المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ومضى عام 1
من : الأخت/ غرام الغرام (ام عزام) ومضى عام 1 ها قد أوشك عامنا على الرحيل ، و قد أودع كل منا فيه ما أودع ، من خير أو شر . أيه الإخوة : إن في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين ، و انقضاء الأيام و الليالي عبرة و عظة . يقول الله تعالى : ( إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب ) ( آل عمران 190 ) و قال تعالى : ( وهو الذي جعل الليل و النهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا ) ( الفرقان 62 ) ترى أيه الاخوة : ما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟ لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لأجاب أكثرنا : أن أعمارنا سوف تزيد ، و حياتنا سوف تطول ، فنحن قد زاد في أعمارنا عام كامل . هذا هو ظن كثير منا ، لا يرى في تتابع الأيام و الليالي إلا أنها زيادة في عمره . و لكن – و الله – أيه الإخوة : إن الحقيقة بعكس ذلك ،و بضد ذلك . فما هذه الأيام التي تمر ، و ما هذه الأعوام التي تمضي إلا نقص في حياتنا و هدم في أعمارنا . أيه الإخوة : إن الأعمار مضروبة ، و الآجال مقسومة ، و كل واحد منا قد قسم له نصيبه في هذه الحياة ، فهذا يعيش خمسين سنة ، و ذاك يعيش ستين سنة ، و ذاك يعيش عشرين سنة . و أنت منذ أن خرجت إلى الدنيا ، و أنت تهدم في عمرك و تنقص من أجلك . أ رأيت يا أخي لو أن أنسانا سافر من مدينة إلى أخرى ، فإنه كلما قطع مسافة سوف تقصر المسافة التي بينه و بين تلك المدينة التي يريد الذهاب إليها . أ رأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام ، إنه مليء بالأوراق ، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط ، وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدة فقط . هكذا عمري و عمرك يا أخي : مجموعة أيام ، و مجموعة ليالي ، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة كلما نقصت أعمارنا ، كلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا . واه لنا ثم واه لنا ، ما أشد غفلتنا عن هذه الحقيقة . أخي في الله : ربما يكره كثير منا ذكر الموت ، وربما يقول لك : لا نريد أن تكدر علينا حياتنا ، و سبحان الله و الله لو نسينا الموت فإنه لن ينسانا، و لو تشاغلنا عنه لما تشاغل عنا . أيها الإخوة : إنّ تذكر الموت هو وصية الحبيب الشفوق علينا الرحيم بنا، فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( تذكروا هادم اللذات ) و قال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) ترى أيها الإخوة لو سألنا أنفسنا الآن : هل نحن نحدث أنفسنا بالموت ؟ أم أننا الآن نحدثها بأنها لن تموت إلا بعد سنوات و سنوات . أيها الإخوة : بقول الله تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) نعم إن الموت ليس وراءنا ، بل هو أمامنا ، و نحن نقطع المراحل إليه ، نحن نسير سيرا حثيثا إليه ، و يوشك أن نبلغ الساعة التي كتب الله أن نغادر فيها هذه الدنيا .
|
|
|