المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
الحمد لله ، يجيب المضطر ، و يكشف السوء ، فارج الهم ، و كاشف الغم ، و هو على كل شيء قدير ، أحمده سبحانه و أشكره ، و أسأله الفرج القريب و النصر العزيز ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، أفضل الشاكرين ، و قدوة العالمين صلى الله عليه و على آله وأصحابه الشاكرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً . أمّــا بــعــد : فيا أيّها الناسُ ، إنَّ مِن سماتِ شريعةِ الإسلامِ الدلالةُ إلى ما فيه الخير و التحذيرُ مما فيه الشر ، و إن مما وجّهت به شريعتنا الغرّاء أن الهمومَ المفرِطة خطَر على كيان الأمة و إنتاجها ؛ و الصواب أن يستقبل الإنسان الحياةَ ببِشر و أمَل كي يستفيدَ من وقته و يغتال القعودَ و القنوط . و لا يُظَنّ بعاقل أن يزهَد بالأنس ، و إذا ما غَلبت المرءَ أعراضٌ قاهِرة فسَلبته الطمأنينةَ و الرضا فإنه يجِب عليه أن يجنحَ إلى الدواءِ الناجِع الذي دلَّ عليه ديننا الحنيفُ ؛ حتى لا يكونَ الاستسلام لتيار الهمِّ الذي يولِّد انهيار الأعمال بالعجز و الكسل ؛ فقد كان النبيّ صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الصحيح يتعوَّذ بالله من الهمّ و الحزن ، و قال صلى الله عليه و سلم : ( مَنْ قال إذا أصبحَ و إذا أمْسى : حَسبِي الله لا إلَه إلا هو عليه توكلتُ و هو ربُّ العرشِ العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمّه ) رواه أبو داود . و عليك -أيّها المهموم- أن ترطِّب لسانَك بذكرِ الله ؛ لتخرجَ من عنق الزجاجة إلى الفضاءِ و السّعة ، و إنّ زوال الهمّ مرهون بكثرةِ الاستغفار و لزومِه كما قال صلى الله عليه و سلم : ( مَنْ لزِم الاستغفارَ جعلَ الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجَا ، و منْ كلِّ همٍّ فرَجا ، و رزقَه من حيث لا يحتسب ) رواه أبو داود و النسائي . إنه لن ينفَع أحدَنا جنوحُه إلى الشكوى ، ما دام لم يطرُق باب أرحم الراحمين ، المطّلع على الضمائر و ما تكنّه الصدور ؛ فمن فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ؟! و من وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ؟! ففرَّوا من همومكم إلى ربّكم و خالقكم و مولاكم . دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجدَ ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له : أبو أمامة ، فقال عليه الصلاة و السلام : ( يا أبا أمامة ، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟! ) قال : همومٌ لزِمتني و ديون يا رسولَ الله ، قال عليه الصلاة و السلام : ( أفلا أعلِّمك كلامًا إذا قلتَه أذهبَ الله همَّك و قضى عنك دينك ؟ ) قال : بلى يا رسولَ الله ، قال : ( قل إذا أصبحت و إذا أمسيتَ : اللهم إني أعوذ بك من الهمّ و الحزن ، و أعوذ بك من العَجز و الكسَل ، و أعوذ بك من الجبن و البُخل ، و أعوذ بك من غلَبةِ الدين و قهرِ الرجال ) ، قال أبو أمامة : ففعلتُ ذلك ، فأذهب الله همّي و قضى عني ديني . رواه أبو داود . عبادَ الله ، إذا كان اللجوءُ إلى الله تعالى سببًا في انسلالِ الهموم الجاثمةِ على المرء فإنَّ ذكر الحبيبِ المصطفى صلوات الله و سلامه عليه سبَبٌ في الأنسِ و كفاية الهمّ ؛ فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ، أرأيتَ إن جعلتُ صلاتي كلّها عليك – أي : أصرف بصلاتي عليك جميعَ الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي - ، قال عليه الصلاة و السلام : ( إذن يكفيك الله تبارك و تعالى ما أهمّك من دنياك و آخرتك ) رواه أحمد . ألا فاتقوا الله عباد الله ، و أحسنوا التعاملَ مع الهموم تُفلِحوا ، و حذارِ أن تكون همومكم من نسيجِ خيالكم و الواقع منها براء ، و خذوا أمورَ الدنيا بأسهلِ ما يكون ، و غضّوا الطرفَ عن مُذكيات الهموم بالتغافل عنها ؛ فإن التغافل تسعة أعشار الحكمة . و اعمَلوا على تخليص همّمكم من همّكم الدنيوي إلى همكم الأخروي ، و إياكم و كثرةَ المعاصي فإنها كلاليب الهموم ، أجارنا الله و إياكم منها . هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال جلّ مِن قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:56] . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم . أنتهت |
|
|