صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2011, 12:40 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 67 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( الـــوقـــت )


67 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( الـــوقـــت )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
67 - خطبتى الجمعة بعنوان ( الـــوقــــت )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله أولى من حُمِد ، و أحبِّ من ذُكِر ، و أحقِّ من شُكِر ، و أكرمِ من تَفَضّل ،
و أرحمِ من قُصِد ، أحمده سبحانه و أشكره ،
تَعَرّف إلى خلقه بالدلائل الباهرة و الحجج القاهرة ،
و أنعم عليهم بالنعم الباطنة و الظاهرة ، و الآلاء الوافرة المُتَكاثِرَة .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
مَدَّ الأرضَ فأوسعها بقُدْرِته ، و قَدَّر فيها أَقْوَاتها بحكمته ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله ،
رفع ربُّهُ ذِكرَه فأعلاه و أجَلّه ، و في أعلا المنازل أكرمه و أحَلّه ،
صلّى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه ،
أعِزّة على الكفّار و على المؤمنين أَذِلّة ، و التابعين و من تبعهم بإحسان ،
بدعوتهم و طريقتهم تَتّحِد الكلمة ، و ترتفع أركان المِلّة ،
و سلّم تسليمًا كثيرًا .
أمـــا بعـــد :
فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،
فالدنيا غير مأمونة ، و مَن عَزَمَ على السفر و الرحيل تَزَوّد بالمؤونة ،
و من صَحّت نيّتُه ، و أخذ بالأسباب جاءته من ربه المعونة ،
من عَلِم شَرَف المطلوب جَدّ و عَزَم ، و الاجتهادُ على قَدْر الهِمَم ،
و النفسُ إذا أُطْمِعَت طَمِعَت ، و إذا أُقْنِعَت باليسير قَنِعَت ، و إذا فُطِمَت انْفَطَمَت ،
اهتمّ بالخلاص أهل التُّقى و الإخلاص ،
و فرّط المفرّطون فندموا ولاتَ حينَ مَنَاص ،
(( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ))
[فصلت:46] .
أيها المسلمون ، و مع هبوب رياح الصيف و حلول مواسم الإجازات
في كثير من البقاع و الديار ، و ارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل
و البطالة و إضاعة الوقت و قتله ؛ يحسن الوقوف وقفة نظر و تأمّل في العمل
و الإنتاج و ساعات العمل و حفظ الوقت و ضبط ساعات العُمُر و أوقات الراحة .
تأمّلوا ـ رحمكم الله ـ هذه الآيات من كتاب الله فيما امتنّ الله على عباده
من تهيئة أسباب المَعَاش من أجل حُسن المَعِيشَة ،
يقول عزّ شأنه :
(( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ))
[الأعراف:10] ،
و يقول عزّ من قائل :
(( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا
وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))
[الملك:15] ،
و قال جلّ و علا :
(( فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ))
[الجمعة:10] .
ثم تأمّلوا التنبيهَ على أوقات العمل و ساعاته و الراحة و مواعيدها ،
يقول سبحانه :
(( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ))
[النبأ:9-11] ،
و يقول جلّ في عُلاه :
(( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً
لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ))
[الإسراء:12] ،
و يقول جلّ و علا :
(( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ))
[الفرقان:47] ،
و يقول في حقّ نبيّه محمد :
(( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً ))
[المزمل:7] .
أيها المسلمون ،
هذه هي آيات الله ، و تلك هي سُننه في الليل و في النهار و في البشر ،
و لكنّ المتابع لمسالك بعض الناس ـ و بخاصّة في منطقتنا و محيطنا
في كثير ٍمن أفراد مجتمعنا ـ ليَدْهَشُ و يأسَى مما يلْفِتُ نظرَه من الغفلة
عن هذه السُّنّة الإلهية و الآية الربّانية ، حين ينقلب عندهم الحال ،
فيجعلون نهارَهم سُبَاتًا ، و ليلَهم مَعَاشًا ، بل لهوًا و عَبَثًا ، إنه انتكاسة و انقلاب ،
بل فوضى و اضطراب ، و آثاره على الحياة و الأحياء خطيرة في الإنتاج
و الصلاح و الإصلاح ، صحّية و بيئيّة و أمنيّة و اقتصاديّة و اجتماعيّة و غيرها .
نعم أيها الإخوة الأحبّة ، إن مما يأْسَى له الناظرُ أن ترى أُسَرًا بأكملها ،
أو مُدنًا بكلّ أهلها ، صغارِها و كبارِها ، رجالِها و نسائِها ؛ قد قلبوا حياتهم ،
و انقلبوا في مَعَاشهم ، فيسهرون ليلَهم ، ثم يصبحون في نهارهم
غير قادرين على العمل و العطاء ، سواءً أكانوا طُلابًا أم موظّفين ،
و سواءً أكانوا في أعمال خاصّة أم عامّة ، فهم ضعفاء في الإنتاج ،
ضعفاء في المشاركة ، مُقَصّرين في الأداء ، مُفَرّطين في المسؤولية ،
لا ترى إلا ذُبُولَ الحاجِبَين ، و احمرارَ العينين ، قد أخذ منهم النُّعَاسُ و الكسلُ كلَّ مَأخَذ ،
ضَعْفٌ في الجسم ، و وَهَنٌ في القُوى ، و قلّة في التركيز و الأداء .
إن ظاهرة عكس السُّنن و تحويل وظائف النهار إلى الليل دليلٌ على التَسَيُّب
و الفوضى و ضياع الضابط في الناس ، بل قد تكون دلالةً من دلالات التَّرَهُّلِ المُهْلِك ،
و الاتِّكاليّة المُدَمِّرة ، و كأنّه لا هَمَّ لهم إلا تلبية أهوائهم و مُشْتَهَيَاتِهم ،
مُنْصَرِفين أو مُتَعَامِين عن حقيقة وجودهم ، و طبيعةِ رسالتهم ،
و عظيمِ مسؤوليتهم ، و الجدِّ في مسالكهم .
و يكفي المُخْلِصَ الصادقَ الناصحَ لأمته أن يُجِيل نظرَه في مجموعة من
هذا الشباب التائه الضائع الذي يعيش على هامش الحياة ، بل على هامش الزمن ،
في الليل مستيقظٌ بلا عمل و الأمم الحيّة العاملة نائمة ، و يكون نائمًا
و الأمم الحيّة العاملة مستيقظةٌ ساعَيِةٌ كادَّةٌ جادَّةٌ . و مع الأسف فإن الناظر
المتأمّل لا يكاد يجد ناصحًا أو منكرًا لهذه المسالك التي لا تُحْمَد عُقْبَاها ،
بل إن عاقبتها خُسْرٌ في الأبدان و الأموال و الثمرات ؛ مما يستدعي قرارًا
حازمًا يردّ الناس إلى الصواب ؛ ليكون الليل سَكَنًا و سُبَاتًا ،
و يكون النهار عملاً و معاشًا .
معاشر المسلمين ، إنّ أول مَدَارِج الإصلاح ـ و الأمة تبتغي الإصلاح
و الانتظام في صفوف الأمم القويّة العاملة الجادّة ـ
إنّ أول ذلك القدرة على ضبط أنفسنا و أبنائنا ، و التحكّم الدقيق في ساعات عملنا .
إن هذه الانتكاسة التي شملت الموظّفَ و المسؤولَ و الطالبَ و المعلّمَ و الرجلَ
و المرأةَ تحتاج إلى وقفة صادقة جادّة ، و قرارٍ حاسمٍ يعيد الناس إلى الجادَّة ،
بل يعيدهم ليكونوا أسوياء يعملون كما يعمل الناس في كل بلاد الدنيا .
و لا مُسَوّغ البتَّةَ للاحتجاج بالظروف الاجتماعية أو المناخية ؛
لأنّ سُنن الله في الليل و النهار عامّة ، تَنْتَظِم البشرَ كلَّهم في مجتمعاتهم
و مَنَاخَاتهم و قارّاتهم ، فربُّنا جعل الليلَ سَكَنًا ، و جعل النهارَ مَعَاشًا ،
و محا آيةَ الليل ، و جعل آية النهار مُبْصِرَة ؛ لابتغاء فضله سبحانه ،
و ذلك لأهل الأرض كلهم ، بل جاء الخطاب في
قوله سبحانه بعد أداء صلاة الجمعة :
(( فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ))
[الجمعة:10] ،
و هذا لا يكون إلا بعد الظهر و في شدّة حرارة الشمس في الصيف ،
و هو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم .
أيها المسلمون ، إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور ،
في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله و أممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله ،
إن يومكم الإسلامي ـ أيها المسلمون ، أيها الشباب ـ
يبدأ من طلوع الفجر ، و ينتهي بعد صلاة العشاء ،
قال بعض السلف : " عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق ؟ " ،
و أصدق من ذلك و أبلغ قول نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة و ابن عمر و صَخْر بن وَدَاعَة رضي الله عنهم
في قوله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم :
(( اللهم بارك لأمتي في بُكُورها )) ،
و لفظ أبي هريرة :
(( بُورِك لأمتي في بُكُورها )) ،
و كان صَخْر راوِ الحديث لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار ،
فكَثُر مالُه حتى كان لا يدري أين يضعه .
يومكم الإسلامي ـ يا أهل الإسلام ـ مُرتَبِطٌ و مُفْتَتَحٌ بصلاة الصبح ،
و فيها قرآن الفجر :
(( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ))
[الإسراء:78] .
يستقبل بها المسلمُ يومَه ، و يستفتح بها نهارَه و عملَه ، دعاه داع الفلاح ،
فالصلاة خير من النوم . استشعر عبودية ربّه و الإيمان و العمل الصالح ،
يرجو البركة و نشاط العمل و طِيب النفس ،
نعم طِيب النفس و نشاط البدن مِصْداقًا للحديث المتّفق عليه ،
إذ يقول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
(( يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيَة رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد ،
و يَضْرِبُ على مكان كل عُقْدَة : عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد ،
فإن استيقظ و ذكر الله انحلّت عُقْدَةٌ ، فإن توضّأ انحلّت عُقْدَةٌ ،
فإن صلّى انحلّت عُقْدَةٌ ، فأصبح نشيطًا طَيّب النفس ،
و إلا أصبح خبيثَ النفسِ كَسْلانَ )) .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-21-2011, 12:42 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

و من صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله .


و لقد ذُكِر عند النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه رجلٌ فقيل :


ما زال نائمًا حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة !


فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه :


(( ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه ))


أخرجه البخاري .


أهل البُكُور قوم موفّقُون ، وجوههم مُسْفِرَة ، و نَوَاصِيهم مُشْرِقة ،


و أوقاتُهم مُباركة ، أهل جِدّ و عمل و سعي ،


يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم ، متوكّلين عليه ، فهم أكثر عملاً ،


و أعظم رضًا ، و أشدّ قناعة ، و أرسخ إيمانًا ، و البركات فُيُوضٌ من الله و فُتُوحٌ ،


فتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ،


لا تقع تحت حَصْر لا في عمل و لا في عَدَد و لا في صورة و لا مكان


و لا زمان و لا أشخاص ، بركات من السماء و الأرض ،


بركات بكل أنواعها و ألوانها و صورها ، مما يَعْهُدُ الناسُ و مما لا يعهدونه .


فاستقيموا و لن تُحْصُوا ،


(( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ))


[المزمل:20] .


عباد الله ، و حين يترك الناس البُكُور ، و يُهْمِلون الساعات المباركة ؛


تصبح أوقاتهم ضيّقة ، و صدورهم حَرِجَة ، و أعمالهم مُضْطَرِبة .


و بعد ، فهذا هو ديننا ، و هذا هو نهجنا ، و هذه هي إرشادات نبيّنا ،


فلماذا يسبقنا الآخرون ؟!


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


(( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ *


وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ *


وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ))


[الحجر:19-21].

نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمد صلى الله عيه و على آله و صحبه و سلم .
و أقول قولي هذا ،
و أستغفر الله لي لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة فاستغفروه ،
إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبه الثانيه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة ، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه ،


و أشكره على نعمٍ لا تُحصى ، و لا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ،


جَلّ صفةً ، و عزّ اسمًا ،


و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمدًا عبد الله و رسوله


علا شرفًا و إلى ذُرَا الأخلاق سَمَا ، صلى الله و سلم و بارك عليه


و على آله و أصحابه كانوا على الحق أعلامًا ، و على الهُدَى أنْجُمًا ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان و سلّم تسليمًا .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات و الأشياء ،


و التبكير دليل قوّة العَزْم و شدّة التّشْمِير، و من أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور ،


فذلكم علامة اليقظة و النّباهة و الجدّ و الحَزْم و البُعْد عن الغفلة و الإهمال و الفوضى ،


روى مسلم في صحيحه أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه


يزورانه بعد الفجر ، فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا ،


فقال لهما عبد الله بن مسعود :


( ادخلا ، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ ؟! ) .


في البُكُور صفاء الذهن ، و جودة القَرِيحَة ، و حضور القلب ، و نَقَاء النفس ،


و نور الفكر ، فيه استجماع القُوى ، و استحضار المَلَكَة ، و انبعاث الفُتُوّة .


في البكور الهواء أنقى ، و العبد أتقى ، و النفس أطيب ، و الروح أزكى .


نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس و القلب و البدن و الأعصاب ،


و الجسم يكون في أفضل حالاته و أكمل قواه .


من غريب ما قالوا : إن أصحاب الأعمار الطويلة


هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين .


بل قالوا : إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة .


بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب و الأمراض النفسيّة


إلى ترك البُكُور و نوم الضُّحَى .


و بعد ، فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور و البركة ،


بركة المال ، و بركة العمل ، و بركة الوقت ، فينتفع بماله ،


و يُفْسَحُ له في وقته ، و يُقْبِل على عمله ،


فينجز في الدقائق و الساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام و ليالي ،


يُبارَك له فيكون الانشراح و الإقدام و الإقبال و الرضا و الإنجاز .


ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و الزموا سُنَنَ الله ، و خذوا بالجدّ من أعمالكم ،


و الحَزْم من أموركم ، يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا و الآخرة ،


فحيّ على الفلاح ، فالصلاة خير من النوم .


هذا وصلوا و سلموا على خير البرية نبيكم محمد رسول الله


فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل سبحانه :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ


يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }

[الأحزاب:56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد


الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،


و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،


و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا


، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات