صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-13-2013, 12:08 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي ماذا لو كنت أعمى



الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين

ماذا لو كنت أعمى
بقلم الأستاذ / عبدالله بالبيد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..
كان لي صديق عزيز، أعطاه الله صوتاً حسناً ولساناً ذاكراً ونفس طيبة،
كل من يجلس معه يحبه ويجله لاسيما وأن الله أعطاه روح الأنس والدعابة،
ولكن شاء الله أن يبتليه بمرض العمى، حيث ولد وهو أعمى ثم نشأ وترعرع
في كنف والديه ودرس وتعلم حتى كبر ولكن كان طول حياته لا يرى
إلا الظلام -عافانا الله وإياكم-،
كنت دائماً أتأمل في صاحبي وكيف يعيش حياته وهو أعمى،
بل إني أتأمله أكثر حينما أحضر لقاءً أو اجتماعاً مع بعض الزملاء ويكون
بيننا صاحبي فأرى من زملائي من يأتي والثاني يستقبله والآخر يقوم بواجب
الضيافة والآخر ممسك بجواله يرى الجديد فيه وبعضهم من يجهز الطعام
وهكذا.. كلٌ منا يفعل ما يشاء وحيداً دون مساعدة من أحد إلا صاحبي
لا يستطيع أن يفعل ما يفعلون إلا بوجود من يساعده أو يفعل بعض
ما يفعلون فيما يستطيع ولكن يفعله ببطء وحذر لئلا يؤذي نفسه أو يتعثر،
فلا يستطيع أن يأتي إلينا إلا بمساعدة ولا يذهب إلى أي مكان إلا ومعه
من يعاونه، حتى الاتصال بالجوال كم مرة قال لي: اتصل لي على فلان،
وكم مرة قال لي: اذهب بي إلى ذاك المكان، وهكذا هي حياته لا يستطيع
أن يفعل ما يريد إلا بوجود شخص يسانده ويعاونه.
حقيقة كنت دائماً أسأل نفسي وأقول:
" ماذا لو كنت مكانه كيف ستكون حياتي"
وأنت يا أيها القارئ الكريم اسأل نفسك
"ماذا لو كنت أعمى كيف ستكون حياتك"؟
اغمض عينيك لمدة دقيقة ماذا ترى؟ لا ترى إلا الظلام،،
حاول أن تسير لخطوات وأنت مغمض العينين،، لا أظن أنك ستتحمل،،
ماذا لو كنت هكذا طول حياتك لا ترى إلا الظلام،،، كيف ستكون حياتك،، ؟!
كيف تأكل وتشرب؟ كيف تقرأ وتكتب؟ كيف تهتدي للطريق؟.
الإنسان يفرح حينما يرى والديه ويأنس حينما يرى أولاده وأهله وأقاربه
ويبتهج حينما يرى المناظر الطبيعية الجميلة، بعينيه يرى الأشياء،،
وبناظريه يذهب ويعود،، وبهما يقرأ ويكتب ويتعلم،،
وبهما يهتدي للطريق ليلاً أو نهاراً،، وبهما يفعل ما يريد وما يشاء
دون حاجة لمساعدة من أحد،، ماذا لو خلقك الله أعمى كمثل صاحبي
لا تستطيع رؤية ما سبق كيف ستكون حياتك،،؟
كيف ستكون حياتك
حينما تتحدث مع والديك وتضحك معهم وتأنس بهم
ولكن لا تستطيع أن تراهم، وتتمنى أن تفعل أي شيء لخدمتهم وكسب
رضاهم ولكنك لا تستطيع لأنك أعمى،،؟!
كيف ستكون حياتك
حينما تجلس مع أهلك وإخوتك وأقاربك تضحك
معهم وتأنس بهم وتسمع أصواتهم،، ولكنك تتمنى رؤيتهم ولا تستطيع
لأنك أعمى،،؟!
كيف ستكون حياتك
حينما يراك صغارك ويفرحون بك وبقدومك وتضمهم إلى صدرك
وتضحك معهم وتقبلهم ويقبلونك،، ولكنك طول حياتك لا تستطيع رؤيتهم
ولا تعرف أشكالهم وألوانهم،، لأنك أعمى،،؟!
هب أن الله خلقك أعمى منذ الصغر كمثل صاحبي، وتسمع الصغار يلعبون
ويلهون ويضحكون وأنت جالس فريداً وحيداً حزيناً لا تستطيع فعل
ما يفعلون،،
كيف ستكون حياتك،،؟!
تأملت في صاحبي ثم تيقنت أنه في يوم من الأيام حينما كان صغيراً كان
الصغار يلعبون ويلهون،، وصاحبي كان يجلس في زاوية البيت وحيداً
يسمعهم يضحكون ويلعبون ويركضون ولكنه لا يستطيع فعل ما يفعلون،،
لأنه أعمى.
بل وتفكرت في والديه وكيف كانا ينظران إليه بنظرات الأسى والحزن والألم
حينما كانوا ينظرون إلى الصغار وهم يلعبون وابنهم لا يستطيع اللعب
معهم لأنه أعمى ولا يستطيعون هم فعل شيء،،
تخيل نفسك لو كنت مكانهم ولديك طفل ضرير وترى الصغار يلهون
ويضحكون ويلعبون وولدك في زاوية البيت ولا يستطيع فعل ما يفعلون،
ما أنت فاعل،،؟!
يقيناً لا تستطيع فعل شيء،، ولكن والله لتمنيت أن تفديه بعينيك
ولا تكون أنت ولا هو في مثل هذا الموقف.
صحيح أن هذا ابتلاء من الله سبحانه بحكمته وعدله وسيجازي من فقد
حبيبتيه بالجنة كما قال المصطفى عليه السلام، وفي الحديث الآخر :
( من يرد الله به خيراً يصب منه )
ولكن حتى تعلم يا محب مقدار هذه النعمة العظيمة الجليلة الثمينة
والتي أعطاك الله إياها دون ثمن، وبدون أن تتألم أو تتحسر،
ولم يجعلك الله في مثل هذا الموقف.
ولد أعمى قال لأمه يوماً متسائلاً:
يـا أمـي مـا شكل السماءُ وما الضياءُ وما القمر
بــجــمــالــهـا تـتـحـدثـون ولا أرى مـنـهـا أثـر
هــل هــذه الــدنـيـا ظـلام فـي ظـلام مـسـتـمـر
يـا أمـي مـدي يـديـك عـسـى يـزايـلني الضجر
أمـشـي أخـاف تـعـثـراً وسـط النهار أو السحر
لا أهتدي في السير إن طال الطريق وإن قصر
أمـشـي أحـاذر أن يـصـادفـنـي إذا أخطو خطر
والأرض عـنـدي يـستوي منها البسائط والحفر
عـكـازتـي هـي نـاظري هل في جماد من نظر
يـجـري الصغار ويلعبون ويرتعون ولا ضرر
وأنـا ضـريـر قـاعـد فـي عـقـر داري مـسـتـقر
الله يـلـطـف بـي ويـصـرف مـا أقاسي من كدر
ولكن الأم صمتت، وفي قلبها ألم وأسى وحسرة، ولم تستطع الإجابة،
وكذا حال الأبكم والأصم فهو وإن كان يرى ولكنه يتمنى أن يكون مثل بقية
الناس متحدثاً سميعاً،، واسأل نفسك ماذا لو كنت أبكماً أو أصماً
كيف ستكون حياتك،، ؟!
انظر يا أخي إلى التلفاز ثم أغلق صوته تماماً،، ماذا ترى،، ؟!
لا ترى إلا حركات دون أن تسمع شيئاً،، وهذا هو حال من لا يسمع فيما
لو كان صوت التلفاز عالياً.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات