صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل بيت عطاء الخير لنشر رسائل اسلامية تهدف الى إعادة الأخلاق الأسلامية للاسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-20-2015, 07:05 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي أكره النظام..وأستمتع بالفوضى


أكره النظام..وأستمتع بالفوضى


أصبحت (أكره النظام..وأستمتع بالفوضى)



..مقولة جديدة خرجت بها مؤخراً.. وقبل أن تتهموني بأنّي ألقي كلاماً هراء سأخبركم بالقصة ...
والدي (حفظه الله) رجلاً منظماً في وقته وعمله ومواعيده ...
وهذا الشىء المحمود وصل إلى المثالية في تنظيم كل شيء محيط حوله ...
فقد يجلس في المجلس فتزعجه فردة حذاء بعيدة عن أختها أو مقلوبة ..
أو ستارة رُبطت بشكل معوج ..أو أنّ أحدهم ترك مخدة مائلة على الأريكة .
.أو كرسي خرج عن مداره المكتبي ...ويظل قلقاً متوتراًحتى يُعاد كل شيء معتدلاً... وهكذا
.. وصرتُ ابنة أبي ...فما إن أذهب لمكان أو زيارة ...
حتى يتوقف عقلي وتفكيري إلا أن يستقيم المنظر ... فأعيد ترتيب المخدات ..
.وأنظّف مكان القهوة والفناجين ..
كل ذلك بحركة لا إرادية تجعل من حولي يتساءل (إنت غاوية تعب)

وجاءت الدراسات لتكمل الناقص فتخبرنا أن الإنسان بصري وسمعي وحسي
..وأن الناس البصريين ترشدهم هذه الحاسة إلى عدم الراحة ...وتأسرهم المظاهر.

وعشت منظّمة في أدق التفاصيل ...
حتى ترتيب الألعاب يستغرق مني وقتاً لأعيد صناعتها كما لو أنها في علبتها
قبل أن يعبث بها الأطفال ...
لكنّ الأمر بدا معقداً وسيّئاً حين رزقت بطفلتي التي كانت نسخاً مني في بعضي
ومن جدّها الشىء الكثير ...
بدأت المشكلة حين لعبتْ مع الأطفال ذات مرة ولاحظت فوضويتهم باللعب .
.فاستردّت ألعابها وانسحبت بهدوء زاعمة أنهم مزعجون ولايجيدون اللعب .
. وإذا ذهبتْ إلى الأماكن العامة في الحدائق لكي تلعب .
.وقفت تنتظر دورها في (الزحليقة) تظـنّ أن الأطفال سيفسحون لها المجال كي تلعب ...
وربما انتظرت وانتظرت وعادت بلا لعب ..
لأن الأطفال في نظرها مزعجون ..قد غيّروا نظام الزحلقة فصارت من أسفل لأعلى ...!!

وبقيت هكذا حتى في خيالها المنظّم كان لابد لكل شيء أن يمشي بالمسطرة ...
فإن تخيلتُ قصة خيالية ... وحكيتها لها ...وجعلت بعضاً من الفوضى فيها .
.أعادت ترتيب المشهد ... ليبدو منظّماً...
وحين تذهب للمدرسة تقف في طابور المقصف ...
لتشتري شيئا تسدّ به جوعها ..غير أنّ السنة انقضت ولم تشتر شيئا ...
إلا ذات مرة بعد (دفش) و(تدافع) حصلت على مرادها...
وأطلق عليها الأطفال اسم (سالي) ظنّا منهم أنّ بها نوعاً من الرقّة والنعومة في التعامل ...
بماذا أنصحها هل أقول لها اتركي عنك النظام ؟؟.
..واستمتعي بالفوضى ..!!

حقيقة لم أجرؤ على ذلك ... وخفت على مستقبلها ...
وخلت كيف يكون الوضع كارثياً لو كان زوجها المستقبلي فوضوياً ..
إذ لابدّ لها من التعايش على الوضع ...
.لذا جعلت أختاً لها تشاركها في الغرفة ...وقامت الأخيرة بتعليمها دروساً في الحياة ..
. فقد يكون السرير يوماً فوضوياً ...
وعاديّ أن يتكركب المكتب ويصبح القلم في غير علبته المعتادة والألوان تتزحلق هنا وهناك...
والثياب ليس بالضرورة أن تكون في خزانتها بل يمكن لها أن تتمشى بالغرفة ..
والكتاب يمكنه أن يعيش حرّا خارج المكتبة ...
المهم ....بعد معارك طاحنة ... تأقلمت ابنتي الكبرى على هذه النوعية من البشر ..
وأنّ الحياة تمشي .. وقد تكون أسهل حين لا ندقق في هذه الأمور ..
فلا يمكن للإنسان أن يكون آلة .. ولا لبيوتنا أن نجعلها نزلاً ..للفرجة والزينة..

وأما عنّي ..ورغم كل ما أحرص عليه من النظام أنا ووالدي
إلا أنّ كلانا يشتكي من ضياع أغراضه ...أو تشرّدها ..
لذا أطلقت تلك المقولة أمام أبنائي ... ليعلموا أنّ الحياة لاتقف من أجل ( تصفيط ) سريرالنوم..
ولا جعل البيت يومياً متحفاً أو معروضاً للبيع .

(فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾
هي الآية التي يأمرنا الله أن ننظر للسماء فلا نجد خللأً في الصنع ...
(مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) ﴿ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ﴾
مرَّتين، وابحث عن خلل. (صنع الله الذي أتقن كل شيء)

فـنظام الدقّة الكامل نظام إلهيّ... لايمكن أن نحاكيه في تفاصيل حياتنا..
لذا ..عيشوا طبيعتكم البشرية ...فالنظام الذي اخترعتموه لم يأت به نبيّ مرسل
..نعم ... كن منظما بوقتك .. بعملك ...بمواعيدك ...
وخلّ عنك اكسسوارات النظام ... ومحاولة المشي بالحياة بنظام المسطرة والآلية ..
ولا تفهموا أنّ الفوضى هي إضاعة العمر ... وعدم التخطيط .
.بل ما نطلقه جزافاً على حياتنا ..لنصنع منه اسماً ادّعيناه نظاماً..
وكان الأحرى أن يسمى (هوساً).


بقلم ‏فاطمة_الجراد‬





هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات