صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2015, 04:19 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ


من:الأخت / الملكة نــور
قواعد قرآنية
القاعدة التاسعة والعشرون:

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ }

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا

محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .

فهذا لقاء يتجدد مع

( قواعد قرآنية )،

مع قاعدة قرآنية عظيمة الصلة بواقع الناس، وازدادت الحاجة

إلى التنويه بها في هذا العصر الذي اتسعت فيه وسائل نقل الأخبار،

وكثر فيها تكالب الأعداء بصنفيهم: المعلن والخفي، تلكم هي القاعدة القرآنية

التي دل عليها قول الله تعالى:

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ }

[ النساء: 45 ].

ولكي تفهم هذه القاعدة جيداً، فلا بد من ذكر السياق الذي وردت فيه

في سورة النساء،

يقول تعالى:

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ

وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44)

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)

مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ

وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ

وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ

وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ

فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) }


[ النساء:44، 46 ].

وهذا كما هو ظاهر ذم لمن

{ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ }

وفي ضمنه تحذير عباده عن الاغترار بهم، والوقوع في أشراكهم،

فأخبر أنهم في أنفسهم

{ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ }

أي: يحبونها محبة عظيمة ويؤثرونها إيثار من يبذل المال الكثير

في طلب ما يحبه. فيؤثرون الضلال على الهدى، والكفر على الإيمان،

والشقاء على السعادة، ومع هذا

{ يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ }

فهم حريصون على إضلالكم غاية الحرص، باذلون جهدهم في ذلك.

ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه

من الضلال والإضلال، ولهذا قال:

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا }

أي: يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم،

وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم،

{ وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا }

ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم.

فولايته تعالى فيها حصول الخير، ونصره فيه زوال الشر،

ثم بين كيفية ضلالهم وعنادهم وإيثارهم الباطل على الحق

فقال تعالى:

{ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا }

أي: اليهود وهم علماء الضلال منهم

{ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه ِ}

... الخ تلك الجرائم التي تلطخوا بها.

أيها القارئ الفطن:

هؤلاء العلماء الضُلّال من أهل الكتاب صنف من أصناف الأعداء

الذين حذرنا الله منهم، وإذا كان الله عز وجل يخبرنا هذا الخبر الصادق

في هذه القاعدة القرآنية:

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ }

فحري بنا أن نتأمل جيداً فيمن وصفهم ربنا بأنهم أعداء لنا،

فليس أصدق من الله قيلاً، ولا أصدق من الله حديثاً.

وعلى رأس أولئك الأعداء:

1 ـ عدو الله إبليس،

الذي لم يأت تحذير من عدو كما جاء من التحذير منه،

فكم في القرآن من وصفه بأنه عدو مبين؟ بل إن من أبلغ الآيات وضوحاً

في بيان حقيقته وما يجب أن يكون موقفنا منه،

هو قوله تعالى:

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ

لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير ِ}


[ فاطر: 6 ]!

وقد جاء التعجب الصريح، والذم القبيح لمن قلب عداوة إبليس إلى ولاية،

كما في قوله سبحانه:

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ

فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي

وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }


[ الكهف: 50 ] ؟!

2 ـ الكفار المحاربون لنا،

ومن كان في حكمهم ممن يريد تبديل ديننا، أو طمس معالم شريعتنا،

قال تعالى ـ في سياق آيات صلاة الخوف من سورة النساء ـ:

{ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ

إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا }


[ النساء: 101 ].

قال أهل العلم:

[ والمعنى أن العداوة الحاصلة بينكم وبين الكافرين قديمة والآن

قد أظهرتم خلافهم في الدين وازدادت عداوتهم وبسبب شدة العداوة

أقدموا على محاربتكم وقصد إتلافكم إن قدروا فإن طالت صلاتكم

فربما وجدوا الفرصة في قتلكم ].

وفي سورة الممتحنة ما يجلي هذا النوع من الأعداء،

يقول تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ

بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ

وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي

وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ

وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)

إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ

وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ }


[ الممتحنة: 1، 2 ].

فهذا النوع من الكفار حرم الله علينا مودتهم، وموالاتهم،

ومن كمال الشريعة أنها فرقت بين أنواع الكفار، فقال الله تعالى

في نفس سورة الممتحنة ـ التي حذرنا ربنا فيها من موالاة الصنف السابق ـ:

قال تعالى :

{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)

إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }


[الممتحنة: 8، 9].

3 ـ المنافقون،

والصنف الثالث الذين نص القرآن على عداوتهم، بل وشدتها هم المنافقون،

الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وتتجلى شدة عداوة

هذا الصنف في أمور:

أولاً:

أنه لم يوصف في القرآن كله من فاتحته إلى خاتمته شخص

أو فئة بأنه العدو معرفاً بـ(أل) إلا المنافقون،

قال تعالى:

{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ

كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ

قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }


[ المنافقون: 4 ].

ثانياً:

لم يأت تفصيل في القرآن والسنة لصفات طائفةٍ أو مذهب كما جاء

في حق المنافقين، وتأمل أوائل سورة البقرة يكشف لك هذا المعنى بوضوح.

يقول ابن القيم رحمه الله:

[ وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن

وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر.

وذكر طوائف العالم الثلاثة فى أول سورة البقرة المؤمنين والكفار والمنافقين،

فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين،

وفي المنافقين ثلاث عشرة آية؛ لكثرتهم، وعموم الابتلاء بهم،

وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جداً؛

لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة.

يخرجون عداوته في كل قالب، يظن الجاهل أنه علم وإصلاح،

وهو غاية الجهل والإفساد!

فكم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه!

وكم من علم له قد طمسوه! وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه!

وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها!

وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها!

فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية ولا يزال يطرقه من شبههم

سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ألا إنهم هم المفسدون

ولكن لا يشعرون ].


إذا تبين هذا، اتضح لنا أهمية تأمل هذه القاعدة القرآنية:

{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ }

وأن لا تخدعنا عن معرفة حقائق أعدائنا ظروف استثنائية، أو أحوال خاصة،

فإن الذي أخبرنا بهؤلاء الأعداء هو الله الذي خلقهم وخلقنا،

ويعلم ما تكنه صدور العالمين أجمعين،

{ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ }
[ العنكبوت: 10 ]،

{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[ الملك: 14 ]

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،

وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

وإلى حلقة جديدة من حلقات هذه السلسلة بإذن الله،

والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات