صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-06-2015, 09:52 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي أبي وبقرة الفقير




أبي وبقرة الفقير









د. عبدالعزيز الأحمد


قصة جميلة

يرويها الشيخ عبدالعزيز الأحمد عن والده





عزمت يوماً على السفر من الرياض لبريدة،
فعلم بذلك أحد الأصدقاء، فطلب مني إيصال والده معي، رحبتُ بذلك، وفعلاً تواعدنا، أركبته،
وسلّم عليّ واحتفينا ببعضنا،
وكان رجلاً طيباً صالحاً تجاوز السبعين من عمره،
ضعف بصره، وكلَّت قواه.
انطلقنا في الطريق ومعي اثنان من أولادي،
قدمنا له القهوة وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث،
ثم سألني عن اسمي (ويبدو أن ابنه لم يخبره)،
لمّا أجبته عن اسمي:
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الأحمد،

فقال: من أيّ الأحمد؟ قلت: من بريدة،
ووالدي شهرته: «عبدالله بن أحمد»،

قال: ابن أحمد التاجر الذي في السوق؟!

الذي حباه الله طولاً ومبسماً و..و..و..؟!

قلت: نعم هو ذاك رحمه الله، فتلعثم بعباراته،

ثم اغرورقت عيناه بالدموع وبكى،

فأصابني أنا وأولادي الوجوم!




لمَّا هدأ قليلاً، رحَّب بنا وبالغ في الثناء،
ثم قال: ما أعظم هذا الرجل!
ثم أقسم بأنه لم يتركه ليلة من الليالي من الدعاء، والسبب في ذلك قصة حصلت له مع والدي

قبل نحو ٥٥ عاماً، إذ يقول:
«خرجت يوماً وقد أصابتني ضائقة مالية،

ولا أملك شيئاً، وأنا متزوج ولدي طفل وأمي،
فأصابنا الهم لقلة ذات اليد والطعام،

فلم أجد حلاً سوى التوجه لسوق (الجردة) وهو السوق التجاري لمدينة بريدة،
وفيه البيع والشراء وسوق الإبل والغنم والزل والطعام،

فلما وصلته تلفتُّ يميناً وشمالاً،

فلم يتيسر لي شيء أو عمل،
وجلست أدعو الله بالتيسير،
حينها رآني والدك جالساً مهموماً،

فسلَّم عليَّ ثم سألني: (عسى ما شر؟!)

فأجبته أبداً ما فيه إلا العافية،
فألحَّ علي فأخبرته بخبري فاهتم لي،

ثم قال: اتبعني! فتبعته،

فذهب لمبيعة الإبل والغنم
فاشترى لي بقرة بخمسين ريالاً،
وقال: خذها! فرفضت،
ثم بعد إلحاحه وافقت كسلفة لمدة عام»!.
يقول: «أخذتها فرحاً أكاد أطير وأدخلتها على أهلي، ففرحوا جداً بها وعلم الجيران
فكان أسعد خبر للجميع! هل تعلم لماذا؟
لأن البقرة في ذلك الوقت كأنك ملكت «بقالة كبيرة» فمن ملك بقرة أصبح غنياً عزيزاً،

نشرب حليبها ولبنها ونأكل زبدتها ورويبها،

عشت شهوراً وسعدتُ أنا وأهلي وجيراني،
وما أسرع العام مر، فغلبني الهم والضيق،
ولا يوجد عندي مال للسداد،

فقلت: لا أملك حلاً سوى جلبها للسوق وبيعها،
فذهبت للسوق وجلست أحرِّج عليها،
فمر بي والدك،

فسلّم وفرح يحسبني اغتنيت وهذه فوق حاجتي،

فسألني: فوقعت في حرج هل أخبره بالحقيقة؟
فعزمت على إخباره

بأنني عجزت عن توفير المبلغ للسداد،
ولا أملك غيرها لأبيعها لأسددك،

فتضايق من ذلك وأخرجني من السوق

ثم ذهب بي لدكانه وطلب دفتر الحساب فألغى ديني،
ثم قال لي: هي ملكك وتنازلت لك عن مالي،
بارك الله لك فيها،

متأسياً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله سرورتدخله على مسلم
أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً

أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة
أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً»،



يقول: فبكيت وأقبلتُ أقبّل رأسه شاكراً وداعياً».
يقول هذا الرجل الطيب الذي حدثني بقصته:

«ما زلت من ذلك الوقت حتى اليوم

أدعو لوالدك كل ليلة آخر الليل وكل جمعة،
فلقد كفاني همي وكشف كربتي -رحمه الله-».
تأثرت من قصة العم عبدالرحمن،
التي هي من قصص الوالد
التي يرويها محبوه ومزامنوه،
وهذا دلالة أن فعل المعروف تبقى مآثره
فضلاً عن أجره،
وأن البر بالناس لا يبلى

يدوم في قلوبهم وفي صحائف الأعمال،
وهذا شاهد واقعي لم تمحه عشرات السنين
من ذاكرة هذا الشيخ الكبير ولا من نبضات قلبه..




أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم
فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ
مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً
إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ
أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ
فلن يدومَ على الإنسان إِمكانُ







هيفولانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات