المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتي عيد الأضحى من المسجد الحرام : وصايا ربَّانية و نبويَّة عن الحج و عيد الأضحى
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبتي عيد الأضحى بعنوان: وصايا ربَّانية ونبويَّة عن الحج وعيد الأضحى والتي تحدَّث فيها بذِكر بعض الوصايا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن الحجِّ والأُضحية وما يمُنُّ الله به على عباده من عيد الأضحَى، وذكَّرَ ببعض السنن والواجبات وحذَّر من بعض المنهيَّات. إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونُثني عليه الخيرَ كلَّه، دِقَّه وجِلَّه، ونُوفِيه - سبحانه - من التعظيم كلَّه وأجلَّه. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً. اللهُ أكبرُ له الثناءُ مُؤرَّجًا وجميلاً، الله أكبرُ ما هتفَت به مُهَجُ الحَجيج وسبَّحتْه طويلاً، الله أكبرُ ما تطوَّفَ مُحرِمٌ بالبيت أو لبَّى صوبَه تبتيلاً، الله أكبرُ إنه العيدُ الذي حُشِدت به أهدَى الجُموع سبيلاً، الله أكبرُ ما أفاضَ المشعَر، الله أكبرُ ما تزاحَمَت الوفودُ وهي تستغفِر، الله أكبرُ ما رمَى الحَجيجُ وكبَّرُوا، الله أكبرُ ما حلَقَ الحَجيجُ وقصَّرُوا، الله أكبرُ ما نحَرَ الحَجيجُ الأضاحِيَ واستبشَرُوا، الله أكبرُ ما دموعُ الحَجيج على الوجَنَات تحدَّرُوا، الله أكبرُ ورجاؤُهم الثوابُ العظيمُ الأوفَرُ، الله أكبرُ والقلوبُ منهم ضارعةٌ لله تشكُرُ، الله أكبرُ وكلُّ الخير والبرِّ في هذا اليوم يُنشَرُ، الله أكبرُ إنه عيدُ الأضحَى المُبهِرُ، الله أكبرُ ما أتمَّ الحَجيجُ مناسِكَهم وتطهَّروا. اللهم ربَّنا .. لـك الـحـمـدُ يــا مَــن شُـكـرُنــا لــه يـقـصُــرُ وتــســمــعُ نــجــوانــا الــغـــداةَ وتُــبــصِـــرُ لـك الـحـمـدُ مـا طـافَ الـمُـلـبُّـون أو سـعَـوا ومــا هـلَّـلــوا فــي الـمـشـعَـرَيــن وكــبَّــرُوا لـك الـحـمـدُ مـا تـرضَـى لـك الـحـمـدُ دائـمًـا عـلـى الـنِّـعَــم الـكُـبــرى ومــا أنــت تـغـفِــرُ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له - سبحانه -، تفرَّد بالخلق علمًا وإيجادًا وإمدادًا وإسعادًا، شهادةً نزكُو بها دُنيا ونسمُو معادًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أبانَ شرائِعَ الدين فعمَّ الحقُّ والنورُ وسادا، وأنجدَ الله به الأُممَ من الضلال إنجادًا، اللهم فصلِّ وبارِك عليه وعلى آله الطيبين الطاهِرين قُدوة العالمين زكاءً ووِدادًا، غَيبًا وإشهادًا، وصحبِه الخِيَرة البرَرَة المُنافِحين عن الهُدى والرَّشاد لُيوثًا وآسادًا، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ البالِغين من السُّؤدَد أطوادًا، ومن علياءِ المجد آمادًا، ومن اقتفَى أثرَهم يرجُو من المنَّان توفيقًا وسدادًا، وسلَّم تسليمًا مُباركًا لا ينِي مُزدادًا. فيا أيها المسلمون في مشارِق الأرض ومغارِبها : إخوة الإيمان الكرام، حُجَّاج بيت الله الحرام ! خيرُ وصيَّة تُسدَى على الدَّوام تقوى الملكِ العلاَّم؛ فتقواه - سبحانه - بلسمُ النوائِبِ وتِرياقُها، ونورُ القلوبِ وائتِلاقُها { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ الحشر: 18 ] مـن يـتَّـقِ اللهَ فـي الأعـمـاقِ مُـتَّـجِـهًـا إلـى الإلــهِ سـيـرقَــى عـالــيَ الـرُّتَــبِ ويـنــهَــلَ الــحــقَّ شـــلاَّلاً بـخــافِــقِــه ويُـلـجِـمَ الـنـفـسَ إذعـانًـا لـمُـجـتـنَـبِ معاشر المُسلمين، وفودَ الحَجيج المُبارَكين : ها قد امتنَّ الله عليكم ببُلوغ هذا اليوم الأغرِّ الأطهر المُحجَّل الأزهر: يوم الحجِّ الأكبَر، يومٌ تهُبُّ نسائمُ عِطره من كلِّ الأبواب، وتتحقَّقُ فيه الأمانِي والرِّغابُ، فيه تُغفرُ السيئاتُ والذنوبُ، وتُمحَى الآثامُ والحُوبُ، وتُشرِقُ السُّبُل والدُّرُوب، وتطمئنُّ الجوارِحُ وتبتَهِجُ القلوب. في يومِكم هذا يومِ النَّحر تُسحُّ الدموعُ والعبَرات، وتُزخَرُ في النفوسِ أصدقُ العِبارات، وتُجهَرُ الضَّراعات والدعوات، وتُقالُ الهفَوَاتُ والعثَرَات، وتُرفعُ الدرجاتُ وتُنالُ الحسَنات، وتتنزَّلُ نفحَاتُ الإكرام من الملكِ العلاَّم على الحَجيج الكرام. فيا لَه من يومٍ عظيمِ القِرَى، أحاطَ بمواكِب أمِّ القُرَى، فطُوبَى لكم الحجُّ المبرور، والذنبُ المغفور، والسعيُ المشكور. طُوبَى لكم مُباهاة الملائكة من الكريم الغَفور. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون : ومن الشعائِر العُظمى والطاعات الكُبرى التي يُتقرَّبُ بها إلى المولَى - عز وجل في هذا يوم الأغرِّ، ويستوِي فيها الحُجَّاجُ والمُقِيمُون: شعيرةُ ذَبح الأضاحِي، وما فيها من الأجرِ العَميم، والاقتِداء بخَليل الله إبراهيم، ونبيِّ الله وحبيبِه محمدٍ الكريم - عليهما أفضلُ الصلاة والتسليم -. يقول - سبحانه -: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [ الصافات: 103- 107 ] وخُلِّدَت بذلك سُنَّةُ النَّحر في عيدِ الأضحَى، لتبقَى شامَةً غرَّاء على عظيمِ الاستِسلامِ والإيمان، وآيةً كُبرى في الإذعان لأوامرِ الواحدِ الديَّان { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [ الحج: 37 ]. أيها المسلمون، أيها المُضحُّون : ومن فِقه أحكام الأضاحي: كونُ ذبحها في الوقت المُحدَّد شرعًا؛ فلا يجوز ذبحُها قبل وقتِ صلاةِ العيد، لما ورد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إن أولَ ما نبدأُ في يومِنا هذا أن نُصلِّي، ثم نرجعُ فننحَر، فمن فعل ذلك فقد أصابَ سُنَّتنَا، ومن نَحَر قبل الصلاة فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله ليس من النُّسُك في شيء ) أخرجه البخاري ومسلم، واللفظُ له. وعن جُندب بن سفيان - رضي الله عنه - قال: صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ثم خطبَ ثم ذبَح، وقال: ( من ذبح قبل أن يُصلِّي فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبَح باسمِ الله ) أخرجه الشيخان. |
|
|