[حور العين]

من الابنة / أسماء المرسى

حكمة أستاذٍ راقٍ

[من أجمل ما قرأت]

فى حفل زفافٍ شاهد أحد الرجال أستاذًا له في المرحلة الابتدائية.

سلَّم الطالب على استاذه بكل تقدير واحترام وقال: هل تتذكرني

يا استاذى؟

أجاب: للأسف لا.

فرد على الفور: كيف لا وأنا ذاك الطالب الذي سرق ساعة أحد زملائه في

الفصل، وبعد أن أخذ الطالب يبكي طلبت منَّا جميعًا أن نقف فسوف

يتم تفتيش جيوبنا جميعًا؛

أدركت أن أمري لا محالة سينفضح أمام الطلاب والمعلمين وسوف أبقى محل

سخرية، ولسوف ينعتوني بالحرامي وستتحطم شخصيتي إلى الأبد.

يومها طلبت منَّا جميعًا -حتى صاحب الساعة- أن نقف ووجوهنا للحائط

وأن نغمض أعيننا تمامًا وأخذت تفتش جيوبنا، وعندما أتى الدور

في التفتيش عندي سحبت الساعة من جيبي وواصلت التفتيش

الى أن فتشت آخر طالب!.

وبعد أن انتهيت طلبت منا الجلوس وأنا أرتعد خوفًا أن ينفضح أمرى زملائي.

وقد أظهرت الساعة وأعطيتها لصاحبها الذى بكى فرحًا

ولم تَذْكر من الذي سرقها.

طول حياتي الدراسية لم تحدثني رغم أننا كنَّا جيران

ولم تحدث أحدًا من المدرسين عني ولا عن سرقة الساعة.

هل تذكرتني؟!

كيف لم تذكرني يا أستاذ، وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة

ولا يمكن ان تنساها أو تنساني؟!

قال الأستاذ بهدوءٍ جم :لا أذكرك لأنني يومئذ فتشتكم جميعًا

وأنا مغمض العينين!!.