صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 08-21-2013, 06:15 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ومتى تأملت شعر الشاعر البليغ
رأيت التفاوت في شعره على حسب الأحوال التي يتصرف فيها ،
فيأتي بالغاية في البراعة في معنى ، فإذا جاء إلى غيره قصر عنه ،
ووقف دونه ، وبان الاختلاف على شعره ،
ولذلك ضرب المثل بالذين سميتهم ،
لأنه لا خلاف في تقدّمهم في صنعة الشعر ،
ولا شك في تبريزهم في مذهب النظم .
فإذا كان الاختلال يتأتى في شعرهم ، لاختلاف ما يتصرفون فيه ،
استغنينا عن ذكر من هو دونهم ،
وكذلك يستغنى به عن تفصيل نحو هذا في الخطب و الرسائل و نحوها .
ثم نجد من الشعراء من يجوّد في الرجز ، ولا يمكنه نظم القصيد أصلاً ،
ومنهم من ينظم القصيد ، ولكن يقصر
[ تقصيراً عجيباً ، ويقع ذلك من رجزه موقعاً بعيداً ،
ومنهم من يبلغ في القصيدة الرتبة العالية ، ولا ينظم الرجز ، أو يقصر ]
فيه مهما تكلفه أو تعلمه .
ومن الناس من يجود في الكلام المرسل ،
فإذا أتى بالموزون قصر ونقص نقصاناً بيّناً، ومنهم من يوجد بضد ذلك.
وقد تأملنا نظم القرآن
فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه التي قدّمنا ذكرها ، على حدّ واحد ،
في حسن النظم ، و بديع التأليف و الرصف ، لا تفاوت فيه ،
ولا انحطاط عن المنزلة العليا ، ولا إسفاف فيه إلى الرتبة الدنيا ،
وكذلك قد تأملنا ما يتصرف إليه وجود الخطاب ،
ومن الآيات الطويلة والقصيرة،
فرأينا الإعجاز في جميعها على حدّ واحد لا يختلف .
وكذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر القصة الواحدة
[ تفاوتاً بيِّناً، ويختلف اختلافاً كبيراً .
ونظرنا القرآن فيما يعاد ذكره من القصة الواحدة ]
فرأينا غير مختلف ولا متفاوت ، بل هو على نهاية البلاغة وغاية البراعة ،
فعلمنا بذلك أنه مما لا يقدر عليه البشر،
لأن الذي يقدرون عليه قد بيّنا فيه التفاوت الكثير ،
عند التكرار وعند تباين الوجوه ، واختلاف الأسباب التي يتضمن .
4-ومعنى رابع :
وهو أن كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتاً بيّناً في الفصل والوصل ،
والعلوّ والنزول ، والتقريب والتبعيد ،
وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم ،
ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع .
ألا ترى أن كثيراً من الشعراء
قد وصف بالنقص عند التنقل من معنى إلى غيره ،
والخروج من باب إلى سواه .
حتى إن أهل الصنعة قد اتفقوا على تقصير البحتري ، مع جودة نظمه ،
وحسن وصفه ـ في الخروج من النسيب إلى المديح .
وأطبقوا على أنه لا يحسنه ، ولا يأتي فيه بشيء،
وإنما اتفق له ـ في مواضع معدودة ـ خروج يرتضي ، و تنقل يستحسن .
وكذلك يختلف سبيل غيره عند الخروج من شيء إلى شيء ،
والتحوّل من باب إلى باب .
ونحن نفصل بعد هذا و نفسر هذه الجملة ،
ونبين أن القرآن على اختلاف [ فنونه ]
وما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة و الطرق المختلفة ـ
يجعل المختلف كالمؤتلف ، والمتباين كالمتناسب ،
والمتنافر في الأفراد إلى حد الآحاد ، وهذا أمر عجيب ، تبين به الفصاحة ،
وتظهر به البلاغة ، و يخرج معه الكلام عن حد العادة ، و يتجاوز العرف .
5-ومعنى خامس :
وهو أن نظم القرآن وقع موقعاً في البلاغة يخرج عن عادة كلام
[ الجن ، كما يخرج عن عادة كلام الإنس ] .
فهم يعجزون عن الإتيان بمثله كعجزنا ، ويقصرون دونه كقصورنا .
وقد قال الله عزّ جلَّ :
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهَذَاالْقُرْآَنِ
لَا يَأْتُونَبِمِثْلِهِوَلَوْ كَانَبَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }
[ الإسراء : 88 ]
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات