صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2011, 12:07 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 42 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / النظافـــة

42 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / النظافـــة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ،


أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث للثقلين الإنس و الجان ،


بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمــــــا بعـــــــــد :


فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ، فالسعيد من تدبر أمره ،


و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة .


أيها المسلمون ، الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة .


فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف


عند عصرٍ بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر .


دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ،


دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية .


لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ،


محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ،


و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ، و الغل و إيغال الصدور .


و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام مصاحبة و مرتبطة و ملازمة


للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن :


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }


[ المدثر:1-5 ] .


فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي


مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ،


و يحافظ على الطهارتين .


فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ،


فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم .


إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ،


و العناية بالمظهر، و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية


و المدنية التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه .


إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة .


و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة حين قال عز شأنه :


{ يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ }


[ الأعراف: 26 ] .


و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم :


(( خمس من الفطرة :


الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر )) ،


إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات .


و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ،


بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين .


و من أجل هذا أيها الإخوة فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس


مع نظافة النفس ، و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ،


فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين .


أيها الإخوة ، المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا


حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم .


إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش
في جزائر البحار ، و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ،
كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء .

و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ،


و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى


نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية .


و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة


انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ،


و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ،


و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة


إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،


و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،


و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .


و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .


إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم في أبدانهم


و بيوتهم و طرقهم و مدنهم . و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون


وجوههم شطر نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،


يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى


{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }


[ البقرة : 138 ] .


أيها الإخوة : و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة


في توجيهات الإسلام ، و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .


و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،


و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،


مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة كالجنازة


و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .


إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،


وضؤها ينظف الظاهر ؛


(( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات أيبقى من درنه شيء )) .


و غسل الجمعة واجب على كل محتلم .


(( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه


و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين


ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) .


بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .


و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس


و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،


فقد جاء في الخبر مرفوعاً :


(( طهروا الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك


لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً )) .


رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .


و في خبر آخر عند أبي داود :


(( ما من مسلم يبيت طاهراً: فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ


فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه )) .


و أمة محمد صلى الله عليه و سلم تعرف يوم القيامة بين الأمم


بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .


و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،


و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب .


و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال :


(( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ )) .


و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط،


و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .


و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة


تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما . و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون


للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،


و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ، و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟


و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟


و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر و قلة الذوق


و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .


و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،


و نبيكم محمدصلى الله عليه و سلم يحب الطيب و يكثر من التطيب .


و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،


و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .


و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .


و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض و قال :


(( إن له دسماً )).


و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛


{ وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }


[ الحج : 26 ] .


{فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ }


[ النور : 36 ] .


(( وإماطة الأذى عن الطريق صدقة )) .


أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد .


عن الأحوص الجشمي قال : رآني النبي صلى الله عليه و سلم


و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال :


(( هل لك من مال ؟ قلت : نعم ،


قال : و من أي المال ؟ قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء،


قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده )) .


و كما قال عليه الصلاة و السلام :


(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛


فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛


فقال عليه الصلاة و السلام :


إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس )) .


و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ، فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله :


و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ،


قال : و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أنظف الناس و أطيب الناس ،


و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة .


فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق .


بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة


و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ، و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات


و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ،


و هذا جهل و خروج عن الجادة . إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة


إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب .



أيها الإخوة ، و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر


رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس و طهارة النفس


و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً .


نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة


و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس .


فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها .


من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ،


و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري .


و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد


كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة


و لكنها فطرة الله التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها .


و بعد أيها الإخوة ، فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر


جزء من عنايته بقوة المسلم .


إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ،


و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ، فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ،


و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ، و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها


و أصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{ يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }


[ الأعراف :31 ] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


أقول ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-12-2011, 12:08 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي



الحمد لله المتفرد بالعزة و الجلال ، و المتنزه عن الأنداد و الأمثال ،


أحمده و أشكره فهو جميل يحب الجمال ،


و أشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بالشريعة السمحة ،


و رفع عنا ربه ببعثته الآصار و الأغلال ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحب و آل


و التابعين و من تبعهم بإحسان في الأقوال و الأفعال .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، إن الأناقة من غير سرف ،


و التجمل في غير تكلف من آداب الإسلام و توجيهاته .


إنه الإسلام الذي ينشد لبنيه علوّ المنزلة و جمال الهيئة . ليكونوا في الناس كالشامة البيضاء .


غير أنه ليس من الإسلام الركض إلى أسباب الزينة بغير عنان ، و ملأ اليد منها بغير ميزان .


إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و ملأ اليد منها بغير ميزان ،


إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و لذائد النفس و يتجاوز بالإنفاق المعتاد


من أمثاله قل نصيبه من البذل في وجوه الخير ذلك أن النفوس المبتلاة بحب الزينة المفرطة


و لذائذ الأجسام لا تقف عند حد ، و كلما أدركت منزلة تشوّفت إلى ما فوقها ؛


كما جاء في الخبر الصحيح عنه :


(( إن هذا المال حلوٌ من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة،


وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )).


و سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :


ما ألبس من الثياب ؟ قال : ما لا يزدريك فيه السفهاء ، و لا يعيبك به الحكماء .


إذا كان الأمر كذلك ـ أيها الإخوة ـ


فليس من زينة الرجال بل من الممنوع المحرم لبس الحرير ، و التختم بالذهب ،


و إسبال الثياب ؛ فما أسفل من الكعبين ففي النار .


و ليس من المقبول بل من الممنوع


تبرج النساء بزينة كاسيات عاريات مائلات مميلات ،


و في الجملة فإن السلف كانوا يكرهون الشهرة من الثياب العالي منها و المنخفض .


و ثوب الشهرة العالي ما قصد به الاختيال و التعالي و الفخر و المباهاة ،


و المنخفض القصد إلى الرديء و المبتذل مع القدرة على ما هو خير منه إمتناعاً


عما أباح الله بزعم التزهد و التعبد ، و دين الله الوسط ،


و الرفيع من اللباس ممدوح إذا كان تجملاً و إظهاراً للنعمة .


و بعد أيها الإخوة ، فحري بكم أن تحثوا من بين أيديكم و من تحت مسؤليتكم


من الخدم و السائقين و العمال ، تحثوهم على النظافة و التجمل


و أن تعينوهم على ذلك و بخاصة إذا قدموا إلى المساجد و أماكن العبادة ‘


ففي هذا الثناء في الدنيا و الأجر الكبير في الآخرة .


و إنه لشاهد على الأدب الرفيع و الذوق السليم و الإحساس الرقيق و التصرف المهذب .


ألا فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا هدي دينكم و أسلكوا مسلك العدل و الوسط .


هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :


((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) ،


فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة


نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :


( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )


[ الأحزاب : 56 ] .


اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،


و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على


و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين


و من سار على دربهم إلى يوم الدين


و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين


اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات