المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
دار قرار و إستقرار
الأخ / عبدالعزيز - الفقير إليالله دار قرار واستقرار بسم الله الرحمن الرحيم جعل الله وأعلم الأولين والآخرين والخلق أجمعين أن ختام النبيين وخاتم المرسلين والذي لا يرسل بعده رسول إلى يوم الدين هو سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين . لماذا أراد أن يعرفنا أنه آخر الرسل وأنه خاتم الأنبياء ؟ نحن نعلم أجمعين أن الرسل والأنبياء اختارهم الله لتبليغ رسالات السماء وحل مشكلات الأرض بوحي ونور من السماء في عصورهم وأزمانهم والقوم الذين أرسلوا لهم إذاً هذا يقتضي أن كل مشكلات الأرض الفردية والاجتماعية والسياسية والكونية والنفسية . كل مشكلات الأرض التي ظهرت أو لم تظهر إلى يوم الدين حلها مع مَنْ ؟ مع أمير الأنبياء والمرسلين وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ انظر إلى التعقيب : { وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } [ الأحزاب : 40 ] بمعنى : أن من يريد حلا لأي مشكلة أو لأي معضلة في نفسه أو في بيته في بلده أو في وطنه أو في أُمته ويريد حلا من الله هذا الحل عند رسول الله صلي الله عليه وسلم . لأن الله أوحى إليه بالحلول الناجعة للمشكلات التي حدثت في زمانه وينزل من قلبه ومن أنوار آيات كتاب الله على قلوب المقربين وأهل الخشية من العلماء العاملين والوارثين لنوره وعلمه ينزل لهم في قلوبهم حلاً لمشكلات أزمانهم ومجتمعاتهم إلى يوم الدين لكن لماذا لم تنزل الحلول كلها في زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ لأن المشكلة لا ينزل حلها أو لا يُفتح كنز حلها إلا إذا شاع أمرها { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ الإسراء : 82 ] لم يقل الله : أنزلنا وانتهى النزول ولكن قال :{ ونُنَزِّل } إذاً النزول مستمر نزول المعاني العلوية والعلوم التي وهبها للنبي العدنان ومما أجراه الله على يديه صلي الله عليه وسلم في إصلاح بني الإنسان الحلول الناجعة والنافعة لأهل الإسلام في كل زمان وفي كل مكان . لماذا نبحث نحن عن بيوت الخبرة الأمريكية والخبرة اليابانية والخبرة الألمانية ؟ ونبحث في علوم قوم يقول فيهم خالقهم والعالم بهم { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [ الروم : 7 ] إذاً هذه الحلول منقوصة أم حلول كاملة ؟ حلول منقوصة نحل بها المشاكل الدنيوية لكن توقع صاحبها في هموم وغموم لا نهاية لها إذا انتقل إلى الدار الأخروية لكن حلول الحبيب تحل مشاكل الدنيا وتسعد أهلها يوم الدين. نحن الآن نشتكي من قلة الزاد ومن ضيق الأرزاق ومن غلاء الأسعار ومن عدم توافر الوظائف للعاطلين من أبنائنا والعنوسة التي انتشرت في بناتنا وهؤلاء يخوفوننا حتى من الماء الذي أنزله الله يقولون : سيأتي عليكم يوم لن تجدوا فيه قطرة من الماء حتى قطرات المياه التي أنزلها خالق الأرض والسماء يخوفوننا بها . ونحن نريد أن نعيش في هذه الدنيا طيبين صالحين وفي نفس الوقت يكون لنا عند الله يوم الدين أجر الصالحين وسعادة المقربين فأين هذه المنازل ؟ { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [ النحل : 97 ] هذا الأمر في الدنيا ولكن أين الآخرة ؟ { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ النحل : 97 ] نحن نريد حلولاً مثل هذه : تجعلنا نعيش في الدنيا في عيشة طيبة وفي الآخرة في سعادة وارفة لا نريد حلولا تحل مشاكلنا في الدنيا ونجد أنفسنا في ورطة في الآخرة ويا خيبة من خسر يوم لقاء الله جل في علاه . نحن نعرف أن الدنيا دار والآخرة دار ولكن الدار التي بها القرار والاستقرار هي الدار الآخرة لذا فنحن نريد الحلول التي مثل حلول القرآن الحلول النبوية التي مشى عليها وأجراها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنتم تعلمون كلكم مهما يحدث لنا من مشاكل اقتصادية وضائقات مالية ومن حرق من مقاطعات عالمية ومن حروب كفرية وشركية كل ما يحدث لنا هذا لن يساوي ذرة مع ما حدث لسيدنا رسول الله وأصحابه الكرام . تركوا أهاليهم وهاجروا وأهل الشرك جردوهم فمن يهاجر يستولون على ما عنده إن كان تاجراً يأخذوا بضاعته وإن كان صاحب ماشية يأخذوا ماشيته وإن كان زارع يأخذوا زراعته ويُمنع من الخروج ومعه أي مال في يده أوفي جيبه وذهبوا كلهم إلى المدينة وقام اليهود بعمل مقاطعة كاملة لكل من في المدينة لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ولا يتاجرون معهم ولا يساعدونهم ولا يعاونونهم في حرب وتحزبوا وكَوَّنوا الأحزاب كما وصفهم الله في الكتاب لكن النبي علمهم وهذبهم وأدبهم كلما كثرت المصائب يقولون : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [ آل عمران : 173 ] فماذا كانت النتيجة ؟ { فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ } [ آل عمران : 174 ] فهل نستطيع أن نعيد الحال الذي كان عليه هؤلاء القوم ؟
سيرجع لنا إكرام الله إكراما لهؤلاء الأقوام إن بحثنا عن حل ثاني أو ثالث أو رابع ستبقى الهموم في القلب والأنكاد ممسكة بنا ولن ينتهي النكد ولا الهم ولا الغم من عندنا أبداً . فمن عنده مشكلة يريد حلها حل جذري هل يذهب ليقترض حتى يجد لها حلاً ؟ وهل هذا حل ؟ ليس هذا بحل ناهيك عن عدَّاد القرض الذي يعد عليه الفوائد . خادم الإسلام الفقير إلى الله عبد العزيز
|
|
|