[adnan]

( الحلقة رقم : 521)

{ الموضوع الحادى عشر الفقرة 21 }

( أحكــام الـطلاق )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الحادى عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ

وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ

فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }

[ البقرة 229 ]

عن أبى هريرة رضى الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ )

رواه أحمد، وأبو داود ، وابن ماجه ، والترمذى ، والحاكم

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن :

اتفق العلماء على حرمة الطلاق ثلاث

واختلفوا فيما أذا طلقها ثلاث بلفظ واحد

هل يقع أم لا وإذا كان يقع

فهل يقع واحدة أم ثلاث فلنبدأ على بركة الله

الطلاق ثلاث

ذهب جمهور العلماء على إنه يقع ويرى بعضهم عدم وقوعه

والذين رأوا وقوعه إختلفوا فقال بعضهم إنه يقع ثلاثاً

وقال بعضهم يقع واحدة فقط .

وفرق بعضهم فقال :

إذا كانت المطلقة مدخولاً بها وقع ثلاث

وإن لم تكن مدخولاً بها فواحدة

الإستدلال والأدلة بأنه يقع ثلاثاً

وهذا مذهب جمهور التابعين وكثير من الصحابة

وأئمة المذاهب الأربعة .

قال تعالى :

{ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ }

وقال تعالى :

{ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً }

وقال تعالى :

{ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ }

فظواهر هذه الآيات تبين صحة إيقاع الواحدة والثنتين والثلاث

لأنها لم تفرق بين إيقاعه واحدة أو ثنتين أو ثلاثاً .

قال تعالى :

{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }

فظاهر هذه الآيه جواز إطلاق الثلاث ، أو الثنتين دفعة أو مفرقة

عن سهل بن سعد قال :

لما لاعن أخو بنى عجلان امرأته قال :

( ظَلَمْتُهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ )

رواه أحمد

وعن الحسن قال :

حدثنا عبد الله بن عمر :

( عنِ ابنِ عمرَ أنَّهُ طلَّقَ امرأتَه وَهيَ حائضٌ

ثمَّ أرادَ أن يتبعَها بطلقتينِ أُخَرَتينِ عندَ القُرأينِ

فبلغَ ذلِك رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ

فقالَ يا ابنَ عمرَ هَكذا أمرَك اللَّهُ؟!

إنك قد أخطأتَ السُّنَّةَ

السُّنَّةُ أن تستقبلَ الطُّهرَ فتطلِّقَ عندَ ذلِك أو تمسَك

قال فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيت لو طلَّقتُها ثلاثًا كانت تحلُّ أن أراجعَها؟

قالَ لا كانت تبينُ منكَ وتكون معصيةً )

رواه الدار قطنى

وفى حديث ركانه أن النبى صلى الله عليه وسلم

استحلفه أنه ما أراد إلا واحدة

وذلك يدل على انه لو اراد الثلاث لوقع

أخى المسلم

بماذا استدل العلماء على أن الطلاق بالثلاث يقع واحدة ؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

كن فى الحياة كعابر سبيل

وأترك وراءك كل أثر جميل

فما نحن فى الدنيا إلا ضيوف

وما على الضيف إلا الرحيل .

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود