المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر
23 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الشكـــــر لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== ================================== الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع ، و مستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع ، الوهابُ المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ، لا خير إلا منه ، و لا فضل إلا من لدنه ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جميل العوائد، و جزيل الفوائد ، و أشهد أن سيدنا محمدًا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ، الوافي عهده ، الصادق وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة و البراهين الباهرة ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين . أمّــــا بعـــــد : فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتَّقوا الله رحمكم الله ، فلِلَّه درّ أقوامٍ اتَّقوا ، و تذكَّروا فأبصَروا ، و بادَروا بالأعمالِ الصالحات و شمّروا و ما قصَّروا ، الليلُ روح قلوبهم ، و الصّوم غذاءُ أبدانهم ، و الصِّدق عادَة ألسنتِهم ، و الموت نصب أعيُنهم ، بادَروا في الحِذار ، و سابَقوا إلى الخيرات بأيدي البِدَار ، صابِرون صادقون قانِتون و منفقون و مستغفِرون بالأسحار . معاشِرَ المسلمين ، الشكرُ عبادة عظيمةٌ و خلُق كريم ، الشكر نِصف الإيمان ، و الصَّبر نِصفه الثاني . الشكر من شُعَب الإيمان الجامعة ؛ و ذلكم أنَّ كثيرًا من شعَبِ الإيمان مردُّها إلى حقيقةِ الشّكر أو آثارِه أو مظاهِرِه ، بل إنَّ الصبرَ و الشكر يتقاسمَان الشعبَ كلَّها ، و في التنزيل العزيز : (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ <IMG width=14 height=14> [إبراهيم:5]. لقد أمَرَ الله بالشّكر و نهى عن ضدِّه : (( وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ <IMG width=14 height=14> [البقرة:152]، و أثنى علَى أهلِه ، و وصَفَ به خواصَّ خلقه ، و جعَلَه غايةَ خلقِه و أمرِه ، و وعَد أهلَه بأحسن جزائِه ، و جعله سببًا للمزيدِ من فضلِه و حَارسًا و حافظًا لنعمَتِه ، و أخبر أنّ أهلَه هم المنتفِعون بآياته ، بل أخبر أنّ أهلَه هم القليلون مِن عبادِه ، و اشتقَّ له اسمًا مِن أسمائه فسمّى نفسه شاكِرًا و شكورًا ، بل تفضَّل سبحانه و أنعَم فسمَّى الشاكرين مِن خلقه بهذين الاسمَين ، فأعطاهم مِن وصفه و سمّاهم باسمه ، و حَسبُك بهذا محبّةً للشاكرين و فَضلاً و منزلة . أيّها المسلمون، و حقيقةُ الشكر الاعترافُ بالإحسان و الفضلِ و النّعَم و ذِكرُها و التحدُّث بها و صَرفها فيما يحبّ ربُّها و يرضَى واهبها . شُكرُ العبد لربِّه بظهورِ أثَر نعمتِه عليه ، فتظهَر في القلب إيمانًا و اعترافًا و إِقرارًا ، و تظهَر في اللسان حمدًا و ثناء و تمجيدًا و تحدّثًا ، و تظهَر في الجوارح عبادةً و طاعة و استعمالاً في مَراضي الله و مُباحاتِه . عِباد الله ، إذا ما امتَلأ القلبُ شُكرًا و اعتِرافًا و رَصدًا للنّعَم ظهر ذلك نطقًا و لهجًا بذكر المحامِد ، و عليكم أن تتأمَّلوا كم جاءَ في السنة من أذكارِ الشكر و الحمد و الثناءِ على الله ربِّ العالمين في أحوالِ العبدِ كلِّها ؛ يَقظَةً و مَناما ، و أكلاً و شُربًا و لبسًا ، و دخولاً و خروجًا و ركوبًا ، و حَضرًا و سَفرًا ، بل في أحوال العبد كلِّها أفعالاً و أقوالاً . استعرِضوا على سبيلِ المثالِ : أوّلَ ما يستيقِظُ العبدُ من منامِه يبادر بهذا الذّكر الجميل الرقيق معلِنًا الاعترافَ بالفضل و النّعمة و الشّكر للمنعِم المتفضّل قائلاً : الحمد لله الذي عافاني في جسدِي و ردَّ عليَّ روحي و أذِن لي بذكرِه ، و يقول : اللّهمّ ما أصبح بي من نِعمة أو بأحدٍ مِن خلقك فمنك وحدَك لا شريكَ لك فلَك الحمد و لك الشكر ، في أذكارٍ رقيقة إيمانية كثيرةٍ من أذكار الصباح و المساء ، يختِمها إذا أوى إلى فراشه بقوله : الحمدُ لله الذي أطعَمَنا و سَقانا و كَفانا و آوانا ، فكم من لا كافي له و مؤوِي ، سبحانك ربَّنا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك ، نسألك أن تعينَنا على ذكرِك و شكرِك و حسن عبادتك . معاشِرَ الأحبَّة ، تُعرَف النّعَم بدَوامها ، و تعرَف بزوالها ، و تُعرف بمقارَنَتها بنظيراتها ، و تعرَف بمزيدِ التفكّر فيها ، كما تعرَف بتوافرِها و عظيمِ الانتفاع بها ، ولكن مَع الأسف كلِّ الأسف أنَّ الغفلةَ عن هذه النّعَم بل عن المنعِمِ بها سِمَة أكثرِ البشَر، وقَليلٌ من عبادِ الله الشاكرون. إنَّ نِعَم الله تحيطُ بالعبادِ مِن كلِّ جانب و من كلّ جِهة ؛ مِن فوقهم و من تحتِ أرجلِهم و عن أيمانهم و عَن شمائِلهم ، و كثرتُها و مظاهِر آثارِها لا تقَع تحت حَصرٍ ؛ في البرّ و البحر و الأرض و السّماء و النّفس و الناس ، (( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14> [الأعراف:10]، <IMG width=14 height=14> قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ <IMG width=14 height=14> [الملك:23]، <IMG width=14 height=14>وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ <IMG width=14 height=14> وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ <IMG width=14 height=14>فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ <IMG width=14 height=14> يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ <IMG width=14 height=14> [النحل:80-83]. عبادَ الله ، و أهلُ هذا الزمان أحدَث الله لهم من النّعَم و زاد لهم في الفضل و كاثر عليهم من الخيراتِ ما لم يكن في السابِقين من أسلافهم ، جُمِعت لهم النّعَمُ السابقة و النّعَم الحاضِرة ، و ما تأتي به المكتَشفات و المختَرعات و العلوم و المعارِف أعظمُ و أكبر في شؤون دنياهم كلِّها ؛ فتحٌ في العلومِ و المعارف و الآلاتِ و الأدوات ، تحسَّن بها أسبابُ المعاش ، و مع كلِّ هذا لا تجِد أكثرَهم شاكرين ، فَرِحين بما عِندهم من العِلم . مَعاشر الأحبَّة ، يجدُر بالعبد أن ينظُر و يتفكَّر في أسباب التَّقصير في الشّكرِ و الدّخول في دائرةِ كُفران النّعَم و الغفلةِ عنها و عدَم الإحساس بها و استحضارِ و جودها و النّظر في أثرِها ، فكثيرٌ مِنَ النّعَم لا يعرِفها الإنسان إلاّ حين يفقِدها كالمصباح لا تعرِف فَضلَه إلاَّ حين ينطفِئ ؛ و مِن أجلِ هذا فإنَّ رصدَ النّعَم و بذلَ الجُهد في تعدَادها و الإحاطة بما يمكِن الإحاطةُ به منها ممّا يبعِد عن الغفلةِ و النكران ، فيَعتَبِر بما عَرَف و أحصَى ؛ ليكتَشِف كثرَتَها و العَجزَ عن الإحاطةِ بها و إحصائِها ، و ربُّنا سبحانه عدَّد علينا جملةً من نِعَمه في موضعين من كتابه ثمّ قال : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا <IMG style="WIDTH: 14px; HEIGHT: 14px" width=14 height=14> [إبراهيم:34، النحل:18]، ممّا ينبِّه أنَّ علينا أن نبذُلَ ما نستطيع لتذكُّرِ نعمةِ ربّنا ؛ لعلَّنا نقوم بما نقدر عليه من الشّكر و البُعد عن الغفلةِ و النّكرانِ . و انظروا ـ رَحمكم الله ـ في بعضِ التأمُّلات ، فلو تأمَّل العبدُ في نعمةِ الإيمان و آثارِه لانتقَل إلى الأمنِ و السّكينة و البركَةِ و الرّاحة و الرِّضا و الصّلاح ، و لو تأمَّل في نعمةِ الصّحة و تشعُّبها و آثارها لانتقل إلى نِعمٍ لا حصرَ لها من سلامةِ الجوارح و العقلِ و القوَى و الحركة و المشي و العمَل و الأكل و الشرب و النّومِ والتعلُّم ، و لو كان سقيمًا لتكدَّر عليه ذلك كلُّه و أكثر منه . و مِن أسباب الغفلةِ عن الشكر نِسبةُ النّعمة إلى غيرِ مُورِدها و المنعِمِ بها ، فتَرَاه ينسِبها إلى نفسه : (( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي <IMG width=14 height=14> [القصص:78] و بسبب جِدِّي و اجتهادِي و كفاءَتي و صبرِي و كِفاحِي ، أو ينسِبها إلى أسبابِها و ينسَى مسبِّبَها و ربَّها ، ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ <IMG width=14 height=14> [النحل:53]. غَفَلوا فضَلّوا ، و ظنّوا أنَّ العلومَ و المهارات و الآلاتِ هي الموجِدة و المحدِثة ؛ ممّا أدَّى إلى قسوةٍ و غفلة ، بل أدَّى إلى نُشوبِ صراعاتٍ و حروب . غاب عن الغافِلين أنهم و ما يملِكون و ما يعلَمون و ما يعمَلون كلُّهم لله و مِنَ الله و بالله وحدَه لا شريكَ له ، لا يملِكون ضرًّا و لا نفعًا ، و لا يملكون موتًا و لا حياةً و لا نشورًا ، <IMG width=14 height=14>قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ <IMG width=14 height=14> [الملك:30]، (( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ <IMG width=14 height=14> [القصص:77]. و الأسبابُ لا يُنكَر أثرُها و لا الأخذُ بها ، و لكنّ المنكورَ الغفلةُ عن ربِّ الأرباب و مسبِّب الأسبابِ لا إلهَ إلا هو . يا عبادَ الله ، و مما يضعِف الشكرَ و يورِث القسوةَ و الغفلة و الجفاءَ أن يُبتلَى العبدُ بالنظر إلى ما عند غَيره و ينسَى ما عندَه أو يحتَقِرُ ما عنده و يتقالُّه ، (( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ <IMG width=14 height=14> [النساء:32]، و في الحديث : (( انظُروا إلى من هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فَوقَكم؛ فهو أجدَر أن لا تزدَروا نعمةَ الله عليكم )) . فحقٌّ على العبدِ أن يشتغلَ و ينصرف إلى ما أعطاه الله ، بل إلى مَا ابتلاه الله به منَ النّعَم و الفَضل ، (( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ <IMG width=14 height=14> [النمل:40]، <IMG width=14 height=14> ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ <IMG width=14 height=14> [التكاثر:8]، <IMG width=14 height=14> لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ <IMG width=14 height=14> [المائدة:48]. ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اختبروا أنفسَكم ، و استبشروا و اعملوا و اشكروا و افعَلوا الخيرَ وأَرُو الله من أنفسِكم خيرًا . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ <IMG width=14 height=14> وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ <IMG width=14 height=14> وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ <IMG width=14 height=14> [إبراهيم:32-34]. نفعنى الله وبارك لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله لا مانِعَ لما وهَب ، و لا واهب لما سلَب ، أحمده سبحانه و أشكره ، فطاعته أفضَل مكتَسَب ، و أشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له ، هو المرجوّ لكشف الشدائد و الكُرَب ، و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمَدًا عبد الله و رسوله الأسوَةُ و القدوة في كمال الخلُق و حسنِ الأدَب ، صلّى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي المقاماتِ و الرُّتَب ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المنقَلَب . أمّـــا بعــــد : فإنَّ من آثار الشّكر امتلاءَ القلب بالإيمانِ و الرّضا بالله سبحانه و الثّقةَ فيما عندَه و الشعورَ بالحياةِ الطيِّبة و سلامةَ القلبِ من الغلّ و الحسَد و ضيقِ الصدر و البُعدَ عن الاشتغال بعيوبِ النّاس و التّطلُّعِ إلى ما عِندهم و ما في أيديهم ، ناهيكم بالشعور بالعِزّة و القناعة و الكفايةِ والسلامة من الطّمَع و ذلّ الحِرص ، و من ثَمَّ تظهر الآثارُ في القبول عند الناس و حبِّهم و معرفةِ الدنيا و قدرِها و منزلتها ، بل يترقَّى الحال بالعبدِ الشكور إلى بلوغِ اليقين بالله و الرّضا بأقداره في رِزقِه و حُكمِه و حِكمته و تَفاوتِ الناس في أعمَالهم و كُسوبِهم ، بل تتجلَّى حِكمةُ الله البالغةُ في أنّه لم يجعَل مكاسبَ الناس و أعمالَهم خاضِعةً لمقاييسِ البشَر في ذكائِهم و علومِهم و سعيِهم . سبحانَك ربَّنا و بحمدك ، لا نحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسك ، اللّهمّ أعِنّا على ذكرِك و شكرِك و حُسن عبادتِك . ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، و اذكروه و اشكروه على نِعَمه يزِدكم . هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم صاحبِ الحوض و الشّفاعة ، و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ، كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ] و قال صلى الله عليه و سلم : (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت |
|
|