صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-25-2015, 07:13 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,309
افتراضي الحفاظ على الوقت

من:الابنة / آية عبد الرحمن
الحفاظ على الوقت

الوقتُ أصلُ النِّعم، بل أغلاها، وهو عُمْرُ الحياة،

وميدان وجود الإنسان، وساحة ظلِّه وبقائه،

ونفعه وانتفاعه، أَقسَم اللهُ به في مختلف أطواره؛

بليله ونهاره، وفجره وصباحه، وعصره وضَحَائه،

وما ذلك إلاَّ لبيان أهميته وعِظَم مكانه؛ فهو ميدان العاملين،

وساحة النَّاجحين والخاسرين.
قال تعالى:

{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}


[العصر: 1 - 3]،

فالعصر هنا هو الزَّمان الذي تَقع فيه حركات الإنسان،

من خيرٍ أو شرٍّ، وقد أقسَم الله تعالى به ليؤكِّد أنَّ الإنسان في خسارة

وهلاك، إلاَّ أولئك الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصَّالحات بجوارحهم،

وتواصَوا بفِعل الطاعات وتَرك المنكرات فيما بينهم،

وبالصَّبر على ما أصابهم.

والعاقل هو من يَغتنم وقته فيما يَنفعه وينفع أمَّته؛

لأنَّه يَعلم أنَّ عمرَه هو أغلى ما يَملِكه،

وما يمضي منه لا يُمكن أن يعود إليه أبدًا،

والليل والنهار يتعاقبان فينا ويأكلانِ من أعمارنا،

فلا بدَّ لنا أن نَعمل فيهما ما خُلقنا لأجله،

قال تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ

أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }


[الفرقان: 62].
وقد حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الأوقات وعدم إضاعَتها،

فقال صلى الله عليه وسلم:

( اغتنم خمسًا قبل خمسٍ: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلِك،

وغِناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحَّتك قبل سقمك ) ،


وأخبرَنا بأنَّ القليل من النَّاس هم من يدركون قيمةَ الوقت

ويستفيدون منه كلَّ الفائدة، وهؤلاء هم الموفَّقُون الأفذاذ،

الفائزون الرَّابحُون، وأمَّا الأكثرون فهم المضيِّعون لأعمارهم وأوقاتهم،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( نِعمتان مغبُونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصحَّةُ، والفراغُ ).

ولا بدَّ لكلِّ إنسان أن يعلم أنَّه سيقف بين يدي ربِّه ويسأله عن نِعمَة شبابه

وعمره، وأين أفناه؟ وفيمَ أضاعه؟

وعليه، فليُعِدَّ كلٌّ منَّا جوابًا، وما أصعَبَه من سؤال على أولئك الذين

أضاعوا أعمارهم في غير ما خلقهم الله له!

وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

( لا تزُولُ قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل: عن عُمُره فيمَ أفناه؟

وعن عِلمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبَه؟ وفيم أنفقَه؟

وعن جسمه فيم أبلاه؟ ).


وعندما يَنفد العمرُ وتنقضي آمادُه، وتحين ساعةُ الرَّحيل الحتمي،

يتمنَّى أولئك المضيِّعُون لأعمارهم أن يطول بهم العُمر،

ولو لزمنٍ قليل فيَتَدَاركوا ما فاتهم، ولكنَّ العمرَ المكتوب قد انقضى،

والأجلَ المحتوم قد حضر،

قال تعالى:

{ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ

لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ *

وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }


[المنافقون: 10، 11].

وربَّما انخرمَت أعمارُهم دون أن يشعُرُوا بالنَّدَامة والأَسَى على ما فرَّطوا

في حياتهم، فإذا ما انتهَت آجالُهُم، وحَضر حسابُهم، تَمنَّوا على الله أن

يعودوا إلى الدُّنيا، علَّهم يستدرِكون شيئًا ممَّا فاتَهم، ولكن هيهَات هيهات،

قال تعالى:

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ

صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}


[المؤمنون: 99، 100].

ليس لهم من حجَّة يحتجُّون بها بين يدي الله تعالى،

وقد وهبهم من العُمر والوقت ما يمكِّنُهم من القيام بما كلِّفوا

به من الأعمال،

قال تعالى:

﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا

نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ

فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾


[فاطر: 37].

ومما سبَق نخلص إلى أنَّ الأوقات والأعمار هي أعظم وأعزُّ ما يملكه

الإنسان، فلا يَنبغي للعاقل أن يهدِر وقته من غير عمل نافعٍ،

يَنفع به نفسه أو أمَّته،

وقد قيل قديمًا: الوقت كالسَّيف إن لم تقطعه قطعك،

وقيل كذلك: الواجبات أكثر من الأوقات،

وقد كان الصحابيُّ الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول:

ما ندمتُ على شيء ندَمي على يومٍ غربَت شمسُه،

نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي.

وهكذا كان السلَف الصالح رضي الله عنهم يَغتنمون أعمارَهم وأوقاتهم،

فأرضَوا عنهم خالقَهم، ونفعوا أمَّتهم، فعَلا شأنُهم، وعزَّ جانبُهم،

وهابهم أعداؤهم، وشتَّان بين ما كانوا عليه وما آل إليه حال أمَّتنا اليوم،

فقد أصبح كثيرٌ من أفراد أمَّتنا يتفننون في إضاعة الأوقات والأعمار

وقتلها، فكان أنْ وصَلنا إلى ما وصلنا إليه من ضعفٍ وهوان وغثائيَّة.

فنسأل اللهَ أن يصلح أحوالَنا، ويلهِمنا ما يرضيه عنَّا،

ويبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا وأعمالِنا، إنَّه سميع مجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات