المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
درس اليوم 6044
من:إدارة بيت عطاء الخير درس اليوم من يسمع شكواها؟ لقيتها على غير ميعاد، فقلت: يرحمكِ الله، إنَّا إلى خبركِ بالأشواق، فبالله عليك حدثينا عن نفسك، وكيف حالك الآن؟ فقالت: لقد كبرت سني، ووهن عظمي، ولولا أنك سألتني بالله ما حدثتك، لقد أعلى الإسلام شأني، وعظّم مكاني، ورفع عنواني، وجعل المحافظة على وصالي أيةً على الصلاح والاستقامة، وبراءة من الضلال والغواية. وقد عرف سلفُ هذه الأمة مكاني، وصانوا جنابي، ولم ينقطعوا عن وصالي، بل قدموه على شهواتهم وحاجاتهم ؛ فلم يصرفهم عن القيام بحقي صارف، ولم يشغلهم عن ملازمتي الأصحابُ والمعارف. ثم إنها خلفت من بعدهم خُلوفٌ خفَّ عندهم ميزاني، وهان في نفوسهم مكاني... فقلت يرحمكِ الله حدثينا عن سلف هذه الأمة وأحوالهم معك ؛ فلعل هِمَمَنا تتحرك لسماعها، وعزائمنا تتقوى لعظاتها. قالت لقد أحسن صحبتي أناس كثيرون، وتعاقب على وصلي رجال مرضيون، لا يملون مجاورتي، ولا يفترون عن ملازمتي، وإن أنسَ فلن أنسى الإمام سليمانَ بن مهران الأعمش الذي ظل سبعين عاماً لم يفارق سوادُه سوادي، لقد أرغم الشيطان، فلم يقدر عليه سبعين عاماً. فقلت: الله أكبر، ما أطولَ صبرَهم على الطاعة، وأعظمَ جلدَهم في العبادة، ومن غيرُ الأعمش؟ قالت: وأبو محمد، قلت: ومن أبو محمد؟ قالت: ثكلتك أمك، أما تعرف إمامَ أهل المدينة سعيد بن المسيب الذي لم ينقطع عن ملازمتي أربعين عاما. رحمك الله يا سعيد، وحينما وقعت الحرَّةُ، ولزم الناسُ بيوتهم، أبيتَ الانقطاع عني، ولولا شهادة عمرو بن عثمان بن عفان و مروان بن الحكم عند مسلم بن عقبة بأنك مجنون لقتلك! رحمة الله عليك، وحينما أشار عليك بعض أصحابك بالخروج إلى البادية أبيتَ من أجل ألا تنقطع عني. ولم يزل رحمه الله قائماً بحقي رغم ما أصابه من الفتن، حتى لحق بربه، فحزنت لفقده حزناً كبيرا، وكان مما زاد في حزني وضاعف في مصيبتي أنه في نفس السنة - سنة الفقهاء - فقدتُ عابدَ الكوفة الإمام إبراهيم بن يزيد التيمي الذي لم يزل ملازماً لي حتى قيده الحجاج بن يوسف بالحديد فقتل فيها أو مات، لقد قال هذا الإمام كلمة ما أحب أن لي بها الدنيا. قلت: وماذا قال؟ قالت: ويحك ألم تسمع قوله: إذا رأيت الرجل يتهاون بها – يعنيني - فاغسل يديك منه. قلت قدس الله روحه، أ رأيتِ لو أدرك زماننا هذا كم من الناس يبقى لم يغسل يديه منه؟! قالت: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قلت: فلو حصل أن تخلف أحد منهم عن وصلك كيف يصنع؟ قالت: لم يكونوا يفعلون ذلك إلا لمرض مفسد، أو سفر مبعد، أو عذر مقعد، ومع ذلك يبادر أحدهم إلى التوبة و يندم، ويستكثر من الطاعات ويغنم ؛ فهذا قاضي بغداد العلامة محمد بن سَمَاعَة مكثت أربعين سنة لم ينقطع عن مصاحبتي إلا يوم ماتت أمه، فكرر زيارتي خمساً وعشرين مرةً، عوضاً عمَّا فاته. قلت: لا تعرضن بذكرنا معْ ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد ثم قلت لها: حدثينا عن أهل زماننا هذا؟ قالت: لقد طلبتني عسيراً، وأقحمتني كبيراً ؛ فعن أي شيء من شأنهم تستخبر؟ قلت: عن أحوالهم معك؟ قالت لقد جفاني أكثر أهل زمانكم هذا و لم يعبؤوا بحالي ويعرفوا مكاني، وهو يحزنني أن ترى الرجل يُحسب من أهل العلم والديانة، ومع ذلك تصرفه عني الصوارف، وتلفته اللوافت، وأشنع من ذلك أن ترى الرجل قد بلغ الستين – وقد أعذر الله إلى امرئ حتى بلغه ستين سنة - ثم تراه يبيعني بدرهمين أو ثلاثة، يقبل على دنياه حتى إذا أردتُ الرحيل أقبل يسعى كالصبيان ثم لا يلقاني، فإلى الله أشكو غربتي و هواني على الناس، ثم حولَّت وجهها و جعلت تبكي، وإذا هي: ( تكبيرة الإحرام!). أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
|
|