المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لم استخدم الله تعالى لفظ ألقيه
الأخت / الملكة نـــور لم استخدم الله تعالى لفظ ألقيه سؤال : في سورة طه عندما ذكر الله قصة أم موسى و ابنها نبي الله موسى عليه السلام قال : }إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ( 38 ) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ( 39 ){ السؤال هنا لم استخدم الله تعالى لفظ " ألقيه " و لم يقل " ضعيه" مثلا مع إن موسى عليه السلام كان رضيعا ؟ قام بالرد على السؤال : فضيلة الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الباحث في الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم : قال تعالى : } إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ { ( طه : 38- 39 ) قيل : المراد بالقذف في التابوت : الوضع فيه. والمراد بالقذف في اليم: الإلقاء فيه ؛ كما قال تعالى في آية أخرى : } فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ { ( القصص: 7 ) وقيل: يجوز أن يكون المراد بالقذف في الموضعين : الوضع . وعليه يكون معنى الآية : و اذكر يا موسى إذ أوحينا إلى أمك أن ضعيه في التابوت، فضعيه في اليم ، فليلقه اليم في الساحل .. هذا هو المشهور في كتب التفسير وحقيقة القول في ذلك : أولاً - أن الوضع في اللغة هو الإلقاء . يقال : وضع الشيء : ألقاه ، و وضعت المرأة ما في بطنها : ألقته ، و الفعل : وضع يضع وضعاً . و الموضع : محل إلقاء الشيء .. أما الإلقاء فهو رميك الشيء برفق و لين ، من أعلى إلى أسفل ، حيث تلقاه . أي : تراه . يقال : ألقى الشيء يلقيه إلقاء .. و أما القذف فهو رميك الشيء بقوة و عنف ، من غير مهلة ، حيث لا تلقاه . أي : لا تراه يقال : قذف الشيء يقذفه قذفًا . فهو أعم من الإلقاء ، و من الوضع . و الإلقاء أعم من الوضع . فكل قذف هو إلقاء و وضع ، وليس كل وضع و إلقاء بقذف . ثانيًا – و لكون القذف أعم من الإلقاء و الوضع ، أطلق على الوضع في التابوت وعلى الإلقاء في اليم ؛ لأن السياق يتطلب السرعة والقوة و الشدة : } إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ { فهنا إيحاء بالقذف في التابوت ، و بالقذف في اليم ، وهو أمر يتطلب السرعة و القوة و الشدة ؛ وذلك لإخفاء الرضيع وأمره على فرعون و جنوده . قال ابن عاشور: « القذف هنا مجاز عن المسارعة إلى الوضع ، من غير تمهل لشيء أصلاً إشارة إلى أنه فعل مضمون السلامة ، كيفما كان » . وهذا المعنى لا يصلح له فعل الوضع، ولا فعل الإلقاء، بخلاف الإيحاء بالإلقاء بالساحل : } فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ { فهذا لا يتطلب قوة ولا شدة و لا سرعة ؛ لأن الطفل الرضيع قد أصبح في مكان آمن بعد أن أصبح في اليم وكذلك هو خلاف الإلقاء في اليم في قوله تعالى : } وَ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ { ( القصص : 7 ) لأن خوف الأم على ابنها هنا لم يقع بعدُ ، وقد سبقه الإيحاء إليها بإرضاعه و لهذا قال تعالى هنا : فإذا خفت عليه فألقيه ، وقال هناك : فاقذفيه عقب الإيحاء مباشرة ، دون أن يسبق القذف شيء . ثالثًا – و مثل ذلك قوله تعالى : } وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب { (الأحزاب : 26 ) . و قوله تعالى : } سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ { ( آل عمران : 151 ) . استعير فعل القذف في الآية الأولى لحصول الرعب بسرعة في قلوبهم دفعة واحدة ، دون سابق تأمل ، و بلا سبب . و استعير فعل الإلقاء في الآية الثانية لجعل الرعب في قلوب الذين كفروا مستقبلاً ؛ و لهذا قال تعالى : سنلقي ، بالسين الدالة على المستقبل القريب ، و التأكيد بحصول الرعب في قلوب الذين كفروا . و لو قيل : سنقذف أو سنضع ، لكان خلفًا من الكلام ، لا يتناسب مع بلاغة القرآن و بيانه . |
|
|