المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
خطبة الاستسقاء من المسجد النبوى بعنوان :رفع البلاء بالافتقار إلى الله
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبة الاستسقاء من المسجد النبوى الشريف مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله خطبة الاستسقاء بعنوان: رفع البلاء بالافتقار إلى الله ، والتي تحدَّث فيها عن ابتلاءات الله تعالى لعبادِه، وكيفية رفعِها بالافتِقار والتذلُّل إلى الله تعالى، ومن هذه الابتلاءات: الجَدب والقَحط. الخطبة الحمدُ لله، الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا، دائمًا بدوامِ عزَّتِه وجلالِ وجهِه وعظيمِ سُلطانِه ومجدِه، نحمدُه تعالى وهو أهلُ الثَّناء والحمد، لا نستَقصِي نِعمَه، ولا نُحصِي ثناءً عليه، هو - سبحانه - كما أثنَى على نفسِه، والصلاةُ والسلامُ على عبدِه وخير خلقِه، صلاةً لا ينقَضِي مدَدُها، ولا ينتَهِي عدَدُها، ولا يبشَعُ مِنها مُردِّدُها. أما بعد: فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله - تبارك وتعالى -، قال الله - عزَّ وجل -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]. لله - سبحانه وتعالى - خزائِنُ السماوات والأرض، وكلُّ ما سِواه إليه يفتقِر، وإلى فضلِه وعطائِه مُحتاج، قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [المنافقون: 7]. خزائِنُه الملأى تفِيضُ بواسِعِ إنعامِه على الكَون، فتدُورُ الحياةُ طَوعًا لأمرَه وقُدرتِه. مرَّ إبراهيمُ بن أدهَم على رجُلٍ ينطِقُ وجهُه بالهمِّ والحُزن، فقال له إبراهيم: يا هذا! إنس أسألُك عن ثَلاثةٍ فأجِبنِي ، فقال له الرجُلُ: نعم، فقال له إبراهيم: أيجرِي في هذا الكَون شيءٌ لا يُريدُه الله؟ ، فقال له: لا، قال: أينقُصُ مِن أجَلِك لحظةً كتبَها الله لك في الحياة؟ ، قال: لا، قال: أينقُصُ رِزقك شيءٌ قدَّرَه الله؟ ، قال: لا، قال إبراهيمُ: فعلامَ الهمُّ إذًا؟ . تجلَّت رُبُوبيَّتُه وألوهيَّتُه في بسطِ الرِّزقِ وقبضِه، فعطاؤُه خير، ومنعُه حِكمة، يهَبُ ما يشاءُ لمَن يشاءُ كيف يشاء، ومتى شاء، هو الذي يبسُطُ الرِّزقَ لعبادِه، ويُوسّشعُ عليهم ببالِغ كرمِه وحِكمته، فيبتلِيهم بذلك على ما تقتَضِيه مشيئتُه، قال الله تعالى: { لوَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } [الحجر: 21]، وقال: { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الشورى: 12]. وهل يملِكُ الإنسانُ حِيلةً إذا انقطعَ الماء، وتوقَّف الحَرثُ سِوى اللُّجوء إلى خالِقِه، والافتِقار إليه؟! يبدُو الإنسانُ قويًّا، مع أنه ضعيفٌ في كل شُؤون حياتِه وشخصيَّته، قال الله تعالى: { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء: 28]. الافتِقارُ إلى الله هو إدراكُ العبد أنه كلَّه لله، نفسَه أهلَه مالَه علمَه، وأن يشهَدَ العبدُ في كل ذرَّةٍ مِن ذرَّاتِه الظاهرة والباطنة فاقةً تامَّةً إلى الله تعالى، وكلما كان العبدُ أعرفَ بالله كان أكثر افتِقارًا إليه، وقربًا مِنه. افتِقارُ المُسلم إلى الله هو الخُضوعُ والاعتِرافُ والتصديقُ بأن كل فضلٍ لله، وأن كل مِنَّةٍ مردُّها إليه، قال الله تعالى: { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [النمل: 60- 64]. وصلُّوا - عباد الله - على رسولِ الهُدى، على الهادي البشير مُحمدِ بن عبد الله. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركتَ إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين. اللهم اسقِنا الغيثَ، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا غيثًا مُغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا مُجلِّلًا طبَقًا، عامًّا عاجلًا غير آجِل، نافِعًا غير ضار، اللهم أغِثنا. اللهم سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرق، اللهم اسقِ عبادَك، اللهم اسقِ عبادَك، اللهم اسقِ عبادَك وبلادَك وبهائِمَك، وانشُر رحمتَك، وانشُر رحمتَك، وأحيِي بلدَك الميِّت. اللهم أنبِت لنا الزَّرع، اللهم أنبِت لنا الزَّرع، اللهم أنبِت لنا الزَّرع، وأدِرَّ لنا الضَّرع، واجعَل ما أنزلتَه علينا قوَّةً لنا على طاعتِك، وبلاغًا إلى حين. اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك. اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا، اللهم أرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا. اللهم اسقِنا الغيثَ، وآمِنَّا مِن الخَوف، ولا تُهلِكنا بالسِّنين، ولا تجعَلنا قانِطين. { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } [البقرة: 286] يا أرحم الراحمين. اللهم ارحَم الأطفالَ الرُّضَّع، والشيوخَ الرُّكَّع، والبهائِم الرُّتَّع، وارحَم الخلائِقَ أجمعين، برحمتِك يا أرحم الراحمين. اللهم اسقِنا الغيثَ يا رب العالمين، اللهم اسقِنا الغيثَ يا أرحم الراحمين. { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23]. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ. اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين. اللهم اغفِر لنا يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامَنا لما تُحبُّ وترضى، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين. إخوة الإسلام: اقلِبُوا أردِيَتَكم تأسِّيًا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وادعُوا اللهَ وأنتُم مُوقِنُون بالإجابة، وأكثِرُوا مِن الصلاةِ والصدقةِ والاستِغفار وصِلة الأرحام، ولا تبخَسُوا الناسَ أشياءَهم، واحفَظُوا الحُقوقَ. سُبحان ربِّك ربِّ العِزَّة عما يصِفُون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رب العالمين. |
|
|