صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2015, 05:14 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,333
افتراضي فوائد غض البصر


الأخت الزميلة / أملى الجنة
فوائد غض البصر
سوف نقف على كلامٍ متين وتحريرٍ عظيم للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

؛ فلنتأمل عباد الله في كلامه بتمعُّن وتفهُّم فإنه عظيم الفائدة ونفوسنا

تمس حاجتها إلى الوقوف عليه . فمن فوائد غض البصر

فيما ذكره رحمه الله

قال : أحدها :

أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده .

الثانية – من فوائده - :

أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم - الذي لعلَّ فيه هلاكَه - إلى قلبه.

الثالثة :

أنه يورث القلب أنْساً بالله وجمعِيَّةً عليه ؛ فإنَّ إطلاق البصر يفرِّق القلب

ويشتته ويُبعده من الله ، وليس على القلب شيء أضرّ من إطلاق البصر

فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.

الرابعة :

أنه يقوِّي القلب ويفرِّحه ، كما أنَّ إطلاق البصر يُضعِفه ويُحزِنه.

الخامسة :

أنه يُكسب القلب نورا ، كما أنَّ إطلاقه يلبسه ظلمة ، ولهذا ذكر سبحانه

آية النور عقيب الأمر بغضِّ البصر ، قال:

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ }

[النور:30]

ثم قال إثر ذلك :

{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ }

[النور:35] ؛

أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه،

وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا

أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .

السادسة :

أنَّه يورث فِراسة صادقة يميِّز بها بين الحق والباطل والصادق والكاذب ،

وكان شجاع الكرماني يقول: "من عمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام

المراقبة وغضَّ بصره عن المحارم وكفَّ نفسه عن الشبهات واغتذى

بالحلال لم تخطئ له فراسة "


وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة ، والله سبحانه يجزي العبد على عمله

بما هو من جنس عمله ، ومن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه ، فإذا

غضَّ بصره عن محارم الله عوَّضه الله بأن يطلق نور بصيرته عِوضاً

عن حبس بصره لله ، ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة

الصادقة المصيبة التي إنما تُنال ببصيرة القلب وضد هذا ما وصف الله به

اللُّوطيين من العَمَه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى:

{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }

[الحجر:72] ،

فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل ، والعمه الذي هو فساد البصيرة ،

فالتعلُّق بالصور يوجب فساد العقل وعمه البصيرة وسُكْر القلب .

السابعة :

إنه يورث القلب ثباتاً وشجاعةً وقوة ، فجمَع الله له بين سلطان النصرة

والحجة وسلطان القدرة والقوة كما في الأثر "الذي يخالف هواه يَفْرَق

الشيطان من ظلِّه "
، وضدُّ هذا تجد في المتبع لهواه من ذُلِّ النفس

ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه

الثامنة :

أنَّه يسدُّ على الشيطان مدخله من القلب ؛ فإنه يدخل مع النظرة وينفذ

معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثِّل له

صورة المنظور إليه ويزينها ويجعلها صنماً يعكف عليه القلب ثم يعِدُه

ويمنِّيه ، ويوقِد على القلب نار الشهوة ،

ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يُتوصل إليها بدون تلك الصورة

فيصير القلب في اللهب ، فإنَّ القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ،

فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب

الشهوات للصور المحرمة : أن جُعِل لهم في البرزخ تنور من نار

وأودعت أرواحهم فيه إلى يوم حشر أجسادهم ، كما أراه الله لنبيه

صلى الله عليه وسلم في المنام في الحديث المتفق على صحته

التاسعة :

أنه يُفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يُنسِيه

ذلك ويحُول بينه وبينه ؛ فينفرط عليه أمره ويقع في اتباع هواه وفي

الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى:

{ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }

[الكهف:28] .

العاشرة :

أن بين العين والقلب منفذاً وطريقا يوجب انتقال أحدهما إلى الآخر وأن

يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد

النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت

خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات

والأوساخ فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به

والسرور بقربه فيه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك

ولله در القائل :

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولاوتر

كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

فهذه إشارة إلى بعض فوائد غض البصر ، وجدير بكل مؤمن ومؤمنة أن

يتأمل في هذه الفوائد العظام وأن يحرص على صيانة بصره وحفظ عينه

ليسْلَم له قلبه ، وليسلَم له دينه وليسلَم من غوائل إطلاق البصر وهي

كثيرة تجرُّ على العبد مصائب وويلات لا حدَّ لها ولا عدّ

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات