صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2010, 12:49 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 24 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشهـــــرة

24 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشهـــــرة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله بنعمته أهتدى المهتدون ، و بعدله ضل الضالون ،
أحمده سبحانه و أشكره حمد عبد نزه ربه عما يقول الظالمون ،
و أتوب إليه وأستغفره ، سبحانه عما يصفون ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لا يسئل عما يفعل و العباد يُسألون ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله الصادق المأمون،
اللهم صل و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ،
و من هم بهديه مستمسكون .
أمّــــــا بعــــــد :
فأوصيكم ـ أيها الناسُ ـ و نفسي بتقوى الله سبحانه ،
و عدَمِ الإغترار بهذه الدنيا ؛ فإنها حُلوةٌ خضِرةٌ غرَّارَة ، قلَّ من تعلَّق بها فَسَلِمَ ،
و مَا مدَّ أحَدٌ عينَيه إلى مَتاعِها إلاَّ و أشرأبَّتْ نفسُهُ و قارَبَ الفِتنَةَ ، أو حام حولَ حِمَاها ،
السعيدُ مَن جعلها مطيةً للآخِرة ، فصارَت له دارَ ممرٍّ لا داَر مقرّ ،
<IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/start-icon.gif width=14 height=14> وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ
وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/end-icon.gif width=14 height=14>
[طه: 131].
أيُّها الناسُ ، طَبعُ الإنسانِ الجهول أنّه ميَّالٌ إلى حبِّ المحمدَة و نيل الشهرة
و إنتشار الصِّيت و السمعة ، و نفسُه توَّاقةٌ إلى أن يُشارَ إليه بِالبَنان ،
أو أن يكونَ هو حديثَ المجالِس ، أو أن يُسمَع قولُهُ ، أو يُكتب قولُهُ .
و الواقع أنَّ مَن هذه حالُهُ فإنّه لا يحبّ أن يكونَ على هامِش الاهتمام ،
أو في مؤخِّرة الركب ، أو في دائرة الرِّضا بالدُّون .
و مثل هذا الطبعِ يُعَدّ أمرًا جبلِّيًّا إلى حدٍّ ما ؛ لا يُعاب مطلقًا ، و لا يُحمَد مطلقًا ؛
لأنَّ الإطلاق في كلا الأمرين مُوقِعٌ في خللٍ غيرِ محمود ؛
إذ أن صاحبَه سيظلُّ مُتأرجِحًا بين إِفراطٍ و تَفريط ،
و القاعدةُ المنصِفة تشير إلى أن خيرَ الأمور هو الوَسَط ،
و أنّ كلا طرَفَي قصدِ الأمور ذميم .
و مِن هذا المنطَلَق ـ عبادَ الله ـ جاءَتِ الشريعةُ الغرَّاءُ بالدَّعوةِ إلى كلِّ خيرٍ ،
و إلى كلِّ ما يُوصِلُ إلى هذَا الخير ، و جاءَت بالنَّهي عن كلِّ شرٍّ ،
و عن كلِّ ما يوصل إلى هذَا الشر ؛ فأصبَحَ الحلال بيِّنًا و الحرام بيِّنا ،
غيرَ أنّ بينهما أمورًا مشتبهات ، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام ؛
كالرّاعي يرعى حول الحمى يُوشِكُ أن يرتع فيه .
و إنَّ مما حُذِّر منه في الشرع المطهَّر و جاء التحذير من مغبَّته هو حبّ الشهرةِ و الظهور ،
الداعِي النفس المريضة إلى تعلُّق القلبِ بتأسيسِ بنيان السّمعةِ على شفا جرفٍ هار ،
و قديماً قيل " حب الظهور قصم الظهور"
إذ من خصائص الشهرةِ أنها تؤزُّ المرء إلى المغامَرة أزًّا ،
و يُدَعَّى إلى تبريرِ كلِّ وسيلة مُوصِلة إليها دعًّا ، و هنا مكمَنُ الخطر و محلُّ الداء .
حبُّ الشهرةِ – ياعباد الله - مظِنَّةُ الانحراف ، و طريق الشّذوذ عن الجماعَة ،
و سُلَّمُ الإعجابِ بالنفس و الإعتداد بالرأي ، إضافةً إلى اقتفاءِ غرائبِ الأمورِ ،
و عدمِ الأخذ بالنصح و الرجوع إلى الحق .
الشهرة سربالُ الهوَى و غربال حبِّ المخالفة ، من اشتَهَر تعرَّض للفتنة ،
و من تعرَّض للفتنة لم يسلم من عواقبها . حبُّ الشهرةِ مرضٌ عُضال يورِث الأنانيّةَ
و حبَّ الذات و الإعجابَ الذي يقضي على معرفةِ عيوب النفس .
نرى الشخصَ قد علا و حلّق في جوِّ الشهرة ، و جاز فيها مسارحَ النظَر ،
ثم انحَدر بعد هذا و تدهوَر و عفا رسمُهُ ، فصار أثرًا بعد عين ، و خبرًا بعد ذات .
و قد يُساقُ المرء فرحاً إلى الثناء و الشهرة و تخليد الذكر ،
فإذا أخَذ مأخذَه لم يكَد يخطو خطوَةً حتى تتعثَّر أقدامه ، و يزل في مهاوي الردى ؛
لأنَّ طالبَ الشهرة أسيرٌ لخوفٍ لا ينقطع و إشفاقٍ لا يهدأ ،
قلِقٌ مُتلفِّتٌ تُقيةَ صَيدِ صائد أو انتقاد متربص ،
و ربما ماتَ في طلبِ الشّهرة و لم ينَل منها شيئًا يقرِّبه إلى الله جل و علا .
قال ابن عبد البر :
" الإعجابُ آفةُ الأحباب ، و من أُعجِب برأيه ضلَّ ، و من استغنى بعقلِه زلَّ " .
معاشر الأحبة : إنَّ من أشدِّ العوائق عن كمالِ الانصياع للحق و لزوم الجماعة
و البعد عمَّا حرّم الله حبَّ الشهرة و الصِّيت ؛ لأنّه متى لامَسَت الشهرة قلبَ المرء
بزخرفها حجَبَتْه عن نورِ الجماعة و الثباتِ على الطريق المستقيم
و الرجوع إلى الصواب عند الزلَل ، مهما كانت الشهواتُ المتاحة أمامه .
و القارئون للتاريخ سيجِدون كمًّا كبيرًا من ضحايَا حبِّ الشهرة دوَّن التأريخ عِبرتهم ،
و صاروا مثلاً لكل مُتَّعِظ . يقول ابن خلدون في مقدّمته المشهورة :
" قلَّما صادَقَتِ الشهرة و الصّيت موضِعها في أحدٍ من الناسِ ،
فكثيرٌ ممن اشتهَر بالشّرّ و هو بخلافه ، و كثيرٌ ممّن تجاوَزت عنه الشهرةُ و هو أحقُّ بها ،
و قد تُصادِفُ موضِعَها و تكون طبقًا على صاحبها .
و إنّ أثَرَ الناس في إشهارِ شَخصٍ ما يدخُلُه الذهولُ و التعصُّب و الوَهم
و التشيُّع للمَشهور ، بل يدخله التصنُّع و التّقرُّب لأصحابِ الشهرة بالثناءِ
و المدح و تحسين الأحوال و إشاعة الذكر بذلك . و النفوس مُولَعةٌ بحبّ الثناء ،
و الناسُ متطاوِلون إلى الدنيا و أسبابها ، فتَختَلُّ الشهرة عن أسبابها الحقيقيّة ،
فتكون غيرَ مطابقة للمشتهر بها " انتهى معنى كلامه .
عبادَ الله ، إن خطورةَ طالبِ الشهرة و عاشقِها ليست من الأخطار القاصِرة
على نفس المشتهِر فحسب ، بل إنها مِنَ المخاطر المتعدّيَة إلى غيره ،
و الخطرُ المتعدِّي أولَى بالرّفع و الدّفع من الخَطَر القاصر ؛ لئلا يتضرَّر به الآخرون ؛
إذ أن عاشق الشهرة لو تُرِك له المجال فسيُفسِد في الآخرين مِن حيث يشعُر أو لا يشعر ؛
لأنّ شهرته حجَبَت عنِ الناس الفرزَ و التنقيَة في باب التلقِّي عنه ،
و شهرتُه ستوجِد له أتباعًا و أَشياعًا من قبل الأغرار من الناس و دهماء المجتمعات .
و قد أشار ابن قتيبةَ يرحمه الله إلى مثل هذا بقوله :
" و الناسُ أسراب طيرٍ، يتبعُ بعضهم بعضًا ،
و لو ظهَر لهم من يدَّعِي النبوةَ مع معرِفَتهم بأنّ رسول الله <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> خاتم الأنبياء
أو ظهر لهم يدَّعِي الربوبيّةَ لوَجَد على ذلك أتباعًا و أشياعًا " انتهى كلامُه .
و مع هذا كلِّه – يا إخوة الإيمان - فإنَّ حبَّ الشهرة داءٌ مُنصِفٌ يفتِكُ بصحابِه
قبل أن يفتِك بغَيره ؛ فما أحبَّ أحدٌ الشهرةَ و الرياسةَ إلا حَسَدَ و بغَى
و تتبَّعَ عيوبَ الناس و كرِه أن يُذكَر أحدٌ بخير ، لا ينظُر إلا إلى رضا الناس ،
و من تتبَّع رضا الناس فقد تتبَّع سراباً .
و لنأخُذ الحكمة ممن جرَّبَها و خاضَ غِمارها رغمًا عنه ، فعرَفها و عرَف خطَرَها ،
و حذَّر منها مع أنَّ شهرتَه كانت شهرةَ حقّ و ثبات على الدين .
فها هو الإمامُ أحمد رحمه الله إمامُ أهل السنّة يقول :
" مَن بُلِي بالشهرةِ لم يأمَن أن يفتِنوه ، إني لأُفكِّرُ في بدء أمري ؛
طلبتُ الحديث و أنا ابن ستّ عشرة سنة " .
ثم إن الشهرة ـ عباد الله ـ قد تكون بالشذوذ و المخالفة للحقِّ كما أسلَفنا ،
و قد تكون أيضًا في قول الحقّ و إظهاره ، فمن قال الحقَّ ليشتهر به فهو مُراءٍ
و واقعٌ في أتُّونِ الشرك الخفيِّ الذي حذَّر منه النبي <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> .
و الواجب على المرء أن يقولَ الحقَّ و لا يتراءى به ؛ لأنه ربما أعجَبَته نفسُه ،
و أحبَّ الظهورَ فيُعاقَب ، فكم من رجلٍ نطَق بالحقّ و أمر بالمعروف فيُسلَّط عليه
من يؤذيه لسوءِ قصدِه و حبِّه للشهرة و الرياسة الدينيّة ؛
و هذا داءٌ خفيٌّ سارٍ في النفوس .
فإذَا كان هذا فيمَن قالَ الحقَّ لينالَ الشهرة ؛ و جمع محمدةً واحِدة وهي قولُ الحق ،
و مذمَّةً واحدة و هي حب الشهرة ،
فكيف إذَن بمن جمع مذمَّتَين : قول الباطل من أجل الشهرة ،
عافانا الله و إياكم من الفتن .
أيها المسلمون : إنّ طالبَ الشهرة و التصدُّر بالباطل تُرضيه الكلمة
التي فيها تعظيمُه و إن كانت باطلاً ، و تُغضِبُه الكلِمة التي فيها ذمُّه و إن كانَت حقًّا ،
و المؤمِن تُرضِيه كلِمة الحقّ له و عليه ، و تُغضِبه كلِمة الباطل له و عليه ؛
لأنّ الله يحبّ الحق و الصدق و العدل ، و يُبغِض الكذب و الظلم .
و حسبُنا في ذلك وصيّة الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة و التسليم ،
فقد قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا و هوًى متبعًا و إعجابَ كلّ ذي رأي برأيه
فعليك بخاصّة نفسك ، و دَع عنك العوام ))
رواه أبو داود و الترمذي .
و يا لله ! ما أصدَقَ كَلام المصطفى <IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> إذ يقول :
(( حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه ))
رواه البخاري .
ألا فاتقوا الله عباد الله ، و ابتعدوا عن كل مايرديكم،
وأخلصوا لله في أقوالكم و أعمالكم ، اعملوا لأخراكم ، والتمسوا رضا مولاكم ،
و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر .
بارك الله لي و لكم في القرآنِ و السنّة ،
و نفعني و إياكم بما فيهما من الآياتِ و الذّكر و الحكمة ،
قد قلتُ ما قلتُ ، إن صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،
و أستغفر الله إنّه كان غفارًا .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ،
و فضله على كثير ممن خلق بالإنعام و التكريم ،
أحمده سبحانه وأشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و هو الشكور الحليم ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الخلاق العليم .
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله شهد له ربه بقوله :
{ وإنك لعلى خلق عظيم }،
صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين ساروا على النهج القويم ،
و الصراط المستقيم و سلم تسليماً كثيرا .
و أمــــا بعــــــد :
فيا أيُّها الناسُ ، إنّنا حينما نتحدَّث عن الشهرة و مخاطِرها
فإنَّ الداعي إلى هذا الحديثِ ما بلغته أمةُ الإسلام في هذا العصر من ظهورٍ إعلاميٍّ
منقطِع النظير ، و أنَّ المرءَ قد تبلُغ شهرتُه الآفاقَ و هو قابعٌ في بيتِه ،
و ذلك عبر و سائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة .
و إذا كان تحذيرُ السلف ـ رحمهم الله ـ من عاقبة هذا الباب
بناءً على ما شاهَدوه في أزمانهم المتواضعة ، ففي زماننا هذا من باب أولَى .
و إذا كانَ المشهورُ في زمانهم يؤثِّر في المئاتِ أو الآلاف من الناس
فالمشهور في هذا الزمَن يؤثِّر في الملايين و المليارات .
الشهرةُ و حبُّها بابٌ واسعٌ ليس مقتَصرًا على فئةٍ بعَينها ؛
فقد تكون في الحاكم و العالم و قد تكون في الوزير و الغني و المفكر
و ربما وصلت إلى الكاتب و ممتهن الفنّ و الصحفي ، و غيرهم كثير و كثير ،
فكَم من شخصٍ أراقَ الدماء و بَطَشَ و ظلم لأجل التصدّر و الشهرة ،
و كم من غنيٍّ عبَّ من الربا عباً ليشتهر غِناه ،
و كم مِن عالمٍ أو داعٍ كبا و زلَّ و انقلبت حاله أو راءى و سمَّع لأجل الشهرة ،
و كم من صحَفيٍّ قال باطلا و أخفى حقًّا و أشعل نارًا للفتنة لأجل الشهرة ،
و كم من ممثّلٍ و ممثِّلةٍ ارتكب الحرامَ و أشاع الفاحشة لأجل الشهرة .
إنه ما جاء نهيُ النبي
<IMG alt=http://www.alminbar.net/../images/salla-icon.gif width=14 height=14> عن لباسِ الشهرة إلاّ ليُضفِي لأمّة الإسلام روح الوسط و الاعتدال
و نيل الأمور من أبوابها المتاحةِ دونَ نهَمٍ أو تكالبٍ على محرَّم ؛
فقد قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
((من لبس ثوب شهرةٍ في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلّةٍ يوم القيامة))
رواه أحمد و أبو داود و غيرهما .
و ما تواطأ السلف ـ رحمهم الله ـ
على ذم الشهرةِ و التحذير من مغبَّتها إلا لمزالقها ، يقول الثوري يرحمه الله :
" إيّاك و الشهرةَ؛ فما أتيتُ أحدًا إلا و قد نهى عن الشهرة "،
و استمعوا رحمكم الله إلى هذا الموقف العجيب ،
قال الثوري يرحمه الله : خرجتُ حاجًّا أنا و شيبان الراعي مشياً على الأقدام ،
فلمّا صِرنا ببعضِ الطريق إذا نحن بأسدٍ قد عارَضَنا ، فصاحَ به شيبان ،
فذل الأسد و ضرَب بذنبه مثل الكلب ، فأخذ شيبان بأذنه فعَرَكَها ،
فقلت : ما هذه الشهرةُ ؟ قال : و أيُّ شُهرةٍ ترى يا ثوري ؟ !
و الله لولا كراهية الشهرةِ ما حملتُ زادي إلى مكّة إلا على ظهر هذا الأسد .
و بعد ـ ياعباد الله ـ فمن أشهَرَه صِدقُهُ و تقاه و ثباته على الحقّ
و قول الحق فهذا ممدوح ، و هو من عاجلِ بشرَى المؤمن مع عدَم أمنِ الفتنة عليه .
فقد ذكر ابن كثير وابن الجوزيّ و غيرهما أنّ الإمام أحمد سُمِع في مرض موته
و هو يقول : لا بعد حتى أموت ، لا بعد حتى أموت ، فلما أفاق سُئل عن ذلك ،
فقال : عَرَضَ لي الشيطان و هو عاضٌّ على أصبعه يقول :
لقد فُتَّنِي يا أحمَد ، لقد فُتَّنِي يا أحمد ـ أي : لم أستطِع غوايتك ـ ،
فقلت له : لا حتى أموت ، حتى أموت .
ألا فاتقوا الله عباد الله ، و أحذروا من الانزلاق في مهاوي حب الشهرة و الظهور ،
فذلك مزلق خطير ، و شر مستطير ، فكيف بمن يحبها و يسعى لها
و يبذُلُ كلَّ وسيلةٍ لينالها ؟ ! نسأل الله لنا و لكم الهداية و الرشاد .
هذا ، و صلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية ،
محمد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،
و ثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِهِ ، و أيَّهَ بكم أيها المؤمنون ، فقال جل وعلا :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
[ الأحزاب : 56 ]

اللهم صلِّ و سلِّم و زِد وبارِك على عبدك و رسولك محمدٍ
صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ،
و أرضَ اللّهمّ عن خلفائه الأربعة : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن سائر صحابة نبيّك محمد ،
و عن التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و جُودِك و كرمك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و اخذُلِ الشّرك و المشركين ،
اللّهمّ انصر دينك و كتابك و سنّة نبيّك و عبادَك المؤمنين...
ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات