المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مثل عيسى عند الله تبارك وتعالى
الأخت / الملــــكة نور مثل عيسى عند الله تبارك و تعالى محمد إسماعيل عتوك قال الله تبارك و تعالى : } إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) { [ آل عمران: 59-60 ] أولاً - ذكر الله تبارك وتعالى هاتين الآيتين الكريمتين من سورة آل عمران في ضمن الآيات التي أنزلها في شأن النصارى ، لمَّا قدِم على النبي صلى الله عليه و سلم وفدٌ من نصارى نجران ، و ناظروه في المسيح - عليه السلام- و أنزل الله تعالى فيه ما أنزل ، فبين فيه قول الحق الذي اختلفت فيه اليهود ، و النصارى ؛ وذلك قوله تعالى : { ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ } [ مريم : 34] أما اليهود فقد ارتضوا الجريمة مركبًا ، فقتلوا أنفسهم ، و قتلوا الحق معهم ، و قالوا في المسيح : إنه ولِدَ - كما يولَد الناس - من ذكر و أنثى ، و إن ميلاده كان على فراش الإثم والفاحشة، مع قولهم لعنهم الله : إنه ساحرٌ و كذاب . و أما النصارى فقد قصُرَت مداركهم عن إدراك قدرة الله تعالى ، فلم تحتمل عقولهم تلك الحقيقة ، و هي أن الله تعالى قدير على كل شيء، يخلق ممَّا يشاء ، وكيف يشاء ما يشاء من يشاء ، فقالوا في المسيح: إنه ابْنُ الله ؛ كما قالت اليهود : عُزَيْرٌ بْنُ الله ، فردَّ الله تعالى عليهم قولهم ، و وبَّخهم على افترائهم و كذبهم بقوله : { ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [ التوبة : 30 ] و قالوا أيضًا : إن الله هو المسيح، تجسَّد بشرًا في جسد عذراء ، و إنه ثالث ثلاثة ، مع دعوة المسيح - عليه السلام - لهم إلى عبادة الله تعالى وحده ، وتحذيره لهم من الشرك وعواقبه الوخيمة . و إلى ذلك الإشارة بقوله سبحانه : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ(72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) } [ المائدة :72-73] و قد نهى الله تعالى النصارى عن الغلوِّ في دينهم ، و أن يقولوا على الله تعالى غير الحق ، وبين في أكثر من آية أن المسيح بن مريم رسول كغيره من الرسل ، خلقه بكلمة منه، وبنفحة من روحه ؛ كما خلق هذا الوجود كله بنور من نوره ، وفيض من فيضه ، فقال سبحانه : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً } [ النساء :171] و أقرب مثل لعيسى عند الله تعالى هو مثل آدم : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . [ آل عمران: 59 ] و العرب تضرب الأمثال لبيان ما خفيَ معناه ، ودقَّ إيضاحه. ولمَّا خفي سِرُّ ولادة عيسى - عليه السلام - من غير أب ؛ لأنه خالف المعروف ، ضرب الله تعالى له المثل بآدم الذي استقرَّ في الأذهان ، وعُلِمَ أنه خُلِقَ من غير أب ، و لا أمٍّ . ثانيًا - وقوله تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ } [ آل عمران: 59 ] مشبَّهٌ . و قوله : { كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ } [ آل عمران: 59 ] مشبَّه به . و لا بد من مشابهة معنوية بين من ضُرِبَ له المثل ، و من ضُرِبَ به من وجه واحد ، أو أكثر ، و لا يُشْترَط المشابهة بينهما في جميع الوجوه . و المعنى الذي وقعت فيه المشابهة بين آدم ، و عيسى- عليهما السلام – كونُ كل واحد منهما خلق من غير أب ؛ ولهذا صحَّ أن يكون كل واحد منهما طرفًا في تشبيه واحد أداته الكاف التي دلَّت على أن ما بينهما تشابهٌ في الخَلْق في أحد الوجوه . فالتشبيه بينهما واقع على أن المسيح خلق من غير أب ؛ كما خلق آدم من غير أب ، ولم يكن التشبيه واقع بينهما على أن المسيح خلق من تراب، فكان بينهما فرق من هذه الجهة. وإن كان قد شبِّه الأول بالثاني لكونه خلق من تراب ، فلأن خلقهما يرجع في الحقيقة إلى التراب. وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن سعد عن أبي هريرة ، قال : ( الناس ولد آدم، وآدمُ من تراب ) فإذا جاز ادعاء البُنُوة والإلهيَّة في عيسى لكونه مخلوقًا من غير أب ، فجواز ادِّعائها في آدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل . وإذا كان ذلك باطلاً، فدَعْواه في عيسى أشدُّ بطلانًا، وأظهر فسادًا ، لأنه خلق من غير أب، وآدم خلق من غير أب وأم . ومن هنا كان الغرض من التشبيه في هذا المثل هو إقامة الدليل والحجة على المحاجين بخلق عيسى عليه السلام من غير أب ، مع اعترافهم بخلق آدم من غير أب وأم، فشبه الغريب بالأغرب ، والبعيد بالأبعد. فإذا اعترف بالأغرب والأبعد، كان الاعتراف بالغريب والبعيد أولى ، و هذا يقتضي حسم النزاع . |
|
|