكان التوجه إلى المسجد الحرام و إلى القبلة مساعدة على هذا الاستحضار العظيم .

العبادات و الشعائر لا تؤدى بالنية المجردة و لا بالتوجه القلبي و الروحي وحدِهما ،

و لكنّ هذه العبادات لها صفاتها و هيئاتها من القيام و القعود و الركوع و السجود و الأقوال

و الأفعال و الاتجاه نحو القبلة ، و كذلك الإحرام و الطواف و الحركة و السعي و الدعاء

و التلبية و النحر و الرمي و الحلق و التقصير و هكذا : في كل عبادة حركة و في كل حركة عبادة ،

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-20-2011, 12:35 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

عبادات تجمع بين الماديات و المعنويات ليتأكد الارتباط بين ظاهر النفس و باطنها .

إن ثمة رغبة فطرية بشرية للربط بين الأشكال الظاهرة و القوة الباطنة ،


فانحرفت فئات من البشر فعبدوا الأحجار و الأشجار و الحيوان و الشمس و القمر و الأفلاك ،


و جاء الإسلام يلبي دواعي الفطرة ؛ فشرع من الأقوال و الأفعال و الحركات ،


مع تجريد كل ذلك لله وحده ،


فيتوجه العبد بجسده إلى القبلة و الكعبة و يُوّلي وجهه شطر المسجد الحرام ،


و لكنه في ذات الوقت يتوجه إلى الله بكليته بقلبه و جوارحه


{ وَلِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ }


[البقرة:115].


{ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَاء مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّـٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُواْ عَلَيْهَا


قُل لّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِى مَن يَشَآء إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ }


[البقرة:142].


إن المسلمين حين يتجهون إلى القبلة فإنما يتوجهون نحو التميز و الاختصاص ،


فالقبلة رمز للوحدة و التوحيد ، و رمز لتميز الشخص المسلم ،


وحّد الله هذه الأمة في ربها و نبيها و دينها و قبلتها ،


وحّدها على اختلاف أوطانها و أجناسها وألوانها ولغاتها، وحدة قيامها العقيدة والقبلة:


عقيدة القلب وقبلة العبادة .


و لقد جاء في الحديث الصحيح :


( من صلَّى صلاتنا و استقبل قبلتنا فذلك المسلم )


[ مخرج في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ].


أمة وسط في الدين و الاعتقاد لا تغلوا في التجرد الروحي و لا في الانغماس المادي ،


و لكنها الفطرة في روحٍ متلبسة بجسد ، و جسد تتلبس به روح ، و تُطلِقُ كل نشاط في تهذيب


بلا إفراط و لا تفريط ، قصد و تناسق و اعتدال ، و من أجل هذا جاء في هذا السياق كله


قول الله سبحانه :


{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }


[البقرة:147].


ما جاءنا من ربنا هو الحق ، و الدين الذي نحن عليه هو الحق ، فلا نستفتي أحدًا في ديننا


و لا نتبع غير أهل ملتنا في شأننا ، و لا نقبل من أعدائنا القول في تاريخنا و تراثنا


و لا نسمع إليهم في دراساتهم عن قرآننا و حديث نبينا ، إنه الجد الصارم و الحق الجلي


الذي تضمحل أمامه الأقاويل و الأباطيل .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ


وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ


وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ


فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِى وَلاِتِمَّ نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *


كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِنَا وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ


وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ *


فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }


[البقرة:149-152].



بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ،

أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ،
فاستغفروه و توبوا إليه ؛ سبحانه إنه كان توّابًا رحيما .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-20-2011, 12:38 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه


الحمد لله أعطى فأجزل ، و منَّ فأفضل ، أحمده سبحانه و أشكره ،

أتمَّ علينا النعمة و رضي لنا الدين و أكمل ،


و أتوب إليه و أستغفره من التقصير فيما أقول و أعمل ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


هو الظاهر و الباطن و الآخر و الأول ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبد الله و رسوله


صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر و الخلق الأفضل


صلى الله عليه و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان ما ليل أدبر و صبح أقبل


و سلم تسليماً كثيراً .


أمــا بــعــد :


فيا أيها المسلمون : يُوّلي المسلمون وجوههم شطر المسجد الحرام ليبرز من خلال ذلك


وحدة المسلمين و جماعتهم ، التفافٌ حول هذا البيت من خلال عمود الإسلام الصلاة المفروضة ،


و التي تبدأ بأهل الحي و تنتهي بالتجمع الأعظم يوم الحج الأكبر ، صلاة الجماعة قاعدة و أساس ،


وصلاة الفرد فذٌّ و استثناء ،


جاء في الحديث في حديث أُبي بن كعب رضى الله تعالى عنه


في قوله صلى الله عليه و سلم :


( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده


و صلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل و كلما كثر فهو أحب إلى الله )


[ أخرجه أبو داود و النسائي و ابن ماجه بإسناد حسن ].


المؤذن للصلاة هو داعي الجماعة


( أتسمع النداء ؟ قال : نعم ، قال : أجبه لا أجد لك رخصة )


و صلاة الجمعة صورة ليس لها نظير في تجمعٍ يجمع على الصلاة و الموعظة و النصيحة


و معالجة القضايا ؛ ليتأكد استمرار الجماعة على الجادة الراشدة .


و شعائر العيدين تجمع مشهود يحضره الرجال و النساء حتى ربات الخدور ،


جماعة و بهجة في ظلِّ الالتزام بخلق الإسلام ،


و يأتي التجمع الأخطر و الاحتفاء الأكبر حين يُؤذَنُ في الناس بالحج .


{ وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ }


[الحج:27].


تجمع عظيم لا يعوقه اختلاف الألسنة و الألوان و لا تشعب الأعراق و تباعد الأوطان ،


فعقيدة الإسلام في سهولتها و فطرتها و حنيفيتها . و قبلة المسلمين في قداستها


تؤكد هذا الرباط الوثيق من الأخوة و الود لينطقوا جميعاً بلسان عربي مبين


( لبيك اللهم لبيك )


إنهم جميعا في موقف العبودية لله وحده


{ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ }


[الأنبياء:92].


ألا فاتقوا الله رحمكم الله و اعرفوا نعمة الله عليكم في دينكم و عباداتكم


{ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ }


[البقرة:231].


معاشر الإخوة : بالأمس القريب و دعت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها ،


و رمزاً من رموزها ، و رايةً من راياتها ، إنه المفكر الإنسان ، صاحب الأيادي البيضاء ،


و المواقف النبيلة ، و السيرة العطرة ، الذي عُرف بحبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم و آل بيته ،


و اشتهر بمنافحته و دفاعه عن دينه و وطنه و أمته .


إنه معالي الشيخ الدكتور محمد عبده يماني ، رحمه الله رحمة الأبرار و أسكنه فسيح جناته ،


و غفر له و لأموات المسلمين ، و جزاه عما قدمه للإسلام خير الجزاء


و جعل ذلك في موازين حسناته إنه ولي ذلك و القادر عليه .


ثم صلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة ؛


نبيكم محمد رسول الله فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز قائلاً عليماً :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }


[الأحزاب:56].


اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد


و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين


و ارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،


و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،


و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .


فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،


و أكمله و أسناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،


و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،


يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،


و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا


من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،


و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات