صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-24-2011, 12:46 PM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي حواربين العشماوي و فتاة اعترضت على تفضيل الرجال

حواربين العشماوي و فتاة اعترضت على تفضيل الرجال

كنتُ مستغرقاً في قراءة كتاب " العقلانية هداية أم غواية " للأستاذ عبد السلام بسيوني
أتتبع باهتمام ما أورده من آراء و أقوال لبعض من أُصيبوا بلوثة العقلانية المعاصرة ..
و إني لمرتحل مع الكتاب رحلة ذهنية صرفتني عما حولي

إذ رن الهاتف الذي كان صامتاً ،
كان رنينه أقوى من المعتاد أو أنني ظننته هكذا في لحظتها

و رفعتُ سماعته و بادرتُ المتحدث بالسلام
فرد عليّ السلام صوتٌ رقيق بدا لي من نبراته أنه يحمل قدراً كبيراً من الجرأة .


قالت : أنت فلان ؟؟
قلتُ : نعم .
قالت : هل أنت مستعد للحديث معي ؟؟
إني أريد سؤالك عن أمرٍ شغل بالي .
.
قلتُ لها : إن كان سؤالكِ متعلقاً بفتوى أو قضية فقهية ،
فعليكِ بالمتخصصين في هذا المجال .


قالت : كلا .. إنها قضية عامة ، لها علاقة بالدين و لكني أود أن أسمع رأيك فيها ،
لقد كلمتُ عالماً قبل أيام فما إن طرحتُ عليه السؤال
حتى قرعني بكلام فيه قسوة شديدة ثم وضع سماعة الهاتف .
قلتُ : يبدو أن طرحكِ كان مستفزاً .

قالت : و إن كان كما قلتَ ، أليس من حقنا عليكم أن تسمعوا منا ،
و أن تجيبوا عن أسئلتنا بهدوء ؟؟

قلتُ لها : لكِ ذلك مني ، فهاتِ ما لديكِ ..
قالت : أنا أرى أن نصيب الرجال من الحياة أكبر من نصيب النساء ،
للرجل كل شيء أبي في منزلنا هو الذي يصرف الأمور ..
أما والدتي فلا يتجاوز رأيها حدود المطبخ
بل إن أبي يتدخل في هذا الأمر أيضاً فيفرض علينا صنفاً من الطعام لا نريده ،
و قد انتقلت العدوى إلى أخواني فهم يتسلطون علينا و يفعلون ما يشاءون
يخرجون متى أرادوا ، و يعودون متى أرادوا ،،
و أنا و أخواتي نعيش على هامش الحياة في منزلنا .

صدقني لقد ألغيتُ فكرة الزواج تماماً من تفكيري ،
فأنا لستُ مستعدة لوضع القيد على عنقي !!


أسألك بالله هل يصح هذا ؟؟
لماذا لا يكون لنا ما للرجال من حرية التصرف ؟؟
لماذا هذا الانغلاق ؟؟

أنا أريد أن أخرج متى أشاء ، و أن أقضي حاجاتي بنفسي ،
و أن أتخلص من هذا الكابوس الذي يلاحقني ، ألا و هو ( الرجل ) !!


أليست النساء شقائق الرجال – كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام - ؟؟
لماذا لا يتحقق هذا المعنى ، لماذا لا أُعطى حريتي كاملة كما أُعطيها أخي ؟؟
إنكم تقولون : بأن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ، فأين هذه الحقوق ؟؟
لماذا يُفضل الرجل على المرأة ،

و ينال من إيجابيات الحياة ما لا تناله المرأة ؟؟
أنا واثقة من نفسي .. يمكن أن أخرج و ألاقي الرجال دون أن تهتز شخصيتي ،
فلماذا لا يثق بي أبي و أخواني ؟؟



كانت تتحدث بانفعال ، و حمدتُ الله أن بيني و بينها مسافات طويلة ،
و إلا لربما نالني من وهج حديثها ما أكره

قلتُ لها : هوني عليكِ ، و هدئي من روعكِ ،
إن الأمر واضح لمن يريد الحق ، المسألة لا تستحق كل هذا الانفعال .

قاطعتني قائلة : لأنك لا تصطلي بما أصطلي به ،
و لأنك رجل فالأمر في صالحك ، لكم القوامة علينا ،
فالقضية هينة مادمتم تأخذون كل شيء و لا تدعون لنا شيئاً .

قلتُ لها : هل يمكن أن تسمعي مني كما سمعتُ منكِ ؟؟
قالتْ : لهذا اتصلت بك .

قلتُ لها : إن النساء شقائق الرجال ، و للمرأة قيمتها و مكانتها في ديننا ،
و إن المشكلة في تصرف بعض الرجال ممن يفهمون القوامة فهماً
قائماً على التسلط و إلغاء شخصية المرأة ،
و هذا لا يجوز .


قالت : إن الدين قد جعلنا في الدرجة الثانية بعد الرجال فلماذا ؟؟
قلتُ لها :أنتِ كما يبدو فتاةٌ مؤمنةٌ بدينكِ ، هكذا أحسبكِ ،
فهل هذا صحيح ؟؟


قالت : نعم ، و لله الحمد لكنني مازلتُ حائرة
أمام هذا التفضيل للرجل على المرأة في كل شيء
حتى في الميراث ، حتى في الشهادة ( رجل و امرأتان )
هذا ما يجعلني أتوقف !


قلتُ لها عفواً لا تخلطي الأمر أنا أريد أن أناقشكِ و أبيّن لكِ ما أفهم في هذا الأمر ،
و لابد من معرفة مدى عمق إيمانكِ بدينك حتى يكون النقاش مثمراً .

قالت : أنا مؤمنة بديني و الحمد لله .

قلتُ : إذن لا تسقطي مواقف الناس الخاطئة على الدين و لا تخلطي بين الأمور
أما حقوقك فهي محفوظة في الإسلام ،
و لا يفرط فيها إلا صاحب هوى ،
لكِ حق التفكير و التعلم ،
و لكِ حق الملكية الخاصة ،
و لكِ حرية مقررة في الإسلام بضوابطها المعروفة في اختيار الزوج ،
و لكِ حق المناقشة و الاختلاف في الرأي

هذه مسائل واضحة في ديننا ،
و هنالك أمور محددة فضل الله بها الرجال على النساء
لحكمة عظيمة يعلمها الله و يظهر أثرها في حياة البشر .

إذا أردتِ أن تنالي حقوقكِ المشروعة فلا تخلطي بين الأمور
خلطاً يلتبس فيه الحق بالباطل ،
فهنا مكمن الخطورة في دعاوى تحرير المرأة في زماننا هذا .


قالتْ : ألسنا بشراً ، ألسنا كالرجال من أبناء آدم و حواء فلماذا التفريق ؟؟
قلتُ لها : أرجو ألا يشتط بك جموح العاطفة و سورة الغضب ،
فتقولي ما لا يُرضي الله ،
التفريق بين المرأة و الرجل وارد في الإسلام ، لكنه محدد المعالم ،
إن هذا التفريق هو الذي يضمن للحياة
البشرية الاستقرار و الصلاح .



أسألكِ عن نفسك ،،
هل قدرتكِ البدنية كقدرة أخيكِ ؟؟
هل عاطفتكِ كعاطفته ؟؟
هل استعدادكِ لخوض غمار الحياة بكل نواحيها كاستعداده ؟؟

قالتْ : كأنك الآن تحكم علي بالخطأ حكماً كلياً

قلتُ لها : كلا .. أنتِ أخطأتِ في تجاوزكِ الحد في القضية ..
ما دمتِ مؤمنة بالله ، فاعلمي أن من كمال الإيمان التسليم بما فرض و قدر .


و فيما فرض الله و قدر ما يحفظ لكِ حقوقكِ المشروعة كاملة .
أبوكِ ليس على حق في إلغائه شخصية والدتكِ – على حسب قولكِ -
إن سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام تؤكد لنا قيمة رأي المرأة
في المجتمع المسلم و الأسرة المسلمة ،
و تعطينا دلائل واضحة على قدرٍمن الحرية كبير تتمتع به المرأة في الإسلام .

و لكن المرأة مُطالبة بالوقوف عند ما شرع الله لها فلا تتجاوزه إلى ما يخص الرجل ،
لأن في هذا التجاوز ما يضر بهما معاً ، و بالأسرة و المجتمع و الأمة .

إن لكِ الحق أن تعترضي على من يحاول مصادرة كل ما تستحقين
اعتراضاً قائماً على الوعي بحقوقك المشروعة,

ولكنّ الواجب عليك أن ترضي بما فرض الله عليكِ مقابل ذلك وتسلِّمي تسليماً.
وأود أن أذكِّرك بقول الله تعالى في سورة النساء:

(ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعضٍ
للرجال نصيبُ مّمّا اكتسبوا وللنساء نصيب مّمّا اكتسبن
واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيٍء عليماً)


هل تعرفين معنى هذه الآية, وفيمن نزلت؟
قالت: لا أكتمك أنني أسمعها الآن وكأني أسمعها لأول مرة .
أعترف بتقصيري في قراءة القرآن .

قلت لها: لماذا هذا الإهمال, إني أعجب من هذه السلبية ؟

صدقيني لو أنك تقضين جزءاً من وقتك في قراءة القرآن و شيء من تفسيره ،
و في قراءة السيرة النبوية ، وسيرة النساء الفضليات من الصحابيات وغيرهن ،
لما نشأت عندك هذه الأسئلة المضطربة التي شغلت بالك واستأثرت بجهدك.


اسمحي لي أن أسألك : كيف يطالب الإنسان بحقوق هولا يعرفها ؟؟


و سكتُ و سكتت سماعة الهاتف ، حتى ظننتُ أنها قد أُغلقتْ ..
و لكنها قالت و قد بدا صوتها مشوباً بشيء من الندم – أو هذا ما تخيلته في حينها -

قالت: أنت على حق في هذا فما معنى الآية ؟
قلت لها: يُروي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو , ولنا نصف الميراث ,

فأنزل الله الآية ( و لا تتمنوا ما فضل به بعضكم على بعض )
ثم أنزل الله قوله في سورة آل عمران
( إني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى )

و يُروى أن امرأةً أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله , للذكر مثل حظ الأ نثيين ,
وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا
إن فعلت المرأة حسنة كُتبت لها نصف حسنة؟
فأنزل الله هذه الآية
(ولا تتمنوا...).


و يُروى أن رجالاً قالوا :
إنا نريد أن يكون لنا من الأجر الضعف على أجر النساء
كما لنا في السهام سهمان ،


و قالت النساء ، إنا نريد أن يكون لنا أجر مثل أجر الشهداء
فإنا نستطيع أن نقاتل و لو كُتب علينا القتال لقتالنا ،
فأبى الله ذلك و نزلت الآية ( و لا تتمنوا .... )



أرأيتِ أيتها الأخت الكريمة ،
إن الأسئلة التي خطرتْ ببالكِ خطرتْ ببال أم سلمة و غيرها من النساء
فأنزل الله ما أنزل و رضيتْ أم سلمة بما أنزل الله .


أتدرين ما الفرق بينك و بين أم سلمة ؟؟

أن أم سلمة سألتْ حرصاً على الأجر " أجر الشهادة "
أما أنتِ فحرصاً على خوض غمار الحياة كما يخوضها الرجال ،
و شتان بين الهدفين .


يا ترى هل اتضحت القضية في ذهنكِ ؟؟
قالت بصوت مضطرب : و الحل ؟؟

قلت لها : اكسري حاجز التردد و تزوجي ممن يخاف الله و يعطيكِ حقوقكِ المشروعة .
قالت : و من أين لي بمعرفة حقيقة من يتقدم لخطبتي ؟؟

قلتُ لها : تحري الأمر ، و استخيري و استشيري ،
و توكلي على الله .



قالت : و حريتي و طموحي ؟؟

قلتُ لها : حريتك محفوظة ، و طموحكِ يمكن أن يتحقق ..
المهم أن تكوني على معرفة دقيقة بما تستحقين .
إنكن " شقائق الرجال "
و إن من كمال شخصية المرأة المسلمة أن تعرف معنى هذه الكلمة

و أن تدرك أبعادها و حدودها .


و أغلقت سماعة الهاتف ، و ظللتُ في مكاني أستعيدُ ما قالت الفتاة
و أعجب من حال بعض الآباء الذين لا يراعون شرع الله في منازلهم ،
و ينسون أنهم يفتحون بقسوتهم الجامحة أبواباً للشيطان .
و تذكرتُ قول الرسول صلى الله عليه و سلم
" خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي "
فتمنيتُ لو أن هذا الحديث يُنقش على واجهة كل بيت .



==============
انتهتْ القصة
نقلتها لكم الاخت فجر الامل من كتاب ( لا تغضب )
لمؤلفه د . عبد الرحمن بن صالح العشماوي .


اختكم /هيفولا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




التعديل الأخير تم بواسطة هيفولا ; 02-29-2012 الساعة 08:28 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات