المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
22 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الثبات على الطاعة
22 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الثبات على الطاعة و التى القاها فى الجمعة الأولى من شوال لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب ================================================== =================================== إن الحمد لله ، نحمده تعالى و نستعينه و نستغفره و نستهديه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد ان لا إلهَ الا الله وحده لا شريك له ، و أشهد ان سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، أمام المتقين و قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم ، صلى الله و سلم و بارك عليه وعلى آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين. أما بعـــــــــد : فاتقوا الله معاشر المسلمين ، وراقبوه في السر و العلن ، و أعبدوه كأنكم ترونه ، فإن لم تكونوا ترونه فإنه يراكم ، (( وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى ٱلسَّـٰجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ )) [ الشعراء:217-220 ] . عباد الله ، إن في كرِّ الأيام و الليالي لعبرةً ، و الأيام تمر مرَّ السحاب ، عشيةٌ تمضي ، و تأتي بكرة ، و حساب يأتي على مثقال الذرة ، و الناس برُمَّتهم منذ خُلقوا لم يزالوا مسافرين ، و ليس لهم حطٌّ عن رحالهم إلا في الجنة أو في السعير ، ألا و إن سرعة حركة الليل و النهار لتؤكِّد تقارب الزمان الذي هو من أشراط الساعة كما صحَّ بذلكم الخبر عن الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه عليه . و هذا كله – عباد الله – يُعدُّ فرصةً عظمى لإيقاظ ذوي الفطن و أصحاب الحجى ، لفعل الخير ، و التوبة النصوح ، و إسداء المعروف ، و ترك ما يشين ، (( وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً )) [ الفرقان:62 ] . لقد ظل المسلمون جميعاً شهراً كاملاً ينالون من نفحات ربهم ، و يورون الله من أنفسهم متقلِّبين في ذلك بين دعاء و صلاة و ذكر و صدقة و تلاوةٍ للقرآن ، ولكن سرعان ما انقضت الأيام ، و تلاشت الذكريات ، و كأنها أوراق الخريف عصفت بها الريح على أمر قد قدر ، و إلى الله المصير . أيها المسلمون ، إن من يقارن أحوال الناس في رمضان و بعد رمضان ليأخذ العجبُ من لبِّه كلَّ مأخذ ، حينما يرى مظاهر الكسل و الفتور و التراجع عن الطاعة في صورة واضحة للعيان ، و كأنَّ لسان حالهم يحكي أن العبادة و التوبة و سائر الطاعات لا تكون إلا في رمضان ، و ما علموا أن الله سبحانه هو رب الشهور كلها ، و ما شهر رمضان بالنسبة لغيره من الشهور إلا محط تزود و ترويض على الطاعة و المثابرة عليها ، إلى حين بلوغ رمضان الآخر ، و لا غرْو في ذلك عباد الله ، فالله جل وعلا أتبع فرض الصيام على عباده بقوله : (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [ البقرة:21 ] . و من هنا – عباد الله – كان لزاماً علينا أن ننظر إلى حقائق العبادات و آثارها ، لا إلى صورها و رسومها ، إذ كم من مجهد نفسه كان حظه من صيامه الجوعَ و العطش ، و كم من مواصل للعبادة فيه فكان حظه فيه التعب و السهر ، و آكد ما يدل على ذلك حينما يُسائل الناس أنفسَهم : كم مرة قرؤوا القرآن في رمضان ؟ و كم سمعوا فيه من حِكَم و مواعظ وعبر ؟ ألم يسمعوا كيف فعل ربهم بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ؟ ! ألم يقرؤوا صيحة عاد ، و صاعقة ثمود ، و خسف قوم لوط ؟ ألم يقرؤوا الحاقة و الزلزلة و القارعة و إذا الشمس كورت ؟ ! فسبحان الله ، ما هذا الذي ران على القلوب ؟ ! (( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً )) [ النساء:82 ] . أفقُدَّت قلوبنا بعد ذلك من حَجَر ؟ ! أمْ خُلقت من صخر صلب ؟ ! أين القلب الذي يخشع و العين التي تدمع ؟ فلله كم صار بعضها للغفلة مرتعاً . أيها المؤمنون : إن لرمضان ميزة و خصوصية في العبادة ليست في غيره من الشهور ، بيْد أنه ليس هو محل الطاعة فحسب ، ولذلك كان النبي صلِّ الله عليه و سلم جواداً في كل حياته غير أنه يزداد جوده إذا حلَّ رمضان ، ناهيكم عن أن الرجوع و النكوص عن العمل الصالح هو مما استعاذ منه النبي صلِّ الله عليه و سلم بقوله فيما صح عنه : (( وأعوذ بك من الحور بعد الكور )) و الله جل و علا يقول : (( وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـٰثًا )) [ النحل:92 ] . و يؤكد ذلك ما قاله صلِّ الله عليه و سلم في دعائه المشهور : (( واجعل الحياة زيادة لي في كل خير )) ، إذ لم يُقصر الخير على شهر رمضان فحسب ، بل إن هذا كله إنما هو استجابة لأمر ربه جل و علا بقوله : (( وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ )) [ الحجر:99 ] ، فلا منتهى للعبادة و التقرب إلى الله إلا بالموت . إن مما لا شك فيه أن هناك ضعفاً في البشر لا يملكون أن يتخلصوا منه ، و ليس مطلوبٌ منهم أن يتجاوزوا حدود بشريتهم ، غير أن المطلوب أن يستمسكوا بالعروة الوثقى التي تشدهم إلى الله في كل حين ، و تجعل من التدين في جميع جوانب الحياة عندهم ثقافةً و أسرة و إعلاماً من الثوابت التي لا تتغير، و لا تخدَع بها النفس في موسمٍ ما دون غيره ، كما أنها تمنعهم في الوقت نفسه – بإذن الله – من التساقط و التهالك، و تحرسهم من الفترة بعد الشرَّة ، فرسول الله صلِّ الله عليه و سلم يقول: (( يا أيها الناس ، خذوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، و إن أحب الأعمال إلى الله ما دام و إن قل )) [رواه البخاري و مسلم] . و لأجل هذا أيها المسلمون ، فإن هناك عبادات هي من الثوابت التي لا تتغير بعد رمضان ، كالصلاة و الزكاة و الصدقة ، و كذا الدعاء لنفسك و لمن أوصاك به و لإخوانك في الملة و الدين من المستضعفين والمجاهدين، ناهيكم عن التوبة المطلوبة في كل حين و آن ، و التي أمرنا الله بها في قوله : (( وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [ النور:31 ] ، و كان يتأولها النبي صلِّ الله عليه و سلم بقوله : (( إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم مائة مرة )) إذا عرفت – أيها المرء – هذه الأمور كلها ، فما عليك إلا أن تلتزم ، و لقد أحسن من انتهى إلى ما سمع أو علم ، و لقد ذقت طعم العبادة في رمضان و لذة القرب من الله ، فلا تعكرن هذا الصفو بالكدر، و الهناء بالشقاء ، و القرب بالبعد . إن البقاء على الطاعة في كل حين أو التهاون عنها كرات و مرات ليعودان في المرء – بإذن الله – إلى القلب ، و هو أكثر الجوارح تقلباً في الأحوال ، حتى قال فيه المصطفى صلِّ الله عليه و سلم : (( إنما سُمِّي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً على بطن )) [رواه أحمد] ، و لأجل هذا كان من دعائه صلِّ الله عليه و سلم : (( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك )) [رواه الإمام أحمد] و بعدُ يرعاكم الله ، فإن من حق نفسك عليك – أيها المسلم – أن تفرح بعيدها ، فالله جل و علا جعل الفرح و الروح في الرضا و اليقين ، و جعل الغم و الحزن في السخط و الشك، و ساخط العيش – عباد الله – هو في الحقيقة كثير الطيش ، و كأن الدنيا في عينه سمُّ الخياط ، حتى يكون حرضاً أو يكون من الهالكين . و العيد – عباد الله – مسرح للاستئناس البريء ، البعيد عن الصخب و العطب ، و متى تجاوز الناس حدود الله في أعيادهم من لهوٍ محرم ، و إيذاء للآخرين بالضجيج و الأهازيج فما قدروا الله حق قدره ، و ما شكروه على آلائه، و لقد رأى علي رضي الله تعالى عنه قوماً يعبثون في يوم العيدٍ بما لا يُرضي الله فقال : ( إن كان هؤلاء تُقُبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين ، و إن كانوا لم يُتقبل منهم صيامُهم فما هذا فعل الخائفين ) ، فعلى المسلم إذاً أن لا يكون فرحاً إلى درجة الإسراف ، لأن الله لا يحب الفرحين من أمثال هؤلاء ، إذ بمثل هذا الفرح يتولد الأشر و البطر ، و يدل لذلك قوله تعالى : (( مِن شَرّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ )) [ الناس:4 ] . فقد قال بعض المفسرين : إن الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح ، فإذا ذكر الله خنس. ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين ، و اللهَ اللهَ في الانضباط حال الفرح و السرور و الابتهاج ، فالمؤمن الصادق لا يفرح إلا فرح الأقوياء الأتقياء ، و هو في الوقت نفسه لا يبغي و لا يزيغ ، و لا ينحرف عن الصواب ، و لا يفعل فعل أصحاب النار الذين قال الله فيهم : (( ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ )) [ غافر : 75 ] ، بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ، قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم الحمد لله وحده ، و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله صلى الله وسلم و بارك عليه وعلى آله وأصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعـــــــــد : فاتقوا الله أيها المسلمون ، و أعلموا أن الشارع الحكيم قد سنّ لكم صيام الست من شوال ، و جعل ذلك من متابعة الإحسان بالإحسان ، فقد قال النبي صلِّ الله عليه و سلم : (( من صام رمضان و أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر كله )) [ رواه مسلم ] . و الأفضل في صيام هذه الست أن تكون على الفور بعد يوم العيد ، و أن تكون متتالية، و من فرق بينها فلا بأس ، و من أخرها إلى وسط الشهر أو آخره فلا بأس ، و هي ليست واجبة ، ولا صحَّة لما يظنه بعض العوام من أن من صامها سنة وجبت عليه في السنين الأخرى، بل هي سُنة ، من فعلها أثيب عليها ، و من تركها فلا شيء عليه ، و من كان مواظباً عليها في كل عام ثم مرض أو سافر في عام آخر فإنها تكتب له ، و إن لم يصمها ، لقول النبي صلِّ الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : (( إذا مرض الإنسان أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً )) كما أنه لا يجوز تقديم صيام الست على أيام القضاء من رمضان ؛ لأن من شروط حصول أجر الست من شوال أن يكون المرء قد صام رمضان بأكمله ، و بذلك يكون المرء كأنما صام عاماً بأكمله . هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم صاحبِ الحوض و الشّفاعة ، و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ، كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [ الأحزاب : 56 ] و قال صلى الله عليه و سلم : (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت كما و نرفقها لكم فى ملف أعلاه لمن أراد الإحتفاظ بها و أوصيكم بزيارته بأستمرار فبه الكثير من خير الله و به تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين |
|
|