صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-03-2013, 08:34 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة 161 بعنوان : العفاف


161 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( الـعـفـــــاف )
ألقاها فضيلة الأخ الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب

الحمد لله وسع كل شيء برحمته، و عمّ كُلَّ حي بنعمته،
لا إله إلا هو خضعت الخلائق لعظمته، سبحانه يسبّح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته،
أحمده سبحانه و أشكره على سوابغ آلائه و جلائل منته ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله خيرتُه من بريته ، و مصطفاه لرسالته ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و عترته ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و سار على نهجه و طريقته .



فاتّقوا الله تعالى أيها المسلمون ، و اعلموا أنّكم إليه راجعون ، و بأعمالكم مجزِيّون ،
و عليها محاسَبون ، و أنّ المصيرَ حقٌّ إما إلى جنّةٍ أو إلى نار ،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

[الأحزاب:70، 71] ،

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ }

[الأحزاب:15، 16] .

عباد الله ، ما طعِمَ الطّاعِمون كالحلالِ الكفافِ ، و ما رِداءٌ خيرٌ من رِداء الحياءِ و العفاف .
العَفافُ و العِفَّة ـ أيّها المسلمون ـ سِيمَا الأنبياءِ و حِليةُ العلماء و تاجُ العُبَّاد و الصّلَحاء .
العفافُ سلطان من غيرِ تاجٍ و غِنًى من غير مالٍ و قوّة من غيرِ بَطش و خُلُق كريم و صِفة نبيلة .
هو عنوان الأسَرِ الكريمة و النفوسِ الزّكية الشريفةِ و دَليل التربية الصالحة القويّة .
هو موجِبٌ لظلِّ عرش الرحمنِ ذِي الجلال
كما في حديثِ الذي دَعَته امرأةٌ ذات منصب و جمال فقال : إني أخاف الله .
و العِفّة و العَفاف سببُ إجابة الدعاءِ و تجاوز الأخطارِ
كما ورَد في حديثِ الثلاثة الذين انطبَقت عليهم صخرةُ الغار .
الحِرصُ عليه جِبِلّة في البشر و طبعٌ عند أصحابِ العقول و سليمِ الفِطَر .

العِفّة ـ أيّها المؤمنون ـ كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ و لا يجمُل
و ضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة و قصرُها على الحلال مع القناعةِ و الرِّضا .
إنّه خلُق زَكِيّ ، يَنبُت في روضِ الإيمان ، و يُسقى بماءِ الحياء و التقوى .
إنّه سُمُوّ النفس على الشّهواتِ الدنيئة و ترفُّع الهِمّة عما لا يليق ،
بل يفيض هذا الخلُق بكلِّ الخصال النبيلةِ ،
فصاحبُه ليس بالهلوعِ و لا الجَزوع و لا المنوع ،

كما قال تعالى في سورة المعارج :

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }

[المعارج:29] ،

ثم قال جَلَّ من قائل سبحانه :

{ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ }

[المعارج:35] .

إنها جنّةٌ و كرامة ؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا ،
فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ و أحسَنِ العطايا ، و استحقَّ ميراثَ الجِنان ؛
لأنَّ الميراثَ للطاهرين

كما في سورة المؤمنون :

{ أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

[المؤمنون:10، 11] .

و في صحيح مسلم لما ذكَر النبيّ صلى الله عليه و سلم أهلَ الجنة

فقال صلى الله عليه و سلم :

( منهم عفيفٌ متعفِّف ) .

و حين تُعرَض القصَصُ فإنّ أحسَنَها قصّةُ يوسفَ الكريم ابن يعقوبَ
ابن خليلِ الله إبراهيم حين يكون العفافُ سيّدَ الموقِف
في ظرفٍ تتهاوَى فيه عزائمُ الرّجال الأشدّاء ، فضلاً عن فتًى غريبٍ نائي الأهلِ و الديار ،
حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه ،

{ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ
إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }

[يوسف:23] .

[ مَعَاذَ اللَّهِ ] ،

كلِمةٌ عظيمة في موقفٍ عصيب لا يقوَى عليه إلا صاحبُ الإيمان ،
فيصبِر عليه السلام رغمَ الوَعدِ و الوعيد و السّجنِ و التهديدِ ،
و يتجاوَزُ المحنةَ ، فآتاه الله الملكَ و علَّمه من تأويل الأحاديث ،
و أعظم من ذلك أنّه من عبادِ الله المخلَصين .
و فيه من العِبَر أنّ العِفَّةَ عاقبتُها الغناءُ و الاستغناء و نورُ القلب و البصيرةُ
و الضياء و العِلمُ و الفراسة و التّوفيق ؛
ذلك أنَّ العِفّةَ في حقيقتها مراقبةُ الله تعالى و خوفُه ،
و مَن راقب الله في خواطِرِه عصَمَه في حركاتِ جوارحه و أسبغ عليه رضاه ،

{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }

[البينة:8] ،

{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }

[الرحمن:46] ،

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }

[النازعات:40، 41] .

أيّها المسلمون ، و لإهتِمامِ الإسلام بهذا الجانِبِ العظيم و لإمتداحِ الله المؤمناتِ

بقوله سبحانه و تعالى :

{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }

[النساء:34]

فقد حمى الله تعالى أعراضَ المؤمنات ،
و صانَ سُمعَتَهن أشدَّ صيانةٍ لكرامتِهن عند الله و حرمةِ جنابِهنّ

فقال سبحانه :

{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ *
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

[النور:23-26] .

بل إنّ مَن قدح في عِرض العفيفة فقد استوجَبَ الحدَّ
و سقوطَ العدالة و استحقَّ صِفةَ الفِسق ،

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ }

[النور:4] .

ثمّ تأمّلوا ـ رعاكم الله ـ كيف وصَف العفيفاتِ بالغافلات ،
و هو وصفٌ لطيفٌ محمود يصوِّر المجتَمَع البريء و البيتَ الطاهر الذي تشِبّ
فيه فتياتُه بعيداتٍ عن الدنايا و الآثام ، يصوِّرُهنّ غافلاتٍ عن لوثَاتِ الطِّباع السّافلة ،
غائباتٍ عن المعاني الرّديئة ، ثمّ تأمَّل كيف تتعاوَن الأقلام السّاقِطة
و الأفلام الهابِطة لتمزِّقَ حجابَ الغفلةِ هذا ،
و يتسابقون و يتنافَسون في هَتكِ الأستار
و فتحِ عيونِ الصّغار على ما يستحِي منه الكبار ،

و صدق الله العظيم إذ يقول :

{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا }

[النساء:27] .

أيها الأحبة في الله : إنَّ العالَم المنفَتِح على الجنسِ المتحلِّلَ منَ الفضيلةِ يئِنّ اليومَ
تحت وطأةِ الأمراضِ الوبائية و يجأرُ من التشتُّت الاجتماعيّ
و التفكُّك الأسريّ و التحلّل الأخلاقيّ ،
كما تشكو نساؤه و أطفالُه آلافَ الحالات من الاغتصابِ و تجارةِ الرذيلة ،
و التي نافَسَت تِجارةَ الأسلحة و المخدِّرات ، و يسمّونها تجارةَ الرقيقِ الأبيض ،
فأين الحرّيّة و الأمان ؟!
و أين الطّمأنينةُ و الاستقرار في هذه الفوضَى العارِمة في اختلالِ الأخلاق و القيَم ؟!
إنَّ الحريّةَ الحقيقيّة التي بناهَا الإسلام هي عندَما يحِسّ أفرادُ المجتمع
بالأمنِ في حياتهم و أعراضِهم ، فيتحرَّكون بحرّيّةٍ و أمن ،
و تنتشِر الثِّقة و الطمأنينة و حُسنُ الظنّ ،
و يتفرَّغ الناس لمعاشِهِم و ما يصلِح دينَهم و دنياهم ،
و ذلك حين يتربَّى المجتمعُ رجالاً و نساء و ينشؤونَ على مظاهِرِ العِفّة و الحِشمة
و الورَع و لزومِ أمر الله تعالى ، فلا شكَّ و لا رِيبةَ ، و لا خيانةَ و لا خَوف ،
إنه الأمنُ و الطمأنينةُ و الحريّة ، و لذلك في صدرِ الإسلامِ الأوَّل
لم يمنَع ذلك صلاةَ المرأة في المسجِد و مشاركتَها الجيشَ في المعركة و طلَبَها للعِلم
و مداواةَ الجَرحى و طلَبَ الرِّزق ،
و لم يكُن في أحكامِ الشَّرع ما يمنعُها مصلحةً لها أو لغَيرها ،
بل كلُّه حِفظٌ وصيانة

كما قال تعالى :

{ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ }

[الأحزاب:59] .

و إذا تحرَّكتِ المرأة الطاهرةُ و الرجلُ الطاهر في البِيئة الطاهرة
وفقَ ما رسمَه الله من أحكامٍ بعيدًا عن الشّبُهات و الملوِّثات فلا سبيلَ لجرثومةٍ أن تنفذَ .
أيّها المسلمون ، و حيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ و أوّلَ مدخلٍ للشيطان
هو إطلاقُ البَصَر و الاختلاط لذا صارت أحكامُ الحجابِ و القَرار في البيوت
و الأمر بغَضِّ البصر للرجال و النساء ،

قال الحقّ سبحانه :

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }

[النور:30، 31] ،

بل حتى في الحديثِ العابِر بين الرّجل و المرأة الأجنبيّة عنه :

{ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا }

[الأحزاب:32] .

إنّه سدٌّ لمنافِذِ الشيطان كما في قولِ الله سبحانه :

{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }

[الأحزاب:53] .

أيّها المسلمون ، إنَّ الحياةَ الطاهِرة تحتاج إلى عزائِمِ الأخيارِ ،
و أمّا عيشةُ الرذيلة فطريقُها سهلُ الانحدار ،
و البيوتُ التي تظِلّها العفّةُ و الحِشمة تورِق بالعزِّ و الكرامة ،
أمّا البيوتُ التي يملؤهَا الفحشاء و المنكرُ فلن تنبُتَ إلاّ بالذّلِّ و المهانة ،
و إذا أمَر الله تعالى بوقايةِ النفس و الأهل من النارِ التي وقودُها الناس و الحجارة

و أخبر النبيُّ صلى الله عليه و سلم

( أنَّ كلَّ راعٍ مسؤول عن رعيّته )

فإنَّ المسلِمَ يجب أن تكونَ له وقفةٌ للهِ لتجنيبِ نفسِه و من يَليه
ما جلبته وسائلُ الاتِّصال و البَثِّ مِن ذبحٍ للفضيلة و نشرٍ للرذيلة وإماتةٍ للغيرة ،
و كيف يستسيغُ مسلمٌ هذا الغثاءَ المدمِّر ؟!
أين الحياء ؟!
أين المروءةُ ؟!
أين الحِفظُ و الصِّيانة مِن بيوتٍ هيَّأت لناشِئَتها أجواءَ الفتنة
و جلَبت لها محرِّضاتِ المنكَر ؛ تجرُّها إلى مستنقَعات الفُحش جرًّا
و تَدُعُّها إلى الخطيئةِ دَعًّا ؟!
و مع أنَّ شهوةَ الجِنس كشهوةِ الطّعام قد تمتلِئ المعِدة فتفتُر وقتًا عن طلَبها
إلاّ أنَّ الذين يحِبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لم يَفتروا ،
بل ملَؤوا الفضاءَ بكلِّ أنواع المثيراتِ و المغرِيات ،
و تفنَّنوا في إثارةِ الشّهَوات و إيقادِ لهيبِ الغرائزِ في سُعارٍ أذهل الشيطان .

عباد الله : إذا طغتِ الشهواتُ و اختلطَتِ النيات ،
فسدَتِ الأوضاع و اضطَرَبت الأحوال و حقَّ العذاب ، و إن تُرِك الحبلُ على الغارِب ،
يعيش الناسُ بشَهَواتهم و يعبَثون بأخلاقِهم متجاوِزين حدودَ الله بلا وازعٍ
و لا ضابطٍ و بلا رادِعِ و لا زاجر ، فإن وعد الله حق ،
و سنة الله لا تحابي أحداً ،

{ فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ
يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ }

[هود:116] .

و مع كل ذلك التحذير ، فإنَّ التحصين من الداخلِ و التربيةَ الذاتية
و زرعَ المراقبةِ لله في السّرِّ و العلَن مسؤولية الجميع ،

{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }

[هود:117] .

بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعنا بسنة سيد المرسلين ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله تعالى لي و لكم ولسائر المسلمين و المسلمات من كلّ ذنب ،
فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .


الحمد لله ربِّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ،
أحمده تعالى و أشكره ، و أثني عليه و أستغفره ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ،
صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين .


أيّها المسلمون ، إنَّ الغريزةَ الجنسيّةَ مطبوعةٌ في دمِ الإنسان ،
و الله تعالى هو الذي خلَقَها بأمرِه و عِلمِه و حِكمتِه و ابتلائِه لخَلقِه ،
و جعلها وسيلةَ البقاء البشريّ ، و هو سبحانه أعلَمُ بما يُصلِحها ،

{ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }

[الملك:14] .

إنَّ الإسلامَ لم يتجاهَل هذه الغريزةَ ، و لم يقتُلها بالرّهبانيّة ،
و لا أطغاهَا بالإباحيّة ، بل جَعَل لها شاطئًا آمنًا تسبَح إلى بحره ،
و تطهُر في مائِه و تحيَا ببقائِه ،
إنّه الزواج ، أنبلُ صِفةٍ عرَفَتها الإنسانيّة لتكوينِ الأسرةِ
و تربيةِ الأولاد و نشرِ الألفةِ و الرّحمة و سكينةِ النفس في جوٍّ زّكيٍّ طهور ،
مع ضبطِ المشاعر و ترشيدِها نحوَ مكانها الصّحيحِ
بدلاً من ضَياعِها و تيهِها في العَبَث و الفساد .
و المسلمُ مأمورٌ ببلوغ هذا المدَى حتى يتحصَّنَ بالحلال :

{ وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }

[النور:33] .

و قد كان مِن دعاءِ عباد الرحمن في القران :

{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }

[الفرقان:74] .

و حتى بعدَ الزواج فينبغِي تنميةُ جانبِ العفّة و الصيانة ،
و مِنه ما يُشرَع للمرأة مِنَ التحبُّب لزوجِها و التودُّد و حُسن التبعُّل
و قصرِ عينه لئلاَّ يتطلَّع لغيرها . و كذلك الزوجُ ، يكفِي زوجتَه ،
و يشبِع عاطفتَها بالكَلِمة الطيّبة و العِشرة الحسنة و جبرِ الخواطر
و سدِّ مداخل الشيطان و أداءِ أمانة القِوامة في الأهل و الأولادِ
و القيام بأمرِ الله في كل شؤون الحياة .
و المؤمنُ أسيرٌ في الدنيا يسعَى في فكاكِ رقبته ،
لا يأمن نفسَه حتى يلقَى الله عزّ و جلّ ،
يعلَم أنّه مأخوذٌ عليه في سمعِه و بصرِه و لسانِه و جوارحِه ،
و من يستعفِف يعفّه الله ،

و في الحديث عن الحبيب صلى الله عليه و سلم :

( احفَظِ اللهَ يحفَظك )

و مَن كرُم عند الله فلن يخزيَه و لن يسوؤَه .
أسأل الله تعالى لي و لكم الهدى و التّقَى و العفافَ و الغنى .

و أطيعوا الله رحمكم الله و اتقوه و عفوا أنفسكم و أهلكم و أبنائكم
ثم صلّوا على خير البرية و أزكى البشرية
محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،
فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ،
و أيّه بكم أيها المؤمنون ،

فقال جلَّ من قائل عليما :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56]

اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .


فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم


اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم

اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين

اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم
و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم


اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين


اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها

و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا
www.ataaalkhayer.com
و به من خير الله الكثير
اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-




و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير
و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة

تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات