المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى )
77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى ) صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================ الحمد لله مستحق الحمد بلا انقطاع ، و مستوجب الشكر بأقصى ما يستطاع ، الوهاب المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ، أحمده سبحانه و تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، فلا خير إلا و هو مصدره ، و لا فضل إلا منه أوله و آخره . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جميل العوائد ، و جزيل الفوائد ، هو أكرم مسؤول و أعظم مأمول ، سبحانه علام الغيوب و مفرّج الكروب ، و مجيب دعوة المضطر المكروب ، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ، الوافي في عهده ، و الصادق في وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة ، و البراهين الباهرة . صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و تابعيه ، صلاة تشرق إشراق البدور ، و تتردد مع أنفاس الصدور ، و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين . أمّـــا بـــعـــد : فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا و تُختَتَم ، و يُستجلَب به الخير و يُستَتَمّ ، الحثُّ على تقوى الإلهِ و خشيته في السرِّ و العلن ؛ فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح و نجَا ، و فازَ بما أمَّل و رجا ، و صدَر عن بهجةٍ و انشراح روح ، و نفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو و تَروح . أيّها المؤمنون ، لسنا في نجوًى عن القول : إنّ أمّتَنا الإسلاميّة العتيدة إنما شدَّت ركابها شطرَ المجد و العلياء و تسنَّمت قِمَم السؤدَدِ و الإباء و ساقت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة و المدنيّة ، و أفياءِ الأمن و الرّخاء و العدل ، ساعةَ استعصَمَت بالوحيَين الشريفين ، و استمسَكت بالهديَين النيِّرين ، و كانت مِلءَ سمعها و بصرها ، و مُفعَم روحِها و مُستَولَى مشاعرها ، سنّةُ نبيّها الغرّاء و سيرتُه و شمائِله صلى الله عليه و سلم . و يومَ أن انحرف بها المسار عن ذلك الهديِ المتلألئ ، دخلت الأمّةُ في َبابِ التبعيّة و الذيليّة و الوهَن ، و صارت مع التنافُر و التناثر في قَرَنٍ ، و الْتأمَتْ مع الأسَى و الهوان ، و أصبح الاستمساك بالكتاب و السنة عندها قائم على دعاوًى منَ الحبِّ زائفة ، يكاد عند التمحيص و التدقيق ، لا يبارِح الألسنة و الشِّفاه ، و ذلك من مكامنِ دائها ، فَدَاءُ الأمّة فيها ، و لو أنها اعتصَمَت بالكتاب و السنّة ما استفحَل داؤها و لتحقَّق دواؤها . إخوةَ الإيمان ، و لئن ازدَانَت الدنيا و ضَّاءةً خضراء منذ ما يربُو على أربعةَ عشر قرنًا من الزّمان ببعثة سيِّد الأنبياء صلى الله عليه و سلم ، و عطَّرت سيرته العبقةُ الأقطارَ بما تضمَّنته من حقائق المهابةِ و الجمال و الخشية ، و مسدَّدِ الحِكمةِ في الأقوالِ و الفِعال ، فإنَّ تلكم السيرةَ المشرقة الجبين ، المتلألِئة المُحَيَّا ، لا تزال تقف منادية و مناشدة : إليَّ إليَّ ، نهلاً و فهمًا ، و اقتِباسًا و إعتصاماً . معاشر المحبين ، إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى ، و الرسول المجتبى ، و الخاتم المقتَفَى صلواتُ الله عليه و آلِه و سلّم لهو حديثٌ عَذبُ المذاق ، مُجرٍ لدموع المآق ، بَلسَم لجفوة القلوب و لقَسوَتها تِرياق ، كيف لا و هو رسول الملِك العلام ، و حامِل ألوية العدلِ و السّلام ، و مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الانحطاطِ و الوثنية و الظلام إلى أنوار التوحيدِ و الإيمان و الوئام ؟! صلوات الله و سلامه عليه ما لاحت الأنوار ، و حنَّت إليه قلوب الأبرار ، نبيُّ المعجِزات ، و آخذُنا عن النار بالحُجُزات ، أمَنّ النّاس على كلِّ مسلم و مسلمة ، و أحقُّهم نَقلاً و عقلاً بالمحَبّة الصادقة و الطاعة التامة ، صاحِبُ المقامِ المحمود و اللِّواء المعقود و الحَوض المورود . صلوات ربي و سلامه عليه ، لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله و الانقيادِ له و حبِّه ، و من استكبر و استنكف هدم دينَه و اتُّهِم في لُبِّه ، يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه الشيخان : ( لا يؤمِن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه و ولده و والدِه و الناس أجمعين ) . تِلكم هي المحبّةُ الصادقة التي أفضَت إلى أصلِ الطّاعة و التسليم الذي دلَّ عليه قول الحقّ تبارك و تعالى : { فَلاَوَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ النساء:65 ] . أحبَّه مولاه و اجتبَاه ، و ميَّزه على سائر الخليقة و اصطفاه . فكم حَبَاه ربُّه و فضّله و خصّه سبحانه و خوَّله ، بأبي هو و أمي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام . أظهرُ الخليقَة بِشرًا و أُنسًا ، و أطيبُهم نَفَسًا و نفْسًا ، و أجملُهم وصفًا ، و أظهرهم لُطفًا ، لا يطوي عَن بَشَرٍ بِشْرَهُ ، و حاشاه أن يشافِهَ أحدًا بما يكره ، و البِشْرُ عنوان البشير ، صلّى الله عليه ما همَى رُكام و ما هَتن غَمام ، كان ذا رأفةٍ عامّة و شفَقَة سابغة ، أجملُ الناسِ ودًّا ، و أحسنُهم وفاءً و عهدًا ، تواضَعَ للناس و همُ الأتباع ، و خفض جناحه لهم و هو المتبوع المطَاع ، كان شديدَ الخوف و العبادة ، وافرَ الطاعة و القنوت ، يبذُل الرّغائب ، و يعين على الصروفِ و النوائب ، ما سئِل عن شيء فقال : لا ، و ما أعرض عن مسلم و لا جفا . فيا للهِ ، من ذا يستطيع أن يأتي بحديث منه ، يطفيء لوعة المحبين ، و يشفي غليل السامعين ، بل من ذا يستطيع أن يتفرَّد بوصفِ نبيٍّ نُزِّه عن النقائص و المثالب و كُرِّم ببديع الشمائل و الخصائص ؟! نبيٌّ تقيّ ، و رسول نقيٌّ ، زكَّى الباري لسانه فقال سبحانه : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى } [النجم:3] ، و زكَّى بصره فقال سبحانه : { مَا زَاغَ البَصَرُوَمَا طَغَى } [النجم:17] ، وزكَّى الكريم صدره فقال سبحانه : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [الشرح:1] ، وزكَّى العليم فؤادَه فقال سبحانه : { مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى } [النجم:11] ، [النجم:5] ، و زكّاه كلَّه فجاءت الشهادة الكبرى التي شرُف بها الوجود و انزَوَت لها كلُّ الحدود ، إذ يقول البَرّ الودود العلى الموجود سبحانه : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4] . خُلُق عظيمٌ اشتُقَّ من عظمة هذه الرسالةِ العالمية الإنسانية ، خُلُق ملؤه الرحمة و العدل ، و الفضيلة و القوّة ، و العزة و الرفق و الحكمة ، و كان شعاره و دثاره صلى عليه و ربى و سلم و على صحبه و آله : ( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق ) |
|
|