صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2013, 11:20 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي غزوة بدر العظمى يوم الفرقان ( 02 - 02 )

الأخ / مصطفى آل حمد

غزوة بدر العظمى

يوم الفرقان يوم التقى الجمعان (2)

لابن كثير رحمه الله



قال الله تعالى‏:‏

{ ‏وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏{

وقد قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فصلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وحرَّضَ علَى القتالِ ، ثمَّ قالَ :
إنَّ جَمعَ قُرَيْشٍ تَحتَ هذِهِ الضِّلعِ الحمراءِ منَ الجبلِ
فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفناهُم إذا رجلٌ منهم على جَملٍ لَهُ أحمرَ
يَسيرُ في القومِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
يا عليُّ نادِ لي حمزةَ - وَكانَ أقربَهُم منَ المشرِكينَ - :
من صاحبُ الجملِ الأحمرِ ، وماذا يَقولُ لَهُم ؟
ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إن يَكُن في القومِ أحَدٌ يأمرُ بخيرٍ ،
فعَسى أن يَكونَ صاحبَ الجمَلِ الأحمر فجاءَ حَمزةُ فقالَ :
هوَ عتبةُ بنُ ربيعةَ ، وَهوَ ينهى عنِ القِتالِ ،
ويقولُ لَهُم : يا قَومِ ، إنِّي أرى قومًا مُستَميتينَ لا تصلونَ إليهِم وفيكُم خيرٌ ،
يا قومُ اعصِبوها اليومَ برَأسي ، وقولوا : جَبُنَ عُتبةُ بنُ ربيعةَ ،
وقد عَلِمْتُم أنِّي لستُ بأجبنِكُم ، فسمعَ ذلِكَ أبو جَهْلٍ ، فقالَ : أنتَ تقولُ هذا ؟
واللَّهِ لو غيرُكَ يقولُ هذا لأعضَضتُهُ ، قد مَلأت رئتُكَ جوفَكَ رُعبًا ،
فقالَ عتبةُ : إيَّايَ تعيِّرُ يا مصفِّرَ استِهِ ؟ ستَعلمُ اليومَ أيُّنا الجبانُ ،
قالَ : فبرزَ عتبةُ وأخوهُ شيبةُ وابنُهُ الوليدُ حميَّةً ،
فَقالَ : مَن يبارزُ ؟ فخرَجَ فِتيةٌ منَ الأنصارِ ستَّةٌ ،
فقالَ عُتبةُ : لا نريدُ هؤلاءِ ، ولَكِن يُبارزُنا مِن بَني عمِّنا ،
مِن بَني عبدِ المطَّلبِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
قُم يا عليُّ ، وقم يا حمزةُ ، وقم يا عُبَيْدةُ بنَ الحَرِثِ بنِ عبد المطَّلب
فقتلَ اللَّهُ تعالى عُتبةَ ، وشَيبةَ ، ابنَي ربيعةَ ، والوليدَ بنَ عتبةَ ،
وجُرِحَ عُبَيْدةُ ، فقتَلنا منهم سَبعينَ ، وأسَرنا سَبعينَ ،
فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ قَصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ أَسيرًا ،
فقالَ العبَّاسُ : يا رسولَ اللَّهِ ، إنَّ هذا واللَّهِ ما أسرَني ،
لقد أسرَني رجلٌ أجلَحُ ، مِن أحسنِ النَّاسِ وجهًا ، على فرسٍ أبلقَ ،
ما أَراهُ في القومِ ، فقالَ الأنصاريُّ : أَنا أسرتُهُ يا رسولَ اللَّهِ ،
فقالَ : اسكُت ، فقَدْ أيَّدَكَ اللَّهُ تعالى بملَكٍ كريمٍ
فقالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ فأسَرنا وأسَرنا من بَني عبدِ المطَّلبِ :
العبَّاسَ ، وعقيلًا ، ونوفلَ ابن الحرِثِ )
قلت‏:‏

وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ ثلاثمائة

وثلاثة عشر رجلاً كما سيأتي بيان ذلك في فصل نعقده بعد الوقعة

، ونذكر أسماءهم على حروف المعجم إن شاء الله‏.‏

ففي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن البراء‏.‏قال‏:

‏ كنا نتحدث أن أصحاب بدر ثلثمائة وبضع عشرة على عدة أصحاب

طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوزه معه إلا مؤمن‏.‏

وللبخاري أيضاً عنه‏.‏

قال‏:‏ استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً

على ستين، والأنصار نيفاً وأربعون ومائتان‏.‏

وروى الإمام أحمد عن نصر بن رئاب، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم،

عن ابن عباس أنه قال‏:‏

كان أهل بدر ثلثمائة وثلاثة عشر، وكان المهاجرون ستة وسبعين

، وكان هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين من شهر رمضان يوم الجمعة‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً

وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ‏ }‏ ‏

[‏الأنفال‏:‏ 43‏]‏ الآية‏.‏

وكان ذلك في منامه تلك الليلة وقيل‏:‏ إنه نام في العريش وأمر الناس

أن لا يقاتلوا حتى يأذن لهم، فدنا القوم منهم فجعل الصديق يوقظه

ويقول‏:‏ يا رسول الله دنوا منا فاستيقظ، وقد أراه الله إياهم في منامه قليلاً‏.‏

ذكره الأموي وهو غريب جداً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/329‏)‏

وقال تعالى‏:‏

‏{‏ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً

وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ‏}‏

‏[‏الأنفال‏:‏ 44‏]‏‏.‏

فعند ما تقابل الفريقان قلل الله كلا منهما في أعين الآخرين ليجترئ

هؤلاء على هؤلاء، وهؤلاء على هؤلاء لما له في ذلك من الحكمة البالغة،

وليس هذا معارض

لقوله تعالى في سورة آل عمران‏:‏

{‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا

فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ

وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ‏ }‏

[‏آل عمران‏:‏ 13‏]‏‏.‏

فإن المعنى في ذلك على أصح القولين‏:‏

أن الفرقة الكافرة ترى الفرقة المؤمنة مثلي عدد الكافرة على الصحيح

أيضاً، وذلك عند التحام الحرب والمسابقة أوقع الله الوهن والرعب

في قلوب الذين كفروا فاستدرجهم أولاً بأن أراهم إياهم عند المواجهة

قليلاً، ثم أيد المؤمنين بنصره فجعلهم في أعين الكافرين

على الضعف منهم، حتى وهنوا وضعفوا وغلبوا‏.‏

ولهذا قال‏:

‏ ‏{ ‏وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُإِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ‏}‏‏‏

قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيد وعبد الله قال‏:‏ لقد قللوا

في أعيننا يوم بدر حتى أني لأقول لرجل إلى جنبي أتراهم سبعين‏؟‏

فقال‏:‏ أراهم مائة‏.‏

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-04-2013, 11:21 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

قال ابن إسحاق‏:‏
وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم، عن أشياخ
من الأنصار قالوا‏:‏ لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي
فقالوا‏:‏ أحزر لنا القوم أصحاب محمد،
قال‏:‏ فاستجال بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم‏.‏
فقال‏:‏ ثلاثمائة رجل يزيدون قليلاً، أو ينقصون،
ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد‏.‏
قال‏:‏ فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئاً، فرجع إليهم
فقال‏:‏ ما رأيت شيئاً، ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا،
نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس لهم منعة
ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم، حتى يقتل رجلاً منكم
فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم يا معشر قريش ‏؟‏
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس، فأتى عتبة بن ربيعة فقال‏:‏
يا أبا الوليد إنك كبير قريش وسيدها، والمطاع فيها
هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر ‏؟‏
قال‏:‏ وما ذاك يا حكيم‏؟‏
قال‏:‏ ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي‏.‏
قال‏:‏ قد فعلت‏.‏
أنت عليَّ بذلك، إنما هو حليفي فعليَّ عقله وما أصيب من ماله‏.‏
فأت ابن الحنطلية - يعني‏:‏ أبا جهل –
فإني لا أخشى أن يسجر أمر الناس غيره‏.‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/330‏)‏
ثم قام عتبة خطيباً فقال‏:‏ يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا
محمداً وأصحابه شيئاً، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر إلى وجه
رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه - أو ابن خاله - أو رجلاً من عشيرته
فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذلك
الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون‏.‏
قال حكيم‏:‏ فانطلقت حتى جئت أبا جهل، فوجدته قد نثل درعاً فهو يهنئها‏.‏
فقلت له يا أبا الحكم‏:‏ إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا‏.‏
فقال‏:‏ انتفخ والله سحره حين رأى محمداً وأصحابه، فلا والله لا نرجع
حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه رأى محمداً
وأصحابهأكلة جزور، وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه، ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي‏.‏
فقال‏:‏ هذا حليفك يريد أن يرجع الناس، وقد رأيت ثأرك بعينك
فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك‏.‏
فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ‏:‏ واعمراه واعمراه‏.‏
قال‏:‏ فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوثقوا على ما هم عليه
من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة‏.‏
فلما بلغ عتبة قول أبي جهل انتفخ والله سحره‏.‏
قال‏:‏ سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو‏.‏
ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش
بيضة تسعه من عظم رأسه فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له‏.‏
وقد روى ابن جرير‏:‏ من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي،
عن أبيه، عن سعيد بن المسيب‏.‏
قال‏:‏ بينا نحن عند مروان بن الحكم إذ دخل حاجبه
فقال‏:‏ حكيم بن حزام يستأذن، قال‏:‏ ائذن له‏.‏
فلما دخل قال‏:‏ مرحباً يا أبا خالد أدن، فحال عن صدر المجلس
حتى جلس بينه وبين الوسادة، ثم استقبله‏.‏
فقال‏:‏ حدثنا حديث بدر‏.‏
فقال‏:‏ خرجنا حتى إذا كنا بالجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها
فلم يشهد أحد من مشركيهم بدراً، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة
التي قال الله تعالى، فجئت عتبة بن ربيعة‏.‏
فقلت‏:‏ يا أبا الوليد هل لك في أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت‏؟‏
قال‏:‏ أفعل ماذا‏؟‏
قلت‏:‏ إنكم لا تطلبون من محمد إلا دم ابن الحضرمي وهو حليفك
، فتحمل بديته ويرجع الناس‏.‏
فقال‏:‏ أنت علي بذلك وأذهب إلى ابن الحنظلية - يعني أبا جهل –
فقل له‏:‏ هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك‏؟‏
فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن خلفه، وإذا ابن الحضرمي
واقف على رأسه وهو يقول‏:‏ فسخت عقدي من عبد شمس
وعقدي اليوم إلى بني مخزوم‏.‏
فقلت له‏:‏ يقول لك عتبة بن ربيعة هل لك أن ترجع اليوم بمن معك‏؟‏
قال‏:‏ أما وجد رسولاً غيرك‏؟‏
قلت‏:‏ لا، ولم أكن لأكون رسولاً لغيره‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/331‏)‏
قال حكيم‏:‏ فخرجت مبادراً إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء وعتبة
متكئ على إيماء بن رحضة الغفاري، وقد أهدى إلى المشركين
عشرة جزائر، فطلع أبو جهل الشر في وجهه‏.‏
فقال لعتبة‏:‏ انتفخ سحرك ‏؟‏
فقال له عتبة‏:‏ ستعلم‏.‏
فسلَّ أبو جهل سيفه فضرب به متن فرسه
فقال إيماء بن رحضة‏:‏ بئس الفأل هذا، فعند ذلك قامت الحرب‏.‏
وقد صف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وعباهم أحسن تعبية
فروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف‏.‏
قال‏:‏ صفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ليلاً‏.‏
وروى الإمام أحمد من حديث ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيب
أن أسلم أبا عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب يقول‏:‏
( صفَّنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بدرٍ فبدَرَتْ منا بادرةٌ أمامَ الصفِّ
فنظر إليهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال معي معي )
تفرد به أحمد وهذا إسناد حسن‏.‏
وقال ابن إسحاق‏:‏
وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر،
وفي يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزية حليف بني عدي ابن النجار
وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح
وقال‏:
( استوِ يا سوادُ
فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني
قال فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه
وقال استقِدْ
قال فاعتنقَه فقبَّل بطنَه
فقال ما حملكَ على هذا يا سوادُ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى
فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك
فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له استوِ يا سوادُ )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-04-2013, 11:22 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

قال ابن إسحاق‏:

وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عوف بن الحارث - وهو ابن عفراء-

قال‏:‏ يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده‏؟‏

فنزع درعاً كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل رضي الله عنه‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏

ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ورجع إلى العريش

فدخله ومعه أبو بكر ليس معه فيه غيره‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏

وغيره وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه واقفاً على باب العريش متقلداً بالسيف

ومعه رجال من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفاً

عليه من أن يدهمه العدو من المشركين والجنائب النجائب

مهيأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن احتاج إليها ركبها

ورجع إلى المدينة كما أشار به سعد بن معاذ‏.‏

وقد روى البزار في ‏(‏مسنده‏)‏ من حديث محمد بن عقيل عن علي أنه خطبهم‏.‏

فقال‏:‏ يا أيها الناس من أشجع الناس‏؟‏

فقالوا‏:‏ أنت يا أمير المؤمنين‏.‏

فقال‏:‏ أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر،

إنا جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشاً فقلنا من يكون

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين،

فوالله ما دنا أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس‏.‏

قال‏:‏ ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش

فهذا يحاده، وهذا يتلتله ويقولون‏:‏ أنت جعلت الآلهة إلهاً واحداً،

فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب ويجاهد ويتلتل هذا

، وهو يقول‏:‏ ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /332‏)‏

ثم رفع علي بردة كانت عليه فبكى حتى أخضلت لحيته‏.‏

ثم قال‏:‏ أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم هو‏؟‏

فسكت القوم،

فقال علي‏:‏ فوالله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض

من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه‏.‏

ثم قال البزار‏:‏

لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه‏.‏

فهذه خصوصية للصديق حيث هو مع الرسول في العريش

كما كان معه في الغار رضي الله عنه وأرضاه‏.‏

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الابتهال والتضرع والدعاء

ويقول فيما يدعو به‏:‏

( نظرَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى المشرِكينَ وَهم ألفٌ ،
وأصحابُهُ ثلاثُمائةٍ وبضعةُ عشرَ رجلًا
فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ القبلةَ ثمَّ مدَّ يدَيهِ وجعلَ يَهتِفُ بربِّهِ
اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ
لا تُعبدُ في الأرضِ فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ
حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ
فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ :
يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ
فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى :
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }
فأمدَّهُم اللَّهُ بالملائكةِ )
هذا وقد تواجه الفئتان وتقابل الفريقان، وحضر الخصمان بين يدي الرحمن واستغاث بربه سيد الأنبياء، وضج الصحابة بصنوف الدعاء إلى

رب الأرض والسماء سامع الدعاء وكاشف البلاء، فكان أول من قتل

من المشركين الأسود بن عبد الأسد المخزومي‏.‏

قال ابن إسحاق‏:

‏ وكان رجلاً شرساً سيء الخلق فقال‏:‏ أعاهد الله لأشربن من حوضهم

أو لأهدمنه أو لأموتن دونه‏.‏

فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فاطن

قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دماً

نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد - زعم –

أن تبر يمينه واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض‏.‏

قال الأموي‏:‏

فحمى عند ذلك عتبة بن ربيعة وأراد أن يظهر شجاعته، فبرز بين أخيه

شيبة وابنه الوليد، فلما توسطوا بين الصفين دعوا إلى البراز

فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة هم‏:‏

عوف ومعاذ ابنا الحارث،

وأمهما عفراء،

والثالث عبد الله بن رواحة - فيما قيل -‏.‏

فقالوا‏:‏ من أنتم‏؟‏

قالوا‏:‏ رهط من الأنصار‏.

‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/333‏)‏

فقالوا‏:‏ ما لنا بكم من حاجة‏.‏

وفي رواية فقالوا‏:‏ أكفاء كرام ولكن أخرجوا إلينا من بني عمنا،

ونادى مناديهم‏:‏ يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

( قم يا حمزةُ قم يا عليُّ قم يا عبيدةَ بنَ الحارثِ )
وعند الأموي أن النفر من الأنصار لما خرجوا كره ذلك

رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أول موقف واجه فيه

رسول الله صلى الله عليه وسلم أعداءه فأحب أن يكون أولئك

من عشيرته فأمرهم بالرجوع وأمر أولئك الثلاثة بالخروج‏.‏

قال ابن إسحاق‏:

‏ فلما دنوا منهم‏.‏

قالوا‏:‏ من أنتم‏؟‏ - وفي هذا دليل أنهم كانوا ملبسين لا يعرفون من السلاح

فقال عبيدة‏:‏ عبيدة‏.‏

وقال حمزة‏:‏ حمزة‏.‏

وقال علي‏:‏ علي‏.‏

قالوا‏:‏ نعم ‏!‏‏!‏ أكفاء كرام‏.‏

فبارز عبيدة وكان أسن القوم، عتبة، وبارز حمزة شيبة،

وبارز علي الوليد بن عتبة‏.‏

فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله،

واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت صاحبه،

وكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه

، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابهما رضي الله عنه‏.‏

وقد ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ من حديث أبي مجلز، عن قيس بن عباد،

عن أبي ذر‏:‏ أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية‏:

‏ ‏{ ‏هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ‏ }‏

‏[‏الحج‏:‏ 19‏]‏

نزلت في حمزة وصاحبه، وعتبة وصاحبه يوم برزوا في بدر‏.‏ هذا لفظ البخاري في تفسيرها‏.‏

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-04-2013, 11:24 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقال البخاري‏:‏
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت
أبي،ثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد،
عن علي بن أبي طالب‏.‏أنه قال‏:
‏ أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن عز وجل في الخصومة يوم القيامة‏.‏
قال قيس‏:‏ وفيهم نزلت‏:‏
‏{ ‏هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ‏ }‏
‏ قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي، وحمزة، وعبيدة، وشيبة بن ربيعة،
وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة،
تفرد به البخاري‏.‏
وقد أوسعنا الكلام عليها في التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة‏.‏
وقال الأموي‏:
‏ حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن ابن المبارك، ع
ن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي‏.‏
قال‏:‏ برز عتبة، وشيبة، والوليد، وبرز إليهم حمزة،
وعبيدة، وعلي‏.‏
فقالوا‏:‏ تكلموا نعرفكم‏.‏
فقال حمزة‏:‏
أنا أسد الله وأسد رسول الله أنا حمزة بن عبد المطلب‏.‏
فقال‏:
‏ كفؤ كريم‏.‏‏(‏ج/ص‏:‏ 3/334‏)‏
وقال علي‏:‏ أنا عبد الله وأخو رسول الله‏.‏
وقال عبيدة‏:‏ أنا الذي في الحلفاء‏.‏
فقام كل رجل إلى رجل فقاتلوهم فقتلهم الله‏.‏
فقالت هند في ذلك‏:‏
أعيني جودي بدمعiiسرب على خير خندف لم ينقلب
تداعـى لـه رهطـهiiغــدوة بنو هاشـم وبنـو المطلـب
يذيقـونـه حـــد أسيـافـهـم يعلونه بعـد مـا قـد عطـب
ولهذا نذرت هند أن تأكل من كبد حمزة‏.‏
قلت‏:‏
وعبيدة هذا هو ابن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ولما جاؤا به
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعوه إلى جانب موقف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه
فوضع خده على قدمه الشريفة وقال يا رسول الله‏:
‏ لو رآني أبو طالب لعلم أني أحق بقوله‏:‏
ونسلمه حتى نصرعiiدونـه ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ثم مات رضي الله عنه‏.‏
وكان أول قتيل من المسلمين في المعركة‏:‏
مهجع مولى عمر بن الخطاب رمي بسهم فقتله‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
فكان أول من قتل، ثم رمي بعده حارثة بن سراقة أحد
بني عدي بن النجار وهو يشرب من الحوض بسهم فأصاب نحره فمات‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3/335‏)‏
وثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن أنس أن حارثة بن سراقة قتل يوم بدر
وكان في النظارة أصابه سهم غرب فقتله، فجاءت أمه
فقالت يا رسول الله‏:‏ أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت
وإلا فليرين الله ما أصنع - يعني‏:‏ من النياح - وكانت لم تحرم بعد‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض‏.‏
وقال‏:‏ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه
أن لا يحملوا حتى يأمرهم‏.‏
وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن أبي أسيد‏.‏
قال‏:‏ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏:‏
‏( ‏إذا أكثبوكم - يعني‏:‏ المشركين - فارموهم واستبقوا نبلكم ‏‏)‏‏
وقالالبيهقي،
أخبرنا الحاكم، أخبرنا الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار،
عن يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، حدثني عبد الله بن الزبير‏.‏
قال‏:‏ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر‏:‏
يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج‏:‏ يا بني عبد الله، وشعار الأوس‏:‏
يا بني عبيد الله، وسمى خيله‏:‏ خيل الله‏.‏
وقال ابن هشام‏:‏
وكان شعار الصحابة يوم بدر‏:‏ أحد أحد‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش معه أبو بكر رضي الله عنه
- يعني‏:‏ وهو يستغيث الله عز وجل
كما قال تعالى‏:
‏ ‏{ ‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْأَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ }‏ ‏
[‏الأنفال‏:‏ 9-10‏]‏‏.‏
قال الإمام أحمد‏:
حدثنا أبو نوح قراد، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا سماك الحنفي أبو زميل،
حدثني ابن عباس، حدثني عمر بن الخطاب‏.‏
قال‏:‏ لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه
وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة،
فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره
ثم قال‏:‏
(‏‏ ‏اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة
من أهل الإسلام فلا تعبد بعد في الأرض أبداً‏ ‏‏)‏‏.‏
فما زال يستغيث بربه ويدعوه حتى سقط رداؤه‏.‏
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه
ثم قال يا رسول الله‏:‏
كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك
فأنزل الله‏:‏ ‏
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ
أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ {
وذكر تمام الحديث كما سيأتي‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/336‏)‏
وقد رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وغيرهم من حديث
عكرمة بن عمار اليماني وصححه علي ابن المديني والترمذي،
وهكذا قال غير واحد عن ابن عباس والسدي وابن جرير وغيرهم
أن هذه الآية نزلت في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
وقد ذكر الأموي وغيره أن المسلمين عجوا إلى الله عز وجل
في الاستغاثة بجنابه والاستعانة به
وقوله تعالى‏:‏
‏{‏ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }‏
أي‏:‏ ردفاً لكم ومدداً لفئتكم رواه العوفي عن ابن عباس‏.‏
وقاله مجاهد وابن كثير، وعبد الرحمن ابن زيد وغيرهم‏.‏
وقال أبو كدينة، عن قابوس،
عن ابن عباس‏:‏
‏{‏مردفين‏}‏ وراء كل ملك ملك‏.‏
وفي رواية عنه بهذا الإسناد‏:‏ ‏
{‏مردفين‏}‏ بعضهم على أثر بعض
وكذا قال أبو ظبيان والضحاك وقتادة‏.‏
وقد روى علي بن أبي طلحة الوالبي،
عن ابن عباس قال‏:‏
وأمد الله نبيه والمؤمنين بألف من الملائكة، وكان جبريل في خمسمائة
مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة،
وهذا هو المشهور‏.‏
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-04-2013, 11:26 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ولكن قال ابن جرير‏:
حدثني المثنى، حدثنا إسحاق، ثنا يعقوب بن محمد الزهري،
حدثني عبد العزيز بن عمران، عن الربعي، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير،
وقال البيهقي‏:‏
أخبرنا الحاكم، أخبرنا الأصم، ثنا محمد بن سنان القزاز،
ثنا عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي،
حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب،
أخبرني إسماعيل بن عوف بن عبد الله بن أبي رافع،
عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده،
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏قال‏:‏
لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال، ثم جئت مسرعاً لأنظر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل‏.‏
قال‏:‏ فجئت فإذا هو ساجد
يقول‏:
‏ ‏(‏‏ ‏يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم‏ ‏‏)‏‏.‏
لا يزيد عليها فرجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك أيضاً،
فذهبت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك أيضاً،
حتى فتح الله على يده‏.‏
وقد رواه النسائي في ‏(‏اليوم والليلة‏)‏ عن بندار،
عن عبيد الله بن عبد المجيد أبي علي الحنفي‏.‏
وقال الأعمش‏:‏
عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة،
عن عبد الله ابن مسعود‏.‏قال‏:‏
ما سمعت مناشداً ينشد حقاً له أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3/337‏)‏
جعل يقول‏:‏
( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك،
اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد‏ ‏‏)‏،
ثم التفت وكأن شق وجهه القمر‏.‏
وقال‏:‏
‏( ‏كأني أنظر إلى مصارع القوم عشية )‏‏.‏
رواه النسائي من حديث الأعمش به‏.‏
وقال‏:
لما التقينا يوم بدر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت مناشداً
ينشد حقاً له أشد مناشدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره‏.‏
وقد ثبت إخباره عليه السلام بمواضع مصارع رؤس المشركين يوم بدر
في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عن أنس بن مالك كما تقدم،
وسيأتي في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ أيضاً عن عمر بن الخطاب‏.‏
ومقتضى حديث ابن مسعود أنه أخبر بذلك يوم الوقعة وهو مناسب،
وفي الحديثين الآخرين عن أنس وعمر ما يدل على أنه أخبر بذلك قبل
ذلك بيوم ولا مانع من الجمع بين ذلك بأن يخبر به قبل بيوم وأكثر،
وأن يخبر به قبل ذلك بساعة يوم الوقعة والله أعلم‏.‏
وقد روى البخاري‏:‏ من طرق عن خالد الحذاء، عن عكرمة،
عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر‏:‏
‏(‏‏ ‏اللهم أنشدك عهدك ووعدك
اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً‏ ‏‏)‏‏.‏
فأخذ أبو بكر بيده وقال‏:
‏ حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع
وهو يقول‏:‏
‏{‏ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ‏}‏
‏[‏القمر‏:‏ 45-46‏]‏ وهذه الآية مكية‏.‏
وقد جاء تصديقها يوم بدر كما رواه ابن أبي حاتم‏:‏ حدثنا أبي،
ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة‏.‏
قال‏:‏ لما نزلت
‏{ ‏سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ‏}‏‏.‏
قال عمر‏:
أي جمع يهزم وأي جمع يغلب ‏؟‏
قال عمر‏:‏
فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع
وهو يقول‏:‏
‏{ ‏سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ *
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ‏}‏
فعرفت تأويلها يومئذٍ‏.‏
وروى البخاري من طريق ابن جريج، عن يوسف بن ماهان سمع
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها
و عن أبيها
تقول‏:‏
نزل على محمد بمكة - وإني لجارية ألعب -‏:‏
‏{‏بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر‏}‏‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر
ويقول فيما يقول‏:‏
‏( ‏اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ‏‏)‏‏.‏
وأبو بكر يقول‏:‏
يا نبي الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك،
وقد خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقةً وهو في العريش،
ثم انتبه فقال‏:‏
‏(‏‏ ‏أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله،
هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع‏ ‏‏)‏
يعني‏:‏ الغبار‏.‏
قال‏:
‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم‏.‏
وقال‏:‏
( جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يَخطُبُ على المنبرِ فقالَ :
أرأيتَ إن قاتَلتُ في سبيلِ اللَّهِ صابرًا محتسِبًا مقبلًا غيرَ مدبرٍ ،
أيُكَفِّرُ اللَّهُ عنِّي سيِّئاتي ؟
قالَ : نعَم ثمَّ سَكَتَ ساعةً ،
قالَ : أينَ السَّائلُ آنفًا ؟
فقالَ الرَّجلُ : ها أَنا ذا ،
قالَ : ما قُلتَ ؟
قالَ : أرأيتَ إن قُتِلتُ في سبيلِ اللَّهِ صابرًا محتسِبًا مقبلًا غيرَ مدبرٍ ،
أيُكَفِّرُ اللَّهُ عنِّي سيِّئاتي ؟
قالَ : نعَم ، إلَّا الدَّينَ ، سارَّني بِهِ جبريلُ آنفًا )
قال عمير بن الحمام أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن‏:‏
بخٍ بخٍ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ‏؟‏‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/338‏)‏
قال‏:‏ ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل رحمه الله‏.‏
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-04-2013, 11:27 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا هاشم بن سليمان، عن ثابت، عن أنس‏.‏
قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبساً عيناً ينظر ما صنعت
عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري
وغير النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال‏:‏ لا أدري ما استثني من بعض نسائه‏.‏
قال‏:‏ فحدثه الحديث‏.‏
قال‏:‏ فخرج رسول الله فتكلم‏.‏
فقال‏:‏ ‏
(‏‏ ‏إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضر فليركب معنا‏ )‏
فجعل رجال يستأذنونه في ظهورهم في علو المدينة‏.‏
قال‏:‏ ‏
(‏‏ ‏لا إلا من كان ظهره حاضراً‏ ‏‏)‏‏.‏
وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏ ‏لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ‏)‏،
فدنا المشركون‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏
(‏‏ قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض )‏‏.‏
وقد ذكر ابن جرير أن عميراً قاتل
وهو يقول رضي الله عنه‏:‏
ركـضـاً إلــى الله بـغـيـرiiزاد إلا التـقـى وعـمــلiiالـمـعـاد
والصبر في الله على الجهاد وكــل زاد عـرضــةiiالـنـفـاد
غير التقى والبر والرشاد
وقال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا حجاج، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب،عن علي‏.‏قال‏:
لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها وأصابنا بها وعك
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحيز عن بدر‏.‏ ‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/339‏)‏
فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى بدر - وبدر بئر - فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين‏:
‏ رجلاً من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط فأما القرشي فانفلت،
وأما المولى فوجدناه فجعلنا نقول له كم القوم‏؟‏
فيقول‏:‏
هم والله كثير عددهم شديد بأسهم‏.‏
فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا
به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف
نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه
وقال الأموي‏:‏
حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق‏.‏
قال‏:‏ قال الأوزاعي‏:‏ كان يقال‏:‏ قلما ثبت قوم قياماً، فمن استطاع عند ذلك
أن يجلس أو يغض طرفه ويذكر الله رجوت أن يسلم من الرياء‏.‏
وقال عتبة بن ربيعة يوم بدر لأصحابه‏:‏ ألا ترونهم - يعني أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم - جثياً على الركب كأنهم حرس يتلمظون
كما تتلمظ الحيات - أو قال‏:‏ الأفاعي -‏.‏
قال الأموي في ‏(‏مغازيه‏)‏‏:‏
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حين حرَّض المسلمين
على القتال قد نفل كل امرئ ما أصاب‏.‏
وقال‏:‏
‏(‏‏ ‏والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل
فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة ‏‏)‏‏.‏
وذكر قصة عمير بن الحمام كما تقدم، وقد قاتل بنفسه الكريمة قتالاً شديداً ببدنه
وكذلك أبو بكر الصديق كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع،
ثم نزلا فحرضا وحثا على القتال وقاتلا بالأبدان جمعاً بين المقامين الشريفين‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب،
عن علي‏.‏قال‏:‏
لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو أقربنا من العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً‏.‏
ورواه النسائي من حديث أبي إسحاق، عن حارثة، عن علي‏.‏
قال‏:‏ كنا إذا حمي البأس ولقي القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏
حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي،
عن علي‏.‏قال‏:‏ قيل لعلي ولأبي بكر رضي الله عنهما يوم بدر‏:‏
مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال
ولا يقاتل - أو يشهد الصف - وهذا يشبه ما تقدم من الحديث أن أبا بكر
كان في الميمنة ولما تنزل الملائكة يوم بدر تنزيلاً كان جبريل على أحد
المجنبتين في خمسمائة من الملائكة، فكان في الميمنة من ناحية أبي بكر
الصديق، وكان ميكائيل على المجنبة الأخرى في خمسمائة من الملائكة
فوقفوا في الميسرة وكان علي بن أبي طالب فيها‏.‏

وفي حديث رواه أبو يعلى من طريق محمد بن جبير بن مطعم، عن علي‏.‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/341‏)‏
قال‏:‏ كنت أسبح على القليب يوم بدر فجاءت ريح شديدة، ثم أخرى
ثم أخرى، فنزل ميكائيل في ألف من الملائكة فوقف على يمين
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك أبو بكر، وإسرافيل في ألف
في الميسرة وأنا فيها، وجبريل في ألف‏.‏
قال‏:‏ ولقد طفت يومئذٍ حتى بلغ إبطي‏.‏
وقد ذكر صاحب العقد وغيره أن أفخر بيت قالته العرب

قول حسان بن ثابت‏:‏
وببئر بدر إذ يكفiiمطيهـم جبريل تحت لوائنا ومحمد
وقد قال البخاري‏:‏
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، عن يحيى ابن سعيد
، عن معاذ بن رفاعة ابن رافع الزرقي، عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر‏.‏
قال‏:‏ جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏
ما تعدون أهل بدر فيكم‏؟‏
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات