[adnan]

الأخ الدكتور / نور المعداوى

عقلاء

المشكلة

أستاذة أميمة يمكن هتستغربى لو عرفتى أنى مسيحية

وأعجبنى جداً باب إفتح قلبك و كنت مترددة أبعت لحضرتك لكن أنا بجد مش

عارفة أعمل إيه قصتى معقدة شوية,,

أنا سندرا 23 عام فتاة مسيحية مصرية خريجة أداب فرنساوى أحببت شاب

مسلم بجنون وكنت مخطوبة لإبن عمى و تركته علشانه,

ومستعدة أعمل أى شىء علشانه حتى لو دخلت الإسلام,

لكن أنا عائلتى كبيرة وممكن تحصل له مشاكل بسببى وممكن يقتلوه,

وأنا خايفة عليه جداً جداً أكتر من روحى,وكمان حال البلد مش مستحمل

,وأهلى مش هيرضوا يزوجونى له وكل منا على دينه,

من فضلك يا أ.أميمة شاركينى وخليكى جانبى وقوليلى أعمل أيه؟

الحل

سندرا ..أهلاً بك حبيبتى نورتى الباب ,,

وتحياتى لعقلك الناضج الواعى لما تمر به بلدنا من أحداث وأوقات عصيبة,

إفهمينى جيداً يا سندرا,,

أنتى تريدين أن تغيرى دينك لمجرد أنكِ تعلقتى بشاب وأحببتيه,

بمعنى إن أتى يوم واختلفتى معه أو كرهتيه تركتى دينه وذهبتِ لدين

أخر,وهذا أمر مرفوض إطلاقاً,فأنا ضد أى شخص يغير دينه من أجل شخص

أخر, فلو أن هذا الشخص إقتنع بديانة غير ديانته تماماً دون تدخل حبيب

أو ضغط مادى أو حتى تهديد, فعليه أن يتعلم عن ذلك الدين الجديد

وإذا اقتنع تماماً فاليغير دينه لله وحده وليس لشخص, لكن أن تخرجى من

دينك لدين أخر بسبب تعلقك أو عشقك لشخص ما ,

فهذا أمر غير مقبول لأى عقل بأى منهجية دينية أياً كانت,

أما بالنسبة لمشكلتك يا سندرا ,فحاولى أن تتكلمى مع أحد عقلاء

عائلتك,على أن يكون غير متشدد ويؤخذ ويعتد برأيه فى العائلة..

إشرحى له وجهة نظرك,إشعريه بمدى حبك لهذا الشخص,

فإن رأيتِ منه بوادر الموافقة,قابليهم ببعض بعيداً عن أى مؤثر متشدد داخل

عائلتك واجعليه يتكلم معه باستفاضة,حتى يقوم ذلك العاقل بدوره بإقناع

باقى الأهل بزواجكما وكل منكما على دينه,فإن وصلتم لطريق مسدود فلن

يكون عليكِ وقتها إلا إستعمال العقل والإبتعاد عن هذا الشاب المسلم,

ولكنى حبيبتى الرقيقة أدعوكِ فى نفس الوقت أن تقرئى جيداً عن الإسلام

وتبحثى فى أيات القرآن الكريم وتقرئى جيداً فى الكتب المبسطة عن سيرة

نبينا وسيدنا محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ

فإن اقتنعتِ وأحببتِ الإسلام فمرحباً بكِ فى دين الله ـ تعالى ـ وقتها إلجأى

إلى علماء الدين الإسلامى بالأزهر الشريف المعروفين بالإعتدال

والإستقامة ليكونوا بجانبك ويحاولون أيضاً التوفيق بينك وبين أهلك,

ووقتها تستطيعين أن تكملى إرتباطك بهذا الشاب المسلم,

ولكن إن حدث وبعد أن تقرئى كثيراً وجيداً عن الإسلام و لم يدخل الإيمان

بالدين الإسلامى قلبك فأنصحك بالابتعاد عن ذلك الشاب نهائياً فأنا كما قلت

لكِ ألمس فيكى رجاحة العقل رغم صغر سنك,والدليل خوفك على بلدك فى

هذه الأوقات العصيبة المتشبعة بالفتن..

وأؤكد لكِ حبيبتى أننى بجوارك ولن أترككِ ووقتما تشائين التعلم فستجدين

أهل العلم, وأنصحك وأطمئنك ألا تخشى غير الله عز وجل ,

وأحب أن أطمئنك بأية من أيات الله فى القرأن الكريم ..

‏{ ‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ

وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏ }

‏[‏الطلاق‏:‏ 2- 3‏]‏

صدق الله العظيم.