[adnan]

( الحلقة رقم : 461 )

{ الموضوع الـعاشر الفقرة 90 }

( أحكــام الـزواج )

أخى المسلم

نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال أبن مسعود

لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة

أخى المسلم

نستكمل حديثنا اليوم عن :

قدر المهر

استكمالاً للأحاديث فى الحلقة السابقة

فقد خالف فى بعضه من قال :

لا يكون الصداق إلا مالاً ولا يكون منافع أخرى

ولا علمه ولا تعليمه صداقاً

كقول أبى حنيفة، وأحمد رحمهما الله تعالى ومن قال :

لايكون أقل من ثلاثة دراهم كمالك رحمه الله وعشرة دراهم

كأبى حنيفه رحمة الله تعالى .

وفيه أقوال أخرى شاذة لا دليل عليها من كتاب ولا سنة

ولا إجماع ولا قياس ولا قول صاحب

ومن ادعى فى هذه الأحاديث التى ذكرناها

اختصاصها بالنبى صلى الله عليه وسلم وإنها منسوخة

أو أن عمل أهل المدينة على خلافها

فدعوى لا يقوم عليها دليل والأصل بردها

وقد زوج سيد أهل المدينة من التابعين سعيد بن المسيب

إبنته على درهمين ولم ينكر عليه أحد

بل عد ذلك من مناقبه وفضائله

وقد تزوج عبد الرحمن بن عوف على صداق خمسة دراهم

وأقره النبى صلى الله عليه وسلم

ولا سبيل الى إثبات المقادير إلا من جهة صاحب الشرع

أخى المسلم

فما هو من حيث الكثرة ؟

إن من حيث الكثرة ، فإنه لأحد لأكثر المهر

فعن عمر رضى الله عنه :

[ إنه نهى وهو على المنبر ان يزاد فى الصداق على أربعمائة درهم

ثم نزل فاعترضته إمرأه من قريش

فقالت : اما سمعت الله يقول :

{ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا }

فقال اللهم عفوا ، كل الناس أفقه من عمر

ثم رجع ، فركب المنبر فقال :

انى كنت قد نهيتكم ان تزيدوا فى صدقاتهن على أربعمائة درهم

فمن شاء ان يعطى من ماله ما أحب ]

رواه سعيد بن منصور، وأبو يعلى بسند جيد

وعن عبد الله بن مصعب أن عمر قال :

[ لا تزيدوا فى مهور النساء على أربعين أوقية من فضة

فمن زاد اوقية جعلت الزيادة فى بيت المال

فقالت إمرأة : ما ذاك لك ولم ؟

فقالت : ان الله تعالى يقول :

{ ... وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً ... }

النساء 20

فقال عمر : أمرأة أصابت ورجل أخطأ ]

أخى المسلم

هل توجد كراهة المغالاة فى المهور ؟

هذا ما سنعرفه ان شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات

حكمة وعظة اليوم

أخى المسلم

إستكمال

آداب التلاوة وبيان أفضل أوقاتها

مسأله

يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكى

لمن لا يقدر عليه والحزن والخشوع

قال تعالى :

{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }

الإسراء 109

وأخرج البيهقى عن سعد بن مالك مرفوعاً :

[ أن هذا القرآن نزل بحزن وكآبه فاذا قرأتموه فابكوا فتباكوا ]

عن عبد الله بن عميراً :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إنِّي قارئٌ عليكم سورةً فمن بكَى فله الجنَّةُ فإن لم تبكُوا فتباكَوْا )

خلاصة حكم المحدث: مرسل

قال فى شرح المهذب :

[ وطريقة فى تحصيل البكاء

ان يتأمل ما يقرأ من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود

ثم يتفكر فى تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء

فليبك على فقد ذلك فانه من المصائب ]

ولنا بقية

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود