صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2010, 12:47 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر

23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ==================================
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع ، و مستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع ،
الوهابُ المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،
لا خير إلا منه ، و لا فضل إلا من لدنه ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جميل العوائد، و جزيل الفوائد ،
و أشهد أن سيدنا محمدًا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ، الوافي عهده ،
الصادق وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة و البراهين الباهرة ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين .
أمّــــا بعـــــد :
فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ،
فلِلَّه درّ أقوامٍ اتَّقوا ، و تذكَّروا فأبصَروا ، و بادَروا بالأعمالِ الصالحات
و شمّروا و ما قصَّروا ، الليلُ روح قلوبهم ، و الصّوم غذاءُ أبدانهم ،
و الصِّدق عادَة ألسنتِهم ، و الموت نصب أعيُنهم ، بادَروا في الحِذار ،
و سابَقوا إلى الخيرات بأيدي البِدَار ،
صابِرون صادقون قانِتون و منفقون و مستغفِرون بالأسحار .
معاشِرَ المسلمين ، الشكرُ عبادة عظيمةٌ و خلُق كريم ، الشكر نِصف الإيمان ،
و الصَّبر نِصفه الثاني . الشكر من شُعَب الإيمان الجامعة ؛
و ذلكم أنَّ كثيرًا من شعَبِ الإيمان مردُّها إلى حقيقةِ الشّكر أو آثارِه أو مظاهِرِه ،
بل إنَّ الصبرَ و الشكر يتقاسمَان الشعبَ كلَّها ،
و في التنزيل العزيز :
(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ <IMG width=14 height=14>
[إبراهيم:5].
لقد أمَرَ الله بالشّكر و نهى عن ضدِّه :
(( وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ <IMG width=14 height=14>
[البقرة:152]،
و أثنى علَى أهلِه ، و وصَفَ به خواصَّ خلقه ، و جعَلَه غايةَ خلقِه و أمرِه ،
و وعَد أهلَه بأحسن جزائِه ، و جعله سببًا للمزيدِ من فضلِه و حَارسًا و حافظًا لنعمَتِه ،
و أخبر أنّ أهلَه هم المنتفِعون بآياته ، بل أخبر أنّ أهلَه هم القليلون مِن عبادِه ،
و اشتقَّ له اسمًا مِن أسمائه فسمّى نفسه شاكِرًا و شكورًا ،
بل تفضَّل سبحانه و أنعَم فسمَّى الشاكرين مِن خلقه بهذين الاسمَين ،
فأعطاهم مِن وصفه و سمّاهم باسمه ،
و حَسبُك بهذا محبّةً للشاكرين و فَضلاً و منزلة .
أيّها المسلمون، و حقيقةُ الشكر الاعترافُ بالإحسان و الفضلِ و النّعَم و ذِكرُها
و التحدُّث بها و صَرفها فيما يحبّ ربُّها و يرضَى واهبها . شُكرُ العبد لربِّه
بظهورِ أثَر نعمتِه عليه ، فتظهَر في القلب إيمانًا و اعترافًا و إِقرارًا ،
و تظهَر في اللسان حمدًا و ثناء و تمجيدًا و تحدّثًا ،
و تظهَر في الجوارح عبادةً و طاعة و استعمالاً في مَراضي الله و مُباحاتِه .
عِباد الله ، إذا ما امتَلأ القلبُ شُكرًا و اعتِرافًا و رَصدًا للنّعَم ظهر ذلك نطقًا
و لهجًا بذكر المحامِد ، و عليكم أن تتأمَّلوا كم جاءَ في السنة من أذكارِ الشكر
و الحمد و الثناءِ على الله ربِّ العالمين في أحوالِ العبدِ كلِّها ؛ يَقظَةً و مَناما ،
و أكلاً و شُربًا و لبسًا ، و دخولاً و خروجًا و ركوبًا ، و حَضرًا و سَفرًا ،
بل في أحوال العبد كلِّها أفعالاً و أقوالاً .
استعرِضوا على سبيلِ المثالِ :
أوّلَ ما يستيقِظُ العبدُ من منامِه يبادر بهذا الذّكر الجميل الرقيق
معلِنًا الاعترافَ بالفضل و النّعمة و الشّكر للمنعِم المتفضّل قائلاً :
الحمد لله الذي عافاني في جسدِي و ردَّ عليَّ روحي و أذِن لي بذكرِه ،
و يقول : اللّهمّ ما أصبح بي من نِعمة أو بأحدٍ مِن خلقك فمنك وحدَك لا شريكَ لك
فلَك الحمد و لك الشكر ، في أذكارٍ رقيقة إيمانية كثيرةٍ من أذكار الصباح و المساء ،
يختِمها إذا أوى إلى فراشه بقوله :
الحمدُ لله الذي أطعَمَنا و سَقانا و كَفانا و آوانا ، فكم من لا كافي له و مؤوِي ،
سبحانك ربَّنا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك ،
نسألك أن تعينَنا على ذكرِك و شكرِك و حسن عبادتك .
معاشِرَ الأحبَّة ، تُعرَف النّعَم بدَوامها ، و تعرَف بزوالها ، و تُعرف بمقارَنَتها بنظيراتها ،
و تعرَف بمزيدِ التفكّر فيها ، كما تعرَف بتوافرِها و عظيمِ الانتفاع بها ،
ولكن مَع الأسف كلِّ الأسف أنَّ الغفلةَ عن هذه النّعَم بل عن المنعِمِ بها
سِمَة أكثرِ البشَر، وقَليلٌ من عبادِ الله الشاكرون.
إنَّ نِعَم الله تحيطُ بالعبادِ مِن كلِّ جانب و من كلّ جِهة ؛
مِن فوقهم و من تحتِ أرجلِهم و عن أيمانهم و عَن شمائِلهم ،
و كثرتُها و مظاهِر آثارِها لا تقَع تحت حَصرٍ ؛
في البرّ و البحر و الأرض و السّماء و النّفس و الناس ،
(( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14>
[الأعراف:10]،
<IMG width=14 height=14> قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14>
[الملك:23]،
<IMG width=14 height=14>وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا
وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ <IMG width=14 height=14>
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَانًا
وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ
كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
<IMG width=14 height=14>فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ <IMG width=14 height=14>
يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ <IMG width=14 height=14>
[النحل:80-83].
عبادَ الله ، و أهلُ هذا الزمان أحدَث الله لهم من النّعَم و زاد لهم في الفضل
و كاثر عليهم من الخيراتِ ما لم يكن في السابِقين من أسلافهم ،
جُمِعت لهم النّعَمُ السابقة و النّعَم الحاضِرة ، و ما تأتي به المكتَشفات
و المختَرعات و العلوم و المعارِف أعظمُ و أكبر في شؤون دنياهم كلِّها ؛
فتحٌ في العلومِ و المعارف و الآلاتِ و الأدوات ، تحسَّن بها أسبابُ المعاش ،
و مع كلِّ هذا لا تجِد أكثرَهم شاكرين ، فَرِحين بما عِندهم من العِلم .
مَعاشر الأحبَّة ، يجدُر بالعبد أن ينظُر و يتفكَّر في أسباب التَّقصير في الشّكرِ
و الدّخول في دائرةِ كُفران النّعَم و الغفلةِ عنها و عدَم الإحساس بها
و استحضارِ و جودها و النّظر في أثرِها ، فكثيرٌ مِنَ النّعَم لا يعرِفها الإنسان
إلاّ حين يفقِدها كالمصباح لا تعرِف فَضلَه إلاَّ حين ينطفِئ ؛
و مِن أجلِ هذا فإنَّ رصدَ النّعَم و بذلَ الجُهد في تعدَادها
و الإحاطة بما يمكِن الإحاطةُ به منها ممّا يبعِد عن الغفلةِ و النكران ،
فيَعتَبِر بما عَرَف و أحصَى ؛ ليكتَشِف كثرَتَها و العَجزَ عن الإحاطةِ بها و إحصائِها ،
و ربُّنا سبحانه عدَّد علينا جملةً من نِعَمه في موضعين من كتابه ثمّ قال :
(( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا <IMG style="WIDTH: 14px; HEIGHT: 14px" width=14 height=14>
[إبراهيم:34، النحل:18]،
ممّا ينبِّه أنَّ علينا أن نبذُلَ ما نستطيع لتذكُّرِ نعمةِ ربّنا ؛
لعلَّنا نقوم بما نقدر عليه من الشّكر و البُعد عن الغفلةِ و النّكرانِ .
و انظروا ـ رَحمكم الله ـ في بعضِ التأمُّلات ، فلو تأمَّل العبدُ في نعمةِ الإيمان و آثارِه
لانتقَل إلى الأمنِ و السّكينة و البركَةِ و الرّاحة و الرِّضا و الصّلاح ،
و لو تأمَّل في نعمةِ الصّحة و تشعُّبها و آثارها لانتقل إلى نِعمٍ لا حصرَ لها
من سلامةِ الجوارح و العقلِ و القوَى و الحركة و المشي و العمَل و الأكل و الشرب
و النّومِ والتعلُّم ، و لو كان سقيمًا لتكدَّر عليه ذلك كلُّه و أكثر منه .
و مِن أسباب الغفلةِ عن الشكر نِسبةُ النّعمة إلى غيرِ مُورِدها و المنعِمِ بها ،
فتَرَاه ينسِبها إلى نفسه :
(( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي <IMG width=14 height=14>
[القصص:78]
و بسبب جِدِّي و اجتهادِي و كفاءَتي و صبرِي و كِفاحِي ،
أو ينسِبها إلى أسبابِها و ينسَى مسبِّبَها و ربَّها ،
( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ <IMG width=14 height=14>
[النحل:53].
غَفَلوا فضَلّوا ، و ظنّوا أنَّ العلومَ و المهارات و الآلاتِ هي الموجِدة و المحدِثة ؛
ممّا أدَّى إلى قسوةٍ و غفلة ، بل أدَّى إلى نُشوبِ صراعاتٍ و حروب .
غاب عن الغافِلين أنهم و ما يملِكون و ما يعلَمون و ما يعمَلون كلُّهم لله
و مِنَ الله و بالله وحدَه لا شريكَ له ، لا يملِكون ضرًّا و لا نفعًا ،
و لا يملكون موتًا و لا حياةً و لا نشورًا ،
<IMG width=14 height=14>قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ <IMG width=14 height=14>
[الملك:30]،
(( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ <IMG width=14 height=14>
[القصص:77].
و الأسبابُ لا يُنكَر أثرُها و لا الأخذُ بها ،
و لكنّ المنكورَ الغفلةُ عن ربِّ الأرباب و مسبِّب الأسبابِ لا إلهَ إلا هو .
يا عبادَ الله ، و مما يضعِف الشكرَ و يورِث القسوةَ و الغفلة و الجفاءَ
أن يُبتلَى العبدُ بالنظر إلى ما عند غَيره و ينسَى ما عندَه أو يحتَقِرُ ما عنده و يتقالُّه ،
(( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ <IMG width=14 height=14>
[النساء:32]،
و في الحديث :
(( انظُروا إلى من هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فَوقَكم؛
فهو أجدَر أن لا تزدَروا نعمةَ الله عليكم )) .
فحقٌّ على العبدِ أن يشتغلَ و ينصرف إلى ما أعطاه الله ،
بل إلى مَا ابتلاه الله به منَ النّعَم و الفَضل ،
(( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ <IMG width=14 height=14>
[النمل:40]،
<IMG width=14 height=14> ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ <IMG width=14 height=14>
[التكاثر:8]،
<IMG width=14 height=14> لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ <IMG width=14 height=14>
[المائدة:48].
ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اختبروا أنفسَكم ، و استبشروا و اعملوا و اشكروا
و افعَلوا الخيرَ وأَرُو الله من أنفسِكم خيرًا .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
(( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ
لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ <IMG width=14 height=14>
وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ <IMG width=14 height=14>
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا
إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ <IMG width=14 height=14>
[إبراهيم:32-34].

نفعنى الله وبارك لي و لكم في القرآن العظيم ،
و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،
قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله لا مانِعَ لما وهَب ، و لا واهب لما سلَب ،
أحمده سبحانه و أشكره ، فطاعته أفضَل مكتَسَب ،
و أشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له ، هو المرجوّ لكشف الشدائد و الكُرَب ،
و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمَدًا عبد الله و رسوله
الأسوَةُ و القدوة في كمال الخلُق و حسنِ الأدَب ،
صلّى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي المقاماتِ و الرُّتَب ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المنقَلَب .
أمّـــا بعــــد :
فإنَّ من آثار الشّكر امتلاءَ القلب بالإيمانِ و الرّضا بالله سبحانه
و الثّقةَ فيما عندَه و الشعورَ بالحياةِ الطيِّبة و سلامةَ القلبِ من الغلّ و الحسَد
و ضيقِ الصدر و البُعدَ عن الاشتغال بعيوبِ النّاس و التّطلُّعِ إلى ما عِندهم
و ما في أيديهم ، ناهيكم بالشعور بالعِزّة و القناعة
و الكفايةِ والسلامة من الطّمَع و ذلّ الحِرص ،
و من ثَمَّ تظهر الآثارُ في القبول عند الناس و حبِّهم و معرفةِ الدنيا و قدرِها و منزلتها ،
بل يترقَّى الحال بالعبدِ الشكور إلى بلوغِ اليقين بالله
و الرّضا بأقداره في رِزقِه و حُكمِه و حِكمته و تَفاوتِ الناس في أعمَالهم و كُسوبِهم ،
بل تتجلَّى حِكمةُ الله البالغةُ في أنّه لم يجعَل مكاسبَ الناس
و أعمالَهم خاضِعةً لمقاييسِ البشَر في ذكائِهم و علومِهم و سعيِهم .
سبحانَك ربَّنا و بحمدك ، لا نحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك ،
اللّهمّ أعِنّا على ذكرِك و شكرِك و حُسن عبادتِك .
ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اذكروه و اشكروه على نِعَمه يزِدكم .

هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله
محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم
صاحبِ الحوض و الشّفاعة ،

و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ،
كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه
فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

[ الأحزاب : 56 ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
(( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) .

اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين
و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
أبو بكر و عمر و عثمان و على
و على العشرة المبشرين
و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين...

ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات