المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الشكر و فضل الشاكرين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله خطبتي الجمعة بعنوان : الشكر وفضل الشاكرين والتي تحدَّث فيها عن الشكر وفضلِه وأنه من أعمال القلوب ، وأنه يجب على كل مسلم شُكرَ الله في السرَّاء والضرَّاء، وذكرَ وسائلَ الشكر ومظاهره، مع ذكرِه لبعض نماذِج الشاكرين من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. الحمد لله، الحمد لله الولي الحميد، ذي العرش المجيد، الفعَّال لما يُريد، أحمده - سبحانه - وأشكرُه وعدَ الشاكرين بالمزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ الإخلاص والتوحيد ، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أفضلُ الأنبياء وأشرفُ العبيد، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله السادة الأطهار، وأصحابِه البرَرة الأخيار ذوي القول السديد والنهج الرشيد، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الوعيد، وسلَّم التسليمَ الكثيرَ المزيد . فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله - رحمكم الله -؛ فتقوى الله عليها المُعوَّل، وعليكم بما كان عليه السلفُ الصالحُ والصدرُ الأول، سارِعوا إلى مغفرة ربِّكم ومرضاته، وأجيبُوا داعِي ربِّكم إلى دار كرامتِه وجنَّاته. لك الحمدُ ربَّنا بالإسلام، ولك الحمدُ بالقرآن، ولك الحمدُ بالأهل والمال والمُعافاة. كبَتَّ عدوَّنا، وبسطْتَ رزقَنا، وأظهرتَ أمنَنا، وجمعتَ فُرقتَنا، وأحسنتَ مُعافاتَنا، ومن كل ما سألناك ربَّنا أعطيتَنا. فلك الحمدُ على ذلك كثيرًا، كما تُنعِمُ كثيرًا، لك الحمدُ بكل نعمةٍ أنعمتَ بها علينا في قديمٍ أو حديثٍ، أو سرٍّ أو علانيةٍ، أو خاصَّةٍ أو عامَّةٍ، أو حيٍّ أو ميِّتٍ، أو شاهدٍ أو غائبٍ. لك الحمدُ حتى ترضى، ولك الحمدُ إذا رضِيت، ولوجهِك الدائِم الباقي الحمدُ. فالحمدُ لله رب العالمين. معاشر المسلمين : خُلُقٌ عظيمٌ، ومقامٌ من مقامات العبادة كريم، أمرَ اللهُ به، ونهى عن ضدِّه، وأثنَى على أهلِه، ووصفَ به خواصَّ خلقِه، وجعلَه غايةَ خلقه وأمرِه. وعدَ أهلَه بأحسن جزائِه، وجعلَه سببًا للمزيد من فضلِه، وحارسًا لنعمه، وحافِظًا لآلائِه. أهلُه هم المُنتفِعون بآياته، اشتقَّ لهم اسمًا من أسمائِه، هم القليلون من عباده، وحسبُكم بهذا كلِّه فضلاً وشرفًا وعلوًّا إنه : "مقامُ الشكر وفضلُ الشاكرين" يا عباد الله يقول - عز َّ شأنه -: { وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ البقرة: 172 ] فلا يعبُده حقَّ عبادته إلا الشاكرون. ويقول - عزَّ شأنه -: { وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [ البقرة: 152 ] ويقول - جل وعلا -: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [ إبراهيم: 7 ] ويقول - عزَّ شأنه -: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [ سبأ: 13 ] عباد الله : الشكرُ أمرٌ مستقرٌّ في سُلوك المُتعبِّدين، ونهجٌ راسِخٌ في نفوس الصالحين ، تمتلِئُ به قلوبُهم، وتلهَجُ به ألسِنتُهم، ويظهرُ على جوارِحهم . وأولُ أنبياء الله نوحٌ - عليه السلام -، وصفَه ربُّه بقوله : { إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } [ الإسراء: 3 ] والخليلُ إبراهيم صاحب الملَّة الحنيفية قال فيه ربُّه: { شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ النحل: 121 ] ويقول سليمان - عليه السلام - وهو ينظرُ فيما خصَّه به ربُّه من نعمه وسخَّر له من مخلوقاتِه : { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [ النمل: 19 ] ويقول : { هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [ النمل: 40 ] ولقد حرِصَ أنبياءُ الله - عليهم السلام - على تذكير أقوامِهم بهذا المقام العظيم من مقامات العبودية؛ فها هو هودٌ - عليه السلام - يقول لقومه: { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ الأعراف: 69 ] ويقول صالحٌ - عليه السلام - وهو يُعدِّدُ على قومِه ما منحَه ربُّهم من مظاهر النِّعَم والقوة: { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [ الأعراف: 74 ] أما نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم – وهو الذي قد غفرَ الله له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخَّر، فيقومُ لربِّه من الليل حتى تتفطَّر قدماه، ويقول: ( أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟ ) |
|
|