صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-15-2013, 08:05 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل رضي الله تعالى عنه

الأخ / مصطفى آل حمد

الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل
رضي الله تعالى عنه
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا,
وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه,
وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه,
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه,
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم
إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
العداوة التي ورثها عكرمة بن أبي جهل عن أبيه لرسول الله والأذى
الذي لحق بالمسلمين من عكرمة
أيها الأخوة الأكارم,
مع بداية الدرس السابع والعشرين من دروس صحابة رسول الله رضوان
الله عليهم أجمعين، وصحابي اليوم سيدنا عكرمة بن أبي جهل .
أيها الأخوة الأكارم،
هذه القصة لها دلالات عظيمة، ومن أبرز دلالاتها أن أشدّ الناس عداوةً
إذا اهتدى إلى الله عز وجل يكون من أشدِّ الناس نصرة، والمؤمن
لا ييأس من أعداء الله، مهما تكن العداوة شديدة، ومهما يكن البُعدُ واسعاً
هذا العدو اللدود، وهذا الخصم العنيد، وهذا المقاتل في سبيل الطاغوت
إنسان لو اهتدى إلى الله سبحانه وتعالى لصار أقربَ الناس إليك
فلذلك هذه القصة تعطينا تفاؤلاً، ودلالةً عظيمةً في أن المؤمن يطمع حتى في أعدائه
وسوف ترون كيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بحكمته البالغة
ورحمته الواسعة، وعطفه الشديد، وبُعدِ نظره
كيف أنه صنع من ألدِّ أعدائه نصيراً وصحابياً؟ .
هذا الصحابي كان في أواخر العقد الثالث من عمره، فسِنّه
ما بين خمس وعشرين وثمانٍ وعشرين سنة، يوم صدع نبي الرحمة
بدعوى الهدى والحق، وكان من أكرم الناس حسباً، وأكثرهم مالاً،
وأعزهم نسباً، من علية القوم، ومن الفرسان، وكان جديراً أن يسلم
كما أسلم نظراؤُه، من أمثال سعد بن أبي وقاص، ومصعب بن عمير،
وغيرهما من أبناء البيوت المرموقة في مكة، لولا عنادُ أبيه،
فمَن هو أبوه؟
إنه أبو جهل، زعيم الضلال، وزعيم المناوأة والشرك، وزعيم القسوة،
وحتى أيامنا هذه إذا أردتَ أن تصف إنساناً بالقسوة والغلظة والبطش
وقسوة القلب تقول عنه: أبو جهل، هذه كلمة يستعملها الناس إلى يومنا هذا .
عكرمة بن أبي جهل وجد نفسه مدفوعاً بحكم زعامة أبيه إلى مناوأة
النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أكبر خطأ، أنْ يتحرك الإنسانُ بلا وعي،
وينطلق بلا هدف مع الناس، إن أحسنَ الناس أحسنتَ، وإن أساؤوا أسأت،
هذا هو التيار الجارف، إنها بلوى عامة، وهكذا المجتمع
وتقول الزوجة: هكذا زوجي يريد، أكبر غلط للإنسان أنْ ينساق مع
مَن حوله بلا وعي، يخاصم بلا سبب، ويناوئ بلا مبرر، ويرتكب
المعاصي بلا قناعة، ويقاتل من دون فهم، ويسالم من دون سبب وجيه،
هذا هو الإمعة، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يكون أحدُنا إمَّعة،
والإمّعة
هو الذي يقول: أنا مع الناس, إن أحسنوا أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأت
هكذا كلام العوام، هذا هو الجهل بعينه،
وهذا هو التخلف العقلي, هذا هو ضعف الشخصية .
عكرمة بن أبي جهل بحكم بيئته، وانسجاماً مع عداوة أبيه،
وانطلاقاً ممن حوله ناصب النبيَّ صلى الله عليه وسلم أشدّ العداوة، وآذى أصحابه
أفدحَ الإيذاء، وصب على الإسلام والمسلمين من النكال ما قرّتْ به عينُ أبيه
فقد قرَّت عينُ أبيه لشدة ما نال من أصحاب رسول الله
وما نكّل بهم، ولشدة ما ناصب النبيَّ صلى الله عليه وسلم من العداوة
والبغضاء والتجريح و الطعن .
هل تحققت رغبة أبو جهل يوم بدر وما هي النتيجة التي حصل عليها ؟
لما قاد أبوه معركة الشرك يوم بدر، وأقسم باللات والعزى ألاّ يعود
إلى مكة إلا بعد القضاء على الإسلام بهزيمة محمد صلى الله عليه وسلم .
أيها الأخوة الأكارم,
ياك أن تحتمي بغير الله، وأن تلوذ بغير الله، فما من عبد يعتصم بمخلوق
دوني أعرف ذلك من نيته إلا جعلتُ الأرض هوياً تحت قدميه
وقطعتُ أسباب السماء بين يديه .
فأبوه زعيم الشرك، قاد معركة الشرك، وأقسم باللات والعزى ألاّ يعود
إلى مكة إلا إذا هزم محمداً صلى الله عليه وسلم، ونزل ببدر
وأقام بها ثلاث ليالٍ ينحر الجُزُر، ويشرب الخمور ، وتعزف له القيان
بالمعازف، خمر على النساء، على الغناء، على قسم باللات والعزى
ليهزمنّ محمداً صلى الله عليه وسلم قبل أنْ يعود إلى مكة
لكن اللات والعزى لم يلبِّيان نداء أبي جهل، لأنهما لا يسمعان،
قال تعالى :
{ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }
(سورة فاطر الآية: 14)
هذه الآية رائعة جداً
في وصف أهل الشرك، وعلى فرض أنهم يسمعون فلا يستجيبون لكم,
فلم ينصراه في معركته لأنهما عاجزان، ولم يسمعاه لأنهما أصمّان،
فالويل لمَن يعتمد على أصمّ وعاجز، لكن الله سبحانه وتعالى أينما توجهتَ
إليه يسمعك، وحيثما أقبلتَ عليه يستجبْ لك، وهو على كل شيء قدير
لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، في معركة بدر خرَّ أبو جهل
الطاغية الكبير صريعًا، ورأى ابنُه عكرمةُ بعينه رماحَ المسلمين تنهل
من دمه، وسمعه بأذنيه وهو يطلق آخر صرخة انفرجت عنها شفتاه .
عاد عكرمة إلى مكة بعد أن خلف جثّةَ سيد كفار قريش في بدر
فقد أعجزته الهزيمة أنْ يظفرَ بجثة أبيه ليدفنها في مكة
تعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع هذه الجثث في قليب
أي في بئر، وناداها واحداً واحداً
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ:
( أنَّ النبيَّ قام على القليبِ الذي فيه أبو جهلٍ وأصحابُه ببدرٍ
بعد قتلِهم بثلاثِ ليالٍ فنادى : يا أبا جهلِ بنَ هشامٍ يا عتبةُ بنَ ربيعةَ
يا شيبةُ بنَ ربيعةَ يا أميةُ بنَ خلفٍ هل وجدتم ما وُعِدتم حقًّا ؟
فإني وجدتُ ما وعدني ربي حقًّا فخرج من أصحابِه من شاء اللهُ
أن يَخرُجَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ تناجي أقوامًا قد جَيَّفوا منذ ثلاثٍ ؟
فقال : ما أنتم بأسمعَ لما أقولُ منهم، إلا أنهم لا يستطيعونَ أن يُجيبوا )
ما هو الموقف الذي اتخذه عكرمة بعد وفاة أبيه ؟
أيها الأخوة
لكن بعد مقتل أبيه أخذ عكرمة موقفًا آخر، كان في بادئ الأمر يعادي
النبي صلى الله عليه وسلم حَميَّةً لأبيه، فأصبح يعاديه اليوم ثأراً لأبيه،
ومن هنا انبرى عكرمة ونفر ممَّن قُتِل آباؤُهم في بدر يؤجِّجون نار
العداوة في صدور المشركين على محمد صلى الله عليه وسلم,
حتى كانت موقعة أحد، فخرج عكرمة بن أبي جهل إلى أحد وأخرج معه
زوجته أمُّ حكيم، لتقف مع النسوة في بدر وراء الصفوف،
وتضرب معهنّ على الدفوف، تحريضاً لقريش على القتال
وتنديداً لفرسانها إذا حدثتهم أنفسهم بالفرار، خرج عكرمة بن أبي جهل،
وأخذ معه زوجته أم حكيم كي تكون الزوجة دافعًا لزوجها
في اقتحام الأخطار، ولإحراز النصر، لعل هذا النصر يكون ثأراً لموقعة بدر .
جعلت قريش على ميمنة الجيش خالد بن الوليد، وعلى ميسرته
عكرمة بن أبي جهل، وكان قائداً لامعاً جداً، وأبلى الفارسان المشركان
في ذلك اليوم بلاءً رجّح كفة قريش على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الذين عصوا أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وتحقق للمشركين النصرالكبير
مما جعل أبا سفيان يقول:
هذا يومٌ بيوم بدر
وفي يوم الخندق حاصر المشركون المدينة أياماً طويلة،
فنفذ صبر عكرمة بن أبي جهل، وضاق ذرعاً من الحصار
ونظر إلى مكان ضيق من الخندق، وأقحم جواده فاجتازه
ثم اجتازه وراءه بضعةُ نفر في أجرأ مغامرة
ذهب ضحيتها عمرُو بن عبد وُدٍّ العامري أمَّا هو فلم ينجُ إلا بالفرار .
ما هو الرأي الذي أجمعت عليه قريش ومن خالف هذا الرأي
ولماذا فر عكرمة إلى اليمن ؟
أيها الأخوة,
لكن العقدة في القصة يوم فتح مكة، في يوم الفتح رأت قريش ألاّ قَبَلَ
لها بمحمد صلى الله علي وسلم وأصحابه، فأجمعت على أن تُخلِيَ له
السبيل إلى مكة، وقد أعانها على اتخاذ قرارها هذا ما عرفته
من أن النبي عليه الصلاة والسلام أمَر قواده ألاّ يقاتلوا إلا مَن قاتلهم
من أهل مكة، لكن عكرمة بن أبي جهل، انظروا إلى عداوته وإلى إصراره على ذلك
وإلى شدة حقده وبغضه للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه،
لكن عكرمة بن أبي جهل ونفرٌ ممّن معه خرجوا على إجماع قريش،
وتصدَّوا للجيش الكبير، فهزمهم خالد بن الوليد، والذي أسلم قبل فتح مكة
بعام، هزمهم في معركة صغيرة، قُتِل فيها من قُتِل، ولاذ بالفرار من لاذ،
وكان في جملة الفارِّين عكرمة بي أبي جهل .
خرج عكرمة مِن مكة موطنه الذي نبت به، وبعد أن خضعت للمسلمين،
والنبي عليه الصلاة والسلام عفا عما سلف من قريش تجاهه
إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام استثنى منهم نفراً سمّاهم
بأسمائهم واحداً واحد، وأمر بقتلهم، وإنْ وُجِدوا تحت أستار الكعبة
منهم عكرمة، عفا عن كل أهل قريش غير فلان وفلان
وهؤلاء أمرَ بقتلهم، ولو تعلقوا بأستار الكعبة،
فأهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمَهم، وقد مَّر معنا من قَبلُ
قوله تعالى:
}مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ{
(سورة الزمر الآية: 37)
كانت عزَّتُه عليه الصلاة والسلام تقتضي أنْ يعاقب أعداءه
هكذا كانت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في طليعة هؤلاء النفر
الذين أهدر النبيُّ دمَهم، وأمر بقتلهم، ولو تعلّقوا بأستار الكعبة
عكرمةُ بن أبي جهل، عداوة ما بعدها عداوة،
تذكروا أول الدرس
فقد قلت: هذه القصة لها دلالة كبيرة، لأنّ أَلَدَّ أعداء المسلمين،
وأشدَّ خصومهم إذا اهتدى إلى الله يصبح أقرب الناس إليهم .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات