صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2020, 02:55 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي شرح الدعاء (16)

من:الأخت / الملكة نور





شرح الدعاء (16)



(اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا
لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى
وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا
بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ،
وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،
اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ)([1]).

هذا الدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد؛ لما فيه من معانٍ
ومقاصد جليلة, ومطالب عالية في العقيدة والأخلاق والعبادات الظاهرة
والباطنة، ففيه:

1- توسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا.

2- وتفويض الأمور إلى اللَّه تعالى.

3- والتوكل عليه جل وعلا.

4- وسؤاله التوفيق إلى كمال العبودية من العبادات.

5 - وفيه سؤال أعلى نعيم الآخرة, وأعلى نعيم الدنيا,
وغير ذلك من المطالب المهمة.

وإنما تعظم فائدة هذا الدعاء، وغيره من الأدعية، في فهم معانيها، والتدبر
في دلالاتها, ومقاصدها النفيسة، والمجاهدة في تحصيل تحقيقها: قولاً،
وفعلاً، والإكثار منها في السؤال والطلب.

المفردات:

قوله: (القصد): التوسط والاعتدال .

قوله: (نعيماً لا ينفد): أي لا ينقطع ولا ينتهي.

قوله: (قرة عين لا تنقطع): ما تقرّ به العين من لذة وسرور.

قوله: (برد العيش): أصل البرد في الكلام: السهولة.

قوله: (خشيتك): خوف مقترن مع تعظيم.

قوله: (ضراء): عكس السراء, وهي الحال المضرة.

قوله: (فتنة): الاختبار والامتحان.

الشرح:

قوله: (اللَّهم بعلمك الغيب): الباء للاستعطاف والتذلّل, أي أنشدك بحق علمك
ما خفي على خلقك([2])، ولم يخف عليك مما استأثرت به, فيه تفويض العبد
أموره إلى اللَّه جل شأنه, وطلب الخيرة في أحواله، وشأنه منه جل وعلا,
وتوسلاً إليه سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء, وأحاط بكل شيء.

قوله: (وبقدرتك على الخلق): توسل لكمال قدرته النافذة على جميع
المخلوقات: إنسها، وجنّها، وملائكتها، وهذا توسل بصفة القدرة بعد صفة
العلم، أرجَى في قبول الدعاء واستجابته؛ لأن التوسل بأسماء اللَّه وصفاته
كما سبق مراراً هو أكبر الوسائل التي يرجى معها استجابة الدعاء.

(وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان:

النوع الأول: ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى,
وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه
تعالى بغير تردد، ولا تعليم بالعلم بالمصلحة؛ لأنه خير محض.

النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا، كالموت والحياة، والغنى
والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدنيا التي يجهل عواقبها، فهذه لا
ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد؛ لأن العبد جاهل بعواقب
الأمور، وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين معاً؛ فإنه لما سأل الموت
والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرة لعبده, ولما سأل الخشية
وما بعدها مما هو خير صرف جزم به، ولم يقيّده بشيء)([3]).

ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء، ما يدعو به؛ لأنه يدعو رب
الأرض والسموات، فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني،
وأنبل الأماني.

قوله: (أحيني ما علمت الحياة خيراً لي):
أسألك بأن تحيني حياة طيبة، بأن يغلب خيري على شرّي, بأن أتمسك
بشريعتك، متبعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم إذا كانت الحياة خيراً لي,
وفي هذا تفويض كامل للَّه تعالى, وتقديم اختياره تعالى على اختيار نفسه,
لعجزه، وضعف اختيار العبد لنفسه، فهو عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع
مضارّه إلا بما أعانه اللَّه عليه، ويَسَّره له, وفيه كذلك حسن الظن باللَّه جل
وعلا بكمال أفعاله، وصفاته المقترنة بكمال الحكمة والعلم والعدل.

قوله: (وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي):
بأن تغلب سيئاتي على حسناتي, بأن تقع الفتن والفساد والشر في الدين، ففي
هذه الحال يكون الموت خيراً لما فيه من الراحة للمؤمن، والسلامة من
البلايا؛ ولهذا جاء النهي في السنة عن تمني الموت لضُر نزل بالعبد لجهله
بالعواقب، ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ
يَسْتَعْتِبُ)([4]). أي علّة النهي عن تمني الموت بأن العبد إن كان محسناً
فحياته يرجى أن يزداد بها إحساناً، وإن كان مسيئاً فإنه يسترضي
اللَّه بالإقلاع عن الذنوب، وطلب المغفرة.


([1]) النسائي، كتاب السهو، نوع آخر، برقم 1305، والسنن الكبرى له،
1/ 387، وأحمد، 30/265، برقم 18325، وابن حبان، 5/ 304،
وأبو يعلى، 3/ 195، والحاكم، 1/ 425، وابن أبي شيبة، 10/ 264،
وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/280، برقم 1304،
وفي صحيح الجامع، برقم 1301.

([2]) العلم الهيب، 311 .

([3]) مجموع رسائل ابن رجب : 1 / 164 .

([4]) صحيح البخاري، كتاب التمني، باب ما يُكره
من التمني، برقم 7235.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات