صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2022, 12:23 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,059
افتراضي درس اليوم 5639

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

السهر الإيماني

أتذكر عندما كنت صغيرة ذات العاشرة من عمري، أرى جدتي الغالية رحمها
الله رحمة واسعة دائمًا تنزل للمسجد الذي كان تحت العمارة التي نسكُن فيها
كل ليلة، أرى من أصغر منها وأكثر نشاطًا يجلس أمام شاشات التلفاز،
أو يتحدث في التليفون أو نائمًا، وهذه المباركة مع كِبر عمرها وضَعف
جسمها، لم تتعب من أن تذهب إلى صلاة الليل في المسجد بالذات إن كان
شهر رمضان، فكنت أتعجب لماذا لا تنام؟ ألا تتعب؟ لماذا ولماذا،
وكثير من الأسئلة تدور في مُخيلتي..

كبرتُ قليلًا وصرت كما كان غالب الناس الذين كنتُ أسكن معهم،
وما زالت جدتي تحرص كل ليلة على قيام الليل...

طلعنا من البلاد الإسلامية التي كنَّا نسكُن فيها وجئنا إلى بلاد غربية لا يوجد
مساجد بالقرب كما كان، والمساجد المتاحة لا بد أن نركب مواصلات للذهاب
إليها، وجدتي تَئِنُّ نفسُها إلى المساجد؛ لأنه كان عهدها أن تُصلي كل
الصلوات في المسجد، كنت أُراقب جدتي في كل شيء تعمله، وهي لاحظت
ذلك، فكانت تقول لي: "يا بنيَّتي، لا أعلم الساعة، أيقذيني عندما يكون الوقت
الثانية بالليل"، وأحيانًا حتى أكون صريحة معكم، أنسى وأراها فوق رأسي
توقذني"، يا بنيتي، هل وصلت الساعة إلى الثانية؟! "أقول لها:
لا نامي يا جدة"، كل يوم على هذا المنوال حتى قلت لأمي: لا أستطيع النوم
من جدتي، من الممكن أن أشتري لها منبهًا"، و فعلتْ أمي، وكنتُ في ظني
أني ارتحت، ولكن لم أعرف أني حرمتُ نفسي خيرًا كثيرًا، خيرًا لا يشعر به
إلا مَن ذاق حلاوة القيام بين يدي الله، يناجيه، يتضرَّع إليه، ويدعو بما شاء!

وما إن قرأت قول الله تعالى:
﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[السجدة: 16، 17].

زالت الحيرة والتعجب اللذين كانا يجولان بداخلي عندما كنت أرى جدتي
تحرص على قيام الليل، وتسهر هذه السهرة الإيمانية، زال، لماذا لم تشعر
بالتعب وهي تقوم تتوضأ بردًا كان الجو أم حرًّا، لماذا كان يأبى جسدُها
الخلود إلى النوم كباقي البشر الذين كانت تسكن معهم في نفس الدار؟! إنها
ذاقت حلاوة المناجاة، وعرَفت حقيقة الدنيا، فكانت تدعوه خوفًا وطمعًا؛ حتى
يرفعها بتلك الرُّكيعات إلى منزلة عالية، ويَجزيَها ربها بِما كانت تعمل قرةَ
أعينٍ تَقَرُّ بها عينُها عندما تلقاه...

أسأل الله سبحانه أن تنال مما كانت ترجوه، إنه القادر عليه، اللهم آمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات